الثلاثاء، 2 أبريل 2013

تعلمت من ذلك الرجل


تعلمت من ذلك الرجل !!

بقلم : حمد الحمد

__________________

0 في صيف عام 1977 تخرجت من جامعة الكويت والتحقت بشركة معروفة تعمل بالقطاع النفطي وكان عمري آنذاك يقترب من 24 سنة , و بدأت العمل ولم أفكر بتاتا بالراتب أنما لإثبات الوجود, بأنني اعمل واكتسب خبرة عملية إضافة لتعلم اللغة الانجليزية كون تعاملات الشركة جميعها بتلك اللغة .

بعد السنة الثانية أصبح زميلي بالعمل رجل فلسطيني كبير بالسن يقترب عمره من السبعين وهو من قدماء العاملين بالشركة ويدعى ابوعامر , ولكن الرجل  كان مكروها من الجميع لسبب هام انه يطبق النظم والقوانين المتعلقة بالعاملين على الجميع وبحذافيرها  وأولهم جماعته من أهل فلسطين , يعني ما عنده (يمه ارحميني).

الأهم  إنني بعد السنة الثانية من العمل أصبحت اتبع له أداريا ولهذا تخوف البعض أن أكون ضحية له وان يخسف بي مهنيا , ولكن في الحقيقة تعلمت منه ( رحمه الله ) وهنا احكي ما الذي تعلمته وهو كالتالي :

1-  الصراحة تفيد  رغم أنها مزعجة

_____________

في السنة الثانية من العمل قام صاحبنا بكتابة تقييم الأداء السنوي الخاص بي , وكان النتيجة محبطة لي فقد انزلي درجة عن العام السابق , تأثرت كثيرا وذهبت للمنزل وأنا متألم, ولكن بعد تفكير قلت لماذا لا اذهب له واستوضح عن سبب ذلك التقييم غير المقبول بالنسبة لي  وأعاتبه حيث أنني أريد  أن أتقدم لا أتراجع .

 وجها لوجه استقبلني وقال ( يا ابني هل تريد أن تعرف ما تقوم به وتطوره أم لا... قلت نعم فقال لديك 3 نقاط ضعف كذا وكذا وكذا وتحتاج أن تتجاوز هذا السلبيات) , لم نسترسل بالحديث و عدت لمكتبي ورحت أراجع حديثة الصريح  المزعج واكتشفت أن حديثه صحيح  , ولهذا طوال العام الذي يليه رحت أحاول أن أتجاوز نقاط الضعف تلك  , وفي العام التالي كتب هو تقييمي بدرجة أعلى من السابق بكثير وقال لي يا ابني لقد استمعت لنصيحتي وغيرك لا يفعل ذلك ..

لا توقع قبل أن تدقق

______________

 كان صاحبنا أبوعامر يتبع أسلوب مزعج ,وهو ما أن نقوم بتقديم تقرير للإدارة إلا وأراجعه معه ثلاث مرات رغم أن الأمر لا يستحق ذلك , وكان يقول لا توقع إلا قبل آن تدقق , وكان كلامه صحيح واتبعته في حياتي بعد ذلك واحرص على أن لا أوقع على أوراق إلا بعد أن أراجع المحتوى , وقبل أسبوع تذكرت مقولة  الرجل أثناء أجراء معاملة حكومية عندما طلب من الموظف الكويتي المجتهد  أن أوقع على معاملة قام هو بطباعتها وهنا تذكرت ابوعامر وقلت هل بإمكاني أن أراجع المعلومات فقال نعم وعندما راجعت ما طبع اكتشفت أن هناك معلومات ناقصة ولو وقعت على الورقة لكان هناك خسائر لآخرين أنا أمثلهم هنا قلت له المعلومات غير صحيحة فاعتذر وقام بتصحيح المعلومات بإعادة الطباعة مرة أخرى , وقلت له إنني اتبعت نصيحة زميلنا ابوعامر وحكيت له الحكاية  .

الورشة قبل البلشة

_________________

قال لي ابو عامر وأنا أتحدث معه عن عطل أصاب سيارتي فقال هل آخذت أسعار أفضل لتصليحها فقلت (لا.. أول كراج)  فقال (لا يا ابني دائما لا تأخذ أول عرض وألا يغلبونك و ........), وقال هناك مثل فلسطيني يقول (الورشة قبل البلشة ) بمعنى لا تشتري سيارة  أو سلعة إلا قبل أن تسأل عن ..هل الصيانة لديها جيدة ام لا ),هنا دائما أذكر ما قال فلا اشتري سيارة إلا بعد أن أسال عن خدمات الصيانة ما بعد البيع  وأحاول أن لا اقبل أول عرض , وقبل سنة تذكرت ابو عامر وان اخذ ساعة يدي وهي ماركة معروفة أخذتها للوكالة بالسالمية لتصليحها ,هنا قال لي الموظف ( شو..!! هذه الساعة  ماركة قديمة ونحتاج نرسلها للوكالة بجنيف والتصليح من حيث المبدأ يتكلف 200 دينار عدا قطع الغيار وتحتاج شهر أو أكثر ), طبعا لم اقتنع فالأمر لا يستحق ذلك, وتركت المحل , وفي يوم أخر وبينما أنا اخرج من الجمعية وجدت فني باكستاني مصلح ساعات في كشك لا تتعدى مساحته نصف متر وعرضت علية الساعة التي ستذهب لسويسرا فقال (تصليحها بسيط ولا يتكلف الا 10 دنانير بالكثير ),وفعلا قام بتصليحها حيث ما زالت ترافقني وبصحة جيده وحرمتها من شم هواء جنيف  بعد أن تذكرت نصيحة ابو عامر بأن لا أوافق على العرض الأول وان ابحث عن عرض أفضل حتى لا اخدع .

نكتب حيث نتعلم من الحياة ومن الآخرين وقد يتعلم من يطلع على ما كتبت ولن يخسر شئ.....

_____________

من مدونة حمد الحمد

الثلاثاء 2 ابريل 2013 س 8 ود 37 ص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق