الاثنين، 22 أبريل 2013

المحسن السيد عبدالمحسن محمد الناصر الحمد بقلم الدكتور عبالمحسن الخرافي


المحسن السيد عبد المحسن محمد الناصر الحمد


بقلم  د. عبدالمحسن الجارالله الخرافي

جريدة القبس عدد 22 ابريل 2013 ص21

 

حلت يوم الجمعة الماضي ذكرى وفاة المحسن عبد المحسن بن محمد بن ناصر بن رشيد بن علي الحمد، الواحدة والخمسون. وبهذه المناسبة يحسن التذكير به وبفضله، رحمه الله، وفاء له وحثاً على الاقتداء بكرمه وجوده وإحسانه.

ولد السيد عبد المحسن في منطقة الزلفي في نجد في المملكة العربية السعودية الشقيقة عام 1311 هـ لعام 1893م، وهو ينتسب إلى أسرة الحمد، تلك الأسرة النجدية التي هاجر بعض أفرادها إلى الكويت في القرن الماضي، وتنتمي إلى قبيلة عتيبة التي يقيم بعض أفرادها في الكويت، بينما لا تزال الأغلبية منهم في المملكة العربية السعودية.

وقد قدم إلى الكويت مع إحدى القوافل التجارية في أوائل القرن الماضي - ولم يكن قد تجاوز الخامسة عشرة من عمره بعد - طلباً للرزق، وقد أعجبته الكويت، وتزوج فيها، وأقام في منطقة المرقاب حتى عام 1960، ورزقه الله عز وجل ذرية طيبة بلغت عشرة من الولد: ثلاثة ذكور وسبع إناث.

وكان المحسن عبد المحسن الحمد قد ابتلي ببلاءين ربما خارت لهما عزائم كثير من الرجال، فقد شهد وفاة اثنين من ابنائه - فلذات كبده ومهجة فؤاده - أمام عينيه، فاحترق ابنه محمد في حادث، وهو في طريق العودة من إحدى رحلاته التجارية الى الرياض، ثم توفي ابنه رشيد أيضا أمام باب بيته في المرقاب، وكان صغير السن، بعد ان دهسته سيارة طائشة، فما كان منه إلا أن حمد واسترجع ورضي بقضاء الله واستمسك.

وقد اختار السيد عبد المحسن، رحمه الله، العمل في تجارة النقل البري، ونجح فيها حتى تمكن - بفضل الله ثم بفضل دأبه وسعيه واجتهاده - من تأسيس شركة كبيرة لنقل الركاب والبضائع بين الكويت والرياض ونجد، وعندما بدأت تجارة النقل تضمحل، بعد ازدهار النقل الجوي، اتجه - رحمه الله - الى تجارة الأراضي والعقارات في نهاية الخمسينات وبداية الستينات، فكانت له خيرا وبركة ونماء.

وعاش المحسن عبد المحسن الحمد، رحمه الله، حياته كريما باذلا للخير في جميع أوجهه، فلم يبخل بما آتاه الله من فضله، وشهد له كل من عاشره بهذا الكرم وكثرة عطاياه وإنفاقه في سبيل الله تعالى (وفق ما ذكر لي من أثق بنقله). ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل انه أوصى في حياته بوصية خيرية: بالثلث من تركته ينفق أيضاً في سبيل الله تعالى، في كل وجه يعود على الموصي بالثواب، وحدد من ذلك ان يعُمل منه أضحيات، وحجة كل عام، ثم ان تصرف ثمرات النخيل في أوجه الخير.. وغيره، كما جاء في نص هذه الوصية المباركة.

وقد أحسن أبناؤه القائمون على الوصية العمل بها لتكون وصيته هذه نهراً رافداً للعطاء الدائم بعد وفاته إن شاء الله، فأنشؤوا ديواناً في المرقاب لعابري السبيل والمسافرين، ومسجد عبد المحسن الحمد في الكويت في منطقة الرابية في دولة الكويت 1396 هـ، ودار الحمد للأيتام في كينيا بقارة أفريقيا، (وهذه الدار تؤوي أكثر من ثمانين يتيما، وقد بلغت تكاليف إنشائها سبعة وثلاثين ألف دينار كويتي)، وموائد للإفطار لأكثر من مائة شخص في شهر رمضان المعظم، ومشروعا لتحفيظ القرآن الكريم، واختاوا الأمانة العامة للأوقاف لتشرف على هذا المشروع المبارك، وذلك عام 1996، حيث نظمت مسابقة لحفظ القرآن الكريم باسم المرحوم عبد المحسن الحمد، وقيمتها عشرة آلاف دينار كويتي.

كما أعان الأوصياء على هذه الوصية المباركة المحتاجين والمرضى وطلبة العلم بتقديم المساعدات المالية لأكثر من 50 فرداً سنوياً من هؤلاء الطلبة والمرضى والمحتاجين.

وبعد رحلة من العمل والكفاح والكدح امتدت حوالى 70 عاماً، وبعد رحلة مع المرض، انتقل المحسن عبد المحسن الحمد إلى جوار ربه الكريم بعد رحلة علاج بألمانيا في يوم 15 ذي القعدة عام 1381 هـ الموافق 19 أبريل عام 1962، شأنه شأن من سبقه وشأن من سيلحقه إلى قيام الساعة.

والله تعالى نسأل أن يتقبل منه ومن أبنائه وأن يوفقهم إلى ما يحبه ويرضاه سبحانه.

د. عبد المحسن الجار الله الخرافي


____________________________________________

من مدونة حمد عبدالمحسن الحمد نقلا عن جريدة القبس

مع الشكر والتقدير للدكتور عبدالمحسن الخرافي لتذكر والدي رحمه الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق