الخميس، 28 مارس 2024

لا حرب في غزة !!

 

لا حرب في غزة

كتب : حمد الحمد

منذ أكتوبر عام 2023م وليومنا هذا، وهناك حرب ودمار في بقعة عربية وهي غزة، لكن الأخبار تتداول ما يجري وكأنها أحداث عادية، رغم أن عدد من استشهد من أهل غزة ما يُقارب من 31 ألف إنسان مسلم والجرحى بالآلاف، والدمار شامل للبنية التحتية، وتشرد بشري ودمار لأملاك الناس، الذين لا ذنب لهم بما يحدث من طوفان الأقصى.

نحن هنا نتحدث عن حرب شعواء وليس مباراة لكرة قدم، وديننا الإسلامي قدّم لنا أهم ثلاث آيات في أصول الحرب والسلم، الآية الأولى: «وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ». والآية الثانية: «وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ». والثالثة «وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ».

 

وهي آيات من كتاب الله لا تحتاج إيضاحاً من مُفسرين وشيوخ دين، بمعنى الأمر الأول و«وأعدُّوا لهم ما استطعتم من قوة». الأول، لتلافي الخطر القادم يفترض أن تستعد وتعد العدة للحرب وذلك للحفاظ على جنودك وعلى المواطنين الآمنين، والأمر الثاني «أمرُهم شُورى» وهو التشاور مع الناس، خصوصاً إذا قرّرت المواجهة فمشورة الناس وإعلامهم ضرورة، والأمر الثالث، هو أن تسعى لوقف الحرب متى ما وجدت أن استمرارها خطر أكبر، والرسول، صلى الله عليه وسلم، في بداية الدعوة وكان المسلمون قلة وفي ضعف عقدَ صُلح الحديبية مع المشركين لمدة عشر سنوات.

والتاريخ الحديث يروي أثناء الحرب العالمية الثانية راح هتلر، يحتل الدول الأوروبية دولة بعد دولة بالحرب أو بالاستسلام حتى سيطرت ألمانيا على أوروبا بأكملها، ولم تتبق إلا إنكلترا وهي جزيرة، وكان على رئيس الوزراء وهو تشرشل، إما أن يستسلم أو أن يحارب، هنا لم يترك الأمر هكذا إنما كان في نية تشرشل الحرب، لكن هو مُلزم ببرلمان يمثل الشعب، فيجب أن يرجع إليه، وفعلاً رجع للشعب وتم التصويت إما الاستسلام أو الحرب، وكان التصويت بجلسة صاخبة لصالح الحرب والمواجهة، وهذا الذي حدث، وبعدها تم أخذ الاحتياطات للحرب، الرجال يذهبون للقتال والنساء يخرجن من بيوتهن للمصانع، والأطفال وكبار السن تم الإخلاء إلى الأرياف لحمايتهم وجهزت الملاجئ للمدنيين.

نعود لموضوعنا، ما يحدث في غزة ليس فيلماً سينمائياً عنوانه «لا حرب في غزة»، إنما حرب حقيقية وقودها الأبرياء من المسلمين، فهل «حماس» وهي تيار إسلامي قد التزمت بما جاء في كتاب الله...؟. طبعا لا، فلا شعب يعلم بما سيجري فلم تتم استشارته ولا جهزت ملاجئ للمدنيين ولا حلفاء معها، ولا أخلت الأطفال والنساء لدولة عربية مجاورة كمصر، لهذا ابتعدت عن ما جاء في كتاب الله وعن أصول الحرب.

والجمهور العربي الذي يتابع ما يحدث لم يعد لمنهج الإسلام واتخذ معنى حديث (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) وهو قول لا يعني انصر أخاك لو كان ظالماً إنما انصح أخاك، لهذا ما يجري من أحداث جعلت العقلاء في صمت مُطبق، ولو كان لهم رأي ليس رأي العامة العاطفي لوصف كل رأي مُعارض بالمُتصهين والمُنافق، وأي قناة تنقل بعض الحقائق لتم وصفها بالعبرية، وراحت أرواح البشر خصوصاً الأبرياء بين هذا وذاك وقوداً لمعركة بين طرفين ميزان القوى بينهما كبير جداً، لهذا راح العدو الصهيوني يكشف للعالم وجهه القبيح يوماً بعد يوم.

والآن، بعد طوفان الأقصى ماذا جنينا كعرب وكمسلمين، دمار للبلاد والعباد في غزة، وصواريخ عبثية من جنوب لبنان شرّدت ما يُقارب 100 ألف لبناني من قراهم، ومسيرات عبثية من الحوثي ساهمت بجلب كل الأساطيل الأجنبية للبحر الأحمر وأثرت على مصر اقتصادياً حيث انخفضت رسوم مداخيل قناة السويس بنسبة 40 في المئة.

سألني صديق لماذا لا تكتب تغريدات عن ما يحدث في غزة؟، قلت له لو كتبت لتلقيت كماً من الشتائم والتعليقات السلبية لكوني أقول الكلام الصريح الذي لا يتوافق مع ما يكتب ويريده العامة.

عموماً نتمنى أن تنتهي هذا الحرب في أقرب وقت ممكن لحفظ أرواح البشر الأبرياء.

https://www.alraimedia.com/article/1681461/مقالات/لا-حرب-في-غزة

__________________

الأربعاء، 20 مارس 2024

حكاية 400 الف مزور ومزدوج كذبة وصدقناها !!

 

حكاية 400 الف مزور ومزدوج ..كذبة وصدقناها !!

كتب : حمد الحمد

قرأتُ ذات مرة أنّ في البرلمان الإنكليزي قبل قرن من الزمان، كان هناك نقاش حاد لتبني دعم استقلال دويلة في المحيط وروّجت للمطالبة إحدى الصحف، ولكن بعد نقاش حاد ثبت أن لا هناك دويلة بذلك الاسم الفلاني ولا هناك شعب يعاني، وكل ما في الأمر أنّ الموضوع برمته كذبة صدّقها البعض.

في هذه الانتخابات وغيرها، أعلن أحد المرشحين أن هناك 400 ألف مزوّر ومزدوج ممن يحملون الجنسية الكويتية لهم تأثير كبير على الانتخابات.

ولا يلام المرشح حيث أكد من قبل هذا الموضوع عضو بداخل مجلس الأمة، وأصبح الموضوع حقيقة وكل المواقع تتناوله، أنا شخصياً لا أصدق أن يكون ثلث الكويتيين الذين يعيشون بيننا مزوّرين ومزدوجين، ولا أعتقد أن ما نسمع يُطابق الحقيقة، ولكن الأمر أصبح حقيقة ثابتة بسكوت الحكومة التام، وهو مسيء لمن تولوا المسؤولية، فكيف يكون هناك تزوير في موضوع حساس كهذا بهذا الحجم، وكل مَن تولى وزارة الداخلية، فكيف يمر عليهم هكذا تزوير بهذا الحجم، لهذا كان يفترض من الجهات الرسمية استدعاء من قال هذا الكلام ومن سيقوله إلى القضاء لإثبات كلامه ولنعلم كمواطنين الحقيقة.

 

لا يُعقل أن يتناول الناس هكذا موضوع حساس، وبهكذا سهولة وأن تعيش الجهات الرسمية الصمت رغم أنها تنادي بالشفافية دائماً، وأخيراً ونحن على أبواب الانتخابات طالبت الحكومة المواطنين بالإبلاغ عن أي تزوير بالجنسية كون المواطن خفيراً، ولكن صراحة لم توفق، لأن المواطن خفير في أمور أخرى، مثلاً شاهد مشاجرة أو عملية سرقة أمام عينيه أو حريقاً أو مخالفة بلدية، لكن التزوير هذا لا يمكن أن يشاهد بالعين المجردة، لأن لا دخل للمواطن بمنح الجنسية من عدمه، والحكومة لديها أجهزة تقوم بذلك بطرق مُختلف منها جهاز المباحث ولا يمكن أن يقوم المواطن بدور المباحث.

ومن الأمثال الكويتية «اقعد عوج واحكي عدل»، وبلا شك قد يكون هناك تزوير وازدواج لكن بهذا الحجم هذا الحكي لا يعقل، والمغردون في وسائل التواصل يطرحون هذا الموضوع الحساس بأريحية، رغم أنه يضر بسمعة الدولة ككل.

لهذا، أنا كاتب المقال أعلن أن مَن يأتي لي بأسماء كل من الـ400 ألف مزوّر ومزدوج له مني مليون لايك، وذلك حتى نقطعَ دابرَ هذا الموضوع الذي أصبح حقيقة، وإن كنّا لا نعرف الحقيقة.

https://www.alraimedia.com/article/1680665/مقالات/حكاية-400-ألف-مزور-ومزدوج-كذبة-وصدقناها

____________

نشر بالراي في 20 مارس 2024

الخميس، 14 مارس 2024

للدكتورة نورة .. وللعبدلي والسالمي أولوية !!

 

للدكتورة نورة .. وللعبدلي والسالمي أولوية !!

كتب : حمد الحمد

يُقال المكتوب يُعرف من عنوانه، والمنازل والبلدان تُعرف من مداخلها الحدود والمطارات، وهذا الأيام بداية جيدة من قبل حكومة جديدة، حيث وصلت الأخبار عن بدء الحكومة إصلاح الطرق، وقبل أيام شاهدت مُعدات وزارة الأشغال وهي تعمل ليلاً لإصلاح شارع في الشامية وفرحت.

لهذا نُبارك لحكومة الشيخ محمد صباح السالم، وللدكتورة نورة المشعان، على هذه البدايات المُفرحة، ونشد على أيديهم وننتظر إكمال بقية شوارع الكويت، لكن فرحتنا لن تكتمل إلا بإصلاح الطرق الخارجية الأهم، فنحن المواطنون نطالب بأن تعطى الأولوية لطرق مُهمة كطريق السالمي والعبدلي، طرق دولية هي مداخل البلد وواجهته.

 

قبل أيام عدتُ من المملكة العربية السعودية، ودخلت الكويت عبر طريق السالمي، إلا أرى منظراً لا يسر لا عدو ولا صديق، ولمسافة 30 كيلو أو أكثر، طريق سيئ جداً جداً وخطر، ليس على المُسافرين فقط، إنما على أبناء الكويت العاملين بمركز السالمي الذين يرتادونه يومياً، الطريق وهو مدخل البلد، وهو لا يليق بدولة صناديقها السيادية المالية تضرب أرقاماً قياسية!

والطريق الآخر الكارثي، هو طريق العبدلي حيث عُدت من البصرة الصيف الماضي، إلا وأرى طريقاً خطراً لم يُعمل له صيانة منذ عقود طويلة، وحمدنا الله أننا اجتزناه في ليل، حيث الموت يواجهك، وسيارتك تُجاهد من الخوف وسوء المُنقلب من كثرة الحُفر.

لهذا يا سعادة الوزيرة د. نورة المشعان، ليتم تأجيل إصلاح الطرق الداخلية، وأن تعطى الأولوية للطرق الخارجية التي هي خطر على العباد والجماد، خصوصاً طريق العبدلي ونحن مُقبلون على تنظيم دورة الخليج في الكويت، ولا بد أن تتدفق الجماهير من ذلك الطريق.

أتمنى من سعادتك عدم الاعتماد على التقارير المكتوبة، إنما الذهاب بنفسك وأن تشاهدي الوضع بالعين المجردة وستكتشفين سوء الوضع الكارثي لطرق هي مداخل البلد وواجهته.

إن هذه الطرق كما ذكرت واجهة بلد حضاري، لهذا يتوجب الإسراع في تنفيذ صيانتها، ونحن أهل الضواحي نتحمّل التأخير من أجل كويت أجمل...

تحياتي لك وللعاملين بوزارتك،،،

https://www.alraimedia.com/article/1679976/مقالات/للدكتورة-نورة-تحية-وللسالمي-والعبدلي-أولوية

__________________

نشر في الراي 14 مارس 2024

الأحد، 10 مارس 2024

لدينا ازمات كالضرس اذا رقل .. هل لها حل ؟

 

لدينا أزمات كالضرس إذا رقل ..هل لها حل ؟

كتب : حمد الحمد

مثلنا الشعبي يقول «الضرس ليمن رقل من شلعته لابد»، وفي الكويت لدينا أزمات كالضرس أصبحت أكثر ازعاجاً، لكن مع هذا أزمات تكبر والحكومة في موقف المُتفرج، وهنا نتحدث عن أزمة الازدحام المروري، نُعاني منها عند ذهاب الموظفين للعمل صباحاً حيث نرى الازدحام من خيطان حتى مدخل العاصمة، وقد يكون لمسافة 12 كيلو متراً، وحالياً الازدحام كذلك في غير أوقات الدوام أو دوام المدارس، وحتى على الطرق السريعة وطوال ساعات النهار وخاصة في المساء، يتزامن هذا مع ما نراه من كثرة حوادث الطرق ومُخالفات المرور.

وكلمة «رقل» في المثل الشعبي هي عامية، لكن أصلها قد يكون فصيح حيث المعاجم تذكر «ارقل القوم إلى الحرب اسرعوا»، و«رقل» الضرس اسرع في التحرك، لهذا أهلنا في السابق قالوا الحل بخلعه.

والازدحام المروري مشكلة تتفاقم، إذا ما هو الحل؟، هل نقطع دابر السيارات ونمنع استيرادها كما خلعنا للضرس، طبعا لا، لكن ما أراه، هو أولاً ألا يُعهد لوزارة الداخلية بوضع خطط وحلول لمشكلة الازدحام المروري لأن هذا ليس من مهامها، لأن دورها تنفيذي وليس وضع حلول لمشاكل.

ثانياً، أن يتم استقدام خبير أجنبي لتقديم حلول جاهزة ومطبقة، وهذا يتجرّد من كل مصالح ويضع الحلول، صحيح انها حلول مُزعجة، لكنها تحل جزءاً كبيراً من المشكلة، ففي دول شمال أوروبا السويد وغيرها تم خفض الازدحام المروري بنسبة 40 في المئة عندما وضعت رسوم على الطرق أثناء ساعات الذروة، وضرائب على السيارات الكبيرة وغير ذلك من إجراءات.

أما ثالثاً، فهو تطبيق القوانين بحذافيرها على مَنْ يُخالف السرعة خاصة للتخفيف من حوادث المرور، لأن جماعتنا لديهم اعتقاد أن الحل برفع الغرامات، وهذا ليس الحل المُناسب لأن اغلب مَنْ يُخالف هم الشباب الصغار، وهذه الفئة لا تُبالي لأن مَنْ سيدفع قيم الغرامات هم الآباء المُقتدرون والأثرياء وحتى المغلوب على أمرهم.

أما قيام جهات حكومية بحل المشكلة بالدوام المرن للموظفين أو الثلاثة دوامات أو حتى حصول الموظف على إجازة مرضية وهو ليس بمريض لتخفيف الازدحام على المستوصفات، هذه التجارب لا أعرف مدى جدوها، ولا اعتقد أنها قد تحل مشاكل الازدحام على المدى القريب أو البعيد، كون القضية لا تتعلق فقط بالوقت المهدر، إنما تُساهم بتلوث البيئة من عوادم السيارات، وتُقلل من جودة الطرق التي حالها مأسوف عليه حالياً.

https://www.alraimedia.com/article/1679464/مقالات/لدينا-أزمات-كالضرس-إذا-رقلهل-لها-حل

_________________

كما نشر في الراي في 10 مارس 24

الأربعاء، 6 مارس 2024

العزاء في الكويت به مشاق وبحاجة لحلول !!

 

العزاء في الكويت .. به مشاق وبحاجة لحلول !!

كتب : حمد الحمد

اذكر قبل سنوات طويلة أنني كنت أقود سيارة في مدينة بافلو الأميركية، وعندما أقبلت على الإشارة الحمراء شاهدت أن سيارات عدة لا تلتزم وتتجاوز الإشارة، وتبعتها، لكن اكتشفت فيما بعد أننا نسير في موكب عزاء وأن السيارة السوداء التي في الأمام تحمل متوف وخلفها سيارات أهله والمُعزون، واستنتجنا أنه مسموح لسيارات العزاء تجاوز الإشارة الحمراء.

المهم تلك حادثة طريفة حيث سرنا في موكب المرحوم ونحن لا نعرفه، ما أود قوله أن الأجانب «عمليين» حتى في العزاء، يجتمع عدد محدود عند القبر وبعد ذلك يذهب كل لعمله، بينما نحن غير ذلك، طقوس العزاء عندنا بها مشقة وتكلف ومُبالغة ومظاهر وتزاحم وغير منظّم وحتى لا سند شرعياً دينياً لها وضررعلى المرافق... هذا الموضوع يشغلني وأردت أن أكتب فيه مع تسلسل زمني للتغيرات.

فترة الخمسينيات في الكويت وما قبلها كما يروى لنا، كانت الصلاة على المتوفى وبعد ذلك عزاء أهله المتواجدين في المقبرة برفع اليد، وبعد ذلك كل شخص يذهب لحاله ولعمله، في الستينيات وبعدها وفي رخاء المجتمع تحوّل العزاء من يوم إلى ثلاثة أيام في فترة الصباح وفي فترة العصر وكان بها مشقة لأهل المتوفى، وفي زمن كورونا وبناء على الإجراءات الصحية ووقت الحظر كان يتم الدفن بحضور أهل المتوفى فقط والعزاء وانتهى الموضوع.

لكن حاليا وبعد كورونا اصبح الدفن والعزاء ليوم واحد في المقبرة فقط، وهذا فيه مشقة كُبرى حيث تضطر للذهاب للمقبرة إذا المتوفى لك معرفة به وبأهله وهذا واجب، لكن اقتصار العزاء ليوم واحد في المقبرة له سلبيات كبيرة.

يلتم مئات المُعزين في فترة واحدة ومئات السيارات، وحتى تشارك يُفترض أن تذهب قبل صلاة العصر وتنتظر حتى الصلاة على المتوفى وبعده تنقل الجثامين وقد تصل لـ8، وتأخذ وقتاً للدفن وبعده يعود اهل المتوفى للوقوف في صف، وإذا احد المتوفين شخصية معروفة، فهناك صف طويل للمعزين وتقف بانتظار أن يتحرك الطابور، واحيانا طابور المُعزين يتعدى الصالة ويقف البعض بالخارج، المهم أحيانا يؤذن المغرب ولم يصلك الدور للتعزية حيث وقوف ملل وتزاحم، وآخر الأمر العزاء بالنظر!.

مصاعب أخرى كمثال، أنا كاتب المقال حتى أشارك بالعزاء بمقبرة الصليبيخات أقود سيارتي 34 كيلو بالذهاب والإياب، وكذلك مئات السيارات مثلي، وهنا نحن نشارك بازدحام الطرق وتساهم عوادم سياراتنا بتلويث الجو وكذلك بالضرر بجودة الطرق، وعند انتهاء العزاء تخرج السيارات مرة واحدة وتدخل الدائري الرابع الذي هو بالأصل مُزدحم.

ولا اعتقد أن دولاً عربية أو خليجية لديها سرادق عزاء أو صالات عزاء في المقابر، حيث أذكر قبل سنوات قد شاركت بعزاء قريبة لنا بالرياض، رحمها الله، وكانت إجراءات الصلاة عليها في مسجد وبعدها نقل الجُثمان للمقبرة للدفن، وبعدها الكل يترك المكان ويُستقبل المعزين في المجالس أو المنازل حيث لا عزاء في المقابر. ما أعنيه أن الإجراءات لدينا تحتاج مراجعة، هنا إذاً ما المخرج؟ وكيف نأتي بحل أفضل، شخصياً أقدم مُقترحي وهو أن نقسّم أهل العزاء إلى فئتين.

الفئة الأولى: هم العائلات والجماعات التي لديها دواوين أو عند وفاة شخصيات معروفة حيث من المتوقع أن يأتي للعزاء في المقبرة أعداد كبيرة من المُعزين، هذه الفئة يفترض ألا تستقبل المُعزين في المقبرة، إنما فقط الصلاة على المتوفى من قبل جماعته ومَنْ يعز عليه ويليه الدفن وبعد ذلك يغادرون على أن يستقبلوا المعزين بعد صلاة العصر في دواوينهم ليوم أو يومين، بمعنى لا استقبال للمعزين في المقبرة.

الفئة الثانية: هم فئة يفضلون استقبال المُعزين في المقبرة وفق رغبتهم ولعدم توفر دواوين لديهم أو لأسباب أخرى.

مقترحات للمسؤولين في البلدية لإيجاد مخارج لتجاوز تلك المشاق، رغم أن البعض يعترض ويقول كلما كثر المصلين على المتوفى مع الدعاء له هذا مكسب له، أقول الذي لم تفده أعماله طوال حياته هل سيفيده دعاء كثرة المصلين، بالنهاية وبالمنطق المقابر يفترض للدفن فقط، وليس لإقامة سرادق عزاء، والله يرحم أموات المسلمين.

https://www.alraimedia.com/article/1678483