الثلاثاء، 26 يونيو 2012

أغلبية ليس أغلبية وليست معصومة

أغلبية ليست أغلبية وليست معصومة !!


بقلم : حمد الحمد

0 فرحنا جميعنا عندما تم حل مجلس 2009 وجاء مجلس 2012 عبر الاقتراع الشعبي , وفرحنا أكثر عندما تكونت كتلة أغلبية عرفنا أنها ستنفذ الوعود الانتخابية لجمهور الناخبين ,منها مفوضية عليا مستقلة للانتخابات , وقانون الذمة المالية ونظام دوائر أفضل وفق جمعيات سياسية وقانون للنزاهة وغيرها من قوانين دائما ما تطرح , نعم فرح الجميع من أغلبية ستحقق الوعود وأنا احدهم , ولكن الرياح لم تأتي بما تشتهي السفن , فالأغلبية تاهت سفهنا على كل المواني حتى تلونت بألوان شتى , وشعرنا أن الأغلبية للأسف لم تستفد أغلبيتها

- كانت الأغلبية أمام فرصة تاريخية فهي أمام حكومة جديدة برئيس جديد يريد التعاون ولكن هذا لم يتم .

- من الأسابيع الأولى ظهر من الأغلبية عضو يريد ان يستجوب رئيس الحكومة الذي للتو أدى القسم مما شوه عملها من البداية.

- وظهر من الأغلبية أعضاء من البداية يريدون تعديل الدستور بتعديل المادة الثانية واتضح إن الأغلبية غير موافقين عل هذا الطرح , وهذا الطرح أربك الوضع وأربك الحكومة وإربك الشارع .

- وظهر عضو يريد أن يهدم الكنائس ويريد أن يضع قانون يلزم أن لا يصدر إي قانون إلا بعد موافقته للشريعة وهذا التفاف على الدستور وهذا الطرح أربك الأغلبية .

- وجاء عضو شاب (اليحيى )وبدون مقدمات يريد أن ينسف الدستور برمته وبدون أن يطرح الأمر على الأغلبية وإربك الوضع أكثر .

- ولكن الطامة الكبرى هو تنافس النائب الوسمي والبراك على الإطاحة بوزير المالية وإسقاطه (من يسبق من ) , وهذا التنافس أربك المجلس وإربك الحكومة وأربك الشارع ,حيث تيقنت أن هذا المجلس الجديد لا يريد التعاون إنما يريد إسقاط الوزراء تلو الأخر وإحراج رئيس الحكومة في أول ستة شهور.

- من شاهد استجواب الشمالي وأسلوب الاستهزاء به رغم كبر سنه وخدمته الطوبة للبلد يتيقن انه من المستحيل إن يقبل رجل محترم منصب وزير في الحكومة وان يتعرض للاستجواب بهذا الأسلوب , رغم أن الاستجواب حق إلا أن هناك أسلوب لمحاسبة وزير وليس الاستهزاء به على شاشات التلفزيون .

- نعرف أن رئيس الأغلبية احمد السعدون الذي كان بأمكانة أن يلزم أعضاء الأغلبية بعدم الخروج عن أهداف محددة إلا انه للأسف أصبح تحت رحمتهم لا يستطيع أن يلزمهم ببرنامج لكونهم أوصلوه للكرسي وإنما وجد أن كل عضو يريد أن يحقق أهدافه بمفرده وان يلزم الجميع بالوقوف معه وإسقاط هذا الوزير أو ذاك .

- نعم هناك أقلية غير مقبولة وغير مؤثرة لا يعتد عليها إلا أن الجميع لم يكن يأمل منها أن تحقق إي هدف منشود .

عموما نعتقد كانت هناك فرصة ذهبية للأغلبية لتحقيق أهداف ممكن تحقيقها وهناك أولويات و وعود انتخابية إلا أن إضاعة الوقت من هذا العضو أو ذاك حرمت الجميع من تحقيق إي هدف منشود .

نعم أنا من اشد المؤمنين بالديمقراطية وبالالتزام بالدستور ولكن ان يكون دور الأعضاء بالمجلس غير مهني واستعراضي وظهور أعلامي بالصحف ووسائل الإعلام فقط فهذا لا اعتقد يحقق أي أهداف للبلد, وإذا كانت الحكومة لم تقم بواجبها فأن المجلس وأغلبيته غير معصومين , وهم مثل فريق رياضي يدخل الملعب بلا خطة وبلا مدرب حتما لن يحقق أي أهداف وسينفض الجمهور عنه, و يشعر أن لا جدوى من وجوده وهذا تصور خطير أن يصل الناس لهذا الحد .

شخصيا أرى انه لو لم يحدث أن يأتي حكم المحكمة الدستورية الصاعق فأن حل مجلس 2012 كان على الأبواب رغم أن الجميع لا يتمنى ذلك ولكن فرص ذهبية أهدرت للأسف .

البعض يلومني هذه الأيام لأنني انتقد المجلس وبالخصوص الأغلبية بينما يفترض أن أنتقد الحكومة , وأقول لا المجلس معصوم ولا الحكومة معصومة ولكن أنا انتخبت الأعضاء ولي حق انتقادهم من اجل التصحيح ولا فائدة من أن انتقد الحكومة كوني لم اختار الوزراء , وجميع مقالاتي للمدونة منذ 2010 هي انتقاد للحكومة ولكن أخيرا تيقنت بأن المجلس حاد عن الدور المفترض أن يقوم به وبحاجة للنقد والتصحيح وأهدر فرص ذهبية ..

_______________

من مدونة حمد الحمد

الثلاثاء 26 يونيو 2012 س 1 ود 44 ظ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق