لماذا طرد من المسجد ؟
@ طرد ومنع
عندما تمنع كتابي كأنك تطردني وترفضني , هذا الموضوع يثير أزمة في الكويت بسبب منع عدد من الكتب , وسياسة المنع هي إقصاء للفكر مع الأيمان بأن المنع يفيد إذا منعت كتب مثلا ستشعل حرب طائفية أو تهدد أمن البلد ولكن غير ذلك فلا نستطيع منعة في عصر الانترنت .
@ أبن رشد
حديثا اليوم عن طرد مفكر عربي ولد في قرطبة عام 1126 م , واشتعل بالفلسفة وكانت علية وبالا , فيذكر فرح أنطون في كتابة عن ابن رشد , أن هذا العالم العربي عاش في مجتمع فيه جماعة من الشعب تنصر الفلاسفة وجماعة تكرهها , حيث إن معلوم أن الجماعة التي تكره الفلسفة تلصق الكفر بكل من يشتغل بها .
لهذا كانت حالة الأمة من صلاح وفساد متوقفة على السلطان أو الحاكم أو النظام , فإذا كان الحاكم من انتصار الفلسفة والعلم والعقل أطلق العلم من كل قيد , وإذا كان من محبي الشهرة لدى الشعب قيد العلم بقيود من حديد تزلفا إلى ذلك الشعب .
وفي الأندلس كان هناك الخليفة الحكم خليفة عظيم لا يذكر في كتبنا ,هذا الخليفة كان محبا للعلم راغبا في نشرة فأرسل لجمع الكتب من كافة الأقطار وكان في مكتبته 400 ألف كتاب , وكان الكتاب يصل إلى الأندلس ويقرا قبل أن يقرا في بغداد حيث كتب , فعلى اثر ذلك انتشرت المحبة بين كل أطياف الشعب من مسلمون ومسيحيون ويهود , ولكن هذا العهد انتهى بعد أن جاء حاكم أخر وجمع كل الكتب الفلسفية والمنطقية والفلكية وأمر فأحرقت في ساحات قرطبة أو طرحت في أبارها أما باقي الكتب فبيعت بثمن بخس, وانزوى كل مشتغل بالفلسفة والعلم
لن نتكلم كثيرا عن بن رشد وعلمه ولكن اشتغاله بالفلسفة والتنوير ساهم باضطهاده , فقد روى الأنصاري عن ابن الحسن عن ابن رشد أنة قال ( أعظم ما طرا علي في النكبة أني دخلت أنا وابني عبدالله مسجدا بقرطبة وقد حانت صلاة العصر فثار لنا بعض سفلة العامة فأخرجونا منة )
وقد قام الشاعر بن جبير بهجاء بن رشد بالأبيات التالية
الحمد لله على نصرة
لفرقة الحق واشياعة
كان ابن رشد في مدى غية
قد وضع الدين باوضاعة
فالحمد الله على أخذة
واخذ من كان من اتباعية
@ داخل السياق
كأن اليوم لم يتغير عن الأمس في عالمنا العربي والإسلامي فهل سبب تخلفنا أن الأنظمة حتى تبقى بالحكم عليها أن تنصاع لفكر العامة , اعتقد ذلك ., وكثير من الإسلاميين دائما ما يشيدون بازدهار العلم بالأندلس في تلك الفترة , ولا يعرفون إنهم ضد هذا النهج الآن .
______________
من مدونة حمد الحمد/ صباح الأربعاء 29-9-2010 س 7 و9 د
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق