الخميس، 24 يوليو 2014

السيد مشعل وصمود الفنادق !!

السيد مشعل وصمود الفنادق !
بقلم : حمد الحمد
____________________
ليلة أمس تابعت مؤتمر السيد خالد مشعل من احد الفنادق في مدينة الدوحة عن طريق قناة الجزيرة ، وكان السيد مشعل يعدد مناقب صمود المقاومة في غزة حتى يومنا هذا ، وأنها كبدت العدو وأذلته وحققت انتصارات ، ولكن مع هذا يُعلن حتى أمس ما يقارب 1000 منزل فلسطيني قد هُدمت كليا ، وان 15 ألف منزل قد تضررت جزئياً ، وان هناك يزيد عن 700 شهيد فلسطيني اغلبهم من الأطفال والمدنيين .
سؤال منطقي هل هذا ثمن صواريخ أطلقت من قبل المقاومة ولكن الأضرار الفعلية في إسرائيل لا تعادل تضحيات الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره ،وأن يكون هذا الشعب ضحية عدد من السياسيين قد لا يحسبون العواقب على الإنسان الفلسطيني البسيط .
في القنوات الأجنبية  نشاهد مناظر العائلات الفلسطينية وهي تغادر منازلها،  ولا تعرف أين تذهب أنهم يتشردون عشرات المرات هرباً من قصف لا يميز بين مقاتل ومدني .
ما نعرفه وكذلك ما اخبرنا به ديننا أن الحرب لها أصول ولازم تعد لها العدة،  لكن أن تقاتل طرف أقوى منك عشرات المرات اعتقد انتحاراً وتفريطاً بأرواح وبمكتسبات وبنى تحتية قد تحققت .
السيد خالد مشعل من الدوحة يتحدث وهو يناضل من احد الفنادق ولكن أرواح أهلنا البسطاء في غزة تذهب في نزاع غير متكافئ ، وللأسف بعض العرب في خليجنا وفي عالمنا العربي سعداء بما يحدث هناك ويتمنون لو يستمر النزاع الف عام طالما هم يجلسون تحت المكيفات ويشاهدون المسلسلات الرمضانية وهم ليس في مرمى مدافع العدو وطائراته وصواريخه .
 لهذا ستتوقف الحرب بأذن الله ، وعندما نجرد الخسائر والمكاسب لا يُلتفت للإضرار التي سببتها الحرب للإنسان الفلسطيني البسيط في غزة طالما الزعامات والقيادات بخير وتسكن الفنادق والملاجئ الحصينة ، وتعود بعد حين لتظهر على الشاشات تعلن الانتصارات التي تحققت .
في هذا السياق اذكر هذه الحكاية التي سمعتها عن حادثة جرت في احد الحروب العربية حيث أرسلت دولة خليجية مجموعة من الجنود للمشاركة في حرب مع العدو الصهيوني وأرسلت مع تلك الفرقة شيخ دين وأمام مسجد  لتشجيع الجنود على الصمود ، ولكن عندما بدأت الحرب اعتذر ذلك الشيخ واخبرهم انه سيغادر فقيل له ( لماذا يا شيخ يفترض أن تبقى معنا لتشجعنا )  فقال ( وظيفتي هي أن أشجعكم قبل الحرب وأبث فيكم روح القتال أما الآن مع السلامة ) وغادر .
نأمل أن يتوقف القتال حتى نحافظ على روح الإنسان الفلسطيني البسيط الذي لم يكن له دور في هذه الحرب ولكن يقع في أتونها ، بينما بعض القيادات تنام قريرة العين في فنادقها .

 من مدونة حمد الحمد  24 يوليو 2014 س 9 ود 18 م

الثلاثاء، 22 يوليو 2014

عدم التمادي في سحب الجناسي !!


عدم التمادي في سحب الجناسي !!

بقلم : حمد الحمد

______________________

هذه الأيام نسمع عن قرارات اتخذت بحق البعض ومنها سحب الجنسية ، وهناك من يعترض على اتخاذ هكذا إجراءات رغم إن بعضها وفق القانون ، لكن يفترض عدم سحب جنسية إي كويتي بألتاسيس إلا في حالات منها تحصله على جنسية دولة أخرى ، أو تنازله أراديا عن جنسيته لحصوله على جنسية بلد أخر ، أو سبب ثالث وهو الأهم وهو  حصوله على الجنسية بطريق التزوير ، لكن  أن تسحب جنسية مواطن بالتأسيس فقط لكونه يملك رأي مخالف أو معارض فهذا غير قانوني وغير مقبول وغير منطقي ، ولا اعتقد أن الحكومة وهي تملك الحكمة أن تقدم على ذلك .

أما بالنسبة لمن حصل على الجنسية بالتجنيس فهذا يحكمه قانون الجنسية حيث يفترض من حصل عليها بالتجنيس أن يلتزم بالقوانين ولا يرتكب إي جرائم مخلة بالشرف والأمانة وان لا يهدد امن البلد ، هنا أن خالف قد يحق للسلطة سحب الجنسية ولكن يجب أن يكون في أضيق الحدود .

حتما لا نفرح لسحب لجنسية أي مواطن ولكن ما يهمُنا هو أفراد أسرته التي ستسحب منهم الجنسية أذا لم أكن على خطأ أيضا من زوجة وأبناء وحتى أحفاد ، حيث هؤلاء لا علاقة لهم بتصرف والدهم حيث لا تزر وازرة وزر أخرى ، هنا يفترض أن يعدل القانون ويعالج وضع هذه الفئة التي ستظلم ظلما كبيراً بسبب والدها وتصرفاته ، والظلم ظلمات يوم القيامة .

هنا علينا أن نعي ليس كل مواطن أو أب واعي أو يعي تصرفاته ، لهذا اذكر هذه الحكاية التي قد تأتي في السياق ، ففي بداية الثمانينيات كنت اعمل في شركة ، وفي احد الأيام دخل على مكتبي شاب كويتي من العاملين بالشركة،  وطلب أن يكون هو المسئول عن بعض أفراد أسرته وهن والدته وأخواته من اجل أن يحصل لهن على خدمات صحية تقدمها الشركة لأسر العاملين ، فأبلغته أن القانون لا ينطبق عليه لكون والده على قيد الحياة والده هو المسئول عن الأسرة وليس هو ، فابلغني أن  والده لا تنطبق عليه شروط القوامة ولا يستحق أن يكون ولي أمر تلك الأسرة ،وقلت له كيف تثبت ذلك في كتاب رسمي بعد آن شرح لي الموضوع ، وفعلا بعد يومين قدم لي كتاب من الجهات الرسمية يفيد بان والده خلال 15 سنه عليه أحكام بالسجن بتهم متعددة واغلبها تخل بالشرف والأمانة ، طبعا صعقت عندما قرأت التقرير حيث لم يترك الأب إي جرم ذكر في القوانين إلا وارتكبه ، وهنا اقتنعت و وافقت على طلب ذلك الشاب .

هنا رسالة إلى الجهات العليا عدم التمادي في سحب الجناسي  بشكل عام وخاصة من مُتجنسين يكون ضحيتها أسرهم وهم أفراد أبرياء لم يرتكبوا إي ذنب ، ولا لهم دراية بتلك القرارات الصادمة التي ستغير حياتهم ، وهم ضحية وقد يكون لهم دور وطني فاعل في حياة المجتمع ، ولا علاقة لهم من بعيد أو قريب بأفعال والدهم .

رسالة نتمنى أن تصل!!

وسلامتكم .

___________________

من مدونة حمد الحمد    22 يوليو 2014  الثلاثاء س 3 ود 47 ظ

السبت، 19 يوليو 2014

الكويت ..هل هو وطن كله عيوب ؟


الكويت ..هل هو وطن كله عيوب ؟
بقلم : حمد الحمد
___________
هذه الأيام أنا مُندهش من الذي وضع في ذهن كل كويتي (إن الكويت وطن كله عيوب ولا يوجد بها أي شي جميل)، نسمع هذا الكلام من الصغار والشباب والكبار ، يقال هذا الكلام وكأن كل شيء ثابت ولا يحتاج إلى نقاش  .
تجلس في ديوانية وتسمع ( شوفوا دول الخليج و شوفوا تلك الدولة  والأخرى سبقتنا )، هنا تستغرب ولو تطلب من احدهم أن يذهب لتبيان ذلك فيقول (حالة الطرق والعمران والتنمية وعدم وجود فساد في تلك الدول وغير ذلك  أفضل منا )، رغم إن هناك قول غربي حكيم  يقول ( لا تستطيع أن تحكم على بلد غير بلدك إلا إذا عشت في ذلك البلد  لفترة نصف عام بمعنى ستة شهور كاملة ) هنا تكتشف ذلك البلد وتكتشف السلبيات والايجابيات ، أما أن تذهب في يوم ، وتسكن في فندق ، وتتسوق في مول،  وتأكل في مطعم راقي وتعود بطائرتك ، وبعد ذلك تقول بلدهم أحسن من بلدنا ، قد يكون ذلك غير منطقي ومجحف وغير منصف، أمر أخر يفترض أن لا تقارن الكويت مع إي بلد أخر قريب أو بعيد ، لان كل بلد له نظام سياسي وأداري يختلف عن الأخر ، لهذا الحكم غير منطقي من النظر فقط ، مؤكد أننا نفرح أن تكون بعض دول الخليج أحسن من بلدنا في جوانب لكن حتما نحن قد نكون أفضل منهم في جوانب أخرى ، ومؤكد نفرح لهم كما يفرحون لنا .
أمر أخر صُحفنا وكتاب صُحفنا يعززون ذلك ، فعندما يصلهم إي خبر غير طيب عن الكويت إلا ويضعونه في مانشيت عريض ، وان جاء خبر مفرح عن الكويت لا يعيرونه إي اهتمام ، أو لا يتم التسليط على أي شيء جميل عندنا .
سؤال لماذا هذا التذمر وهذه النغمة التي نسمعها من الجميع رغم أن الأوضاع ليس بذلك السوء عند مقارنتها  مع إي بلد عربي أخر ، ولكن الجيد أن لدينا حرية في الكلام حيث يستطيع  إي شخص آن يكتب و يتكلم بدون أن يكون هناك رقيب عليه إلا القانون .
هل فعلا كويتنا كلها عيوب ، بينما مؤشرات عُملتنا ، والاستقرار المالي يمتاز بملاءة متقدمة على دول أخرى  ، ومستوى الرواتب مقبول أو أكثر من جيد ، قبل فترة كنت في دولة خليجية وطلب مني رجل كبير بالسن أن أساعده بسحب راتبه التقاعدي من جهاز الصرف الآلي، فقمت بالعمل وأستلم راتبه واكتشفت إن راتبه لا يتعدى أكثر من 140   دينار ، بينما رواتب التقاعد لدينا حتما أكثر من ذلك بكثير وتزداد بين سنة وأخرى.
هل الشكوى والتذمر بأن البلد كله عيوب هو ( بطر) أو عدم قناعة حيث القناعة كنز لا يفنى ، لا اعرف ؟، واذكر سيدة كويتية كانت تتحدث في برنامج إذاعي وتقول والحديث على لسانها : ( أنا وزوجي رواتبنا عال العال ولدينا أولاد ونصرف عليهم وفق إمكانيتنا ولا نقصر ولكن مع هذا أولادنا يشتكون ويتذمرون  ويتحلطمون ويطالبون أكثر وأكثر ولا نعرف ماذا نعمل معهم !!) ، هل شعبنا  هكذا مع حكومته .. لا اعرف ؟.
كنت أتابع مقالات كاتب كويتي له عمود ينتقد الحكومة ويوجه اللوم لها لفسادها ،ولكن يحكي لي شخص عمل مع هذا الكاتب  في نفس الجهاز الحكومي حيث أعترف لي أن ذلك الكاتب موظف لديهم ويفترض يعمل معهم ، ولكن لا يداوم ويأخذ راتب بدون عمل لكن( ماخذ) راحته يسب حكومة تدفع له راتب شهري بدون عمل ، لهذا لا تلومه إن سبها .
قبل أسبوعين كنت في مكتب تحصيل فواتير الكهرباء واكتشفت أن الذي كان يدفع فاتورته وهو رجل كويتي كبير بالسن أتضح أنه لم يدفع فواتير الكهرباء والماء لعدة سنوات ، وألان تم  تقسيط المبلغ عليه بمبلغ زهيد ،ولكن في المساء حتما سيذهب هذا المواطن للديوانية ويقول حكومتنا تعبانه .
العام قبل الماضي التقيت في فرانكفورت مع مُترجم لبناني ويحكي لي عن دلال الحكومة الكويتية لبعض مواطنيها لمن يتلاعبون بالعلاج الطبي بالخارج ، حيث تُرسل الحكومة الكثير من المواطنين للعلاج بالخارج وقد يحدث أن البعض للأسف يتمارض ليذهب في رحلة صيفية لدولة أوروبية مع عائلته و الواسطة تعمل دورها ، بمعنى لا يمرض إلا في فترض الصيف وعندما تغلق المدارس أبوابها ،وهنا للأسف يأخذ دور مريض قد يكون في أمس الحاجة للعلاج في الخارج وليس عنده واسطة ، لهذا يحكي لي ذلك المترجم  الكثير من الحكايات الطريفة تتداول عن مرضى الكويت أبعدنا وأبعدكم الله عن المرض ، يقول المُترجم أن احد المرضى من الكويتيين طلب من الطبيب الألماني الذي يعالجه أن يكتب في التقرير إن العلاج الذي أجري له تم في ساقه وليس في ذراعه ، وعندما سأله الدكتور لماذا؟  أنا عالجت ذراعك وليس ساقك قال المريض حتى أقدم التقرير للمكتب الصحي الكويتي ويمنحوني تذكره درجة أولى في الطائرة حتى أمد ساقي !!.!!.
هذه الأيام نتابع إضراب الموظفين في التأمينات وهذا الإضراب مُستمر من مايو الماضي يعني تعطلت مصالح المتقاعدين لفترة ثلاثة أشهر وأرهق الموظف الذي لم يُضرب  ، رغم إن لا إضراب في العالم يستمر لهذه الفترة الطويلة، ولكن قد تكون هناك إضرابات لفترة محدودة لإيصال رسالة فقط ، يقول لي متقاعد راجع التأمينات قبل رمضان ،يقول قامت موظفة كويتية لم تُضرب وأنهت معاملتي وسألتها لماذا لم تُضربي مع المضربين قالت ( ليس من حقي أن أتوقف عن العمل واخذ راتب حرام) وكان هذا المتقاعد يشاهد بعض المتقاعدين من كبار السن الذين يعانون الأمرين من الإضراب وهم يسبون ويدعون بالخسران على الموظفين المضربين وأكثرهم من الشباب  .
في هذا السياق نذكر في الثمانينيات عندما قامت الحكومة الأمريكية بعهد الرئيس ريغان بإنهاء خدمات 21 الف مراقب جوي أمريكي في يوم واحد عندما اتخذ اتحاد المراقبين الجويين قرار الإضراب وتعطيل مصالح وامن البلد وراح يهدد بتوقف حركة الطيران في عموم الولايات المتحدة ، وتم إنهاء جميع الموظفين من قبل الحكومة واستلم الجيش مرافق المراقبة الجوية وتم تعيين موظفين جدد بدلا منهم وطلب من الموظفين الذين أنهيت خدماتهم البحث عن وظائف أخرى لان امن البلد واقتصاده أهم ،  ونحن نذكر هذه الحادثة لا نطالب بإنهاء خدمات احد لكن أسلوب الإضراب الطويل في أفضل مؤسسة كويتية غير منطقي فقد تتخذ التأمينات إجراءات منها تعيين موظفين جدد ومن غير الكويتيين لسد النقص ، لكن لوي الذراع من قبل نقابة يسيطر عليها عدد من الشباب صغار السن أعتقد تصرف غير حكيم حتى لو معهم حق، والأفضل وقف الإضراب والتفاوض من جديد ، لان الضرر أصاب المتقاعدين من كبار السن وليس الإدارة .
قبل فترة كنت راجع مع تاكسي جوال بعد أن تركت سيارتي في احد الكراجات للتصليح وكان السائق هندي ، وهنا قال عندما مررنا أمام إحدى الجمعيات قال يخاطبني وهو يبتسم وسعيد ( الكويت ماكو مثله ، إذا أنت يجوع يوقف عند جمعية وتشتري خبزة وجبنة وتأكلها ، في الهند ودول ثانية الفقير ما يلقى  مكان مثل هذا يشتري منه خبزة حتى يأكلها !! ).
هذه الأيام عندما تتكلم عن التذمر  و(التحلطم) و كذلك عن الحراك يلصق البعض كل ذلك بأن هذا صوت الشباب ومطالباتهم ، ولكن الحقيقة إن فترة الشباب هي فترة اندفاع ولكن قد تكون بلا دراسة أو وعي أو معرفة العواقب ، الآن لو نعود لثورات الربيع العربي لوجدنا إن من قادها في البداية هم الشباب ،ولكن سرقت منهم فهم لم يحسبوا النتائج لهذا ماذا ربح الشباب في سوريا أو مصر أو تونس أو ليبيا فحتى الآن لم تتحقق أمانيهم أنما النتائج حتى الآن كارثية .
يحكي لي دكتور كويتي أكاديمي عن صديقه الدكتور المصري يقول ذلك الصديق له ابن كان يدرس الطب وعلى وشك التخرج وعندما بدأت ثورة الربيع العربي في القاهرة وكانت تنادي بديمقراطية وحرية وعدالة اجتماعية كان ذلك الابن من أوائل الشباب الذين يتقدمون المسيرات ويطالبون بالتغيير  إلا وقذيفة من مجهول تصيبه بالرأس وتحوله إلى معاق ذهنيا ، وأصبح والده يرعاه في المنزل بدل من أن ينتظر تخرجه ليعينه في الحياة إن كبر بالعمر .
سؤال هل الكويت وطن كله عيوب حتى نسمع هذا التذمر من الصغير والكبير ، لا اعرف ونحتاج أن نجري دراسة مقارنة .
 في هذا السياق اكتب في نهاية مقالي عن سالفة مواطن كويتي هو لم يعش في زمننا هذا زمن النفط والخير والرفاهية  حيث تتوفر كل عوامل الرخاء من أسعار بترول مرتفعة وحياة أمنة والحمد لله نشكر الله عليها ، هذا المواطن هو النوخذا الكويتي علي النجدي حيث في عامي 1938 وعام 1939 ركب معه في سفينته الكابتن الاسترالي الن فاليرز وراح هذا الاسترالي يسجل تعب وشقاء حياة الكويتيين البحارة على ظهر السفينة لمدة رحلة السفينة لستة شهور وانتقالها من عدن مرورا بالصومال وحتى زنجبار وطوال الرحلة كان على النجدي رحمه الله  يمتدح بلده الكويت للاسترالي وجمال الكويت ، المهم طوال الرحلة وعلي النجدي يشيد بوطنه الكويت وجمالها للكابتن الاسترالي وفي طريق العودة للكويت مرت السفينة إمام سواحل عُمان وشاهد الكابتن الاسترالي الجبل الأخضر في عُمان من بعيد وقال ما أجمل هذا المنظر ،هنا قال له على النجدي مستهجنا ذلك القول عندما  رد عليه ( الكويت أجمل يا كابتن ) وتخيل الكابتن أن الكويت جنة لكثر ما مدحها النجدي ، وعندما وصلوا الكويت عام 1939 استغرب الاسترالي فلم يجد في الكويت إي جمال سوى بيوت متواضعة أغلبها طينية وصحراء ممتدة ولا ماء ولا شجر ولا ثمر ولا نهر ،  أذكر تلك الحادثة التي ذُكرت في كتاب أبناء السندباد لمؤلفه الكابتن الاسترالي .
 هذه الحكاية حكاية المواطن علي النجدي رحمه الله وهو يمتدح وطنه ويشيد به في ذلك الزمن عندما لا يجد الكويتي في وطنه إي فرصة رزق فيشد الرحال إلى سواحل الهند ويقتحم البحار ويصل إلى غابات إفريقيا ليجلب الخير لأهلة بينما الكثير من أبناء هذا الجيل لا يرون في وطنهم  إلا تلك العيوب التي تغطي وجهه في زمن الرخاء .
يكفي لن أكمل وسلامتكم من (التحلطم المبالغ فيه ) والقناعة كنز لا يفنى ، أحيانا نحتاج أن ننتقد أنفسنا بدون أن نلقي اللوم  دائماً على الحكومة حيث نعرف إخفاقاتها ، لكن نحن لنا إخفاقات أيضا علينا أن نكشفها .
__________________
من مدونة حمد الحمد  19 يوليو 2014 السبت س 8 و د 9 م

بقلم : حمد الحمد

___________

هذه الأيام أنا مُندهش من الذي وضع في ذهن كل كويتي (إن الكويت وطن كله عيوب ولا يوجد بها أي شي جميل)، نسمع هذا الكلام من الصغار والشباب والكبار ، يقال هذا الكلام وكأن كل شيء ثابت ولا يحتاج إلى نقاش  .

تجلس في ديوانية وتسمع ( شوفوا دول الخليج و شوفوا تلك الدولة  والأخرى سبقتنا )، هنا تستغرب ولو تطلب من احدهم أن يذهب لتبيان ذلك فيقول (حالة الطرق والعمران والتنمية وعدم وجود فساد في تلك الدول وغير ذلك  أفضل منا )، رغم إن هناك قول غربي حكيم  يقول ( لا تستطيع أن تحكم على بلد غير بلدك إلا إذا عشت في ذلك البلد  لفترة نصف عام بمعنى ستة شهور كاملة ) هنا تكتشف ذلك البلد وتكتشف السلبيات والايجابيات ، أما أن تذهب في يوم ، وتسكن في فندق ، وتتسوق في مول،  وتأكل في مطعم راقي وتعود بطائرتك ، وبعد ذلك تقول بلدهم أحسن من بلدنا ، قد يكون ذلك غير منطقي ومجحف وغير منصف، أمر أخر يفترض أن لا تقارن الكويت مع إي بلد أخر قريب أو بعيد ، لان كل بلد له نظام سياسي وأداري يختلف عن الأخر ، لهذا الحكم غير منطقي من النظر فقط ، مؤكد أننا نفرح أن تكون بعض دول الخليج أحسن من بلدنا في جوانب لكن حتما نحن قد نكون أفضل منهم في جوانب أخرى ، ومؤكد نفرح لهم كما يفرحون لنا .

أمر أخر صُحفنا وكتاب صُحفنا يعززون ذلك ، فعندما يصلهم إي خبر غير طيب عن الكويت إلا ويضعونه في مانشيت عريض ، وان جاء خبر مفرح عن الكويت لا يعيرونه إي اهتمام ، أو لا يتم التسليط على أي شيء جميل عندنا .

سؤال لماذا هذا التذمر وهذه النغمة التي نسمعها من الجميع رغم أن الأوضاع ليس بذلك السوء عند مقارنتها  مع إي بلد عربي أخر ، ولكن الجيد أن لدينا حرية في الكلام حيث يستطيع  إي شخص آن يكتب و يتكلم بدون أن يكون هناك رقيب عليه إلا القانون .

هل فعلا كويتنا كلها عيوب ، بينما مؤشرات عُملتنا ، والاستقرار المالي يمتاز بملاءة متقدمة على دول أخرى  ، ومستوى الرواتب مقبول أو أكثر من جيد ، قبل فترة كنت في دولة خليجية وطلب مني رجل كبير بالسن أن أساعده بسحب راتبه التقاعدي من جهاز الصرف الآلي، فقمت بالعمل وأستلم راتبه واكتشفت إن راتبه لا يتعدى أكثر من 140   دينار ، بينما رواتب التقاعد لدينا حتما أكثر من ذلك بكثير وتزداد بين سنة وأخرى.

هل الشكوى والتذمر بأن البلد كله عيوب هو ( بطر) أو عدم قناعة حيث القناعة كنز لا يفنى ، لا اعرف ؟، واذكر سيدة كويتية كانت تتحدث في برنامج إذاعي وتقول والحديث على لسانها : ( أنا وزوجي رواتبنا عال العال ولدينا أولاد ونصرف عليهم وفق إمكانيتنا ولا نقصر ولكن مع هذا أولادنا يشتكون ويتذمرون  ويتحلطمون ويطالبون أكثر وأكثر ولا نعرف ماذا نعمل معهم !!) ، هل شعبنا  هكذا مع حكومته .. لا اعرف ؟.

كنت أتابع مقالات كاتب كويتي له عمود ينتقد الحكومة ويوجه اللوم لها لفسادها ،ولكن يحكي لي شخص عمل مع هذا الكاتب  في نفس الجهاز الحكومي حيث أعترف لي أن ذلك الكاتب موظف لديهم ويفترض يعمل معهم ، ولكن لا يداوم ويأخذ راتب بدون عمل لكن( ماخذ) راحته يسب حكومة تدفع له راتب شهري بدون عمل ، لهذا لا تلومه إن سبها .

قبل أسبوعين كنت في مكتب تحصيل فواتير الكهرباء واكتشفت أن الذي كان يدفع فاتورته وهو رجل كويتي كبير بالسن أتضح أنه لم يدفع فواتير الكهرباء والماء لعدة سنوات ، وألان تم  تقسيط المبلغ عليه بمبلغ زهيد ،ولكن في المساء حتما سيذهب هذا المواطن للديوانية ويقول حكومتنا تعبانه .

العام قبل الماضي التقيت في فرانكفورت مع مُترجم لبناني ويحكي لي عن دلال الحكومة الكويتية لبعض مواطنيها لمن يتلاعبون بالعلاج الطبي بالخارج ، حيث تُرسل الحكومة الكثير من المواطنين للعلاج بالخارج وقد يحدث أن البعض للأسف يتمارض ليذهب في رحلة صيفية لدولة أوروبية مع عائلته و الواسطة تعمل دورها ، بمعنى لا يمرض إلا في فترض الصيف وعندما تغلق المدارس أبوابها ،وهنا للأسف يأخذ دور مريض قد يكون في أمس الحاجة للعلاج في الخارج وليس عنده واسطة ، لهذا يحكي لي ذلك المترجم  الكثير من الحكايات الطريفة تتداول عن مرضى الكويت أبعدنا وأبعدكم الله عن المرض ، يقول المُترجم أن احد المرضى من الكويتيين طلب من الطبيب الألماني الذي يعالجه أن يكتب في التقرير إن العلاج الذي أجري له تم في ساقه وليس في ذراعه ، وعندما سأله الدكتور لماذا؟  أنا عالجت ذراعك وليس ساقك قال المريض حتى أقدم التقرير للمكتب الصحي الكويتي ويمنحوني تذكره درجة أولى في الطائرة حتى أمد ساقي !!.!!.

هذه الأيام نتابع إضراب الموظفين في التأمينات وهذا الإضراب مُستمر من مايو الماضي يعني تعطلت مصالح المتقاعدين لفترة ثلاثة أشهر وأرهق الموظف الذي لم يُضرب  ، رغم إن لا إضراب في العالم يستمر لهذه الفترة الطويلة، ولكن قد تكون هناك إضرابات لفترة محدودة لإيصال رسالة فقط ، يقول لي متقاعد راجع التأمينات قبل رمضان ،يقول قامت موظفة كويتية لم تُضرب وأنهت معاملتي وسألتها لماذا لم تُضربي مع المضربين قالت ( ليس من حقي أن أتوقف عن العمل واخذ راتب حرام) وكان هذا المتقاعد يشاهد بعض المتقاعدين من كبار السن الذين يعانون الأمرين من الإضراب وهم يسبون ويدعون بالخسران على الموظفين المضربين وأكثرهم من الشباب  .

في هذا السياق نذكر في الثمانينيات عندما قامت الحكومة الأمريكية بعهد الرئيس ريغان بإنهاء خدمات 21 الف مراقب جوي أمريكي في يوم واحد عندما اتخذ اتحاد المراقبين الجويين قرار الإضراب وتعطيل مصالح وامن البلد وراح يهدد بتوقف حركة الطيران في عموم الولايات المتحدة ، وتم إنهاء جميع الموظفين من قبل الحكومة واستلم الجيش مرافق المراقبة الجوية وتم تعيين موظفين جدد بدلا منهم وطلب من الموظفين الذين أنهيت خدماتهم البحث عن وظائف أخرى لان امن البلد واقتصاده أهم ،  ونحن نذكر هذه الحادثة لا نطالب بإنهاء خدمات احد لكن أسلوب الإضراب الطويل في أفضل مؤسسة كويتية غير منطقي فقد تتخذ التأمينات إجراءات منها تعيين موظفين جدد ومن غير الكويتيين لسد النقص ، لكن لوي الذراع من قبل نقابة يسيطر عليها عدد من الشباب صغار السن أعتقد تصرف غير حكيم حتى لو معهم حق، والأفضل وقف الإضراب والتفاوض من جديد ، لان الضرر أصاب المتقاعدين من كبار السن وليس الإدارة .

قبل فترة كنت راجع مع تاكسي جوال بعد أن تركت سيارتي في احد الكراجات للتصليح وكان السائق هندي ، وهنا قال عندما مررنا أمام إحدى الجمعيات قال يخاطبني وهو يبتسم وسعيد ( الكويت ماكو مثله ، إذا أنت يجوع يوقف عند جمعية وتشتري خبزة وجبنة وتأكلها ، في الهند ودول ثانية الفقير ما يلقى  مكان مثل هذا يشتري منه خبزة حتى يأكلها !! ).

هذه الأيام عندما تتكلم عن التذمر  و(التحلطم) و كذلك عن الحراك يلصق البعض كل ذلك بأن هذا صوت الشباب ومطالباتهم ، ولكن الحقيقة إن فترة الشباب هي فترة اندفاع ولكن قد تكون بلا دراسة أو وعي أو معرفة العواقب ، الآن لو نعود لثورات الربيع العربي لوجدنا إن من قادها في البداية هم الشباب ،ولكن سرقت منهم فهم لم يحسبوا النتائج لهذا ماذا ربح الشباب في سوريا أو مصر أو تونس أو ليبيا فحتى الآن لم تتحقق أمانيهم أنما النتائج حتى الآن كارثية .

يحكي لي دكتور كويتي أكاديمي عن صديقه الدكتور المصري يقول ذلك الصديق له ابن كان يدرس الطب وعلى وشك التخرج وعندما بدأت ثورة الربيع العربي في القاهرة وكانت تنادي بديمقراطية وحرية وعدالة اجتماعية كان ذلك الابن من أوائل الشباب الذين يتقدمون المسيرات ويطالبون بالتغيير  إلا وقذيفة من مجهول تصيبه بالرأس وتحوله إلى معاق ذهنيا ، وأصبح والده يرعاه في المنزل بدل من أن ينتظر تخرجه ليعينه في الحياة إن كبر بالعمر .

سؤال هل الكويت وطن كله عيوب حتى نسمع هذا التذمر من الصغير والكبير ، لا اعرف ونحتاج أن نجري دراسة مقارنة .

 في هذا السياق اكتب في نهاية مقالي عن سالفة مواطن كويتي هو لم يعش في زمننا هذا زمن النفط والخير والرفاهية  حيث تتوفر كل عوامل الرخاء من أسعار بترول مرتفعة وحياة أمنة والحمد لله نشكر الله عليها ، هذا المواطن هو النوخذا الكويتي علي النجدي حيث في عامي 1938 وعام 1939 ركب معه في سفينته الكابتن الاسترالي الن فاليرز وراح هذا الاسترالي يسجل تعب وشقاء حياة الكويتيين البحارة على ظهر السفينة لمدة رحلة السفينة لستة شهور وانتقالها من عدن مرورا بالصومال وحتى زنجبار وطوال الرحلة كان على النجدي رحمه الله  يمتدح بلده الكويت للاسترالي وجمال الكويت ، المهم طوال الرحلة وعلي النجدي يشيد بوطنه الكويت وجمالها للكابتن الاسترالي وفي طريق العودة للكويت مرت السفينة إمام سواحل عُمان وشاهد الكابتن الاسترالي الجبل الأخضر في عُمان من بعيد وقال ما أجمل هذا المنظر ،هنا قال له على النجدي مستهجنا ذلك القول عندما  رد عليه ( الكويت أجمل يا كابتن ) وتخيل الكابتن أن الكويت جنة لكثر ما مدحها النجدي ، وعندما وصلوا الكويت عام 1939 استغرب الاسترالي فلم يجد في الكويت إي جمال سوى بيوت متواضعة أغلبها طينية وصحراء ممتدة ولا ماء ولا شجر ولا ثمر ولا نهر ،  أذكر تلك الحادثة التي ذُكرت في كتاب أبناء السندباد لمؤلفه الكابتن الاسترالي .

 هذه الحكاية حكاية المواطن علي النجدي رحمه الله وهو يمتدح وطنه ويشيد به في ذلك الزمن عندما لا يجد الكويتي في وطنه إي فرصة رزق فيشد الرحال إلى سواحل الهند ويقتحم البحار ويصل إلى غابات إفريقيا ليجلب الخير لأهلة بينما الكثير من أبناء هذا الجيل لا يرون في وطنهم  إلا تلك العيوب التي تغطي وجهه في زمن الرخاء .

يكفي لن أكمل وسلامتكم من (التحلطم المبالغ فيه ) والقناعة كنز لا يفنى ، أحيانا نحتاج أن ننتقد أنفسنا بدون أن نلقي اللوم  دائماً على الحكومة حيث نعرف إخفاقاتها ، لكن نحن لنا إخفاقات أيضا علينا أن نكشفها .

__________________

من مدونة حمد الحمد  19 يوليو 2014 السبت س 8 و د 9 م

السبت، 12 يوليو 2014

ديمقراطيتنا المُخترقة !!


ديمقراطيتنا المُخترقة !!

بقلم : حمد الحمد

____________

كانت نصيحة جلوب باشا الانجليزي في الستينيات وقد عاش في العراق والمنطقة العربية فترة من الزمن منذ فترة العشرينيات ، وقال في مذكراته ينصح الغرب قال ( لا تقيموا ديمقراطيتات في بلادهم ويعني العرب ، وان أقمتهم ديمقراطية بمعنى انتخاب ومجالس فما أن تخرجوا إلا وينقلبوا عليها ويعودوا لنظامهم السابق ) وقوله صدق في كثير من البلدان فما إن خرج الانجليز من العراق ومصر والفرنسيين من الشام إلا وحدثت انقلابات عسكرية و ألغيت الديمقراطيات .

لدينا العرب عقده فما زلنا نتحدث عن المستعمر الأجنبي لبلادنا رغم أن كل دول العالم قد استعمرت من دول كبرى إلا إن تلك الدول شرقا أو غربا استفادت من المُستعمر وأخذت منه الشيء المفيد ، وتركت الشيء غير المفيد ، ومثال على ذلك الهند وغيرها من دول أسيوية ، أيضا مفهوم الاستعمار هو حكم دولة أجنبية لشعب دولة أخرى، رغم إن الكلمة غير مرغوبة فيها إلا أنها تحمل كلمة أعمار ، ولكن نسينا نحن العرب أننا حكمنا بلاد واسعة لقرون من العراق حتى حدود الهند ولكن لا نعترف بأن هذا استعمار كما نفهم !!.

الديمقراطية ليس مذهب ديني أنما فكرة إنسانية أو مفهوم إداري بحت وهو غربي بمعنى عُرف في اليونان وروما أول الأمر، وفي البداية لم يكن كل الشعب يشارك بالانتخاب أنما فقط علية القوم ، ولكن تطور بعد ذلك ، والديمقراطية هي  كالسيارة منتج غربي إذا استوردته يجب أن تضع له ملامح تتناسب مع البيئة التي تعيش فيها ، لكن يجب أن يكون هناك أصول لا تخرج عنها منها الشفافية والمصداقية وتشكيل الأحزاب وفق قانون يحكمها وعدم الانحراف عن الدستور المتفق عليه ، وان خرجت عن هذا النسق تذكرني بشخص اشترى سيارة رويزرايز مستعملة ولكن مكينتها مكينة شفر ..لكن  عندما تسير في الشارع هي رويزرايز ..هكذا هي الديمقراطية في بعض بلداننا ولكن من الداخل غير ذلك .

جورج واشنطن أول رئيس أمريكي انتخب عام 1788 واخلص في عمله و وحد أمريكا بعدما كانت تحت الاستعمار الانجليزي ، وفاز بولايتين متتاليتين وعندما أكمل المدة المقررة وفق الدستور الذي وضعه ، طالبه الشعب الأمريكي وبقوة أن يكمل ولاية ثالثة ، هنا رفض وقال لو أكملت ولاية ثالثة قد أكون قد خرقت الدستور وسيأتي بعدي رئيس أخر ليخترقه، ورفض ولم يترشح  .

عندما ضربت أمريكا اليابان بالقنابل الذرية عرف الإمبراطور انه لو أكمل الحرب لكانت نهاية الجنس الياباني لهذا وقع وثيقة الاستسلام والهزيمة ، وفي تلك الأوقات جلس عدد من اليابانيين يتحدثون ما العمل ؟ هل نقاوم ونحارب المحتل الأمريكي أم نجد مخرج أخر فقال عاقل منهم  علينا أن نجلس مع المحتل الأمريكي ونسمع منه ماذا يريد ؟ وجلسوا وهنا عرفوا أن المحتل يريد أن يغير ثلاثة أمور الأول تغيير نظام التعليم وهو الأهم وتغيير نظام الحكم وجعله ديمقراطي بمعنى انتخابات والثالث  إلغاء نظام الجيش العسكري ، وهنا قبل الإنسان الياباني الهزيمة وقبل التغيير ، وفي فترة سنوات قليلة تحولت اليابان إلى دولة متقدمة صناعياً و تنافس البلد المحتل أمريكا .

 هنا اذكر قول المفكر مصطفى محمود ( إن تعداد اليابان يتجاوز المائة والعشرين مليون ومساحة اصغر من مصر ومع ذلك لا مجاعة ولا فقر بل يزيد على الناتج الأمريكي في بلد ليس فيها لا بترول ولا فحم ولا خام حديد ولكن أثمن ما فيها الإنسان ).

في عالمنا العربي ديمقراطيتنا مخترقة ، ففي الكويت عرفنا الدستور والانتخاب منذ الستينيات وكانت هناك فترة انجاز وكما يسمى في الكويت فترة العصر الذهبي وهي  فترة الستينيات حتى السبعينيات فكانت الحكومة ليبرالية وكذلك المجلس ، ولكن انقلب السحر على الساحر عندما دخل الساحة المكون الديني والقبلي حيث كان اختيار المرشح على هذه الأسس ، هنا كان الصدام فلا حكومة أنجزت ولا مجلس تعاون معها .

وفي العراق تحولت الديمقراطية إلى وشكل طائفي وليس وطني وفهمت الجماعات التي فازت في الانتخاب بما أنها  أغلبية عليها أن تسيطر على كل شيء ، وهذا ما حدث مع المالكي وتياره حيث استبعد بقية التيارات لسيطر على الأمور وبالنهاية حدثت كارثة لا نعرف نهاية لها وهو يصر أن يكمل دورة ثالثة رغم ما يحدث .

وفي مصر عندما جرت الانتخابات وقبل أن تعلن النتائج نزل السيد مرسي إلى الساحة وأعلن انه الفائز بمعنى إذا لم أفز فسيحدث ما يحدث ، وهذا النهج لا يتوافق مع الديمقراطية .

وفي تونس وفي ليبيا رغم مرور ثلاث سنوات لا نرى مؤشر للاستقرار  أو أن هناك انتخابات ستجرى على أسس الدستور .

لكن اخطر ما يحدث في عالمنا العربي هو هذا التدخل الإيراني السافر الذي زعزع المنطقة وخلق لنا بؤر طائفية مذهبية مثل حزب الله وما كان من أطراف أخرى إلا إن خلقت لها بؤر  للتصدي لإيران حيث ظهرت القاعدة وداعش وغيرها وهنا يكون الصراع داخل المحيط العربي بين هذه الجماعات التي لا تعترف بالديمقراطيات أنما هي أتت بتوكيل من السماء .

نؤمن بالمؤامرة وان كل ما يحدث من صنع أمريكا ، ولا نعرف بما يسمى بالتفكيك رغم أن إمبراطوريات تفككت ففي عصرنا تم تفيكك الاتحاد السوفييتي إلى 16 دولة ويوغسلافيا إلى سبع دول ، بمعنى إي دولة تهدد العالم ولا تستطيع  أن  تحكم نفسها يتم تفكيكها مع الزمن لإضعافها وهذا قد يحدث للعراق وغيرها  رغم اننا لا نأمل ذلك .

جريدة النهار اللبنانية خرجت مؤخرا بعنوان ( الايكنومست ترثي العربي ) حيث ترثي تلك المجلة العرب فلقد وصلنا إلى مرحلة لا نعتقد أننا سنخرج منها وتحول ربيعنا العربي إلى دمار عربي ، وهنا  تذكرت قول الشاعر العربي ( لنا الصدر دون العالمين أو القبر ) للأسف أننا في الطريق إلى الخيار الثاني !!.

____________

من مدونة حمد الحمد   12 يوليو 2014 س 2 ود 27 ص

الخميس، 10 يوليو 2014

لماذا لم أشارك بمسيرة كرامة وطن ؟؟


لماذا لم أشارك بمسيرة كرامة وطن ؟؟

 

بقلم السفير السابق الأستاذ جمال النصافي  

__________________

عن جريدة الآن الالكترونية

مقال قيم أعجب صاحب المدونة وأعيد نشره 

________________________________

 

لطالما كنا نرى في الحراك كأي حراك سياسي في العالم فرصه لتحريك المياه الآسنة للدفع بالقوة بالإصلاحات السياسية المطلوبة التي يحتاجها أي مجتمع، سيما وإن كان يعاني من تفشي الفساد وتوقف عجله التنمية كمجتمعنا في الكويت،وهي محاوله طبيعيه بل وصحية للخروج من أزمته على أن يكون حراكاً وطنياً داخلياً لا تحركه أطرافاً خارجية ولا تطغي عليه مصالحاً خاصة هدفها الرئيسي الوصول للسلطة بأي ثمن!!!

لقد شاب الحراك السياسي في الكويت خلال المرحلة الماضية عده شوائب أثرت بشكل سلبي عليه،منها احتكار العمل السياسي بمجموعه دون أخرى،وخلق قوى سياسيه ما أنزل الله بها من سلطان لا يمكن أن تمثل أكثر من عدد القائمين عليها، وسياسة تهميش الآخرين وكيل التهم والتجريح التي ما أنزل الله بها من سلطان لكل من يختلف معك بالرأي ويستقل بموقفه،،،

ناهيك عن الشعارات الانتخابية والتفرد بمواقف لتحقيق البطولات الزائفة وإن كان على حساب البلاد والعباد،،،والاهم هو استغلال الوازع القبلي وأسلوب الفزعة القبلية "وحميه الجاهلية الأولي" لتحقيق الدعم المطلوب والفزعة التي يسهل الوصول لها دغدغه عواطف القبيلة وأفرادها،،،

دون الاكتراث بما يشكله ذالك من إنهيار لقيم ومفاهيم المجتمع المدني العصب الرئيسي لدوله المؤسسات التي من المفترض أن يسعى لها أي حراك وطني!!! ولعل هذا العامل كان من أكثر العوامل التي عصفت بالحراك لدينا في الكويت،فسرعان ما إنقلب السحر على الساحر وأكلت العصبية بعضها البعض وتبدلت المواقف وتغيرت بلمح البصر،ليست لسبب إنما وحده الدم لا يمكنها يوماً من الأيام أن تتوائم مع وحده الفكر والمنهج ،،،

ذالك كان من معوقات حراكنا الوطني والذي دفعنا حينها لاتخاذ موقف متحفظ لإدراكنا بان العمل الوطني يجب أن يبنى على أسس وطنيه صحيحة وتشمل الجميع آخذين بعين الاعتبار مصالح الوطن العامة على مصالحنا الخاصة،،،

إنما ما شهدناه من حراك خلال الأسابيع القليلة الماضية كان أشد وطأه علينا من حراكنا ذاك بصوره تشتت فيه القوى الوطنية والشبابية وأصحاب الفكر والرأي والذين هم أساس أي حراك وطني حقيقي،،،فهاهو أحد أعمده النظام ومن خضبت يديه بسلبيات الحكومات المتعاقبة أكثر من إيجابياتها شأنه شأن غيره، يظهر علينا بأشرطة وأوراق،،،كان لابد من حسم مصداقيتها وتم إحالتها للقضاء للبت فيها لمعرفه الخيط الأسود من الأبيض،،،وتجاوزا منا لما أمرنا العلي القدير بآيه الكريمة،،،،،بسم الله الرحمن الرحيم،،،،،? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ?صدق الله العظيم،،،،،

أندفع البعض وبسباق محموم وبأسف شديد بحمله صدرت فيها أحكامهم قبل التحقق من صحه ماورد من أخبار،وإصدار الحكم بشأنها،سباق ضرب فيه الحراك بعنف إن لم يكن دمر لسوء الإدارة والتدبير شكلاً ومضموناً،ليتخذ من الحراك "كحصان طرواده" لهذا القطب ضد ذاك،وضربه بمؤسسات الدوله وتحديداً القضاء وكأنه إستباق لحكم متوقع والالتفاف عليه !!!شعارات وأهازيج وإتهامات وشتم وقوائم أسماء ومساس بالذمم والأعراض ،،،تدني في الطرح وإنحدار في القيم والمفاهيم، فهل هذا هو الحراك الشبابي المطلوب ؟؟؟

وبهذه الوسيلة عرفنا الحقيقة أم طمسناها؟؟؟ بل وجيشنا شيوخ الدين لإصدار الفتاوي الناريه لتبيح المحظور وتحظر المباح،بل حتى لو أستطعنا لجعلنا كل ما نفعله هو الركن السادس في الإسلام لفعلناه والعياذ بالله

بلامخافه من الله ولامراعاه لحرمه هذا الشهر الفضيل ولا مراعاة للمصالح القومية العليا للبلاد،،،إلى أن طل علينا حساب"كرامه وطن"مجدداً الذي يختفي فجأه وكأنه مسافراً خارج البلاد ويعود ليقفز على أحداث الوطن في الداخل ويذهب ضحيته ضحايا من شبابنا الوطني المخلص الذي بات وقودا لتطلعات هذا الحساب المشبوهة وطموح شخصي للبعض ممن حصن نفسه وعائلته ونزهها عن المواجهة أو السجن،وهم يدفعون بالشباب للمواجهة دون إكتراث بمصيرهم،،،"كرامه وطن"حساب مجهول الهوية بات مشبوه بالشكوك التي تحوم حول إنتمائه الخارجي وقفزه الدائم على حراك شبابنا من خلال إقتناص الفرص،،،فأسألكم بالله ألا يوجود بيننا عاقل يقف للحظه ليتفكر حول ماهية هذا الحساب؟؟؟وكيف نقبل على أنفسنا يسيرنا حساب مثله أم نحن كالامعة؟ "مطير وكرامه وطن".

هذا وتبقي لدينا دائماً نقطه الضعف المزمنة التي نلجأ لها دائماً وهي أسهل طريقه لحشد وتجييش الشباب وبأسف كمحرك لنا في فشلنا بالفكر والمنهج ،وهي القبيله،حتى باتت "صباح الناصر"وأهل صباح الناصر الكرام هم وقود المواجهة بين الدولة والقبيلة،وباتت هي ساحة الوغاء لتصفيه الحسابات!!!

وتناسينا أن قضيه مسلم البراك وما يطرحه قضيه تهم الكويت جميعها بجميع شرائحها ومناطقها،،،إلا أننا حولنا مسار الأمور سواء عن خبث أطراف خارجية معروفه أو لجهل آخرين،لصباح الناصر أو لقبيلة "مطير" الكريمة تحديداً لنجعلها وأبنائها ضحية أحداث مابين نخوة جاهليه كاذبة وتخطيط ممنهج لابقائها في مواجهه دائمه مع السلطة،وبمعزل عن بقيه مكونات المجتمع!!!وهذا ما يتنافى مع الحقيقة وواقع هذه القبيلة التي لم يذخر أبنائها مالهم وأنفسهم عن التضحية لبلدهم الكويت منذ القدم وهم مكون رئيسي للمجتمع الكويتي، ،،،ولكن شئنا أم أبينا هذا ما أصبح يحدث دائماً وبأسف شديد،رغم كل التبريرات والحجج،،،

والضحية هي تلك المنطقة وأهلها الكرام،(رغم أن معظم الشباب الذي تم إعتقاله هم من فئات اجتماعية وقبائل مختلفة)!!!وهذا ما قوض الحراك الشبابي للتخندق كل في قبيلته وطائفته وعائلته،،،أنه من المؤسف والمؤلم أن تطال الشبهات كل مؤسسات الدوله لاستشراء الفساد بكافه جوانبه،ومن المؤلم أن يكون حراكنا ومسعانا مشوه بهذه الصورة وكما لو كان مدبراً كي لا يقوم لهذا الحراك قائمه ولا يحقق الإصلاح مبتغاه،إلى ان بات هدم مؤسسات الدولة وأولها القضاء وبهذه الصورة،هو الوسيلة التي يروج لها البعض وإن كان بطرفي خفي!!!،،

في ظل وضع خليجي حساس للغاية وعلاقات متوترة بين بعض دوله وتحدي إقليمي لعراق باتت تعصف به حرب أهليه يغذيها الصراع الطائفي وتهديدات من تنظيمات إرهابيه للكويت كداعش وغيرها،وحساسية الموقف الإيراني وانعكاساته علينا

علينا،،،وضع حتى واشنطن نفسها باتت تستهدفه كساحه لتنفيذ خططها واستراتيجيتها التي لا تخدم سوى العدو الإسرائيلي الذي بات يسرح ويمرح دون حسيب أو رقيب!!! في ظل أنظمه ودول تداعت وانهارت وتشهد شعوبها الويلات،من فوضى تحولت من "خلاقه لفوضى مدمره"،، لن نعدد ما نحن فيه من نعمه ،كي لا يتهمنا المتربصين بأننا لا نريد التغيير،ولسنا بحاجه لذالك!!!

بل سنقول إن ذالك كله ليدعونا للتروي قليلا وتنظيف بيتنا الكويتي من الداخل ورص صفوفنا والعمل بصوره صحيحة لوضع الحراك بصورته الوطنية الصحيحة للدفع بالإصلاح ومكافحه الفساد الذي استشرى وبات وبأسف شديد تستغله بعض القوى لتحقيق طموح يتعدى الكويت وأهلها وليس دمار البلاد والعباد فقط،،،،فالحذر كل الحذر فوالله الخوف أننا بذالك وبدون أن ندري" نهدر كرامه وطن لا نحافظ عليها"،،،،

________________________

من مدونة الكاتب حمد الحمد  الخميس 10 يوليو 2014 س 8 ود 44 م

(تنويه المقال اعلاه ليس بقلم صاحب المدونة )

الثلاثاء، 8 يوليو 2014

السيد مسلم البراك ..خذها مني !!


السيد مسلم البراك ..خذها مني !!

بقلم : حمد الحمد

______________

السيد مسلم البراك خذها مني ( إن مصلحة الكويت العليا أهم من أية مصالح أخرى شخصية أو فئوية في الظروف الحالية ) ، ولكن نحن نتفق معك في أهم قضيتين الأولى هي المحافظة على المكاسب الدستورية  والثانية مُحاربة الفساد ، ولكن مع هذا نختلف معك في المُعالجة والأسلوب وما تطرحه حضرتك وجماعة الأغلبية أو ما تُسمى بالمعارضة .

ما نتفق عليه هذا مُسلم به ، لكن ما نختلف عليه وهو الأهم ويجب إيضاحه حتى لا يحدث لبس ، لهذا أبين تصوري الشخصي كمواطن لخلافي معك ومع الجماعة ، ولا اعرف هل يساندني البعض أم لا  ، ألا إنني اعتقد إن المساندة لا تحتاج إلى تحقيق أو أثبات،  لهذا دعنا نناقش نقاط الخلاف التي تحرك الحراك ، كما يُطلق عليه هذه الأيام وهي كالتالي :

أولاً : قضية الصوت الواحد والأربعة أصوات

عندما أقر صاحب السمو مرسوم التصويت بالصوت الواحد تمت المقاطعة ، وهذا لا اعتراض علي من لا يشارك ، لكن الذي هدفه محاربة الفساد والانجاز بإمكانه أن يحاربه لو ترشح كذلك في انتخابات الصوت الواحد ونجح ، ولا علاقة لذلك بالانجاز ، لكن اعتراضكم ومقاطعتكم ليس لهذا فقط ولكن لأن التصويت بأربعة أصوات يُمكن من فوز تكتلات تحقق الفوز لأغلبية لا تتوافق مع مكونات المجتمع ، مثلاً نظام التصويت بأربعة أصوات مكنت بعض فئات المجتمع من أجراء انتخابات فرعية غير قانونية وكذلك اتفاقات وتشاوريات بين تيارات سياسية دينية، هذه التحالفات تُخرج أو تُبعد مكونات المجتمع والتيارات الأخرى من دائرة الفوز ، وهذا نراه عندما تُجرى انتخابات فرعية بين قبائل كبرى خارج إطار القانون والدستور في بعض الدوائر،  والمحصلة النهائية هي إبعاد مكونات المجتمع سواء قبائل صغيرة أو أقليات دينية أو حضرية من الفوز الذي يعتبر مستحيل ، والنتيجة تأتي  بقبيلتين أو تيارين على احتلال معظم مقاعد المجلس وتحقيق أغلبية ، وهنا تفرض تصوراتها وتمرر مصالحها وتتحدى الحكومة بالاستجوابات التي غالبا لا توجه إلا لوزراء من المغلوب عليهم ، وليس لهم ظهر ، حيث يندر أن يُستجوب وزير له خلفية قبلية أو يتبع تيار ديني كبير له قواعده رغم إن الكل لديهم أصول قبلية سواء حضر أو غير حضر ، لهذا التصويت بالصوت الواحد أثبت انه أنجع وأفضل ويتيح لكل مكونات المجتمع أن يكون لها صوت وممثل بمجلس الأمة الذي يفترض أن يكون لكل الأمة ، لا أن يكون لفئة أو فئات محددة فقط .

 لهذا نرى أن نتائج الصوت الواحد في الانتخابات الأخيرة أتاحت الفوز لمكونات مجتمع كان من المستحيل أن تحقق هذا النجاح في نظام الأربعة أصوات ، ومثال أخر على ذلك عندما تم أقرار التصويت بالصوت الواحد بالجمعيات التعاونية اتضح الفرق، حيث أصبح الفوز يُحالف جميع مكونات المجتمع ، فترى انتخابات مجلس إدارة جمعية يفوز بمجلس إدارتها عضو من تيار الإخوان وأخر سلفي وأخر كندري وأخر يمثل الشيعة وأخر يمثل الحضر الليبراليين وهكذا، لكن بالنظام السابق كان تجمع قبلي واحد أو تيار سياسي يترشح كقائمة ويفوز ويبعد بقية تيارات المجتمع ويحرمهم من ممارسة دورهم في خدمة منطقتهم ، هنا نجد أن نظام الصوت الواحد يتوافق مع المنطق والدستور ويحفظ حقوق جميع مكونات المجتمع رغم انه في بداية التفعيل وقد تمت المصادقة عليه من قبل المحكمة الدستورية ، أما النظام السابق ففيه مثالب كثيرة ولا يحقق العدالة وتم اختراقه بطرق وأساليب ذكرناها ، لهذا الآن الحراك يطالب أما أن يعود نظام التصويت السابق الذي يحقق لنا الأغلبية ويبخس حق الآخرين أو نخرب البلد ، وهذا غير مقبول وغير واقعي ولا يتوافق مع هدف استقرار البلد وأمنه واحترام مكونات المجتمع الأخرى وحقهم بالمشاركة .

القضية الثانية : محاربة الفساد

نتفق إن محاربة الفساد واجبة لكل مواطن ولكل مجتمع ولا يوجد مجتمع بلا فساد ، لكن الأسلوب الذي اتبع من قبل السيد مسلم البراك لا يتوافق مع المنطق والعقل ويضرب أهم ركن في الدولة وهو القضاء ، فلا يجوز أن تقف وأنت عضو مجلس أمة سابق في ساحة الإرادة أو على شاشة تلفزيون وتلوح بأوراق وتقول أن هذا سرق ,وان ذاك الفلاني اختلس بدون ذكر صحيح الأسماء أو تقديم المستندات للجهات الرسمية للتأكد منها .

 أنا كمواطن يا سيد مسلم البراك .. كيف أتأكد إن ما قدمته له مصداقية أو ومدسوس عليك ، هنا يفترض أن يكون هناك طرف ثالث يثبت إن ما لوح به صحيح قبل أن تعلنه على عموم الناس ، لهذا تقديم أوراق واتهام آخرين بدون طريق القضاء أو مؤسسات موثوق بها ، لا اعتقد انه يتوافق مع الأسس القانونية وقد يخلق بلبلة ويضر بآخرين .

 السؤال المطروح وهو يحتاج إلى بيان .. الذي سلمك تلك المُستندات .. لماذا لم يذهب هو بنفسه للقضاء !!، مؤكد نحن جميعاً نحارب الفساد ولكن بالطرق المعروفة ، لهذا تلويح بأوراق واتهامكم لآخرين جعلتك في مواجهة مع القضاء والحجز والتالي الحراك الذي نراه كل ليلة قد اضر بمصالح عامة وخاصة وشوه سمعة وأمن البلد ، قد تكون نيتك سليمة لكن قد لا تعرف من سيندس في الحراك ويضر بقضيتك ، ويضر بمصالح المواطنين ( البارحة حُرقت 70 حافلة نقل عام..  كم هي الخسائر؟ ولا نعرف هل اندس شخص ما ليحرقها أم أنها حريق لأسباب خارج ما يحدث ..أليس ما حدث البارحة فساد أعظم !! ).

أمر أخر وأخير هل الأمر يستدعي التحرك في هذا الوقت وقد يبدو كفزعة قبلية تخرج عن إطارها السياسي، والمنطقة تمر بظروف لم تمر بها من قبل،  ولم تتوقعها حتى اكبر الدوائر وأكبر الدول، ودول الجيران تعقد الاجتماعات لصد ما يحدث في العراق من تطورات ونحن على حدود العراق ونبدو كريشة في مهب الريح ، اليوم أثار استغرابي ما صرح به احد أعضاء الأغلبية لإحدى الصحف إن دولة الخلافة التي أعلنت في العراق ويعني داعش لن تتوسع خارج حدود العراق ..هل هذا كلام يقبله العقل أو المنطق ومن أكد له ذلك !!.

ما كتبت تصور خاص قد لا يُعجب البعض ، ولكن لا بد من أن يُنشر في مدونتي من اجل تبيان ذلك على الورق  ، ولماذا لا تقدرون الظروف التي نمر بها وتمر بها المنطقة ، لأن مصلحة الوطن وأمنه أهم من أية مطالبات أخرى قد نتقبلها إذا كانت في حدود القانون والدستور وتحت مظلة القضاء أما غير ذلك فلا اعتقد أن ذلك مقبول من كافة فئات المجتمع .

ما نخشاه هو إن محاربة الفساد خارج إطار القانون من قبلكم وأغلبيتكم قد تأتي بفساد أعظم  يضر بما تتحرك من اجله ليندس من يندس بين الحراك ليحقق مأرب وأهداف له خارج ما تصبو له .

   رسالة نتمنى أن تصل إلى الجميع من أجل وطن امن في ظروف عصيبة لا نعرف كيف تتطور وتصل نارها لحدود منطقتنا ، ومن اجل تكاتف كل أفراد المجتمع و وحدتهم من اجل كويت تتكاتف فيه أسرة حاكمة مع شعب في أقسى الظروف اثبت وحدته  .

وسلامتكم .

_________________

من مدونة حمد الحمد   الثلاثاء 8 يوليو 2014 س 8 ود 35 م