الثلاثاء، 9 أبريل 2024

لي رأي .. اعدام مسلسل واعدام ممثلين !!

 

لي رأي .. اعدام مسلسل و اعدام ممثلين

كتب : حمد الحمد

في عام 1977 عرض تلفزيون الكويت حلقات مسلسل يُدعى «درب الزلق»، وفي حينها قامت مجلة فنية كويتية بشن حملة شعواء على المسلسل كونه يُخالف الأخلاق والتقاليد الكويتية، وطالبت بوقف عرضه، فلا يجوز أن يضرب حسينوه خاله قحطه، ولا يجوز لكويتي بيع لحم كلاب لأن الكويتي لا يغش في التجارة، تلك عادات ليست من شيم الكويتيين، وزارة الاعلام في حينها لم تأخذ برأي المجلة، ولم توقف عرض المسلسل، أو مُعاقبة الكاتب عبدالأمير التركي، واستمر عرض المسلسل بحلقاته الـ13، وأصبح جزءاً من تاريخ الدراما الكويتية والخليجية والعربية، تصوّر لو وزارة الإعلام في حينها منعت العمل، ومنعت الفنانين من الظهور؟.

وأنا شخصياً لي تجربة في الدراما ففي عام 2002، صدرت لي رواية «الارجوحة»، وتفاجأت بأن تتصل بي الأستاذة أسمهان توفيق، وتطلب أن تحوّلها إلى عمل درامي ووافقت، وبعد الاطلاع على السيناريو قدمت اعتراضي على بعض المشاهد، لكن العمل تم إنجازه بـ30 حلقة وعُرض في عام 2004 في كل قنوات الخليج، لكن مَنْ قرأ الرواية يجد اختلافاً في الأحداث، وهذا طبيعي فليس كل سطر على الورق أن يتحوّل إلى صورة لأسباب عديدة، عموماً نجح العمل ومازال يُعرض بين سنة وأخرى ليومنا هذا رغم مرور أكثر من 20 سنة.

شخصياً من سنوات طويلة لا أتابع الدراما الخليجية ليس تقليلاً من دور الفن، ولكن لا أجد وقت فراغ للجلوس يومياً للمشاهدة، لكن في شهر رمضان هذا العام هناك انتقادات لعمل درامي عنوانه «زوجة واحدة لا تكفي» مُنتجه غير كويتي والقناة التي تعرضه غير كويتية، وتصلنا أخبار عبر وسائل التواصل أن كثيراً من المشاهد غير مقبولة، وفعلاً إذا كانت هكذا فهي ليست مقبولة لي ولغيري.

لكن أعتقد أن وزارة الإعلام تسرّعت واتخذت قراراً أعتقد أنه مُتسرع بإعدام جميع مَنْ عمل فيه من ممثلين وغيرهم في الظهور في أي أعمال مقبلة، والتسرّع في هكذا قرارات غير محمود أن تكون القاضي والمُنفّذ المعاقب، وكان الأجدر والأسلم أن يحوّل العمل للقضاء، وتنتظر الحكم وتُخلي الوزارة مسؤوليتها، ولا تعتمد على أقوال في وسائل التواصل قد يكون أكثر مَنْ كتب لم يُشاهد المسلسل، وكان سبب المنع هو الحفاظ على قيم وتقاليد المجتمع الكويتي وتمسكه بالقيم والأخلاق.

من تجربتي أن الكاتب يكتب، ولكن أثناء الإنتاج تحدث تغييرات كثيرة، قد لا يكون له يد فيها، وكذلك حوارات تُضاف لم يعتمدها، وأمر آخر المُمثل عندما يقرأ سيناريو العمل هو لا يقرأ إلا دوره، ولا يقرأ باقي العمل، وحتى بعض الحلقات تصوّر، وهو لا يتطلب وجوده بها، لهذا هو ليس مسؤولاً عن العمل بكامله.

أنا أقف مع المسؤولين بالتحويل للنيابة، لكن أن يكون القرار نافذ حال إصداره، حتماً لم يكن موفقاً لأن شركة مثل شركة زين، تدعم الدراما الكويتية من سنوات من أجل تطويرها وتنتج أعمالاً من مسرح الطفل، ومنها مسرحية عنوانها «زين الزمان»، وكانت ستُعرض في العيد، وكثير من الأسر حجزت مقاعد لأطفالها، ولكن تم إلغاء العرض بناء على المنع كون الكاتبة هي كاتبة المسلسل نفسها، بهذا كأننا نبعد القطاع الخاص من دعم الأعمال الفنية وتطويرها.

عموماً نقف بقوة مع إخواننا في وزارة الإعلام لاتخاذ قرارات بشأن أعمال شركات غير كويتية تعمل بالخارج وتشوّه صورة الكويت، لكن نتأمل أن تكون القرارات بناء على أحكام القضاء المشهود له بالنزاهة.

https://www.alraimedia.com/article/1683335/مقالات/لي-رأي-إعدام-مسلسل-وإعدام-ممثلين

الخميس، 4 أبريل 2024

الديموقراطية المنقوصة افضل من لاديمقراطية !!

 الديموقراطية المنقوصة  افضل من لا ديمقراطية !!

كتب : حمد الحمد

نشرة أو مجلة أجنبية تسمى «جورنال في ديموكراسي»، تم تداول مانشيتها في الكويت عبر مواقع التواصل، وكان المانشيت وبخط عريض «هل سيكون برلمان الكويت القادم هو الأخير؟»، وفي الكويت البعض وللأسف استقبلوا العنوان وروّجوا له بل وفرحوا، مع تمنيات بأن يكون المجلس القادم لمجلس الأمة هو المجلس الأخير، بمعنى دعوة واضحة للتخلص من الشكل الديموقراطي وتعليق العمل بالدستور إلى أجل غير مسمى، وللأسف من يساند تلك الدعوات البعض من الراشدين المُتعلمين.

تلك الدعوات والتمنيات بحل غير دستوري تحمل مخاطر كبرى، ومن يدعو لذلك حتماً جاهل وغير واعٍ، ولا يتذكر التجربة الكويتية قبل عام 1990م، حيث لم يكن هناك مجلس أمة، وكان هناك رقابة على الصحف، وكان هناك مجلس وطني غير شرعي، وفي غياب الصوت الشعبي دخل علينا العدو في ليلة ظلماء، لهذا، المُشاركة في إدارة البلد تحتاج تحالفاً بين أسرة الحكم وممثلين للشعب.

وحتما من يدعو إلى التخلي عن المكسب الشعبي الذي حدده الدستور، إنما ينسى أو يتجاهل أن المشاركة الشعبية، أو لنقول الديموقراطية المنقوصة ليست جديدة على الكويت، ففي عام 1938م، أنتخب أول مجلس تشريعي، وهذا قبل تدفق موارد النفط على البلد، لهذا، المُشاركة الشعبية متجذرة، وما زالت مفعّلة في كل المجالات، فهناك انتخابات من اتحاد طلبة إلى جمعيات نفع عام أو جمعيات تعاونية إلى شركات وهكذا.

وفي عام 1962م، صدر الدستور الذي بيّن مسؤوليات أسرة الصباح الأسرة الحاكمة ودور الشعب الممثل بمجلس الأمة، والتوقيع على الدستور من قبل الشيخ عبدالله السالم، إنما كان توثيقاً رسمياً يفترض ألا يلغى أو يعدل إلا بموافقة الموقعين عليه، وهذا يضمن سلامة البلاد والعباد وحتى حماية لمكانة أسرة الحكم.

أمر آخر مهم هو تأكيد هذا الشأن في مؤتمر جدة أثناء الغزو، عندما تم التوافق على العودة بالعمل بالدستور، ولهذا دعمت الدول الصديقة والشقيقة هذا الاتفاق حتى تم تحرير الكويت والحمدلله.

البعض يقول الديموقراطية مُزعجة أفضل أن نتخلص منها، وهذا قول فيه الكثير من السذاجة ويحمل الكثير من المخاطر، فوجود مجلس داخل قاعة عبدالله السالم، ونقاشات واستجوابات لأشخاص نعرفهم وفق ضوابط ولوائح، أفضل من ألا يكون هناك مجلس، ويصبح في كل مكان وفي ساحة الارادة مجالس من أشخاص لا نعرف غالبيتهم ولا نعرف من يمثلون، وهنا نتذكر تجربة تجمعات دواوين الاثنين وانتقالها من منطقة إلى منطقة وصدام وأزمة هدّدت الأمن.

وعن ما نقول ديموقراطيتنا المنقوصة، نقول إنها شكل ديموقراطي للمشاركة، ولا يرقى للنظم الديموقراطية حيث ينقصها نظام الأحزاب، وإذا كان هناك تراجع في البلد فيجب ألا يُلام مجلس الأمة فهو مجلس تشريعي، وليس تنفيذياً فليس من مهمته اصلاح الشوارع أو إدارة الوزارات إنما هذا عمل السلطة التنفيذية اليومي.

لهذا، نتمنى ألا يصدق تنبؤ مانشيت تلك المجلة، لأن مخاطر إن حدث وإن كنا لا نتوقع ذلك، المخاطر بالتأكيد جسيمة وتداعياتها السياسية لا يتوقعها أحد.

https://www.alraimedia.com/article/1682580/مقالات/الديموقراطيةالمنقوصة-أفضل-من-لا-ديموقراطية

الاثنين، 1 أبريل 2024

ومما رزقناهم ينفقون

 

ومما رزقناهم ينفقون

كتب : حمد الحمد

قبل فترة كنتُ أستمع لسيدة تقول بما معناه، «لماذا يذهب البعض إلى كافيه ويشتري كوب قهوة ويدفع ما يُعادل ديناراً أو دينارين»؟، وتعني بأن هذا التصرّف لا معنى له، حيث بإمكان الإنسان شراء علبة مسحوق قهوة بدينارين وعمل قهوته بالبيت والعلبة تكفي شهراً أو أكثر، بمعنى لماذا نبذّر أموالنا؟.

كلام تلك السيدة ظاهرياً عقلاني، لكن دينياً واجتماعياً واقتصادياً غير عقلاني، لأن في القرآن الكريم في جزء من سورة البقرة تقول: «وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ»، بمعنى المسلم يتوجّب عليه الإنفاق، ولكن ما هو مفهوم لدى شيوخ الدين أن الانفاق فقط بدفع الزكاة والصدقة أو التبرّع للجمعيات الخيرية أو الأسر المتعفّفة أو المحتاجين وهذا صحيح، والشيخ عثمان الخميس، في حديث له حدّد الإنفاق كما جاء في الآية فقط في الزكاة والصدقات، وهنا يكون جوابه قد جانبه الصواب، -من وجهة نظري-لأن مفهوم الإنفاق أكبر من ذلك بكثير.

والحقيقة في ديننا الإنفاق أوسع من ذلك المفهوم الضيق، لأنك عندما تذهب لقهوة أو مطعم أو سوق تجاري أو بقالة وتشتري، هذا نوع من الإنفاق لأن ما ستدفعه من مال خرج من حسابك بالبنك إلى حساب صاحب عمل، وصاحب عمل سيدفع ما يصله إلى العاملين الذين يعيلون أسرهم، وهنا نحن نتحدث عن الميسورين والمقتدرين وليس محدودي الدخل فقط، ولكن لو التزمنا بقول تلك السيدة التي ترى أن صرف الأموال على قهوة ليس له معنى، لكن هذا أمر لو اتبعه الكل لأغلقت كل المصالح وفقد الناس أعمالهم وأرزاقهم.

وفي الكويت هناك عادة يفهمها البعض على أنها إسراف وتبذير، حيث قبل رمضان سنوياً تشتري العائلات الموسرة وغير الموسرة أطقم طعام جديدة، وهنا الأموال تنتقل من حساباتهم بالبنوك إلى أصحاب أعمال وإلى العاملين في تلك المصالح كرواتب وهذا نوع من الإنفاق.

وقرأتُ ذات مرة أن النبلاء الإنكليز عندما كانت إنكلترا امبراطورية لا تغيب عنها الشمس، كان لديهم عادة أنهم كل سنة يستبدلون أثاث قصورهم، وقد يُفهم هذا بأنه تبذير وإسراف لكن الهدف هو عندما يتم بيع الأثاث الذي مضى عليه سنة يشتريه مَنْ هم أقل درجة اجتماعية، وبالتالي النبلاء يشترون أثاثهم الجديد من المصانع وهنا يحدث دوران للمال، والإنفاق يصل لدرجات أقل وتشتغل المصانع، والدول الغربية تشجّع على الإنفاق لان هذا نشاط اقتصادي وفرص عمل جديدة ويقل عدد العاطلين عن العمل.

وشخصياً أرى أن الغرب طبّق مفهوم الآية التي تحدثنا، حيث راح يخلق مناسبات تشجع الناس على الإنفاق والصرف، ومنها استحداث يوم للأم ويوم للحب ويوم للجدة وللجد، وهناك بلاك فرايدي وغيرها، وتلك مُسماها أيام، ولكن للأسف شيوخ الدين عندنا يترجمون كلمة يوم day إلى عيد الأم وعيد الحب لتحريم هكذا أيام، بينما هي أيام تجارية يتسابق فيها الناس على الإنفاق، حيت تنتقل أموال من الحسابات بالبنوك لأصحاب المصالح ويتحرك السوق وتفتح فرص عمل جديدة وتستفيد الدولة بأن تنقل لها مبالغ كضريبة.

لكن قد يفهم البعض أنني أشجع على أن تذهب كإنسان لكافيه أو مطعم يومياً، وهذا ليس ما أعنيه إنما القصد أن يخرج الإنسان من البيت، لأن كلمة «بيت» تعني المبيت وهو مكان للنوم، والجلوس في المنزل طوال اليوم لا معنى له، والخروج ترفيه عن النفس وتغيير للمزاج وأن تعيش مع الناس، وهذا هو الإنسان الطبيعي، ويُمقت أن يوصف إنسان بانه «بيتوتي»، وهنا أفسرها بأن هناك حالة نفسية يعيشها.

أتمنى وصول القصد مما أعني، لأن الإنفاق في الأسواق يعني فتح فرص عمل وبيوت يصلها الخير، وليس فقط عبر الزكوات والصدقات لجمعيات خيرية، وخاصة أننا في أيام انتخابات، وهناك كلام أن بعض تلك الأموال يتسرّب من بعض الجمعيات للأسف لدعم حملات انتخابية!.

نشر المقال بالراي في 1 ابريل 2024

https://www.alraimedia.com/article/1682120/مقالات/ومما-رزقناهم-ينفقون

الخميس، 28 مارس 2024

لا حرب في غزة !!

 

لا حرب في غزة

كتب : حمد الحمد

منذ أكتوبر عام 2023م وليومنا هذا، وهناك حرب ودمار في بقعة عربية وهي غزة، لكن الأخبار تتداول ما يجري وكأنها أحداث عادية، رغم أن عدد من استشهد من أهل غزة ما يُقارب من 31 ألف إنسان مسلم والجرحى بالآلاف، والدمار شامل للبنية التحتية، وتشرد بشري ودمار لأملاك الناس، الذين لا ذنب لهم بما يحدث من طوفان الأقصى.

نحن هنا نتحدث عن حرب شعواء وليس مباراة لكرة قدم، وديننا الإسلامي قدّم لنا أهم ثلاث آيات في أصول الحرب والسلم، الآية الأولى: «وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ». والآية الثانية: «وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ». والثالثة «وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ».

 

وهي آيات من كتاب الله لا تحتاج إيضاحاً من مُفسرين وشيوخ دين، بمعنى الأمر الأول و«وأعدُّوا لهم ما استطعتم من قوة». الأول، لتلافي الخطر القادم يفترض أن تستعد وتعد العدة للحرب وذلك للحفاظ على جنودك وعلى المواطنين الآمنين، والأمر الثاني «أمرُهم شُورى» وهو التشاور مع الناس، خصوصاً إذا قرّرت المواجهة فمشورة الناس وإعلامهم ضرورة، والأمر الثالث، هو أن تسعى لوقف الحرب متى ما وجدت أن استمرارها خطر أكبر، والرسول، صلى الله عليه وسلم، في بداية الدعوة وكان المسلمون قلة وفي ضعف عقدَ صُلح الحديبية مع المشركين لمدة عشر سنوات.

والتاريخ الحديث يروي أثناء الحرب العالمية الثانية راح هتلر، يحتل الدول الأوروبية دولة بعد دولة بالحرب أو بالاستسلام حتى سيطرت ألمانيا على أوروبا بأكملها، ولم تتبق إلا إنكلترا وهي جزيرة، وكان على رئيس الوزراء وهو تشرشل، إما أن يستسلم أو أن يحارب، هنا لم يترك الأمر هكذا إنما كان في نية تشرشل الحرب، لكن هو مُلزم ببرلمان يمثل الشعب، فيجب أن يرجع إليه، وفعلاً رجع للشعب وتم التصويت إما الاستسلام أو الحرب، وكان التصويت بجلسة صاخبة لصالح الحرب والمواجهة، وهذا الذي حدث، وبعدها تم أخذ الاحتياطات للحرب، الرجال يذهبون للقتال والنساء يخرجن من بيوتهن للمصانع، والأطفال وكبار السن تم الإخلاء إلى الأرياف لحمايتهم وجهزت الملاجئ للمدنيين.

نعود لموضوعنا، ما يحدث في غزة ليس فيلماً سينمائياً عنوانه «لا حرب في غزة»، إنما حرب حقيقية وقودها الأبرياء من المسلمين، فهل «حماس» وهي تيار إسلامي قد التزمت بما جاء في كتاب الله...؟. طبعا لا، فلا شعب يعلم بما سيجري فلم تتم استشارته ولا جهزت ملاجئ للمدنيين ولا حلفاء معها، ولا أخلت الأطفال والنساء لدولة عربية مجاورة كمصر، لهذا ابتعدت عن ما جاء في كتاب الله وعن أصول الحرب.

والجمهور العربي الذي يتابع ما يحدث لم يعد لمنهج الإسلام واتخذ معنى حديث (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) وهو قول لا يعني انصر أخاك لو كان ظالماً إنما انصح أخاك، لهذا ما يجري من أحداث جعلت العقلاء في صمت مُطبق، ولو كان لهم رأي ليس رأي العامة العاطفي لوصف كل رأي مُعارض بالمُتصهين والمُنافق، وأي قناة تنقل بعض الحقائق لتم وصفها بالعبرية، وراحت أرواح البشر خصوصاً الأبرياء بين هذا وذاك وقوداً لمعركة بين طرفين ميزان القوى بينهما كبير جداً، لهذا راح العدو الصهيوني يكشف للعالم وجهه القبيح يوماً بعد يوم.

والآن، بعد طوفان الأقصى ماذا جنينا كعرب وكمسلمين، دمار للبلاد والعباد في غزة، وصواريخ عبثية من جنوب لبنان شرّدت ما يُقارب 100 ألف لبناني من قراهم، ومسيرات عبثية من الحوثي ساهمت بجلب كل الأساطيل الأجنبية للبحر الأحمر وأثرت على مصر اقتصادياً حيث انخفضت رسوم مداخيل قناة السويس بنسبة 40 في المئة.

سألني صديق لماذا لا تكتب تغريدات عن ما يحدث في غزة؟، قلت له لو كتبت لتلقيت كماً من الشتائم والتعليقات السلبية لكوني أقول الكلام الصريح الذي لا يتوافق مع ما يكتب ويريده العامة.

عموماً نتمنى أن تنتهي هذا الحرب في أقرب وقت ممكن لحفظ أرواح البشر الأبرياء.

https://www.alraimedia.com/article/1681461/مقالات/لا-حرب-في-غزة

__________________

الأربعاء، 20 مارس 2024

حكاية 400 الف مزور ومزدوج كذبة وصدقناها !!

 

حكاية 400 الف مزور ومزدوج ..كذبة وصدقناها !!

كتب : حمد الحمد

قرأتُ ذات مرة أنّ في البرلمان الإنكليزي قبل قرن من الزمان، كان هناك نقاش حاد لتبني دعم استقلال دويلة في المحيط وروّجت للمطالبة إحدى الصحف، ولكن بعد نقاش حاد ثبت أن لا هناك دويلة بذلك الاسم الفلاني ولا هناك شعب يعاني، وكل ما في الأمر أنّ الموضوع برمته كذبة صدّقها البعض.

في هذه الانتخابات وغيرها، أعلن أحد المرشحين أن هناك 400 ألف مزوّر ومزدوج ممن يحملون الجنسية الكويتية لهم تأثير كبير على الانتخابات.

ولا يلام المرشح حيث أكد من قبل هذا الموضوع عضو بداخل مجلس الأمة، وأصبح الموضوع حقيقة وكل المواقع تتناوله، أنا شخصياً لا أصدق أن يكون ثلث الكويتيين الذين يعيشون بيننا مزوّرين ومزدوجين، ولا أعتقد أن ما نسمع يُطابق الحقيقة، ولكن الأمر أصبح حقيقة ثابتة بسكوت الحكومة التام، وهو مسيء لمن تولوا المسؤولية، فكيف يكون هناك تزوير في موضوع حساس كهذا بهذا الحجم، وكل مَن تولى وزارة الداخلية، فكيف يمر عليهم هكذا تزوير بهذا الحجم، لهذا كان يفترض من الجهات الرسمية استدعاء من قال هذا الكلام ومن سيقوله إلى القضاء لإثبات كلامه ولنعلم كمواطنين الحقيقة.

 

لا يُعقل أن يتناول الناس هكذا موضوع حساس، وبهكذا سهولة وأن تعيش الجهات الرسمية الصمت رغم أنها تنادي بالشفافية دائماً، وأخيراً ونحن على أبواب الانتخابات طالبت الحكومة المواطنين بالإبلاغ عن أي تزوير بالجنسية كون المواطن خفيراً، ولكن صراحة لم توفق، لأن المواطن خفير في أمور أخرى، مثلاً شاهد مشاجرة أو عملية سرقة أمام عينيه أو حريقاً أو مخالفة بلدية، لكن التزوير هذا لا يمكن أن يشاهد بالعين المجردة، لأن لا دخل للمواطن بمنح الجنسية من عدمه، والحكومة لديها أجهزة تقوم بذلك بطرق مُختلف منها جهاز المباحث ولا يمكن أن يقوم المواطن بدور المباحث.

ومن الأمثال الكويتية «اقعد عوج واحكي عدل»، وبلا شك قد يكون هناك تزوير وازدواج لكن بهذا الحجم هذا الحكي لا يعقل، والمغردون في وسائل التواصل يطرحون هذا الموضوع الحساس بأريحية، رغم أنه يضر بسمعة الدولة ككل.

لهذا، أنا كاتب المقال أعلن أن مَن يأتي لي بأسماء كل من الـ400 ألف مزوّر ومزدوج له مني مليون لايك، وذلك حتى نقطعَ دابرَ هذا الموضوع الذي أصبح حقيقة، وإن كنّا لا نعرف الحقيقة.

https://www.alraimedia.com/article/1680665/مقالات/حكاية-400-ألف-مزور-ومزدوج-كذبة-وصدقناها

____________

نشر بالراي في 20 مارس 2024

الخميس، 14 مارس 2024

للدكتورة نورة .. وللعبدلي والسالمي أولوية !!

 

للدكتورة نورة .. وللعبدلي والسالمي أولوية !!

كتب : حمد الحمد

يُقال المكتوب يُعرف من عنوانه، والمنازل والبلدان تُعرف من مداخلها الحدود والمطارات، وهذا الأيام بداية جيدة من قبل حكومة جديدة، حيث وصلت الأخبار عن بدء الحكومة إصلاح الطرق، وقبل أيام شاهدت مُعدات وزارة الأشغال وهي تعمل ليلاً لإصلاح شارع في الشامية وفرحت.

لهذا نُبارك لحكومة الشيخ محمد صباح السالم، وللدكتورة نورة المشعان، على هذه البدايات المُفرحة، ونشد على أيديهم وننتظر إكمال بقية شوارع الكويت، لكن فرحتنا لن تكتمل إلا بإصلاح الطرق الخارجية الأهم، فنحن المواطنون نطالب بأن تعطى الأولوية لطرق مُهمة كطريق السالمي والعبدلي، طرق دولية هي مداخل البلد وواجهته.

 

قبل أيام عدتُ من المملكة العربية السعودية، ودخلت الكويت عبر طريق السالمي، إلا أرى منظراً لا يسر لا عدو ولا صديق، ولمسافة 30 كيلو أو أكثر، طريق سيئ جداً جداً وخطر، ليس على المُسافرين فقط، إنما على أبناء الكويت العاملين بمركز السالمي الذين يرتادونه يومياً، الطريق وهو مدخل البلد، وهو لا يليق بدولة صناديقها السيادية المالية تضرب أرقاماً قياسية!

والطريق الآخر الكارثي، هو طريق العبدلي حيث عُدت من البصرة الصيف الماضي، إلا وأرى طريقاً خطراً لم يُعمل له صيانة منذ عقود طويلة، وحمدنا الله أننا اجتزناه في ليل، حيث الموت يواجهك، وسيارتك تُجاهد من الخوف وسوء المُنقلب من كثرة الحُفر.

لهذا يا سعادة الوزيرة د. نورة المشعان، ليتم تأجيل إصلاح الطرق الداخلية، وأن تعطى الأولوية للطرق الخارجية التي هي خطر على العباد والجماد، خصوصاً طريق العبدلي ونحن مُقبلون على تنظيم دورة الخليج في الكويت، ولا بد أن تتدفق الجماهير من ذلك الطريق.

أتمنى من سعادتك عدم الاعتماد على التقارير المكتوبة، إنما الذهاب بنفسك وأن تشاهدي الوضع بالعين المجردة وستكتشفين سوء الوضع الكارثي لطرق هي مداخل البلد وواجهته.

إن هذه الطرق كما ذكرت واجهة بلد حضاري، لهذا يتوجب الإسراع في تنفيذ صيانتها، ونحن أهل الضواحي نتحمّل التأخير من أجل كويت أجمل...

تحياتي لك وللعاملين بوزارتك،،،

https://www.alraimedia.com/article/1679976/مقالات/للدكتورة-نورة-تحية-وللسالمي-والعبدلي-أولوية

__________________

نشر في الراي 14 مارس 2024

الأحد، 10 مارس 2024

لدينا ازمات كالضرس اذا رقل .. هل لها حل ؟

 

لدينا أزمات كالضرس إذا رقل ..هل لها حل ؟

كتب : حمد الحمد

مثلنا الشعبي يقول «الضرس ليمن رقل من شلعته لابد»، وفي الكويت لدينا أزمات كالضرس أصبحت أكثر ازعاجاً، لكن مع هذا أزمات تكبر والحكومة في موقف المُتفرج، وهنا نتحدث عن أزمة الازدحام المروري، نُعاني منها عند ذهاب الموظفين للعمل صباحاً حيث نرى الازدحام من خيطان حتى مدخل العاصمة، وقد يكون لمسافة 12 كيلو متراً، وحالياً الازدحام كذلك في غير أوقات الدوام أو دوام المدارس، وحتى على الطرق السريعة وطوال ساعات النهار وخاصة في المساء، يتزامن هذا مع ما نراه من كثرة حوادث الطرق ومُخالفات المرور.

وكلمة «رقل» في المثل الشعبي هي عامية، لكن أصلها قد يكون فصيح حيث المعاجم تذكر «ارقل القوم إلى الحرب اسرعوا»، و«رقل» الضرس اسرع في التحرك، لهذا أهلنا في السابق قالوا الحل بخلعه.

والازدحام المروري مشكلة تتفاقم، إذا ما هو الحل؟، هل نقطع دابر السيارات ونمنع استيرادها كما خلعنا للضرس، طبعا لا، لكن ما أراه، هو أولاً ألا يُعهد لوزارة الداخلية بوضع خطط وحلول لمشكلة الازدحام المروري لأن هذا ليس من مهامها، لأن دورها تنفيذي وليس وضع حلول لمشاكل.

ثانياً، أن يتم استقدام خبير أجنبي لتقديم حلول جاهزة ومطبقة، وهذا يتجرّد من كل مصالح ويضع الحلول، صحيح انها حلول مُزعجة، لكنها تحل جزءاً كبيراً من المشكلة، ففي دول شمال أوروبا السويد وغيرها تم خفض الازدحام المروري بنسبة 40 في المئة عندما وضعت رسوم على الطرق أثناء ساعات الذروة، وضرائب على السيارات الكبيرة وغير ذلك من إجراءات.

أما ثالثاً، فهو تطبيق القوانين بحذافيرها على مَنْ يُخالف السرعة خاصة للتخفيف من حوادث المرور، لأن جماعتنا لديهم اعتقاد أن الحل برفع الغرامات، وهذا ليس الحل المُناسب لأن اغلب مَنْ يُخالف هم الشباب الصغار، وهذه الفئة لا تُبالي لأن مَنْ سيدفع قيم الغرامات هم الآباء المُقتدرون والأثرياء وحتى المغلوب على أمرهم.

أما قيام جهات حكومية بحل المشكلة بالدوام المرن للموظفين أو الثلاثة دوامات أو حتى حصول الموظف على إجازة مرضية وهو ليس بمريض لتخفيف الازدحام على المستوصفات، هذه التجارب لا أعرف مدى جدوها، ولا اعتقد أنها قد تحل مشاكل الازدحام على المدى القريب أو البعيد، كون القضية لا تتعلق فقط بالوقت المهدر، إنما تُساهم بتلوث البيئة من عوادم السيارات، وتُقلل من جودة الطرق التي حالها مأسوف عليه حالياً.

https://www.alraimedia.com/article/1679464/مقالات/لدينا-أزمات-كالضرس-إذا-رقلهل-لها-حل

_________________

كما نشر في الراي في 10 مارس 24

الأربعاء، 6 مارس 2024

العزاء في الكويت به مشاق وبحاجة لحلول !!

 

العزاء في الكويت .. به مشاق وبحاجة لحلول !!

كتب : حمد الحمد

اذكر قبل سنوات طويلة أنني كنت أقود سيارة في مدينة بافلو الأميركية، وعندما أقبلت على الإشارة الحمراء شاهدت أن سيارات عدة لا تلتزم وتتجاوز الإشارة، وتبعتها، لكن اكتشفت فيما بعد أننا نسير في موكب عزاء وأن السيارة السوداء التي في الأمام تحمل متوف وخلفها سيارات أهله والمُعزون، واستنتجنا أنه مسموح لسيارات العزاء تجاوز الإشارة الحمراء.

المهم تلك حادثة طريفة حيث سرنا في موكب المرحوم ونحن لا نعرفه، ما أود قوله أن الأجانب «عمليين» حتى في العزاء، يجتمع عدد محدود عند القبر وبعد ذلك يذهب كل لعمله، بينما نحن غير ذلك، طقوس العزاء عندنا بها مشقة وتكلف ومُبالغة ومظاهر وتزاحم وغير منظّم وحتى لا سند شرعياً دينياً لها وضررعلى المرافق... هذا الموضوع يشغلني وأردت أن أكتب فيه مع تسلسل زمني للتغيرات.

فترة الخمسينيات في الكويت وما قبلها كما يروى لنا، كانت الصلاة على المتوفى وبعد ذلك عزاء أهله المتواجدين في المقبرة برفع اليد، وبعد ذلك كل شخص يذهب لحاله ولعمله، في الستينيات وبعدها وفي رخاء المجتمع تحوّل العزاء من يوم إلى ثلاثة أيام في فترة الصباح وفي فترة العصر وكان بها مشقة لأهل المتوفى، وفي زمن كورونا وبناء على الإجراءات الصحية ووقت الحظر كان يتم الدفن بحضور أهل المتوفى فقط والعزاء وانتهى الموضوع.

لكن حاليا وبعد كورونا اصبح الدفن والعزاء ليوم واحد في المقبرة فقط، وهذا فيه مشقة كُبرى حيث تضطر للذهاب للمقبرة إذا المتوفى لك معرفة به وبأهله وهذا واجب، لكن اقتصار العزاء ليوم واحد في المقبرة له سلبيات كبيرة.

يلتم مئات المُعزين في فترة واحدة ومئات السيارات، وحتى تشارك يُفترض أن تذهب قبل صلاة العصر وتنتظر حتى الصلاة على المتوفى وبعده تنقل الجثامين وقد تصل لـ8، وتأخذ وقتاً للدفن وبعده يعود اهل المتوفى للوقوف في صف، وإذا احد المتوفين شخصية معروفة، فهناك صف طويل للمعزين وتقف بانتظار أن يتحرك الطابور، واحيانا طابور المُعزين يتعدى الصالة ويقف البعض بالخارج، المهم أحيانا يؤذن المغرب ولم يصلك الدور للتعزية حيث وقوف ملل وتزاحم، وآخر الأمر العزاء بالنظر!.

مصاعب أخرى كمثال، أنا كاتب المقال حتى أشارك بالعزاء بمقبرة الصليبيخات أقود سيارتي 34 كيلو بالذهاب والإياب، وكذلك مئات السيارات مثلي، وهنا نحن نشارك بازدحام الطرق وتساهم عوادم سياراتنا بتلويث الجو وكذلك بالضرر بجودة الطرق، وعند انتهاء العزاء تخرج السيارات مرة واحدة وتدخل الدائري الرابع الذي هو بالأصل مُزدحم.

ولا اعتقد أن دولاً عربية أو خليجية لديها سرادق عزاء أو صالات عزاء في المقابر، حيث أذكر قبل سنوات قد شاركت بعزاء قريبة لنا بالرياض، رحمها الله، وكانت إجراءات الصلاة عليها في مسجد وبعدها نقل الجُثمان للمقبرة للدفن، وبعدها الكل يترك المكان ويُستقبل المعزين في المجالس أو المنازل حيث لا عزاء في المقابر. ما أعنيه أن الإجراءات لدينا تحتاج مراجعة، هنا إذاً ما المخرج؟ وكيف نأتي بحل أفضل، شخصياً أقدم مُقترحي وهو أن نقسّم أهل العزاء إلى فئتين.

الفئة الأولى: هم العائلات والجماعات التي لديها دواوين أو عند وفاة شخصيات معروفة حيث من المتوقع أن يأتي للعزاء في المقبرة أعداد كبيرة من المُعزين، هذه الفئة يفترض ألا تستقبل المُعزين في المقبرة، إنما فقط الصلاة على المتوفى من قبل جماعته ومَنْ يعز عليه ويليه الدفن وبعد ذلك يغادرون على أن يستقبلوا المعزين بعد صلاة العصر في دواوينهم ليوم أو يومين، بمعنى لا استقبال للمعزين في المقبرة.

الفئة الثانية: هم فئة يفضلون استقبال المُعزين في المقبرة وفق رغبتهم ولعدم توفر دواوين لديهم أو لأسباب أخرى.

مقترحات للمسؤولين في البلدية لإيجاد مخارج لتجاوز تلك المشاق، رغم أن البعض يعترض ويقول كلما كثر المصلين على المتوفى مع الدعاء له هذا مكسب له، أقول الذي لم تفده أعماله طوال حياته هل سيفيده دعاء كثرة المصلين، بالنهاية وبالمنطق المقابر يفترض للدفن فقط، وليس لإقامة سرادق عزاء، والله يرحم أموات المسلمين.

https://www.alraimedia.com/article/1678483

الخميس، 22 فبراير 2024

العديلية : نيوسالمية " والكاتب المعروف !!

 

العديلية "نيوسالمية ".. والكاتب المعروف !!

كتب : حمد الحمد

لي علاقة عاطفية ومحبة مع ضاحية العديلية رغم أن سكني خارجها، لهذا أغلب أيام الأسبوع أتواجد بها في مقر رابطة الأدباء لأنني عضو بها وعضو مجلس إدارة وأمين عام أسبق، والأهم هو اجتماعنا بين مساء وآخر بديوانية الرابطة مع كبار الأساتذة الأدباء، منهم الدكتور خليفة الوقيان والدكتور سليمان الشطي والأستاذ عبدالله خلف، وأسماء عديدة عزيزة يصعب حصرها، ولي في العديلية حكايات أسعدتني وإن كان بعضها يحمل شيئاً من الطرافة!

العديلية أمس غير اليوم، حيث تحولت من ضاحية نموذجية إلى«نيوسالمية»، أو «السالمية الجديدة»، حيث أصبحت منطقة تجارية مُزدحمة لتواجد صالة أعراس وسوق تجاري وجيم وعربات فودترك وكافيهات ومطاعم وبنوك وجمعيات نفع عام وحديقة تقام فيها فعاليات، لهذا في المساء هناك ازدحام شديد، وإذا وجدت موقف سيارة لك على رصيف فأنت محظوظ جداً.

وفي «نيو سالمية»، هناك حدث أسعدني قبل يومين، حيث أوقفت سيارتي في مواقف جمعية العديلية ورحت أسير نحو سوقها، وبينما أنا أمشي إلّا سيارة صغيرة تقف على يميني وبها سيدة فاضلة، وتفتح السائقة نافذة السيارة وتقول بصوت مرتفع «حمد الحمد أنا أتابع مقالاتك بـ (الراي) تعجبني»، طبعاً فرحت، وقلتُ لها «شكراً ما عرفت مَن حضرتك؟» ردت بصوت مرتفع وسيارتها تُكمل المسير قائلة «ما يحتاج تعرفني أكمل ما تكتب»، طبعاً حدث غير متوقع أسعدني أنّ هناك من يقرأ مقالاتي ومقالات الزملاء بـ«الراي» وأشكرها.

وحادثة طريفة أخرى وقد تكون قبل عشر سنوات، حيث كنت مع أحفادي في محل لألعاب الأطفال يقع على سور نادي كاظمة في العديلية، الآن المحل اختفى من الوجود بعد أن زاحمته الكافيهات وغيرها، كنت أقف في المحل بينما الأحفاد يلعبون، إلّا دخلت سيدة وعباءتها على رأسها قد تكون في الثلاثينات واقتربت مني وقالت: «أنت حمد الحمد الكاتب المعروف؟» طبعاً، فرحت وقلت: «نعم هو»، هنا تركتني ومشت وأنا في حيرة، تركتني وهي تتبع أطفالاً معها، وقفت في دهشة وكنت أود أن أناديها وأقول لها «زين يا أختي حمد الحمد الكاتب المعروف في الزين ولا في الشين».

ما أود قوله إن كاتب المقال يكتب ولا يعرف من يقرأ له، وما هي انطباعات القراء عن ما كتب، ومقالته قي صحيفة لا يعرف أين تذهب في اليوم التالي!، ولو توقف سنة واحدة عن الكتابة نسيه الناس، هو يكتب وكأنه في قبو مظلم، أنا شخصياً أحتفظ بأرشيف لأغلب ما كتبت في الصحف من مقالات وما كتب عني، الكثيرون لا يحتفظون بشيء وينسون ما كتبوا.

أرجع لأرشيفي وأجد مقالاً قصيراً لي في عام 1968 في مجلة يصدرها نادي الجهراء اسمها الشهداء، ومقابلة معي وكنت آنذاك طالباً بالجامعة نشرت في مجلة اسمها «أجيال» عام 1975، وهناك مقال لي في صحيفة الأنباء في 12 يناير 1986، لهذا أحتفظ بأغلب ما نشر لي وهو كم هائل، وما ذكرت أقدمها.

لكن في السنوات الأخيرة كان جل تركيزي على إصدار الكتب التوثيقية خصوصاً في مجال الشعر الشعبي، الكتاب لا يموت تجده محفوظاً في رف في مكتبتك أو مكتبات أخرى، وأيضاً يباع لدى المكتبات في الأسواق وفي المكتبة الوطنية فهو حي لا يموت.

وأخيراً تحياتي إلى «نيو سالمية» وأهلها الكرام.

https://www.alraimedia.com/article/1677497/مقالات/العديلية-نيو-سالمية-والكاتب-المعروف

_______________________

الاثنين، 19 فبراير 2024

الصفعات .. وعمرنا المتأرجح

 

الصفعات .. وعمرنا المتأرجح

كتب : حمد الحمد

قبل كم سنة، كنت راجعاً من مدينة الخفجي للكويت، وفي مركز الحدود السعودي قدمت للعسكري الشاب بطاقتي المدنية، إلا نظر لي وابتسم وقال «ممكن اسألك سؤال؟» قلت «تفضل»، قال «المُسافر الكويتي الذي قبلك قلت له أهلاً عمي، واستغربت أنه استاء وغضب، هل أنا أخطأت بقول (عمي)»؟، قلت له «لا اعتقد ذلك، لكن هو اعتبر أنك كبّرته بالعمر واحتمال أنه يعتقد نفسه ما زال شاباً».

وتلك الحادثة ترجع بنا إلى موروثنا الاجتماعي حيث نعتبر أن مناداة الآخرين بكلمات مثل عمي، أخوي، اختي، أمي، خالتي، حجي، بل في مجتمعات خليجية ينادون الرجل الكبير السن بـ«الشايب» أو «الوالد» والمرأة بـ«الوالدة»، وهي كلمات حميمية وتصرف طيب، إلا أنها في الحقيقة لدى البعض ممن يعيشون في العمر المتأرجح بين الشباب والكهولة، كالصفعة، رغم أن تلك المُسميات كثيراً ما تُقال، لكن البعض لا يتقبلها خصوصاً من يعتبر نفسه شاباً أو شابة في العمر ويسمع فجأة من يناديه بتلك المسميات.

أذكر حكاية طريفة، عملت مع سيدة كويتية فاضلة وكانت مديرتي بالعمل، وكانت تحمل شهادة الماجستير، سمعت أنها كانت تراجع فرع بنك بعد التحرير، وكانت تلتف بعباءتها، إلا وسمعت الموظفة الشابة تقول لها «حجية توقعين وإلا تبصمين؟» ردت عليها باستغراب «لا... أعرف أوقع!».

ولنا صديق دائماً نتندر على حكايته مع موظفة شابة في بنك، يقول استقبلتني الموظفة الشابة بالترحاب قائلة «هلا جدي!»، ويقول «مرة وحدة جدي لو قالت عمي لكان أحسن»، وما زلنا نتندر على صاحبنا لأنه ما زال متأثراً نفسياً بما سمع، وقبل أيام في احدى القنوات العراقية، قال مُراهق لمذيعة شابة وعمرها في بداية العشرين «يا خالتي»، المذيعة لم تتقبل وقالت لا تقول «خالتي».

وانا عملت في البنوك، وما زلت اذكر حكاية طريفة، موظفة في فرع بنك تقول لزميلتها الشابة العزباء «يا فلانة ما اعتقد أنك بتتزوجين»، ردت عليها «ليش ما فيني شي». قالت «الله يهديك كل ما دخل شاب الفرع رحتي تنادينه بكلمة أخوي... ليش كل الشباب اخوانك، احتمال في نيته بيخطب!».

الكاتب المصري أحمد خالد توفيق، رحمه الله، والمشهور بكتب الرعب، عاش فترة العمر المُتأرجح المُرعبة حيث كتب ذات مرة «بدأت اشعر بالذعر عندما لاحظت الباعة ينادونني بـ(يا حاج) والمراهقون يقولون (يا عمو)».

شخصياً، أرى تلك المسميات مُناسبة أن تُخاطب بها شخصاً ما في بيت أو ديوان أو شاليه، لكن في أماكن رسمية كوزارة أو بنك أو محل أو غير ذلك، يفترض أن نتخلى عنها، في مجتمعات أخرى لا تستخدم هكذا مُسميات، لأنها قد تُفهم بغير معنى، ففي الغرب يُستخدم للرجل مُسمى «سير»، وللسيدة كلمة «مدام» أو«مس» أو«مسز»، لهذا، لماذا لا نستخدم للرجل كلمة «أستاذ» وللمرأة «أستاذة»، وأصحاب العمر المتأرجح اتركوهم لحالهم وانتهى الأمر، وكفى الله المؤمنين شر القتال.

لهذا، نتمنى لو تصل مادة هذا المقال إلى لجنة المصارف الكويتية، وهي تضم بنوك الكويت كافة، وتدرس مقترحنا وتأخذ به نتمنى ذلك، رغم أنني قد تناولت هكذا موضوع من قبل، لكن في الإعادة افادة.

https://www.alraimedia.com/article/1677046/مقالات/الصفعات-وعمرنا-المتأرجح-

الرأي 18 فبراير 2024

الأربعاء، 14 فبراير 2024

حكايتي مع المصعد

                

حكايتي مع المصعد

كتب : حمد الحمد

قبل فترة كنت في أحد الأسواق التجارية، وبعدما تبضعت توجهت للمصعد، وانتبهت إلى أن سيدة غير محجبة وغير منقبة وقد تكون في الخمسينات أو أقل وهي على ما يبدو مواطنة من لهجتها، انتبهت أنها تضغط على زر المصعد بقوة، وفُتح المصعد ودخلت هي، وعندما هممتُ أنا بالدخول، إلّا وقفت بباب المصاعد وقالت: «ما يجوز تدخل معي»، ومن دون جملة «لو تسمح»، هنا احترمت رغبتها ورديت: «ما صار إلّا الخير» وتراجعت، الذين ينتظرون المصعد معي استغربوا تصرفها، ما حدث كتبته على صفحتي بـ«الانستغرام» و«تويتر»، لكن استغربت ما جاء من تعليقات من المُتابعين والمتابعات. حيث هناك من بارك موقفها من الجانب الديني والعاطفي والبقية ترى غير ذلك، وأتت التعليقات المساندة لها كالتالي:

«جزاها الله خيراً على هالموقف والله يكثر من أمثالها»، و«أنها تربت على هكذا أخلاق»، و«جزاها الله خير وعساها تورث هالطبع للأولاد والاحفاد»، وتعليق آخر «هذه خلوة ولا يجوز أن يصعد رجل مع امرأة في مصعد وهذا يؤدي للإغراء وأن هناك أحاديث بذلك وسردها لنا».

لكن هناك من اعترض حيث بعض التعليقات جاءت كالتالي:

«إذا ما تريد يصعد معاها أحد يفترض تنتظر حتى ما يكون فيه أحد»، وآخر «نحترم هكذا نوعيات حتما يمرون بحالات نفسية»، و«ابعد عن الشر وغنيله» وتعليق «مساحة المصعد صغيرة وما زالت تعيش زمن كورونا»، و«أفضل أنك ما دخلت أستاذ»، و«ما تشوف شر إذا كان مصعد أهلها تصعد بروحها»، وآخر يقول «بنت أصغر مني طلبت منها أن تدخل قبلي ويوم دخلت قالت لا تدخل المصعد ما يحتمل اثنين»، وآخر قال «فيه ناس معقدين حتى نفسهم ما يستحملونها» و«لو شخص عصبي وصاحب مشاكل كان قال لها أنت اطلعي» و«الدنيا أشكال وألوان»، و«في المصعد تبين طبيعة الناس».

 

أنا كاتب المقال أقول المصعد مكان عام لا يجوز منع أحد من دخوله، لكن تصرفي هو ما أراه صحيحاً لأني لا أعرف هذه الإنسانة ولكن احترمت رغبتها، وفهمت أنها تعيش حالة نفسية وخوفاً غير مُبرر من الآخر، لكن لو كان إنساناً آخر لتصادم معها وحدث ما حدث، يمر علينا أخوات منقبات ومحجبات فاضلات ينتظرن حتى لا يكون أحد أمام المصعد وتركب بمفردها، وهذا عين العقل واحترام للآخر.

صديق يقول خرجت من الحرم المكي وفي الفندق أردت دخول المصعد إلا به رجل وزوجته، إلا قال لي «لا تدخل معانا»، احترمت طلبه ولم أدخل لكن بالنهاية يحز في النفس وكأنها إهانة لرجل راشد مشكوك به، وشاهدت شريطاً لشاب في دولة خليجية... فتاة منقبة ترفض أن يدخل معها شاب المصعد، وهو يصر ويحدث جدال بينهما ويقوم هو بتصوير الحدث ويدخل بالقوة، هذا لا يجوز لو أن له الحق، وكذلك لا يجوز التصوير.

وسمعت في أحد المواقع شاباً في السجن يبكي بحرقة وهو ويقول: «سامحوني خلاص خلوني اطلع تشاجرت مع شخص لا أعرفه في سوق وحدث ما حدث».

ما نود قوله، نصيحة حكم عقلك في هكذا مواقف، وهنا أذكر قول الشاعر صقر النصافي، رحمه الله، وهو ينصح ابنه بعدم التصادم مع الآخر حتى لو من جماعتك، بقوله بيتاً يعتبر من الحِكمة:

( لا بلاك الله بعاقه من مقاريد الرفاقه لا توريه الحماقه لين ربك يقلعه).

بمعنى، إذا ابتليت بإنسان غير سوي أو مزعج حتى لو من جماعتك لا تجادله ولا تغضب حتى يبعده الله عنك.

https://www.alraimedia.com/article/1676473/مقالات/حكايتي-مع-المصعد