هل نحن على حق أم اليهود ؟
قبل عدة سنوات أبلغتنا الخادمة الجديدة أنها ترغب بدخول الإسلام , سئلت هل احد اجبرها على ذلك قيل لا, فرحنا بتلك الرغبة وأخذتها إلى احد أفرع الجمعيات الخيرية وقدموا لها كتيبات عن الدين الإسلامي بلغتها , بعد أسبوعين سئلت , هل نآخذك إلى الجهة المختصة بالوزارة لاعتناق الإسلام قالت (لا) وأبلغتنا بأنها استشارت أهلها ورفضوا تغيير ديانتها وتوقف الأمر عند هذا الحد.
سمعت هذه الأيام حكايات طريفة تدور في المنازل, حيث تغرى الخادمات بدخول الدين الإسلامي مما يؤهلهن للحصول على الزكوات والهبات من أصحاب المنزل والأهل جميعا,ويعتنقن الدين الإسلامي ويلبسن الحجاب ويقمن بأداء الصلوات وتنهال عليهن العطايا , ولكن عندما يحين موعد السفر إلى الأهل تخلع الحجاب وترتدي الجينز , وعندما تسأل (لماذا) يكون الجواب ( بابا ما يرضى يكون مسلم )
في سياق هذا الحديث هناك سباق في الكويت بين بعض الجمعيات الدينية لهداية العمالة الهامشية لدخول الدين الإسلامي وهذا جهد يشكرون علية , ففي لجنة التعريف بالإسلام تقول أن هناك ما يقارب من 4000 ألاف يهتدون على يدها سنويا وفقا لجريدة الراى عدد الجمعة 30 يوليو الماضي ,وكذلك الأخوان الشيعة ابيضا يبذلون جهد ففي أحدى الصحف رأيت تكريم لمجموعة يكرمون لنفس الغرض.
ما فهمته هو حتى تدخل الإسلام فقط أن تنطق بالشهادتين, وقد أثار ذلك استغرابي ,لاننى اعتقد أن دخول ديننا العظيم يفترض ليس بهذه السهولة في زمننا هذا , حيث أن كل منا عندما يأتي شخص للاقتران بأحد بناته أو أخواته, فأننا نسال عن فصلة واصلة وأخلاقه وسيرته ,أو حتى إذا أردنا أن نوظف شخص في احد شركاتنا فأننا نجرى له الاختبارات والمقابلات الشخصية وحتى سجله الجنائي وبعد ذلك يقبل أو لا يقبل في محيطنا ,أما دخول ديننا فنكتفي فقط بالشهادتين بدون معرفة تاريخ هذا الإنسان وهل يليق بة أن يدخل الدين الإسلامي ,فكثرة المسلمين لا تعنى حتما القوة.
قرأت في احد صحفنا واعتقد الوطن أن الداعيات كلما دخلن شركة اسلم عدة نساء أو دخلن مدرسة خاصة اسلم عدة أفراد .
وحتما انتم تسألون لماذا أقحمت اليهود في عنوان هذا المقال , الإقحام كان مبررا , لأنني الأسبوع الماضي استمعت إلى خبر في إذاعة BBC بالعربي مضمونة أن هناك أزمة كبرى في إسرائيل ,فهناك ما يقرب من 400 الف مواطن إسرائيلي ويرغبون بدخول الدين اليهودي وهؤلاء منذ سنوات يمارسون طقوس هذه الديانة ولكن لم يقبلوا كيهود من المحاكم أو رجال الدين ,لأن دخول هذه الديانة ليس بتك السهولة كما عندنا.
أليس من الأفضل أن نرفع من مستوى عمال النظافة المسلمين الذين يشحذون في الشوارع ولا يستلمون رواتبهم لعدة اشهر ظلما بدلا من أن نقحم في الدين افراد جدد بدون ضوابط ولا شروط .
من مدونة حمد الحمد
5 أغسطس 2010 س 8 و22 د صباحا
Hamad-al-hamad.blogspot.com
اذا كانت الضوابط والشروط لضبط عمليه صرف الهبات والزكاة ..فحتماً مطلوبه
ردحذفولاكن إني امنع الشخص من نطق الشهادتين وأقوله انطر لما نتاكد منك ..قويه شويه ":)
اعتقد عدم وضع ضوابط أفضل ، لأن الذي يحاول ان يخدعنا ويريد ان يسلم من أجل مصالح شخصيه دنيوايه سوف يضطر الى النفاق ويذهب الى الصلاه ويتعلم قراءة القرآن ، واحتمال كبير جداً ان الله يهديه بعد قراءة القرآن وينير قلبه واحتمال ان يحاول الخشوع في الصلاة فيشعر في راحة واطمئنان لم يشعر بها من قبل ، ومن المؤكد بعد فترة قصيرة سوف ينوي الإسلام بقلبه بكل صدق . كما قال تعالى ( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ) صدق الله العظيم
ردحذفوارجو ان تتقبل مروري المتواضع
ودمت ..بود
كلامك عين العقل ، وأنا لا أتحدث عن الزكاة والهبات المرتبطة بالدخول الى الإسلام ، فتلك الجمعيات الخيرية يمكن لها أن تعطي هؤلاء الفقراء مساعدات دون النظر الى دينهم ، بل إن منحهم الأموال للفقراء حتى يدخلوا في الدين خطأ بحق الدين نفسه ، فالدين لا يباع بل يهتدى إليه ، وما الشيوخ - لا المال - إلا وسيلة لهدى الناس في هذا المجال .
ردحذفولكن أن يدخل الإنسان الى الدين دون وعي فيه - أي فقط بمنشورات صغيرة وكيس من المال - فيه ضرر على الدين و على الأشخاص حديثي الإسلام ، الذين جاءوا ليتم هدايتهم عن طريق تعاليم الدين وخرجوا دون تلك الهداية لغياب النصح والإرشاد ، والذي يجب استمراره مدة طويلة لا يوم أم لحظات قصيرة .
ما الهدف هنا ؟ هل هو زيادة عدد المسلمين من ناحية الأرقام فقط ؟ أم هداية البشر نحو أسلوب حياة يمكن لهم من خلاله الارتقاء بالذات ؟ هذا هو الفرق بين التعريف والهداية الى الدين وبين بيعه ، والفرق بالتالي بين المسلم القوي المقتنع بالدين وبين غيره ممن ينزع الحجاب عند زيارة الأهل .