الأحد، 3 يوليو 2022

قيادة وشعب .. خطاب تاريخي لسمو ولي العهد

 

قيادة وشعب.. خطاب تاريخي لسمو ولي العهد

كتب *: حمد الحمد

   في يوم الأربعاء الموافق 22 يونيو 2022 م ، كنت في الشاليه مع أصدقاء ، وعلمنا أن هناك خطاب لصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد أمير البلاد يلقيه سمو الشيخ مشعل الأحمد ولي العهد حفظهما الله، واستمعت للخطاب فكان المضمون تاريخي وبعيد عن صياغة الجُمل التقليدية .

  جملة مُهمة في الخطاب هي :( لقد قررنا مضطرين ونزولاً على رغبة الشعب واحتراماً لإرادته الاحتكام للدستور ) ، وهذه الجملة تعني أننا جزء من الشعب وعقدنا معه الدستور ، وأننا في سفينة واحدة وقريبين من شعبنا ، واستمعنا له .  

    والخطاب التاريخي رسخ وأوصل قواعد هامة وهي " لا تنقيح أو تعطيل أو تعليق أو مساس بالدستور "، وهذه الكلمات إنما رسائل مُهمة مُرسلة لمن يلعب في الماء العكر ، ويروج أن الاسرة عقدت عزمها على  تعليق العمل بالدستور ، وكذلك رسالة لمن يروج أنه اصبح فوق الأسرة !! .

    الديمقراطية الكويتية هي شكل من اشكال المُشاركة بالحكم وليست كالديمقراطيات الغربية، ولها سلبيات كما لها إيجابيات ، ولكن بدون مُشاركة السلبيات والمخاطر أكثر بكثير .

   نعم خطاب تاريخي يعود به الحكم للأمة لاختيار برلمان جديد يمثلها ، واختيار رئيس جديد يمثلها دون تدخل من أحد ، شكراً للقيادة على هذا الخطاب التاريخي الذي طمأن النفوس، ولجم بقوة بعض من يسعون لزرع الفتن ، حيث هناك وبدون وعي أو جهل من يُطالب بتعليق المشاركة ، والبعد عن النهج الديمقراطي كما في دول أخرى ، ولكن لا يعرف أن النهج الديمقراطي متجذر في حياتنا تاريخياً ، ليس فقط في انتخابات مجلس الامة إنما في انتخابات المجلس البلدي وانتخابات جمعيات النفع العام والجمعيات التعاونية والشركات والبنوك وحتى انتخابات أتحاد الطلبة وغيرها.

  والمشاركة عهد ، و يؤكد أن أسرة الحكم آل الصباح أسرة مُختلفة ، وأنها وإن حكمت الكويت ل 400 سنة ، وهذا ليس بالحظ أو القوة ،إنما لأنها الأقرب للشعب ، لهذا استمر حكمها لأربعة قرون ، وهذه حالة نادرة في التاريخ العربي والإسلامي ، فالدولة الأموية التي هي اقرب لدولة الخلافة الأولى ولسمعتها في التاريخ العربي ، فهي لم تستمر لأكثر من 93 سنة ، والسبب أنها كلما قامت فُرق تُعارضها كأسرة ودولة ، حاربتها بالسيف حتى تكالب عليها أبناء العمومة ومن يُعارضها ، وانتهت للأسف رغم ما قدمته للعرب من فتوحات وتوسع وتاريخ يُفتخر به .

   وفي هذا السياق تذكرت هذه الحكاية البسيطة التي تحمل معنى ، حيث كان لي مُصادفة قبل عدة سنوات لقاء مع شخص من دولة خليجية الذي راح يروي لي حكاية ، يقول : أثناء احتلال الكويت حدث إن تعرف على شخص من أفراد أسرة الصباح ، وبمعرفته البسيطة معه قال له ذلك الشيخ : "اذا تحررت الكويت وعدنا أتمنى أن تزورنا في بلدنا" ، يقول صاحب الرواية  ، بعد التحرير بعدة سنوات تذكرت دعوته ، وسافرت للكويت واتصلت به ، وعندما جاء يأخذني بسيارته كنت في وضع استغراب ، فكان شخص عادي وسيارته عادية، ولم يأتي في موكب ، ولم اشعر أنه من الأسرة الحاكمة ، إنما مواطن كويتي عادي كبقية المواطنين جاء بمفرده ،وقام بواجب الضيافة على أكمل وجه .

وحفظ الله الكويت قيادة وشعب .

________________________

*مقال من مدونة حمد عبدالمحسن الحمد عضو رابطة الأدباء كُتب بتاريخ 3 يوليو 2022 م .