الأحد، 5 نوفمبر 2023

أوقفوا المقاطعة .. هذا ليس كلامي !!

 

أوقفوا المقاطعة .. هذا ليس كلامي !!  

كتب :حمد الحمد

نُشر لي في عدد «الراي» يوم 26 أكتوبر 2023 م مقال بعنوان «المقاطعة الرسمية والمقاطعة العاطفية العشوائية»، وأوضحت أن المقاطعة لا معنى لها، حيث إنها تصدر من اشخاص لا صفة لهم، وقد اعتبر الكثيرون أن مطالبتي هي دعم ومساندة لجهة العدو أثناء حرب غزة، وكذلك ذكرت أن أي شخص غير ذي صفة طالب بمقاطعة مُنتجاً مُحدداً من دون أي سند سيتُم ملاحقته في المحاكم ومقاضاته من قِبل شركات عدة.

وقد صدق ما ذكرت، لهذا أقول «أوقفوا هذه المقاطعة»، وهذا ليس كلامي إنما كلام أصحاب الشأن ويأتي من مصر، حيث طالب الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية بوقف حملات المقاطعة، لأن هكذا حملات لن يكون لها تأثير على الشركات الأجنبية الأم، إذ إن مصر تُشكل 1 من الألف من حجم الأعمال العالمية ونصيب الشركة الأم من الفرنشايز لا يتجاوز 5 في المئة من إيرادات الشركة المصرية، وأن التأثير على الشركة الأم لا يُذكر، ولكن الأثر الكبير سيكون على المُستثمر المصري والعمالة المصرية واجواء مجال الاستثمار الخارجي وقد حدث هذا بالفعل.

وناشد الاتحاد المصري للغرف التجارية المصريين بعدم الانسياق خلف دعوات المُقاطعة، لما فيها من ضرر بالغ على الاستثمار والاقتصاد المصري ومُرتبات عشرات الآلاف من أبناء العاملين في تلك الشركات، المُناشدة بثت عبر القناة الفرنسية 24، وكذلك نُشرت في صحف مصرية وعربية عدة.

وفي الأردن، وكيل مطاعم إحدى الوجبات السريعة التي نقاطعها في الكويت، اتخذ قراراً مؤلماً، وهو طالما تقاطعونني سأغلق كل فروع المطعم، وأغلقها بالفعل، وطالما أغلق جميع الفروع، هنا لا دخل، وطالما لا دخل، لا رواتب للموظفين وكلهم عرب، وليذهبوا لمنازلهم، وهنا قُطع رزقه ورزق آلاف الأسر العربية، ولم تتأثر الشركات الاجنبية الأم إلا تأثيراً بسيطاً، كونها شركات عالمية عابرة للقارات، ذلك الخبر اطلعت عليه بالانستغرام.

كذلك في وسائل إعلامية كويتية نُشر خبر أن شركات كويتية محلية مُتضررة من دعوات المقاطعة سترفع قضايا على كل من أعلن صراحة وطلب بمقاطعة مُنتج ما، وهو غير ذي صفة، وستتم ملاحقته في المحاكم، وأنه سيتحمل الخسائر نتيجة لفعله، وهذا رزق جديد للمحامين.

لهذا، إذا انسقنا خلف الشارع من دون وعي ودراسة وتعقل، دائماً النتائج قد تكون لها جوانب ليست ما نتمناها، رغم أن الأهداف والنوايا قد تكون نبيلة، لهذا المُلاحظ أن من يقود الشارع في هكذا أزمات مهمة هم الشباب الصغار والمراهقون بعواطفهم وحماسهم، ويغيب صوت الكبار والعقلاء، مع أن الجهات الرسمية يُفترض أن يكون لها صوت إلا أنه للأسف غائب في هكذا أحداث تعصف بعالمنا العربي.

اللهم أحقن دماء إخواننا في غزة، وأوقف هذه الحرب المُدمرة.

https://www.alraimedia.com/article/1663957/مقالات/أوقفوا-المقاطعة-هذا-ليس-كلامي-

الأربعاء، 1 نوفمبر 2023

إجازات الخميس الونيس .. الاجازات المرضية !

 

إجازات الخميس الونيس .. الاجازات المرضية !!

كتب : حمد الحمد

     أطباء وزارة الصحة في المستوصفات خرجوا بتقليعة جديدة وهي «مالنا خلق نقابل الموظفين ونمنحهم إجازات مرضية... امنحوهم إجازات من دون فحص»، لهذا وزارة الصحة ووزيرها أقرّا نظاماً لا يحدث في أي بلد في العالم، بمعنى إذا أنت غير مريض و«يمشي على كتوفك التيس»، كما يُقال شعبياً، خذ إجازة مرضية عبر «النت» من دون مراجعة أي طبيب لثلاثة أيام بالشهر.

   هل هذا منطق؟ القانون كيفها بـ«إجازة مرضية»، بمعنى أنتَ غبت لأنك مريض كما سماها القانون، لكن أنتَ يا موظف ليس مريضاً، إذاً لا ينطبق عليها مُسمى «مرضية»، يفترض تُسمى «إجازة الخميس الونيس»، حيث إن الغالبية يفضلون أخذها يوم الخميس. لهذا أي موظف أصبح على مزاجه وهو بكامل صحته، يدخل «النت» ويطلب إجازة مرضية لثلاثة أيام كل شهر، وبعدها يذهب للمجمع يتمشى، أو يُسافر ليشم الهواء في بلد آخر، إضافة لذلك لو استنفدت كل إجازاتك المرضية خلال الشهر بإمكانك ان تذهب وتحصل على إجازة مرضية إضافية من مركز طبي.

    موظفة تعمل في جهة حكومية تقول من الآن بدأ يوم الخميس في الجهة التي تعمل بها يوم ميت، حيث أصبح غالبية الموظفين يقدمون على الإجازة المرضية يوم الخميس بالذات ويخلو القسم، وتقول حتى هي التي لم تكن تفكر في أخذ إجازات مرضية ستقدم، ولكن الضحية هم المراجعون.

   ولنفترض أن عدداً من الموظفين حدث أنهم في يوم واحد أخذوا هذه الإجازة وهم ليس مرضى، ماذا يفعل المدير بعد أن تعطل عمل كل القسم، أو إذا كانت هناك إجازات أعياد تمتد لتسعة أيام، هل بإمكان الموظف أخذ يوم مرضية قبلها لتصبح إجازة بـ 12 يوماً أو اكثر ويُشل كل البلد؟ والسؤال هل مر هكذا قرار على جهات قانونية لمعرفة مدى قانونيته... وهل راعى مصلحة العمل والبلد...لا أعرف؟!

هذه الأيام الكل يتحدث في الخليج عن الانفلات الذي يحدث في ساحة الإرادة وتنقله المحطات الإعلامية، في الساحة كبار وصغار وأطفال مواطنين وغير مواطنين يطلقون تصريحات، ولا نعرف من يمثلون، البعض يتهجم على دول الخليج والبعض يُطالب بتحرك أحزاب، والبعض يطالب بقطع النفط وسحب الاستثمارات والتهجم على دول صديقة، وتم تجييش الصغار حتى أصبحوا ثوريين، صديق يقول إنه كان في أحد المولات حين وصل تلاميذ مدارس بحافلات ودخلوا منتصف المول وأخذوا يصيحون بصوت مرتفع تعيش وتعيش...!

    لا أعرف كيف تُضبط ساحة الإرادة... حيث كانت بالسابق طرح قضايا محلية لكن دخل الحابل والنابل وتغيّرت الأمور... والحكومة في صمت مطبق، أو كأن لا وجود لحكومة للأسف.

https://www.alraimedia.com/article/1663448/مقالات/إجازات-الخميس-الونيس-الإجازات-المرضية

الرأي 31 اكتوبر 2023