ما ضرني لو كنت أسمع الكلام وأخضع !
@ تعليم
قام الأستاذ باقر سليمان النجار وهو من البحرين بإعداد دراسة قيمة عن التعليم في الخليج العربي ونشرها في كتابة المعنون (صراع التعليم والمجتمع في الخليج العربي صدر عن دار الساقي طبعة 2003 .
الكتاب يبن في طياته حقيقة وهي أن النظام التعليمي لدول الخليج يغرس روح الاستسلام والطاعة والسكوت عن الخطأ وتقبل الرأي بدون اقتناع , حيث أن الكتب المدرسية تشدد على مبد الطاعة المطلقة لكل رموز السلطة الاجتماعية على أن اعتبار أن الطاعة فضيلة وسلوك حميد فالطفل المثالي هو الطفل المطيع , ويعترض الكاتب على مقولة الطاعة كونها تقدم خطا وفق الأتي :
1 – الطاعة تدل ضمنيا أن الكبار دائما على صواب
2 –الحث على الطاعة مقرونا بالخوف والعقاب
ويشير الكاتب إلى نص شعري في احد الكتب المدرسية في الكويت في الثمانينيات يقول :
أخشى مربيتي إذا *** طلع النهار وافزع
وأخاف والدتي إذا *** جن الظلام واجزع
ما ضرني لو كنت *** اسمع الكلام واخضع
ويدل البيت على الطاعة العمياء والخوف وأزيلت تلك الأبيات من الكتب المدرسية لاحقا , ومفهوم الطاعة يقرن بطاعة الأم والأب والمدرس والناظر والحكومة .
ويضيف الكاتب أن لا فائدة ترجى من أي نظام تعليمي تنحصر كل انجازاته في تخريج أفواج من الطلاب المعاقين ذهنيا والمقعدين وظيفيا !! على حد قولة
لن نطيل في محتوى الكتاب , ولكن يتضح أن التعليم في منطقتنا ما هو لتعليم إفراد من اجل الحصول على شهادة بدون ربط ذلك بحاجات المجتمع او تعليمهم القدرة على التفكير أو المناقشة .
وفي الكويت هذه الأيام لا اعرف من ادخل نظام غير عقلاني في المرحلة الابتدائية وهو أن التلميذ لا يسقط وإنما يرتفع من الصف الأول إلى الثاني حتى لو سقط في عدة مواد .
أيضا مشكلة أخرى وهي إلباس الثوب الديني في مسألة التعليم وفق مقولة المديرة أو المدرسة الأولى للمدرسات ( جزاكم الله خير يا مدرسات نجحوا البنات والله يفقكم في حياتكم ويوفق عيالكم ) وما أن تسمع المدرسة هذا القول ألا وينتابها الخوف من عدم توفيق أولادها وترتكب المحذور وهو أنجاح من لا يستحق النجاح وهذه مصيبة كبرى .
أنا شخصيا لي تجربة شخصية في تعليم أولادي وكانت كالتالي :
- رفضت إدخالهم مدارس أجنبية وأدخلتهم المدارس الحكومية , وسبب الرفض إنني اعرف أنهم في المدارس الأجنبية سيتلقون تربية تعزلهم عن مجتمعهم وإلباسهم فكر غريب على المجتمع .
- وقمت بإلحاقهم بمدارس حكومية , ولكن لم اعتمد على التعليم الحكومي وإنما بعد العصر أدخلهم مدرسة لتعليم اللغة الانجليزية british council في المنصورية وأحيانا اجلب لهم مدرسة لغة انجليزية في المنزل , وفي الصيف ألحقهم بالمعسكرات الصيفية التي تقيمها المدارس الخاصة .
هذه التجربة الخاصة ساهمت في إلمامهم باللغة الانجليزية ووصولهم للمراحل الجامعية بسهولة وتخرجهم بتقادير متميزة وألان هم جميعا يعملون وحصلوا على مراكز وظيفية متميزة والحمد لله .
لهذا انصح الشباب المتزوجون وهم في مقتبل العمر عدم الاعتماد على التعليم الحكومي بالكامل ولا أقف في صف التعليم في المدارس الأجنبية الذي يكون له ايجابيات ولكن هناك سلبيات أيضا وهذا اعتقادي الخاص وقد يخالفني البعض في ذلك .
وسلامتكم
___________
من مدونة حمد الحمد
25-10-2010 صباح الاثنين س 1 ود 3
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق