الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

باي باي دينار !!

باي باي دينار !!

0 في السنوات الأخيرة هناك تسابق محموم من حكومتنا ومجلسنا في فتح اليد وصرف ما يمكن صرفه من المال العام , سواء بمشاريع بمبالغ مضاعفة ومليونيات غامضة أو كوادر ما أنزل بها من سلطان , أو هبات وعطايا بدون النظر بعقلانية إلى وضعنا المالي الحالي والمستقبلي , واليوم في الصحف تصريح من وزير المالية الشمالي عن خطر ما يحدث وقد يؤدي إلى خفض دينارنا لا سمح الله - فقد يصبح دينارك ربع دينار- حتى عامل الجمعية لن يقبل به كإكرامية وسيقول (بابا شنهو هازا ).

هذا يذكرني بحادثة يرويها أحمد أمين في كتابه ( حياتي ) وهو اديب عاش في زمن الملكية في مصر الحكاية كالتالي وهي حقيقية وبما معناه :

( يقول أحمد أمين بأن أحد باشوات مصر كان غنيا واسع الثراء, ولكن كان كريما في نفس الوقت ومحبوب لكثر عطاياه وأعماله الخيرية, ولكن به صفة تكبر الباشوات , فقد حدث إن قررت الحكومة آنذاك فتح خط للترام أمام قصره , ولكن رفض الباشا أن يفتح الخط وقاوم , ولكن تم فتح الخط حيث يمر الترام أو القطار الصغير أم قصره كل صباح , الباشا الغني المحبوب راح ( يعاند ) ويقوم بإيقاف سيارة العائلة التي تنقل أطفاله للمدارس أمام الخط كل صباح ويضطر الترام للتوقف حتى تتحرك سيارة العائلة .

ما حدث كما يقول الأديب احمد أمين هو أن مع مرور الأيام والسنين , الباشا يتعثر ماليا لكثرة صرفه المال وكرمه وتوزيع العطايا على المحتاجين , وتقوم البنوك بالحجز على أمواله وأملاكه وبيعها فلم تكن معظم الأموال إلا قروض من البنوك , أفلس الباشا , وعاش حياة صعبة , حتى أن احمد أمين شاهده يقف بالطابور مع العامة من أجل أن يركب الترام , فلم يعد يملك حتى سيارة تنقله فقد تبخرت كل الثروات بسبب الصرف الزائد- على نهج اصرف ما بالجيب يأتيك ما الغيب .

لهذا نتمنى أن ننظر بجدية إلى تصريح وزير ماليتنا فالرجل (ما يتغشمر) ونتمنى إلا نقول باي باي دينار كما قال غيرنا , ففي العهد الملكي في مصر كانت قيمة الجنيه المصري آنذاك أعلى من الجنيه الإنجليزي كما يقال .

__________

من مدونة حمد الحمد

15 نوفمبر 2011 الثلاثاء س 9 ود 9 ص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق