الأحد، 28 يناير 2024

مقترح د الملا يدعم المخالف

 

  1. مقترح د الملا  يدعم المُخالف بدل أن يُحاسبه !!
  2. كتب : حمد الحمد
صراحة، أستغرب من أن يتقدم العضو الفاضل الدكتور بدر الملا، وزملاؤه الشهر الماضي، بمقترح يخدم المُخالف بدلاً من أن يكافئ الملتزم من أبناء الوطن، حيث أعلن النائب مع عدد من الأعضاء بمقترح طلب إلغاء قانون الخدمة الوطنية، الذي تم اقراره من قِبل الحكومة والمجلس عام 2015 م، ومؤكداً أن القانون لم تتم الموافقة عليه عن عبث إنما عن دراسة ومصلحة، والقانون يُطلق عليه شعبياً «قانون التجنيد الالزامي»، ومُبرر تقديم طلب الإلغاء هو تعطل توظيف الشباب طالما لم يلتحقوا.
عندما تم تطبيق القانون لبى الشباب الكويتي نداء الوطن، والتحقوا بالخدمة الوطنية، لكن للأسف عدد يُقارب أكثر من 13 ألف شاب كويتي تخلفوا ولم يلتحقوا أو رفضوا، لهذا هب العضو الفاضل وجماعته بطلب إلغاء الخدمة مكافأة للمُخالفين من دون مبرر عقلاني.
العالم مُلتهب وكل الدول تبدأ تدعم جيوشها، حيث «الناتو» يبحث انشاء جيش عسكري كبير للتصدي لتهديد دول مارقة مثل روسيا وإيران وكوريا الشمالية، وكل دولة أوروبية تزيد ميزانيات الجيوش الأوروبية بمبالغ خيالية، والاستعداد ليس للدخول في حروب، إنما للدفاع عن البلدان عند حدوث أي خطر، وفي أعينهم ما حدث لأوكرانيا.
لهذا يا دكتور، لا معنى لاقتراحك وأنت القانوني، الذي يفترض أن تدعو لمحاسبة كل من تخلف عن تلبية نداء الوطن، وأنت ترى بعينك منطقتنا وما يحدث بها من نزاعات وحروب... لهذا، لا يخدم الوطن إلا أبناء الوطن.
تراجع يا دكتور واطلب تطبيق القانون، ليكون الشباب درع الوطن عند حدوث أي أمر لا سمح الله، فلا يدافع عن وطنه إلا شبابه المؤهلون بتدريب عسكري أولي.
هذا ما نراه والله الموفق.
https://www.alraimedia.com/article/1674363/مقالات/مقترح-د-الملا-يدعم-المخالف-بدل-أن-يحاسبه-


الاثنين، 22 يناير 2024

الكويت سجن بلا أسوار !!

 

الكويت سجن بلا أسوار  !!

كتب : حمد الحمد

   "الكويت سجن بلا أسوار"، هذه الجُملة لم تأتِ على لساني، إنما أذكر قرأتها في إحدى الصحف منذ فترة طويلة، وحكايتها أن صحافياً من مصر زار الكويت في فترة الأربعينيات أو الخمسينيات، وتجوّل في البلد، وعندما عاد للقاهرة، كتب تلك الجملة، وكان يعني أن الكويت في الفترة التي زارها لا فيها لا شجر ولا نهر، ولا طبيعة مُغرية وحياة بسيطة، ولكن أهلها رغم قساوة العيش وبساطته لا يتركونها وكأنهم في سجن، رغم أن لا أسوار تمنعهم من الرحيل.

    ويُقال إن الشيخ مبارك الصباح، سأل رجل دين يعيش في الكويت، وهو من أصل تركي، حيث قال له بما معناه: «أنت تترك تركيا الجمال والطبيعة وتعيش عندنا في بلدنا الصحراوي لماذا»؟، وكان رد تلك الشخصية بقوله «أعيش في بلدكم لأن عندكم أمن»، وأعرف أن أولاد وأحفاد تلك الشخصية مازالوا في الكويت وكويتيين.

    منذ فترة وأنا أتابع ما يكتبه بعض الجهلة في التويتر وغيره تدعمهم حسابات وهمية، وهجومهم غير المُبرّر على المقيمين، وكأنهم يروّجون بأن الكويت بلا استقدام أيدٍ أجنبية أفضل، ولا أعرف لو الحكومة أخذت بجميع تلك المطالبات، مَنْ سيعمل في كل مرافق القطاع الخاص ومَنْ سيبني بيتك، أو سيصلح سيارتك أو انبوبة ماء في منزلك.

   التشدّد في انغلاق الكويت في السنوات الأخيرة على نفسها غير مُبرّر، وكأنها جنة الله على الأرض!، وعدم فتحها للسائح، ولذوي الخبرات ساهم بتراجع صورتها، ولدى البعض من القيادات الحكومية توجه ألا يسمح للدخول إلّا للعمالة الهامشية، بينما لا يدخلها أحد من المقتدرين مالياً من عالمنا العربي وما أكثرهم، نعرف أن الأوروبيين والأميركيين يدخلون بفيزا في المطار، ولكن هناك في عالمنا العربي في مصر أو تونس أو المغرب أو غيرها من الأثرياء العرب الذين يتمنون زيارة الكويت، ولكن لا أبواب مفتوحة لهم، إلا عبر شركة أو وسيلة ما أو واسطة ما، لهذا لماذا لا يكون لتلك الفئة الفرصة لزيارة الكويت كسياح وليس كعمالة.

    لديّ صديق عراقي وهو أديب أردت دعوته للكويت ولكن لا مجال، ونسمع أن التحاق بعائل موقوف، لماذا لا أعرف؟، قبل أسبوع أردت مراجعة عيادة أسنان لزيارة طبيب جنسيته عربي أميركي اعتدت مراجعته منذ عقدين من الزمان، واكتشفت انه قد غادر البلاد نهائياً، حتماً لعدم مقدرته على استقدام أسرته حتى لو زيارة لأيام، وسمعت أن مؤسسة مالية كبرى بالكويت، نتيجة لهذه القيود اضطرت مُجبرة أن تنقل قسماً كاملاً من احدى إدارتها بالموظفين لدولة خليجية نتيجة لتلك القرارات التي تتخذ بدون دراسة.

     لهذا، لا معنى أن تأتي مطالبات في مواقع التواصل من أشخاص لا هم من أهل النابل ولا الحابل، انما يجلسون في منازلهم ويكتبون، أو ما كما يقول المثل العربي «لا هم في العير ولا في النفير»، ويضرب المثل بالرجل قليل المنفعة الذي ليس له دور في الأحداث إنما متفرج ولكن يسمع صوته، وما أكثرهم في مواقع التواصل الذين يهاجمون ويقترحون ويطالبون ولهم تأثير ومع هذا تجد هناك جهات حكومية تُصغي لهم، وتصدر قرارات نتيجة لصياحهم.

    الكويت ليست جنة الله على الأرض، إنما هي بلد طيبة وشعب كريم، ولكن خلقت أسوار حولها بلا مُبرّر، بينما دول خليجية خرجت من هكذا فكر يغلب عليك التشكيك بالآخر، وتلك عقلية يجب أن نتخلّص منها، ولا نسمح لأهل العير والنفير يلونون الدولة وشعبها بفكرهم.

    حكومة جديدة يُفترض أن تُعيد النظر بقرارات لم تُدرس، انما فقط أمر من وزير أو وكيل أو نتيجة صياح هذا أو ذاك للأسف، وعلينا أن نزيل تلك الأسوار التي خُلقت بلا مبرر حولنا.

https://www.alraimedia.com/article/1673590/مقالات/الكويت-سجن-بلا-أسوار

________________

نشر بالراي في 22 يناير 2024

الجمعة، 19 يناير 2024

زمن الطيبين.. ليس كله بطيب !!

 

زمن الطيبين.. ليس كله بطيب  !!

حمد الحمد

لديّ عادة وهي أنني غالباً ما استمع للإذاعات وأنا أقود السيارة، وأجد في ذلك متعة، بالأمس كنت أستمع لحديث لموسيقار مصري لقناة خليجية، للأسف لم أتبين اسمه، لكن الرجل صريح وشفاف بالعظم.

أحد المستمعين سأل الموسيقار قائلاً: «لماذا الماضي جميل جداً من أغانٍ وفن وأدب؟،» فكان رده به حكمة، بقوله: هذا الكلام غير صحيح بالمرة، لأن الماضي فيه كثير من القُبح، وكثير من الجمال، لكن مع الزمن لا يتبقى لنا إلا الشيء الجميل، والقبيح لا يتذكره أحد رغم كثرته، فيقول حتى أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب لهما أغانٍ ولو انها محدودة غير جميلة لا يتذكرها أحد، ويقول حتى في وقتنا الحاضر هناك كم من الأغاني الجميلة التي ستبقى، ولا نتذكر مستقبلاً أي شيء قبيح.

وأضاف الموسيقار لشفافيته، بأن ليس كل ما يذكره المُغنون أو الأدباء أو الشخصيات، وحتى السياسيون في حياتهم هو صحيح، لانهم غالباً ما يتجنبون ذكر كل الحقيقة، فتجد بعضهم يحذف عشر سنين من حياته، بل ممكن يُجمل سنوات أخرى، وتجد بعض الأغاني تُذكر قصتها، لكن تجد لها أربع روايات، ولا نعرف أي رواية يصدقها المُتلقي.

ويذكر الموسيقار الشفاف أمثلة عن بعض من كتَب سيرته الذاتية في فترة من حياته، ولكن مع الزمن تم تغييرها، فذكر أن أديباً نشر مذكراته في كتاب في الخمسينات أو قبلها، وكان هناك جملة في المذكرات وهي «ودخلت البار !!»، وفي ذلك الزمن كانت البارات منتشرة، ولكن عندما أعيدت طباعة مذكراته من جديد في زمننا، قامت أسرته بتغيير تلك الفقرة في الطبعة الجديدة إلى «ودخلت المسجد !!»، ويضيف هناك سياسي قديم كبير له سمعته، وكان يلعب القمار، ولكن لا أحد يذكر هذا الموضوع حالياً إنما تُذكر المحاسن.

ونشكر هذا الانسان على شفافيته، وتمنيت لو عرفت اسمه، لأن الشفافية تغيب عن حياتنا في أيامنا هذه وهي مكروهة، ويُقال: لا يوجد زمن طيب وزمن غير طيب، لأن الزمن لا يصنع نفسه إنما الناس هي التي تصنعه وتلونه، وفي الكويت كم من أغانٍ ومسرحيات وكتب أدبية نفتخر بها، لكن يبقى الجميل الذي نحتفظ به، وهناك كم من الأغاني والمسرحيات الفاشلة التي لا يتذكرها أحد، لهذا نذكر درب الزلق وكفي الملام وعلليني، وصوت السهارى، ولي خليل حسين، وهناك كم من الأغاني لا يذكرها أحد، وكم من شاعر كتب أكثر من 100 أغنية لا أحد يتذكر واحدة منها، ولكن شاعر آخر كتب أغاني عدة ما زالت في الذاكرة وكل يوم تُغنى.

لنا زميل كويتي أيضاً شفاف، يتكلم عن زمن الطيبين وهو زمنه يقول «كنا صغار والآن استغرب وأتذكر عندما نجد في الأرض تمرة أو خبزة نرفعها وننظفها ونأكلها ولا يضرنا شيء، بينما الآن نقرأ مكونات كل شيء وتاريخ الصلاحية أو اذا هو اورغانيك أو لا».

الشفافية حلوة لكن مكروهة، وارفع العقال للأستاذ الموسيقار وشفافيته الذي جعلني أكتب هذا المقال، بعد أن زارتني في الأيام الماضية الانفلونزا وأوقفتني عن كتابة المقالات والحمدلله.

https://www.alraimedia.com/article/1673313/مقالات/زمن-الطيبين-ليس-كله-بطيب-

الثلاثاء، 2 يناير 2024

الوزير الكويتي والصديق من غزة

 

الوزير الكويتي .. والصديق من غزة

كتب : حمد الحمد

 مَن أتحدث عنه هو مواطن كويتي من مواليد عام 1946، كان طفلاً في فريج جبلة بالكويت عام 1958 وعمره آنذاك 11 سنة، وحدث ان شارك في مسابقة لمجلة «العربي» والتي صدرت للمرة الأولى، وفاز بالمسابقة وكُتب تحت اسمه في المجلة عنوان سكنه، وصلته بعدها رسائل عدة من أشخاص في العالم العربي احدهم بنفس عمره من مخيم البريج في غزة.

اسم ذلك الفتى الأول يتشابه مع اسم عائلته ونفس عمره، يقول استمرت المراسلات مع ذلك الفتى طوال أعوام وأعوام، حيث اجتاز صاحبنا المراحل الدراسية المتوسطة وحتى الثانوية، وما زالت الرسائل تتواصل مع ذلك الصديق من غزة، الذي لم يلتق به أبداً إنما عبر الورق.

يقول: تخرجت من الثانوية وبعدها الجامعة، وما زال البريد يحمل الرسائل من الصديق وأرد عليها، وبعدها تخرجت من الجامعة وعملت كمدرس وبعد حين كونت أسرة وهو كون أسرة، وهو انسان عادي لا يحمل أي صفة رسمية، ولم تتوقف الرسائل بيننا.

ويتابع المواطن الكويتي، حققت تقدماً في عملي وأصبحت أتقلد منصباً قيادياً وهو وكيل وزارة، وما زلنا نتواصل، وبعدها بسنوات تقلدت منصباً مهماً وهو وزير في الحكومة الكويتية، وما زلنا نتواصل بين الحين والحين، ولم تنقطع رحلة الورق.

ويقول، بعد ذلك بسنوات تقلدت منصباً ديبلوماسياً مُهماً في القاهرة، وهنا كان هناك فرصة ان يزورني الصديق من غزة، وأن التقي معه للمرة الأولى وجهاً لوجه وجاء مع ابنه، نلتقي معه بعد 50 سنة من المراسلات، وكانت صحته ليست على خير ما يرام لكبر سنه، لكن التقينا وكانت فرصة جميلة أن نلتقي بعد تلك السنوات الطويلة.

لكن تغير الوضع بعد ذلك وتوقفت رحلة الورق، وتحولت إلى مُكالمات ورسائل صوتية عبر «الواتس آب»، اسأل عنه ويسأل عني من دون أن يكون بيننا مصالح لا مهنية ولا دنيوية، ورحلة استمرت لـ 65 سنة ليومنا هذا.

أخيراً وفي أحداث غزة المؤلمة التي تجري هذه الأيام، أتت فكرة كتابة هذا المقال، واتصلت بصاحب الحكاية وسألته، هل ما زال التواصل مع ذلك الصديق قائماً، فرد نعم. ويقول قبل فترة ارسل لي صورة عن الدمار في غزة، وتمنينا ان تنتهي الحرب ويعود السلام لغزة ويحفظ أرواح العباد وأمن البلاد، وبعد ذلك لم تعد تصلني اي معلومات عنه لظروف الحرب.

صاحب الحكاية والذي يمثل الوفاء بالتعامل مع الآخر، بغض النظر عن المناصب والمكانة المهنية أو المصالح الدنيوية، هو ابن العم الدكتور رشيد حمد الحمد الوزير والسفير الأسبق، اكتب مقالي هذا رغم أن شهادتي به مجروحة.

ما دونته جاء باختصار في كتابي المُعنون «الكويت في زمن الأربعينيات والخمسينيات... شهود وشهادات» والذي صدر عام 2022.

وقبل ثلاثة أشهر صدرت طبعته الرابعة عن «دار الفراشة» ومكتبة «راكان»، والكتاب يضم مقابلات مع 50 شخصية كويتية من الذين يعون تلك الفترة وقدموا شهاداتهم وكان احدهم الدكتور رشيد الحمد.

نكتب هذا المقال، ونأسف لما يحدث في غزة من دمار وخراب على ايدي الصهاينة، ونتمنى أن يكون ذلك الصديق هو وعائلته وأهله بخير وأمان وأن تنتهي الحرب، ولكن ذكر لنا الدكتور رشيد أن التواصل مع الصديق ما زال مستمراً، وآخر رسالة منه يوم الخميس 28 ديسمبر 2023 مع صورة له وعائلته وهم يفترشون الأرض في أحد أماكن الإيواء بعد أن تركوا منزلهم.

https://www.alraimedia.com/article/1671192/مقالات/الوزير-الكويتي-والصديق-من-غزة

______________

نشر في جريدة الراي 2 يناير 2024 م