السبت، 3 فبراير 2024

الغناء وما ادراك ما الغناء

  1.  

الغناء وما ادراك ما الغناء

كتب : حمد الحمد

  1. روى لنا أحد الصامدين اثناء الغزو العراقي أنه مع شخصين سافروا إلى بغداد وسكنوا في فندق درجة أولى، وكان ذلك في آخر ليلة من ليالي عام 1990، وفي الفندق كانت أصوات الموسيقى والغناء تصم الأذان احتفالاً برأس العام الجديد، وكان حينها كل العالم العربي عدا دول الخليج الاحتفالات والغناء لم تتوقف بها، رغم المصيبة التي حلت بالمنطقة حيث هناك دولة عربية محتلة وشعبها مُشرد وهي الكويت، سفرهم لبغداد لم يكن للسياحة أو حضور تلك الاحتفالات، إنما فقط بسكنهم بالفندق يتمكنون بالاتصال عبر الهواتف من غرفهم على أهاليهم بالخارج، الطريف انهم دفعوا أجرة للفندق مخفضة جداً كونهم كما صنفهم موظف الاستقبال «عراقيون جدد»!
  2. لا أعرف لماذا مع ازمة غزة طالب عضو مجلس أمة لا يمثل إلا نفسه، أو كم ألف مواطن انتخبه، طالب بمنع الحفلات الغنائية ووافقت الحكومة مباشرة؟، رغم أن تلك الحفلات حفلات خاصة تُنظم من قِبل القطاع الخاص، وليست مفتوحة للجميع، ولكن حدث ما حدث! وخسر من خسر من الشباب الكويتي الذي ينظم هكذا حفلات للترفيه عن الناس.
  3. أنا شخصياً من الذين يستمعون للأغاني عبر الإذاعة، واستمتع بالكلمة قبل الصوت، ولكن لا أجد متعة في حضور حفلات غنائية، وأذكر بعد التحرير كنت أسكن فندقاً بالقاهرة، ووجدت إعلاناً عن حفلة لنبيل شعيل ورابح صقر، وهنا حجزت وحضرت الحفلة، لكن حفلة بلا نظام فالمطرب الأول غنى عشرين أغنية قبل قدوم نبيل ورابح صقر، وشاهدت بعض الشباب يرقصون على الطاولات، ولكن ما أثارني أن سيدة محجبة بجانبنا تقول لابنها الصغير أن يصعد على الطاولة ويرقص مثلهم، والطفل يرفض بشدة ويستنكر الطلب...!، لم يعجبني الجو وخرجت بلا عودة.
  4. لكن في أواخر السبعينات التحقت بدورة تدريبية في لندن، وفي الفصل صادقت شاباً ليبياً مُحترماً، لكن اعجبني تصرفه الرجولي فعندما كان يتحدث مع والده بالتلفون يقف وقفة عسكري وكأن والده يجلس امامه، وسألته لماذا؟ قال احتراماً لوالدي هذه عاداتنا حتى لو كان والدي بعيداً لكن له احترامه.
  5. ومرة صاحبي هذا طلب أن أتناول وجبة العشاء في شقة صديق ليبي لا أعرفه وذهبت، وعلى الأرض مضيفنا وضع صينية العشاء، وكان الطبق معكرونة مع كم زائد من الفلفل، وهذه هي الأكلة المفضلة في ليبيا، المهم أننا مع الحديث بدأنا الأكل، وبعد ذلك أنا توقفت، لكن اثار استغرابي أن الاثنين ينظران لي باستغراب، وهنا سألني الصديق لماذا توقفت عن الأكل؟، فرددت أنني شبعت، فقال صاحبي أن لديهم عادة أن الضيف لا بد أن يأكل كل ما يُقدم له، وتصنعت أنني آكل معهما حتى اصبحت الصينية فارغة تلمع. الأخ الليبي الذي استضافنا من خلال الحديث عرفت أن لديه عادة غريبة، لا أعتقد أحداً غيره يفعلها، وهي أنه قبل أن يخلد للنوم يحلق لحيته!، وليس كما أفعل أنا أو يفعل معظم الناس أن تكون الحلاقة في الصباح قبل الذهاب للعمل.
  6. وذات يوم، صاحبي الليبي عرض عليّ أن نذهب لحفلة غنائية في نادٍ عربي ليلي هروباً من جو الدراسة، المهم ذهبنا ودفعنا التذاكر وجلسنا على المقاعد ومرت ساعة، ولم نر أحداً، وبعد الملل سألنا عن الموضوع، عرفنا أن الوقت مبكر، وأن حفلتنا لن تبدأ إلا الساعة الثانية صباحاً، شعرنا بالنعاس وغادرنا وركبنا أول تاكسي.
  7. صاحب التاكسي كان انكليزياً، وعرف من ملامحنا أننا عرب، لهذا وضع شريطاً في مُسجل السيارة، لمحمد عبده، يغني اغنية «أبعاد»، صاحبي الليبي أصابه الجنون وطرب للأغنية حيث لأول مرة يسمعها، وسألني مَن هذا الذي يغني قلت محمد عبده، مطرب سعودي وكاتب الكلمات فايق عبدالجليل، والمُلحن يوسف المهنا، وكلاهما من الكويت، المهم حفلتنا كانت بالتاكسي بدل ذلك النادي.
  8. نعود لموضوع الغناء، حيث مع الحكومة الجديدة سُمح بالحفلات الغنائية، ووصلني خبر أن هناك حفلة للأوركسترا الحضرمية في مركز جابر بمنتصف شهر فبراير، وهذه الأوركسترا قد أقامت حفلات في كل أوروبا، وأنا أعرف أن حضرموت محافظة يمنية وليست دولة، السؤال نحن في الكويت دولة هل عندنا أوركسترا كويتية... صراحة لا اعرف ؟
  9. الذي يعرف يخبرني؟
  10. https://www.alraimedia.com/article/1674780/مقالات/الغناء-وما-أدراك-ما-الغناء-
  11.  
  12. نشر بالراي 31 يناير 24  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق