سوريا واندفاعنا المحمود !!
بقلم :حمد الحمد
0 ما يحدث في سوريا شي مرعب بكل المقاييس , حيث تدك الدبابات المدن و وتطلق الأسلحة الحية على صدور المواطنين العزل , ويرتفع عدد الشهداء يوما بعد يوم وأصوات ترتفع مطالبة بالإصلاح و تتطور المطالب بتغيير النظام .
شي مرعب حتى يحافظ الحاكم على نظامه أن تكون مواجهته مع مواطنيه بالسلاح بدلا من أن يكون هذا العتاد مصوبا نحو العدو , طبعا شي مرعب لو استمر العالم مكتوف الأيدي بدون استنكار أو حتى تدخل أو المطالبة بتنفيذ القوانين الدولية ضد هكذا أنظمة .
أمس تظاهر في الكويت العديد من المواطنين الكويتيين وغيرهم في ساحة الإرادة, وكذلك أمام السفارة السورية ومن بين المشاركين عدد من أعضاء مجلس الأمة ,وهنا نساند أي تحرك شعبي مدروس حيث أن الشعوب تقودها عواطفها ولكن أحيانا بدون النظر إلى مصالحها, ولهذا جاءت للأسف مطالبات من بعض أعضاء مجلسنا خرجت عن السياق العقلاني و تقودنا إلى التخوف من الاندفاع غير المحمود لدفع الدولة للمجاراة وإطلاق مواقف قد لا تتناسب مع مصالحنا ومصالح الكويت كدولة صغيرة في وسط محيط دول كبرى لديها روئ فكرية مذهبية مختلفة , ومواقف بعضها مساند للقمع هناك.
أمس من طالب من أعضاء في مجلس الأمة بطرد السفير السوري أو حتى إغلاق السفارة تعاطفا أو تضامنا مع الثورة السورية ومع يحدث هناك من مجازر , اعتقد أن هذه المطالبات اندفاع عاطفي غير محمود فالكويت ليست دول كبرى حتى تتخذ مثل هذا الإجراء , وذلك لكونها مرتبط في منظومة مجلس التعاون وأيضا مثل هذه القرارات لها حسابات أمنية وإستراتيجية , فالمحيط بنا من دول لها حسابات مختلفة تتناقض مع حساباتنا كدولة صغيرة .
إذا الاندفاع غير المحمود والمبني على أسس عاطفية من جانب حكومتنا والانسياق خلف صراخ الشارع له مواقف سلبية خطيرة قد لا تأخذ بالحسبان مصالح الدولة العليا وأمنها, ولنتذكر في الثمانينيات عندما اندفعنا كحكومة وأعلام وشعب مع مغامرات صدام وما جنيناه أخر الأمر من تفجيرات واحتلال كاد يلغي كياننا .
لنقف مع الشعب السوري في محنته ونسانده بكل ما أوتينا من قوة كشعب وكحكومة ولكن علينا أن نأخذ بالحسبان مصالحنا الوطنية التي حتما لها مقام أول في أمننا ولا نندفع وراء اتخاذ قرارات رسمية غير محمودة.
@ داخل السياق
أمس النائب محمد هايف خرج عن كل الأعراف وطلب بعمل استفتاء لهدر دم السفير السوري , ماذا يعني هذا , يعني دعوة صريحة للقتل , ويجب أن يحاكم النائب قضائيا لان ما دعى له غير موجود في قاموسنا ودستورنا .
Alhamad225@hotmail.com
_______________
من مدونة حمد الحمد
الأحد 7 أغسطس 2011 س 1 ص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق