إعادة التفكير4- تحريم غير المُحرم
إعادة التفكير 4- قراءة في فكرنا الديني والاجتماعي
رابعاً : اجتماعياً ..تحريم غير المُحرم !!
بقلم : حمد الحمد
__________________
0 تتغير المجتمعات بتغير الأحوال الاقتصادية , بمعنى العامل الاقتصادي عاملاً مهماً في تبدل الأحوال الاجتماعية , وقد تكون المجتمعات الخليجية نموذجا حاضراً للعيان , فقد كان المُحرم سواء الديني أو الاجتماعي قبل نصف قرن أصبح أمراً مقبولاً في وقتنا الحاضر .
ولكن هناك أموراً كثيرة مستحدثة في حياتنا وتكتسح العالم , هذه الأمور لا علاقة لها بالدين لكن للأسف البعض يلصقها بالدين بدون أن يعي أن ليس هناك ضرر منها , ويعلن أنها بصحيح القول حرام مما يدخلها في دائرة الدين .
هنا نحن نتحدث عن ما يسمى ( أعياد) في أدبياتنا وهي ليس أعياد إنما يطلق عليها عالميا (أيام ), ولكن عندما استوردت الصق بها البعض بتعمد مسمى (عيد) لتقرن بأعيادنا الدينية التي نقدرها ونبتهج بها, لهذا كل عام تعود اسطوانة من بعض شيوخ الدين بتحريم عيد الأم أو عيد الأسرة أو عيد الحب أو حتى المعلم وغيرها من مناسبات الصق بها كلمة عيد بينما المتداول عالميا هو يوم الأم ويوم الأسرة أو يوم الحب أو فلأنتين , وفي لبنان سمعت مؤخرا عن يوم الجد والجدة لتكريمهما في يوم من السنة.
لهذا احد كبار شيوخ الدين أفتى ( أن تكريم تخصيص يوم من السنة للاحتفال بتكريم الأم أو الأسرة من محدثات الأمور التي لم يفعلها الرسول أو الصحابة لهذا يجب تركه وتحذير الناس منه ).
أما الشيخ ناظم المسباح فهو يكرر هذا القول كل عام ( عيد الحب عيد وثني مبتدع للرذيلة وتقليد أعمى يدل على ضياع الهوية ) وهكذا يقول في يوم الأم أو غيره .
ويلصق بهذه الأيام أنها بدع والبدع ضلالة , مما يكسب الأمر بعداً دينياً رغم إن هذا لا علاقة بمفهوم البدعة , حيث إن البدع المحرمة هي ما لحق بالعبادات والعقائد وليس بالنواحي الاجتماعية التي لا تلحق ضررا بالإنسان ولكن قد يكون لها معاني سامية لا تضر بتاتا , رغم ما يشوبها من سلبيات لا تلغي المضمون.
للأسف من يحرم غير المُحرم إنما يفتي بدون النظر إلى جوانب حياتية أخرى قد تخفى عليه واغلبها جوانب ايجابية , فهذه الأيام التي تم اختلاقها عند الغرب أو الشرق في حقيقتها ليست كما توحي مسمياتها أنما روجت عالميا لأهداف أخرى منها بالمقام الأول الأهداف التجارية وتنشيط الأسواق وفتح فرص عمل .
معظم هذه الأيام من يوم الأسرة ويوم الحب وغيرها وحتى اليوم أو العيد الوطني , أنما ترتبط ارتباطا وثيقا بتجارة منتجات تجارية منها الورود والهدايا وغيرها لتنشيط الأسواق ودورة حركة الأموال , حيث هناك سوق عالمي للورود ينشط في العقود الأخيرة ,وهناك بورصة للورود في هولندا مجمل تجارتها 2 مليار دولار سنويا حيث يتم التعامل مع 50 مليون صفقة يوميا , وللعلم فترويج عيد الحب عالميا ساهم بزيادة تجارة الورود بنسبة 60 % وفتح فرص عمل لم تكن تفتح لولا تجارة الورود وهذا اليوم.
لقد فتحت تجارة الورود وغيرها والمتزامنة مع هذه الأيام فرص عمل وفتحت بيوت للآلاف من العاطلين عن العمل والفقراء في كينيا وأثيوبيا وجنوب أفريقيا ودول شمال أفريقيا وغيرها من دول العالم , حيث تزرع الورود وتصدر إلى هولندا , وذكرت إحدى المصادر في الشبكة العالمية إن مدينة تبوك السعودية تساهم ب 20% من تجارة الورد .
إذا هنا نأتي إلى القول بأن كم فرص عمل فتحت للكثيرين باب رزق في دول فقيرة لم يكن يحلم بها احد , فهل هناك حرمة في هذا النهج الذي لا يسبب ضررا ظاهرا.
تلك الأيام اخترعت ليس لمعنى سامي في المقام الأول وهو الحب كما يعتقد البعض , إنما لأهداف تجارية واقتصادية بحتة , تنعش المجتمعات والأسواق وتساهم بدوران الأموال , ولكن عندما نبحث في مسببات التحريم نجد أنها غير مبررة , فما هو الضرر عندما تقدم وردة لوالدتك أو والدك , وما هو الضرر أن يقدم تلميذ وردة أو هدية لمُدرسته أو مُدرسه , أو الضرر أن تحتفل بالعيد الوطني وتزخر الأسواق بأعلام بلدك .
وما الضرر الأكبر أو الحرام في أن يقدم الزوج وردة أو هدية لزوجته أو أن تقدم الزوجة هدية لزوجها , هل هناك ضرر ظاهر على الفرد أو المجتمع اعتقد لا يوجد , ولكن إن نظر البعض لجوانب سلبية غير مقبولة فهذا يحدث , لكون كل نشاط اجتماعي أو اقتصادي قد يكون له أثر سلبي ولكن لا يلغيه , فلو أخذنا بهذا التفسير لحرمنا مثلا قيادة و استخدام السيارات لكونها تقتل الكثير من الناس في الحوادث اليومية أو لمنعنا الوجبات السريعة التي ضررها قد يكون اخطر.
ونأتي في نفس السياق لقضايا أخرى تأتي في قضية (تحريم غير المُحرم ) حيث قد ترفض اجتماعيا , مثل تعليم المرأة فقد رفضت اجتماعياً من بعض الكويتيين في أربعينيات القرن الماضي عندما افتتحت أول مدرسة نظامية للبنات في حي المرقاب , حيث أحجم كثير من سكان الحي عن إدخال بناتهم المدرسة بشبهة التحريم الديني وعدم القبول الاجتماعي ,ولكن بعد سنة وسنتين تراجعوا , وكذلك حتى في إلحاق أطفالهم الصغار وأعمارهم تحت ست سنوات في رياض الأطفال عندما علموا أنها مختلطة , وحتى قيادة المرأة للسيارة فكان مستنكرة اجتماعيا في الكويت في بداية الأمر , ويذكر لي صديق انه كان طفلاً صغيراً في بداية الستينيات عندما رأى والده وهو يسب ويلعن عندما شاهد بنت كويتية تقود سيارة, ولكن هذا الصديق نفسه يقول إن والده الذي يسب ويلعن اشترى لبناته بعد عدة سنوات سيارات على احدث طراز.
أما الكاتب السعودي عبدالله المغلوث في أخر كتبه فيروي حكاية فتاة التحقت بكلية الطب بعد موافقة والدها ولكن شقيقها اعترض ورفض الأمر , وقد يكون الاعتراض كون العمل في المستشفيات مختلط , وعندما لم ينصاع لاعتراضه احد من أفراد العائلة هجر الشقيق المنزل لستة أشهر وانقطع اتصاله بأسرته , ومن اجل إن لا تتفكك الأسرة ضحت الأخت وتركت كلية الطب لتلتحق بكلية الآداب من اجل أن يعود شقيقها للمنزل وفعلاً عاد, ولكن الغريب في الأمر أن نفس الشقيق بعدما تزوج وكبرت ابنته وافق على دخول ابنته كلية الطب , هنا سألته الأخت : كنت ترفض دخولي كلية الطب وألان توافق على ابنتك؟ , وكان رده باختصار ( لقد تغير الزمن ).
نعود لإشكالية الفهم بين الاجتماعي والديني وقد نتقبل عدم مقدرة أفراد المجتمع الخليجي لاستيعاب التغير المتسارع في كافة مناحي الحياة بعد ظهور النفط ,واثر ذلك بعد هبوط الثروة على الكيانات السياسية والإفراد , ولكن قد لا نتقبل عدم مقدرة الفقيه على عدم فهم المتغيرات الاجتماعية ومحاولة وضعها في بوتقة المحرم بدون دراستها من جوانب عدة , وهذا قد خلق فهم خاطئ لدى الإنسان المتلقي .
ولا بد أن نعي إن الفقيه أو ما نطلق عليه رجل الدين كان يحتل مكانة مرموقة قبل أكثر من قرن أو نصف قرن كونه هو الوحيد الذي يقرأ ويكتب بينما عامة الناس هم من الأميين , يرجعون إليه لتبصيرهم في أمور حياتهم الدينية وحتى الاجتماعية , هذا الفقيه أو رجل الدين لم يعد ألان كذلك كون معظم الناس في صفوف المتعلمين أو من طبقة ذوي المؤهلات العالية , لهذا هم ليس في حاجة لمن يبصرهم في أمور حياتهم و بإمكانهم تحكيم عقولهم و ولوج عالم الشبكة العالمية لمعرفة المعلومة الصحيحة بدلا من الرجوع إلى كتاب أو كاتب , إذا البعض من الفقهاء يعي إن لا ضرر في أمر ما لكن يبقى حبيس نبض الشارع الذي يرفض , لهذا تكون الفتوى خوفا من الشارع أو رغبة في مجاراته أو عدم إغضابه .
وإذا كان كبار السن لا يستوعبون تحريم غير المُحرم من فحوى فتاوى تصدر هنا وهناك , فأن الشباب لا يلتفتون لها لأنها لا تستقيم مع عقولهم التي أسقطت القول الشعبي ( اكبر منك بيوم افهم منك بسنة ) , فالشباب وصغار السن الآن لديهم الإدراك ومعرفة واستيعاب وعلم بما يجري بالعالم من مستجدات أكثر ممن هم أكبر منهم بسنوات , بل هم يكونون مرجع لهم في كثير من الأمور أو كما قال احدهم إذا استعصى على أمر بمعرفة مستجدات مخترعات التكنولوجيا الحديثة اطلب مشورة حفيدي الطفل الصغير .
مؤكد إن إعادة التفكير ضروري لمعرفة الكثير من مستجدات حياتنا .
_______________
من مدونة حمد الحمد
السبت 16 يونيو 2012 س 8 ود 54 ص
إعادة التفكير 4- قراءة في فكرنا الديني والاجتماعي
رابعاً : اجتماعياً ..تحريم غير المُحرم !!
بقلم : حمد الحمد
__________________
0 تتغير المجتمعات بتغير الأحوال الاقتصادية , بمعنى العامل الاقتصادي عاملاً مهماً في تبدل الأحوال الاجتماعية , وقد تكون المجتمعات الخليجية نموذجا حاضراً للعيان , فقد كان المُحرم سواء الديني أو الاجتماعي قبل نصف قرن أصبح أمراً مقبولاً في وقتنا الحاضر .
ولكن هناك أموراً كثيرة مستحدثة في حياتنا وتكتسح العالم , هذه الأمور لا علاقة لها بالدين لكن للأسف البعض يلصقها بالدين بدون أن يعي أن ليس هناك ضرر منها , ويعلن أنها بصحيح القول حرام مما يدخلها في دائرة الدين .
هنا نحن نتحدث عن ما يسمى ( أعياد) في أدبياتنا وهي ليس أعياد إنما يطلق عليها عالميا (أيام ), ولكن عندما استوردت الصق بها البعض بتعمد مسمى (عيد) لتقرن بأعيادنا الدينية التي نقدرها ونبتهج بها, لهذا كل عام تعود اسطوانة من بعض شيوخ الدين بتحريم عيد الأم أو عيد الأسرة أو عيد الحب أو حتى المعلم وغيرها من مناسبات الصق بها كلمة عيد بينما المتداول عالميا هو يوم الأم ويوم الأسرة أو يوم الحب أو فلأنتين , وفي لبنان سمعت مؤخرا عن يوم الجد والجدة لتكريمهما في يوم من السنة.
لهذا احد كبار شيوخ الدين أفتى ( أن تكريم تخصيص يوم من السنة للاحتفال بتكريم الأم أو الأسرة من محدثات الأمور التي لم يفعلها الرسول أو الصحابة لهذا يجب تركه وتحذير الناس منه ).
أما الشيخ ناظم المسباح فهو يكرر هذا القول كل عام ( عيد الحب عيد وثني مبتدع للرذيلة وتقليد أعمى يدل على ضياع الهوية ) وهكذا يقول في يوم الأم أو غيره .
ويلصق بهذه الأيام أنها بدع والبدع ضلالة , مما يكسب الأمر بعداً دينياً رغم إن هذا لا علاقة بمفهوم البدعة , حيث إن البدع المحرمة هي ما لحق بالعبادات والعقائد وليس بالنواحي الاجتماعية التي لا تلحق ضررا بالإنسان ولكن قد يكون لها معاني سامية لا تضر بتاتا , رغم ما يشوبها من سلبيات لا تلغي المضمون.
للأسف من يحرم غير المُحرم إنما يفتي بدون النظر إلى جوانب حياتية أخرى قد تخفى عليه واغلبها جوانب ايجابية , فهذه الأيام التي تم اختلاقها عند الغرب أو الشرق في حقيقتها ليست كما توحي مسمياتها أنما روجت عالميا لأهداف أخرى منها بالمقام الأول الأهداف التجارية وتنشيط الأسواق وفتح فرص عمل .
معظم هذه الأيام من يوم الأسرة ويوم الحب وغيرها وحتى اليوم أو العيد الوطني , أنما ترتبط ارتباطا وثيقا بتجارة منتجات تجارية منها الورود والهدايا وغيرها لتنشيط الأسواق ودورة حركة الأموال , حيث هناك سوق عالمي للورود ينشط في العقود الأخيرة ,وهناك بورصة للورود في هولندا مجمل تجارتها 2 مليار دولار سنويا حيث يتم التعامل مع 50 مليون صفقة يوميا , وللعلم فترويج عيد الحب عالميا ساهم بزيادة تجارة الورود بنسبة 60 % وفتح فرص عمل لم تكن تفتح لولا تجارة الورود وهذا اليوم.
لقد فتحت تجارة الورود وغيرها والمتزامنة مع هذه الأيام فرص عمل وفتحت بيوت للآلاف من العاطلين عن العمل والفقراء في كينيا وأثيوبيا وجنوب أفريقيا ودول شمال أفريقيا وغيرها من دول العالم , حيث تزرع الورود وتصدر إلى هولندا , وذكرت إحدى المصادر في الشبكة العالمية إن مدينة تبوك السعودية تساهم ب 20% من تجارة الورد .
إذا هنا نأتي إلى القول بأن كم فرص عمل فتحت للكثيرين باب رزق في دول فقيرة لم يكن يحلم بها احد , فهل هناك حرمة في هذا النهج الذي لا يسبب ضررا ظاهرا.
تلك الأيام اخترعت ليس لمعنى سامي في المقام الأول وهو الحب كما يعتقد البعض , إنما لأهداف تجارية واقتصادية بحتة , تنعش المجتمعات والأسواق وتساهم بدوران الأموال , ولكن عندما نبحث في مسببات التحريم نجد أنها غير مبررة , فما هو الضرر عندما تقدم وردة لوالدتك أو والدك , وما هو الضرر أن يقدم تلميذ وردة أو هدية لمُدرسته أو مُدرسه , أو الضرر أن تحتفل بالعيد الوطني وتزخر الأسواق بأعلام بلدك .
وما الضرر الأكبر أو الحرام في أن يقدم الزوج وردة أو هدية لزوجته أو أن تقدم الزوجة هدية لزوجها , هل هناك ضرر ظاهر على الفرد أو المجتمع اعتقد لا يوجد , ولكن إن نظر البعض لجوانب سلبية غير مقبولة فهذا يحدث , لكون كل نشاط اجتماعي أو اقتصادي قد يكون له أثر سلبي ولكن لا يلغيه , فلو أخذنا بهذا التفسير لحرمنا مثلا قيادة و استخدام السيارات لكونها تقتل الكثير من الناس في الحوادث اليومية أو لمنعنا الوجبات السريعة التي ضررها قد يكون اخطر.
ونأتي في نفس السياق لقضايا أخرى تأتي في قضية (تحريم غير المُحرم ) حيث قد ترفض اجتماعيا , مثل تعليم المرأة فقد رفضت اجتماعياً من بعض الكويتيين في أربعينيات القرن الماضي عندما افتتحت أول مدرسة نظامية للبنات في حي المرقاب , حيث أحجم كثير من سكان الحي عن إدخال بناتهم المدرسة بشبهة التحريم الديني وعدم القبول الاجتماعي ,ولكن بعد سنة وسنتين تراجعوا , وكذلك حتى في إلحاق أطفالهم الصغار وأعمارهم تحت ست سنوات في رياض الأطفال عندما علموا أنها مختلطة , وحتى قيادة المرأة للسيارة فكان مستنكرة اجتماعيا في الكويت في بداية الأمر , ويذكر لي صديق انه كان طفلاً صغيراً في بداية الستينيات عندما رأى والده وهو يسب ويلعن عندما شاهد بنت كويتية تقود سيارة, ولكن هذا الصديق نفسه يقول إن والده الذي يسب ويلعن اشترى لبناته بعد عدة سنوات سيارات على احدث طراز.
أما الكاتب السعودي عبدالله المغلوث في أخر كتبه فيروي حكاية فتاة التحقت بكلية الطب بعد موافقة والدها ولكن شقيقها اعترض ورفض الأمر , وقد يكون الاعتراض كون العمل في المستشفيات مختلط , وعندما لم ينصاع لاعتراضه احد من أفراد العائلة هجر الشقيق المنزل لستة أشهر وانقطع اتصاله بأسرته , ومن اجل إن لا تتفكك الأسرة ضحت الأخت وتركت كلية الطب لتلتحق بكلية الآداب من اجل أن يعود شقيقها للمنزل وفعلاً عاد, ولكن الغريب في الأمر أن نفس الشقيق بعدما تزوج وكبرت ابنته وافق على دخول ابنته كلية الطب , هنا سألته الأخت : كنت ترفض دخولي كلية الطب وألان توافق على ابنتك؟ , وكان رده باختصار ( لقد تغير الزمن ).
نعود لإشكالية الفهم بين الاجتماعي والديني وقد نتقبل عدم مقدرة أفراد المجتمع الخليجي لاستيعاب التغير المتسارع في كافة مناحي الحياة بعد ظهور النفط ,واثر ذلك بعد هبوط الثروة على الكيانات السياسية والإفراد , ولكن قد لا نتقبل عدم مقدرة الفقيه على عدم فهم المتغيرات الاجتماعية ومحاولة وضعها في بوتقة المحرم بدون دراستها من جوانب عدة , وهذا قد خلق فهم خاطئ لدى الإنسان المتلقي .
ولا بد أن نعي إن الفقيه أو ما نطلق عليه رجل الدين كان يحتل مكانة مرموقة قبل أكثر من قرن أو نصف قرن كونه هو الوحيد الذي يقرأ ويكتب بينما عامة الناس هم من الأميين , يرجعون إليه لتبصيرهم في أمور حياتهم الدينية وحتى الاجتماعية , هذا الفقيه أو رجل الدين لم يعد ألان كذلك كون معظم الناس في صفوف المتعلمين أو من طبقة ذوي المؤهلات العالية , لهذا هم ليس في حاجة لمن يبصرهم في أمور حياتهم و بإمكانهم تحكيم عقولهم و ولوج عالم الشبكة العالمية لمعرفة المعلومة الصحيحة بدلا من الرجوع إلى كتاب أو كاتب , إذا البعض من الفقهاء يعي إن لا ضرر في أمر ما لكن يبقى حبيس نبض الشارع الذي يرفض , لهذا تكون الفتوى خوفا من الشارع أو رغبة في مجاراته أو عدم إغضابه .
وإذا كان كبار السن لا يستوعبون تحريم غير المُحرم من فحوى فتاوى تصدر هنا وهناك , فأن الشباب لا يلتفتون لها لأنها لا تستقيم مع عقولهم التي أسقطت القول الشعبي ( اكبر منك بيوم افهم منك بسنة ) , فالشباب وصغار السن الآن لديهم الإدراك ومعرفة واستيعاب وعلم بما يجري بالعالم من مستجدات أكثر ممن هم أكبر منهم بسنوات , بل هم يكونون مرجع لهم في كثير من الأمور أو كما قال احدهم إذا استعصى على أمر بمعرفة مستجدات مخترعات التكنولوجيا الحديثة اطلب مشورة حفيدي الطفل الصغير .
مؤكد إن إعادة التفكير ضروري لمعرفة الكثير من مستجدات حياتنا .
_______________
من مدونة حمد الحمد
السبت 16 يونيو 2012 س 8 ود 54 ص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق