ما حدث لصاحب هذه المدونة يوم 2 أغسطس 1990 / أحداث غريبة!!
سأدون لأول مرة وباختصار ما حدث لي قبل 2 أغسطس 90 ويوم الغزو, وهى أحداث شخصية غريبة , رغم أن ما حدث مؤلم جدا على كل كويتي.
قبل الغزو
- كنت اعمل مدير توظيف في احد البنوك المحلية وعمري آنذاك 36 سنة , وفى يونيو تقدمت باجازتى الرسمية وتبدأ في 26 يونيو ويفترض أن تنتهي في 28 يوليو وسأسافر مع أسرتي إلى أمريكا وفرنسا.
- في بداية يونيو استلمت تعليمات من جهة رسمية وهى أن أقوم بترتيب برنامج لتدريب فتاة عراقية تدريب صيفي في احد أفرع البنك, ولكن الطلب غريب لكون البنك لا يدرب ألا الطلبة الكويتيين, الأمر الأخر أن هذه الفتاة العراقية ليس لديها أقامة ولا جواز سفر ولا حتى بطاقة مدنية ولا شهادات, لهذا أردت أن اعرف ما حكاية هذه الفتاة, لهذا طلبت مقابلتها شخصيا , وجاءت مع والدتها, وسألتها عن حكايتها فقالت والدتها نحن من المعارضين لصدام وان صدام طرد عائلتها منذ سنوات لكونهم من أصول إيرانية, وألان نحن تقدمنا بطلب هجرة لأوروبا عن طريق الأمم المتحدة ,لهذا ابنتها تريد تدريب صيفي, طبعا لم اقتنع حيث بدت الأم والبنت في أجمل( شياكة في الملبس) ولا تدل أنهم يعانون من أزمة مالية أو لاجئين ,ولكن بدأت استدرجها بالحديث ورحنا نتكلم عن صدام وحربة مع إيران لثمان سنوات ,وتحدثت الأم عن ما فعلة صدام بالشعب العراقي ولكن في نهاية الأمر الأم شعرت تلك السيدة براحة معي بالحديث بعد أن أبلغتها بموافقتنا على تدريب ابنتها, رغم أن البنت طوال المقابلة كانت صامتة.
- وبتوديعي وقفت تلك الأم وقالت جملة أثارت الريبة في داخلي وقفت وهى تودعني بنظرات مباشرة قائلة ( الله يستر عليكم !! ) شعرت كأن الرسالة موجهه لي, ولكن لا اعرف ما تعنى.(يبدو أن تلك الفتاة وأمها من المخابرات العراقية المزروعة بالكويت هذا استنتاجي بعد الغزو)
- في بداية يونيو حدثت أيضا أمور غريبة بالبنك منها استقالة مدير انجليزي كبير بصورة غير متوقعة وسفرة خارج الكويت , استقالة موظفة فلسطينية تعمل في قسمي والدها يعمل في الجيش الكويتي والهجرة بسرعة لأمريكا
- سافرت مع الأسرة بأجازتي إلى أمريكا يوم 26 يونيو وفى ذهني و لأول مرة أنني لن أعود يوم 28 يوليو نهاية أجازتي أنما سأمدد الأجازة ولا اعرف لماذا انتابني هذا الشعور ولأول مرة.
- أمر أثار استغرابي أيضا هو اننى قبل الغزو بأشهر بدأت بكتابة رواية بعد أن صدر لي أول مجموعة قصصية عام 1988, الرواية التي بدأت اكتبها قبل الغزو بأشهر إحداثها غريبة وخيالية وهى أن عالم من البشر يعيشون تحت ارض مدينة ,وتتكون المدينة من جماعة من أهل الخير وجماعة من أهل الشر, وتستولي جماعة أهل الشر على ارض أهل الخير وتقوم بإغلاق منابع أبار النفط ويتوقف النفط عن الدولة التي فوق الأرض ويتركها كل المقيمين والخدم ,هذه فكرة الرواية وكتبت منها الفصول الأولى, وحدث أن زارني زميل عراقي يعمل محرر ثقافي في أحدى صحفنا المحلية, زارني في منزلي وطرح علي سؤال اعتيادي ( بعد مجموعتك القصصية الأولى ماذا ستكتب ) قلت (رواية ) قال ( رواية مرة وحدة) قلت (نعم محاولة) قال(وما هي فكرتها) حكيت له فكرة الرواية وان هناك احتلال تحت الأرض وتوقف النفط, هنا كاد يقفز من مكانة وتغيرت قسمات وجهة مائة مرة احمر على اخضر واصفر وقال بارتباك أثار استغرابي وفزعي قال (كملها كملها ) بمعنى كمل الرواية , وسألني من أين جاءت الفكرة, قلت فكرة من الخيال طبعا لم أكملها وحدث الغزو , ولكن وإنا اكتب تلك الأفكار وكانت أولية وبقلم رصاص كانت مزعجة لي نفسيا وتركت مسودة الرواية وسافرت وشعرت براحة نفسية ,رغم أن زوجتي طلبت أن احتفظ بالمسودة وان أستكمل الكتابة بالخارج ولكن رفضت.
- وصلت إلى أمريكا وسكنت في ضاحية جنوب لوس انجلس ,ولكن لم استمتع بالمكان وكان الجو حار جدا, لهذا قررت بعد اعتقد عشرة أيام أن أسافر إلى باريس, ولكن ما أزعجني هناك هو أنني شاهدت برنامج في بداية يوليو بثته احد القنوات الأمريكية عنوانه (اخطر رجل في العالم ) وظهر على الشاشة صورة صدام وهو يحمل بندقية ويلوح بها,
- سافرت إلى باريس وفى باريس رحت أقراء الصحف مثل الشرق الأوسط وقبل الغزو بأسبوع عرفت أن شي ما سيحدث, لهذا توجهت إلى طيران اير فرانس وطلبت أن أغير حجز سفري للعودة إلى الكويت من 2 أغسطس إلى 3 أغسطس لكون رحلة 2 أغسطس ستتوقف ترانزيت في بغداد ولاني أود الذهاب إلى الكويت مباشرة ولا أريد التوقف في بغداد وتم التغيير , وأبلغت زوجتي بعد ذلك, وسألتني لماذا غيرت الحجز قلت (نريد السفر إلى الكويت مباشرة ولا نريد التوقف في بغداد ) ولكن ولم اخبرها أن الأوضاع متوترة.
- بعد توتر الأوضاع بين الكويت وبغداد, أجريت اتصالات بالكويت لأعرف حقيقة الأوضاع في الكويت, تكلمت مع الزملاء بالعمل وقالوا ( ما فيى شي كل شي تمام ) وتكلمت مع قريب لي يعمل بمؤسسة مالية كبرى فقال ( كل شي تمام الأوضاع زينة) وأخذت راديو صغير احتفظ بة ,ورحت استمع لإذاعة الكويت وبدت الأمور على أحسن ما يرام حتى أن احد البرامج يذيع تقرير عن مباراة كرة يد أو طائرة بين الفريق الكويتي والعراقي هنا شعرت بالاطمئنان .
يوم الغزو
- في صباح 2 أغسطس تلقيت اتصال من الكويت اعتقد الساعة السادسة والنصف صباحا بتوقيت الكويت أو باريس لا اذكر من قريب لي يقول ( جيش صدام دخل الكويت ) قلت ( تعنى دخل الحدود ) قال ( لا موجود داخل الديرة) طبعا كان الخبر صدمة كبرى لا يستوعبها العقل.
- بعد الصدمة انتظرت حتى الساعة التاسعة صباحا وذهبت إلى البنك الكويتي الفرنسي واستلمت مبلغ مودع لي هناك, واستلمت جوازات سفر اسرتى المكونة من زوجتي وأربعة أطفال أكبرهم عبدالمحسن وكان عمرة آنذاك 11 سنة وتوجهت إلى الخطوط الفرنسية لأغير حجز سفري من باريس كويت إلى باريس جدة الرياض على الطيران السعودي .
- قضيت فترة سبعة شهور بالرياض وكان استقبال حكومة خادم الحرمين الملك فهد رحمة الله والشعب السعودي استقبال مشرف لأهل الكويت لا تستطيع أي كلمات وصفة , ولكن احتلال الكويت كان كارثة لا يستوعبها العقل , ولكن في الرياض تقبلت الم أخر وهو إصابة ابني سليمان بمرض السكر (توفى رحمة الله يوم 11-10-2007 عن عمر 23 عاما)
- قضيت في الرياض سبعة شهور حتى التحرير وكان يوم التحرير اسعد يوم في حياة كل كويتي, ولم تكن الرياض غريبة علي ففيها لي أهل وأقارب وعدنا للكويت في مارس 1991.
__________________
من مدونة الكاتب حمد الحمد
كتب هذا المقال صباح 2 أغسطس 2010 الساعة 5 و50 دقيقة
HAMAD-AL-HAMAD.BLOGSPOT.COM
ALHAMAD225@HOTMAIL.COM
هل تعلم يا اخي الكبير ان مثل هذه الفتاة العراقية موجود حتى الآن في الكويت ؟
ردحذفو بلغنا و كتبنا و لم نجد أذن صاغية
الله يستر على الكويت و يحميها