الخميس، 13 يونيو 2013

لماذا القبائل الان يا عرب ؟


لماذا القبائل الآن يا عرب ؟

بقلم : حمد الحمد

_______________

في الأيام القليلة الماضية استهجن الكثير من المتابعين للشأن المحلي عودة الحكومة للقبائل , وكان مشهد استقبالات شيوخ قبائل لكبار الأسرة الحاكمة يثير مسألة هل عدنا للخلف لنرسخ تصور يتناقض مع مبادئ الدستور حيث لا ذكر لمصطلح قبائل أو عوائل أو طوائف أو أفراد ,والعودة لهذا أنما هي عودة لعصور مضت تختلف معطياتها مع واقعنا الحالي و تتماشى معه  .

نعترف أن الدول استخدمت القبلية من قبل بالانتخابات الفرعية لإيصال ممثلين يدافعون عنها بالمجلس رغم أن البعض يبتزها بين حين وأخر, وقد نجحت إلى حين حتى أصبحت المطالبات من البعض كبيرة جدا و(اللقمة اكبر), وأراد النظام أن يوقف ذلك بعد فضيحة تهمة مليونيات  لبعض النواب أطاحت بالحكومة والمجلس .

 وقد تنفس البعض الصعداء بأن النظام لم يعد ملزم بدفع هنا وهناك لكسب هذا أو ذاك , ولكن ما حدث من أغلبية المجلس المبطل وصدامه من أول يوم مع النظام بمطالبته بسبعة وزراء بالحكومة أو حتى تعديل دستوري يجعل الحكومة لا تصوت بالمجلس بمعنى أبعاد الأسرة الحاكمة عن المشهد , هذا دق جرس الإنذار  للنظام وان اللعبة ألان اختلفت ( هذولا ما يبون مجلس يبون حكم ) وهذولا تعني ( تجمع  قبائل واخوان وسلف بالمجلس السابق  ) حتى جاء أبطال المجلس , وصدور مرسوم الصوت الواحد الذي من شأنه إيقاف حصول أغلبية من قبائل وتيارات دينية كالإخوان  والسلف بالتحالف وتهديد النظام , وحصل ما حصل وتم حل المجلس الأخير وتداعيات لم تشهدها الكويت من قبل قد تكون مرت وخبأت بعض الشئ ولكن السؤال الذي يطرح من قبلي لماذا الآن عاد النظام للقبائل مرة أخرى وجاء تلميع شيوخ واعيان واستقبالات , أنا شخصيا اعترف أن هذا الأمر يعود إلى أسلوب ( داويها بالتي هي الداء ) بمعنى أغلبية المجلس السابق في رفض مرسوم الصوت الواحد الذي أصدره صاحب السمو  ارتكبت خطأ وهو انها بدلا من يكون منهج المعارضة فكري دستوري قانوني في الرفض قد هيجت أبناء القبائل وخاصة مطير والعوازم  وأصبحت فزعة قبيلة عند  رفض المشاركة أو التصويت أو تسيير المظاهرات وهذا ما دفع الحكومة مؤخرا إلى الاقتراب من القبائل من اجل استخدام نفس النهج  وهو نهج يفترض أن لا يستخدم من قبل المعارضة في رفض المرسوم

ألان نرى أن قبيلة وشيخها كان من اشد المعارضين انقلب لصف الحكومة وكان هذا منطقي فالمعارضة خرجت مؤخرا عن معارضة الصوت الواحد  فقط إلى المطالبة بحكومة شعبية منتخبه  - نهج الاخوان - وهذا ما نبه أبناء قبيلة العوازم إلى تغيير موقفهم حيث أن حكومة منتخبة  لم يكن متفق عليه .

نتمنى أن لا تقوم الحكومة و تخرج عن الدستور وتجعل القبائل أو العوائل أو الطوائف  كيانات رسمية  حتى لا تقع في خطر اكبر حيث يتحول الأمر إلى هيكلتها , فهي ألان تجمعات ليس إلا , وطبيعية وفق تاريخ المنطقة وليس كما قال محمد الجويهل ان أهل الكويت هم من  داخل السور وصدقه البعض من البسطاء واليافعين وحتى الكبار , وهذا القول يتعارض مع  ما ذكر بالجريدة الرسمية العثمانية والمسماه (السالنامة ) حيث تذكر سكان الكويت قبل قرن الزمان وهذا ما ذكره الأستاذ طلال الرميضي في كتابه البحثي وقد جاء الأتي :

-         سالنامة عام  1308 ه أهالي الكويت الحضر 4000 ألاف والبادية 14000 ألف

-         سالنامة عام 1318 ه عدد سكان الكويت الحضر والبادية 25000 ألف نسمة

-         لوريمر في كتابة دليل الخليج  1904م فقد قدر سكان الكويت الحضر 37000 ألف وسكان القرى 2000 ألفين نسمة والبادية 13000 ألف نسمة اغلبهم من العوازم والرشايدة  وجزء من مطير.

هذا ما جاء في كتاب الرميضي السالنامة العثمانية .

 لهذا المشهد الكويتي متغير وفق الأدوات التي يلعب بها هذا التيار أو ذاك لكن يفترض على العقلاء اللعب بأدوات يعلمون ما هي مخاطرها وليس الانقياد خلف العواطف نحو قبيلة ما أو طائفة أو كيان بدون معرفة ما يسببه هذا للوطن بالأخير, فالأحداث حولنا تتغير بسرعة وهناك مخاطر جمة يراها اللبيب .

________________

من مدونة حمد الحمد  الخميس 13 يونيو 2013 س 9 ود 56 ص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق