السبت، 9 أغسطس 2014

خطبة من أجواء داعش !!

خطبة من أجواء داعش !!
بقلم :حمد الحمد
_________________ 
في هذا اليوم الجمعة 8 أغسطس 2014 حضرت خطبة الجمعة في احد مساجد الكويت بمنطقة الضاحية بمسجد السداح ، مسجد حديث وجديد وبني على احدث طراز .
خطيب المسجد لا اعرف اسمه ، لكن كانت خطبته كأنها من أجواء داعش ، حيث ذكرنا بنهج إسلامي صميم هجره أبناء الإسلام وهو نهج ( البراء والولاء ) والخطيب مفوه ولا يتحدث من ورقة ، ولكن يتحدث باقتناع عن ذلك النهج ، وفي احد الموقع الإسلامية وجدت تعريف هذا النهج كالتالي :
( البراء والولاء  : من خصائص المجتمع المسلم أنه مجتمع يقوم على عقيدة الولاء والبراء، الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، والبراء من كل من حادّ الله ورسوله واتبع غير سبيل المؤمنين .
وهاتان الخاصيَّتان للمجتمع المسلم هما من أهم الروابط التي تجعل من ذلك المجتمع مجتمعا مترابطاً متماسكاً، تسوده روابط المحبة والنصرة، وتحفظه من التحلل والذوبان في الهويات والمجتمعات الأخرى، بل تجعل منه وحدة واحدة تسعى لتحقيق رسالة الإسلام في الأرض، تلك الرسالة التي تقوم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودعوة الناس إلى الحق وإلى طريق مستقيم ).
ذلك كلام جميل لكن الخطيب فسر ذلك بأن لا توالي النصارى ولا اليهود حتى لو لك معهم منفعة من اجل أن ينصروك ، وهذا الكلام لا يستقيم مع عصرنا الحالي حيث أن المصالح متشابكة مع كافة أهل الديانات وليس النصارى واليهود فقط .
الأمر الأخر يتبين من هذا النهج أن تقف مع الأخ المسلم في كل الأحوال حتى لو كان هو الذي ارتكب الجرم أو هو الظالم ، وهذا ما حدث في عصرنا الحالي حيث ناصر الكثير من المسلمين صدام حسين كونه مسلم فقط عندما غزا الكويت وشرد أهلها ، رغم أن حديث الرسول ص كان واضحاً  ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ) قد فسره الرسول ص بنفس الحديث  بأن تنصح الأخ المسلم إذا كان ظالما بأن يكف عن ظلمه وهنا تنصره وتحميه .
وعرج الخطيب على أحداث غزة وكأنه يقول يجب أن يناصر المسلم أهل غزة في حربهم الأخيرة ومن لا يناصرهم فهو مرتد عن الإسلام ، ونعني بالمناصرة أن لا ينصحهم ولا يرشدهم ولا يقول رأي أخر يقترب من أن يخالفهم في حربهم ، لهذا في حرب غزة الأخيرة أية قناة تلفزيونية كانت لا تقف في صف قيادات أهل غزة تعتبر في صف العدو الصهيوني أو أي كاتب لا يشجع المنظمات غزة الجهادية على إطلاق صواريخ لا توثر لا في بشر ولا حجر أنما هو مرتد عن الإسلام ومعادي لإخوته المسلمين .
الولاء والبراء يجب أن يفهم بمنطق العصر حيث الأمم يفترض أن تتشارك في ردع الظالم أي كان ديانته أو جنسه مثلاً هل من اجل ذلك النهج أن نناصر داعش كونها فرقة إسلامية ، اعتقد لا .. فما يحدث في العراق وفي سوريا من تشريد لآلاف البشر  وتفكيك للعالم العربي أنما محزن و لا نعرف متى يتوقف .
نعم كنا نتمنى أن لا تستعمل المنظمات صواريخ وسلاح غير مجدي لمواجه عدو لديه جيش منظم ومحترف ولديه حلفاء من دول كبرى في العالم ، نعم كنا نتمنى أن تستمع المنظمات الفلسطينية إلى صوت العقل ولا تستخدم ذلك السلاح لتكون ردة الفعل الطرف الأخر مدمرة و كارثية من ناحية إنسانية على أهلنا أهل أهل غزة المساكين .
وفي صباح هذا اليوم ارصد نتائج كارثة تلك الحرب وهي حرب غزة وهي كالتالي على الإنسان الفلسطيني فقط عن القبس عدد 8 أغسطس 2014 :
(استشهاد 1800 فلسطيني وآلاف الجرحى من نساء وأطفال وشيوخ ، 18  ألف منزل دمرت بالكامل – 30 ألف بيت تضررت – ما يقارب من نصف مواطن فلسطيني هجروا أرضهم ومشردين  – كهرباء مقطوعة وتحتاج سنة لإصلاحها – بنية تحتية مدمرة ولها تأثير على البيئة والصحة ، أحياء مسحت من الخارطة – مصانع أهالي دمرت ) .
خطيب المسجد بخطبته كأنه يقول يجب على كل مسلم أن لا ينصح أو يطالب بوقف الصواريخ العبثية التي خلفت تلك الكوارث الإنسانية ، اعتقد هذا غير مقبول ولا يتفق مع ما جاء بحدث الرسول ص .
قد يقول قائل إذا ما العمل ؟ القول الصحيح إن العالم العربي يعيش في أزمات تهدد كيانه في كل مكان لهذا مثل حرب غزة أتت في الوقت غير المناسب ، فلا هي حررت أرضا ولكن زادت جروح المسلمين ، أمر أخر أن ما يحدث في غزة حرب فعلية وليس مناوشات ، وفي ديننا يجب على المسلم أن يعد العدة للحرب قبل أن يخوضها من سلاح فعال ومن إيجاد حلفاء أقوياء وبدون ذلك لا تستطيع أن تجني أي نصر أو مكسب .
هذا الكلام يخالف من يعتقد أننا يجب علينا أن لا  نقول أي رأي مخالف وهذا غير مجدي ولا يتوافق مع ديننا وعندما نرى رأي يخالف لا يعني اننا نناصر العدو الصهيوني .  أخيراً اعتقد أن خطبة الشيخ التي أشرت  إليها كانت حماسية ، ولم تكن مناسبة في هذا الوقت ومضللة ولا تحسب مصالح العباد ولا البلاد  ، ويفترض أن تُراجع من قبل وزارة الأوقاف فقد تكون تخالف ميثاق المساجد لأنها صراحة كأنها تقول يجب أن نناصر أي فرق إسلامية بغض النظر سواء كانت الإخوان أو الجهاد أو طالبان أو داعش حتى لو كانت تتعارض مع مصالحنا أو تهدد الآخرين أو السلم العالمي .
وسلامتكم
______________

من مدونة حمد الحمد - 8 أغسطس 2014 س 11 ود 41 ليلاً