السبت، 19 ديسمبر 2020

رجل واحد ونساء .. انقذوا بلد !!

 

رجل واحد ونساء .. أنقذوا بلد !!

كتب : حمد الحمد

______________________

    رواندا بلد صغير في أفريقيا ،وبفضل رجل واحد ومجموعة نساء، تحولت راوندا إلى بلد حضاري في عدة سنوات ، كيف حدثت هذه المعجزة ؟ ، الحكاية في بداية التسعينيات كانت البلد تعيش في حرب أهلية طاحنه، وقُتل أكثر من مليون شخص وهُجر إحدى عشر مليون إلى الدول المجاورة .

     لكن في عام 2000  و وفق  ما ذكرته قناة بي بي سي ،استلم الحُكم بول كاغامي ، وحتى لا يُضيع الوقت، وضع خطة حتى عام 2020 ، من أهم بنودها توحيد البلاد وإعدام الفقر والمصالحة الوطنية ودستور جديد وتجريم استخدام إي خطاب عنصري ، والخطة لمدة 20 سنة ، وتقوم على أساس أننا لن نعيد اختراع العجلة من جديد ،أنما سنستعين بخبراء من الدول المُتقدمة للمساعدة ، ومع بدء سريان العمل بالخطة وما أن اكتملت تلك الفترة ،إلا و ارتفع مستوى دخل الفرد إلى ثلاثين ضعفاً ، وكان من أهم البنود مطار خالي من الفساد ، تنشيط الاستثمار ، وإلغاء التأشيرات للأجانب وجذب السياح، وان يتحدث الشباب الانجليزية، وان يعمل الجميع ليوم واحد في الأسبوع لخدمة المجتمع بأعمال التنظيف أو التصليح أو الصيانة خارج المنزل .

    وحدثت المعجزة حيث أصبحت رواندا بعد عقدين من الزمن من أفضل الدول نمواً في العالم ،ويُطلق عليها سنغافورة أفريقيا ،وتم اعتبارها أهم بلد جذب سياحي ،وتراجع الفقر 60%، ونسبة الأمية انخفضت إلى 50% ، وبدت كيغالي العاصمة من أفضل مدن العالم وأنظفها بسبب القيادة الرشيدة .

    والعامل الأهم في ذلك التقدم هو إن نسبة مُشاركة النساء في البرلمان الراوندي أكثر من الرجال حيث نسبتهن 60% ، حيث اثبتن إنهن اقدر على التحمل بالعمل ونسبة انجاز أكثر من الرجال !! .

    وأنا اكتب معجزة راوندا ذلك البلد الإفريقي، أتذكر أوضاعنا ،فكم من تقارير من البنك الدولي تقدم لنا خطط للإصلاح، وكم مستشار أجنبي ومحلي قدموا لنا تصورات لتصحيح الوضع، إلا إن تلك الخطط توضع بالأدراج ليس إهمالاً، أنما فقط لان تنفيذها يضر بتلك الجهة أو الأخرى أو مُتنفذ ما ، والأمر الأهم أننا نرى كيف إن مُشاركة النساء في تقدم تلك الدولة كان من أسباب النجاح، بينما نحن عطلنا مشاركة المرأة الكويتية لمدة تقارب نصف قرن بناء على فتوى دينية ،وعندما اجزنا  كانت مشاركتها محدودة كنائبة أما وزيرة فنجد إن الحرب تشن عليها لإفشالها .

____________________________

*مقال من حمد الحمد كتبته في 21 نوفمبر 2020 وأرسلته لصحيفة ما قبل الانتخابات ولكن لم ينشر للأسف لهذا انشره في مدونتي اليوم 19 ديسمبر 2020 .