الأحد، 31 يوليو 2011

مبارك في أرض المعارض !!

مبارك في أرض المعارض !!

بقلم : حمد الحمد

0 الجمعة الماضية بينما يحتشد المصريون في ميدان التحرير كنت احد رواد ديوانية كويتية عريقة , روادها من كبار السن , البعض منهم عاصر حكم الملك فاروق ومحمد نجيب وعبدالناصر والسادات وحسني مبارك .

وبينما كنا نشاهد مظاهر جمعة التحرير عبر الفضائيات , عبر احد الرواد الكبار عن آسفة بحسرة على أسلوب معاملة الرئيس حسني مبارك من قبل جماهير ثورة الشباب وتجاوب المجلس العسكري والحكومة المصرية في التسرع بمحاكمة مبارك وبأسلوب لم نعهده من قبل المصريين فهو شعب غير دموي ومتحضر .

ما أعلن عنة أن حسني مبارك سيحاكم في ارض المعارض وبناء على رغبات البعض , اعتقد هذا لا يتوافق مع ما هو متعارف علية من أن القضاء سلطة منفصلة هي سيدة قراراتها وليس تحت رغبات أو ضغط البعض .

في الكويت عندما يقال (في ارض المعارض) فهذا يعني أن تعرض او تبيع غرض أو سلعة ما أو تقيم مسرحية ما للأطفال لا أن تعرض إنسان إمام الجماهير للمحاكمة.

قد يقول قائل , حتما موقف أهل الكويت هو محبة لحسني مبارك كونه كان مساندا للكويت أثناء الاحتلال العراقي , نعم قد يكون هذا سبب , ولكن الأسباب الأخرى هي أن حسني مبارك ليس صدام حسين الذي أقحم شعب العراق وكافة موارده في حروب لا طائل منها , ولا هو القذافي الذي أصبح الشعب الليبي بأكمله تحت رحمته وما زال ولولا قوات الناتو الغربية لمسح بنغازي وغيرها من مدن بصواريخه وطائراته , ولا هو على عبدالله صالح الذي يرفض التنازل من اجل البقاء حتى لو يفنى الشعب اليمني بأكمله ولا هو نظام بشر الأسد ولا هو بن علي الذي هرب وترك البلاد والعباد .

نعم فحسني مبارك كان زعيم اكبر دولة عربية , وهو من رفض أن يلغي معاهدات السلام من اجل أن يزج بالشعب المصري في حروب خاسرة , وهو الذي فتح الأعلام في مصر وهو وهو , ولكن هذا لا يعني أنة معصوم من الأخطاء فكونه حاكم أوحد فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة وهي باب أوسع للفساد وهو ما حدث في عهدة ولكن قد يكون أفضل من مما سبقوه بالحكم بالتعامل مع الشعب المصري .

نعم نؤمن بمحاكمة عادلة وفق الأطر القانونية وليس بناء على رغبات الجماهير حتى تكون هذه المحاكمة العادلة عبرة لمن سيخلفه بالحكم إذا أكملت الثورة نجاحها وتم الالتزام بنظام ديمقراطي حقيقي وشفاف .

Alhamad225@hotmail.com

__________________

من مدونة حمد الحمد

الأحد 31 يوليو 2011 س8 ود10 ص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق