الأربعاء، 18 أغسطس 2010

غياب الكبار في رمضان

غياب الكبار في رمضان

@غياب الكبار

في هذا الشهر غادر دنيانا الشاعر الكبير احمد السقاف وشاعر الخليج الكبير غازي القصيبي , طبعا نتألم لفقد مثل هذه الأسماء التي رسمت عبر سنوات عمرها, الفرح والحب بكلمات شعرية جميلة ولكن هذه أرادة الله.

القصيبي أول علاقتي بة عبر ديوانه الجميل الذي صاغ كلماته في البحرين حيث درس وعاش في بدية حياته , افتتنت بكلماته السهلة ذات الجرس الموسيقي , واذكر أنة في بدية حياته كان يرسل قصائده إلى الصحف في القاهرة وبيروت ولا تنشر, وفي احد الأيام أرسل نفس القصيدة التي رفضت وكتب أمام أسمة شاعر البحرين الكبير ونشرت , وحتما كل كويتي لا ينسى قصيدته أقسمت يا كويت سترجعين, غادر شاعرنا الكبير الدنيا وترك تراث أدبي لا ينسى رحمة الله.

أما شاعرنا احمد السقاف رحمة الله فكنت في الأشهر الأخيرة أقوم بزيارته بالمنزل مع بعض الأصدقاء عندما تعذر علية التردد على ديوانية الرابطة , نجلس معه ونستمع ولو بصوت خاف إلى حديثة الجميل , أما أشعاره فلم يتردد صداها في الكويت فقط أنما كانت تدرس في مدارس دول المغرب العربي .

وفي جريدة الجريدة عدد اليوم رثاء لشاعرنا السقاف رحمة بقصيدة طويلة بقلم الشاعر نشمي مهنا منها هذه الأبيات:

قامة تشبه السنا

موغل كلما دنا

طاعن الليل رمحه

سابيا فجره لنا

رحمهما الله واسكنهما فسيح جناته

_______________


 

@ مغادرة صاحبنا

منذ عدة سنوات وأنا أتردد أسبوعيا على أحدى الديوانيات , واغلب رواد الديوانية من المتقاعدين ورجال أعمال ولكن أصغرنا يأتي مع احد الرواد وعمرة ما يقارب الخمسين , ولا اعرف ألا أسمة الأول ونطلق علية لقب الباش مهندس.

من المتعارف علية أن من غير المقبول أنت تتحرى عن شخص يجلس معك بالديوانية وما هو وضعة الاجتماعي الخ الخ , كل ما نعرفه عن صاحبنا الباش مهندس أنة رجل محترم وطيب ,وهو زميل لأحد رواد الديوانية وفترة تواجدنا مع الباش مهندس كل أسبوع ما يقارب ساعة ونصف إذا حضر.

أول جمعة من رمضان الحالي لم يأتي الباش مهندس سأل أحدنا ( أين الباش مهندس؟؟ ) فقيل ( توفى ).

صعقنا لهذا الخبر ولم نصدق , وبدت علامات التعجب على كل منا , ودارت الأسئلة (لم نرى أسمة بالوفيات بالصحف ولم يبلغنا احد ولم نذهب للصلاة علية ) (كان الباش مهندس بكامل صحته كيف توفى ) أسئلة عديدة دارت ولم نجد لها إجابات.

عرفنا فيما بعد أن زميلة الذي يأتي معه للديوانية أسبوعيا كان خارج الكويت ليومين ولم يعلم هو أيضا بوفاته ألا بعد عودته من السفر وقد تأثر كثيرا.

عرفنا أن الباش مهندس قبل رمضان بأيام شعر بألم بصدره وراجع احد المراكز الصحية, وبعد فحص الطبيب قال له (هذه نزلة برد ) واخذ الأدوية وذهب, ولكن بعد حين اشتد الألم, وذهب إلى احد المستشفيات وأمام الطبيب سقط وتوقف قلبه رحمة الله.

سئلت احد رواد الديوانية وكان يجلس بجانبي قائلا ( أليس من المفترض أن نسأل عن أسرته ونتفقد أحوال أولادة قد يكونون بحاجة ) وفعلا أجرينا اتصال لمعرفة سكن أهلة , واستقبلنا الإجابة وكانت مؤلمة .

لقد عرفنا أن الباش مهندس رحمه الله من الذين لم يحصلوا على الجنسية وكان بالانتظار بعد أن حصل عليها أفراد أسرته من الأخوان , لهذا كان على أمل بالحصول على الجنسية, وكان يسكن بمفردة بشقة ولم يتزوج وينتظر شهادة أثبات أنة كويتي حتى يتمكن من الزواج , ولكن أرادة الله قد سبقت وتوفى.

@ لمحة إنسانية

سمعنا أن بعض من حصلوا مؤخرا على الجنسية من الآباء قد انتهت معاناتهم, ولكن لهم أبناء كباربالانتظار نتمنى أن تنتهي معاناتهم أيضا.

____

من مدونة حمد الحمد

صباح الأربعاء 8 رمضان 18-8-2010 س 1 و26 د

HAMAD-AL-HAMAD.BLOGSPOT.COM


 


 


 

هناك 3 تعليقات:

  1. رحم الله موتى المسلمين جميعا وعسى الله يغفر لهم ويرحمهم


    اللهم آمين

    ردحذف
  2. الله يرحمهم جميعا ويغفر لهم

    ولعل بداية هذه الرحمة هو انتقالهم للرفيق الأعلى
    في هذا الشهر الفضيل !

    ردحذف
  3. رحمة الله عليهم جميعا ..

    وكم من مات وهو يحمل قصة الجنسية وهو يستحقها !
    للاسف .. ضاعت حقوقهم في الدنيا حتما سيجدونها بحضرة العدل الالهى في الاخره " الحديث هنا عن من يستحق " .

    تحياتي لك استاذنا

    ردحذف