كبير الوزراء وكيف نصف مؤشرات سقوط دولته !!
@ رئيس الوزراء وبوادر الفشل
منصب كبير الوزراء في الدولة العثمانية هو يعادل منصب رئيس الوزراء في مفهومنا الحالي في معظم دولنا العربية , كبير الوزراء في الإمبراطورية العثمانية ليس بالأمر الهين, وما أدراك ما تلك الإمبراطورية فقد حكمت العالم العربي و الإسلامي لمدة 600 سنة , وفي احد عهودها وكان ذلك في عام 1541 م كان كبير الوزراء هو لطفي باشا , ولكن ترك منصبة في ذلك العام بعد أن أقيل مغضوبا علية من قبل السلطان , لهذا عاد لمنزلة وجلس في حديقته وراح يسجل نصائح لمن يأتي من بعدة لشغل هذا المنصب , لأنة شعر بأن هناك بوادر لانهيار هذه الإمبراطورية العظيمة بسبب الفساد السياسي .
وهنا يجدر أن نسجل ما كتبة كبير الوزراء لطفي باشا , حيث حدد مواصفات أو مؤهلات كبير الوزراء القادم وألا اختفاء الحكم والملك , وقد حدد المؤهلات التي يفترض أن يتمتع بها كبير الوزراء القادم بمعنى ما كتبة مضى علية ما يقارب 470 سنة وهي كالتالي :
- إلا يكون لكبير الوزراء مصالح أو هدف شخصي أو حقد شخصي وان يكون كل عمل يقوم به لوجه الله.
- يجب أن لا تطلق حريته في تلبية المطالب المساندة للجواسيس و الرسل
- يجب علية أن يحفظ الملك من حب المال وتبعاته الشريرة وان يحترم حقوق الأفراد.
- يجب أن يتحلى بالصدق في تعامله مع السلطان دون خوف من إقالة أو غضب فمن الأفضل أن يقيله السلطان ويحظى بالتقدير بين الرجال على أن يبقى على عمل يؤديه بلا أمانة .
- علية الحذر من الهدايا والفساد فهو مرض بلا دواء , وألا يكون تاجر
- على كبير الوزراء أجراء التعيينات بنفسه على أساس الكفاءة والمصلحة العامة دون مفاضلة أو محاباة وان لا يخضع لأي نفوذ أو ضغوط في قرارات التعيين للمناصب وان يؤنب من لا يجتهد في عملة أو يقصيه
- أن السلطة تقوم على الثروة بينما تقوم الثروة على الإدارة الجيدة, وهي تزول بالظلم فعلى كبير الوزراء أن يحافظ على موازنة الدخل بحيث يدقق في الأنفاق .
نختم أقوال وتوقعات لطفي باشا وهو يكتب ما كتب لمقدمات انهيار الدولة العثمانية ومنها المضاربة في البورصة والفساد والرشوة وعدم الكفاءة مع تضخم أعداد الجيش والجشع والاختناق الاقتصادي وضياع الأمانة والتهديد الخارجي من الجيران ,كانت تلك هي أسباب اختفاء إمبراطورية عظمى .
لن أتوسع أكثر , فما كتبته جاء في كتاب ( الإسلام في التاريخ ) والذي انتهيت من قراءته للتو للمفكر المعاصر برنارد لويس إصدار المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة , وما جاء أعلاه في فصل ( انهيار الدولة العثمانية) والكتاب من 600 صفحة .
وألان يجب على حكامنا وشعوبنا أخذ عبرة من أحداث التاريخ البعيد , وكذلك تاريخ أيام مضت فقد زال النظام التونسي برمشه عين , ونرى اليوم ثورات في مصر والجزائر ولبنان واليمن بسبب الظلم والفساد والمكابرة وعدم اخذ عبر من الدروس التي أمامنا .
وإذا لم يتعظ البعض منا فسيجرفهم التيار ,ولنأخذ عبرة من تلك الإمبراطورية التي زالت بسبب الفساد السياسي كما حدد انهيارها كبير الوزراء لطفي باشا عندما جلس في حديقته وكتب ما كتب.
@ قول
الأغبياء هم فقط الذين لا يتعلمون من التاريخ.
وسلامتكم
__________________
من مدونة حمد الحمد
26-1-2011 الأربعاء س 1 ص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق