الخميس، 22 فبراير 2024

العديلية : نيوسالمية " والكاتب المعروف !!

 

العديلية "نيوسالمية ".. والكاتب المعروف !!

كتب : حمد الحمد

لي علاقة عاطفية ومحبة مع ضاحية العديلية رغم أن سكني خارجها، لهذا أغلب أيام الأسبوع أتواجد بها في مقر رابطة الأدباء لأنني عضو بها وعضو مجلس إدارة وأمين عام أسبق، والأهم هو اجتماعنا بين مساء وآخر بديوانية الرابطة مع كبار الأساتذة الأدباء، منهم الدكتور خليفة الوقيان والدكتور سليمان الشطي والأستاذ عبدالله خلف، وأسماء عديدة عزيزة يصعب حصرها، ولي في العديلية حكايات أسعدتني وإن كان بعضها يحمل شيئاً من الطرافة!

العديلية أمس غير اليوم، حيث تحولت من ضاحية نموذجية إلى«نيوسالمية»، أو «السالمية الجديدة»، حيث أصبحت منطقة تجارية مُزدحمة لتواجد صالة أعراس وسوق تجاري وجيم وعربات فودترك وكافيهات ومطاعم وبنوك وجمعيات نفع عام وحديقة تقام فيها فعاليات، لهذا في المساء هناك ازدحام شديد، وإذا وجدت موقف سيارة لك على رصيف فأنت محظوظ جداً.

وفي «نيو سالمية»، هناك حدث أسعدني قبل يومين، حيث أوقفت سيارتي في مواقف جمعية العديلية ورحت أسير نحو سوقها، وبينما أنا أمشي إلّا سيارة صغيرة تقف على يميني وبها سيدة فاضلة، وتفتح السائقة نافذة السيارة وتقول بصوت مرتفع «حمد الحمد أنا أتابع مقالاتك بـ (الراي) تعجبني»، طبعاً فرحت، وقلتُ لها «شكراً ما عرفت مَن حضرتك؟» ردت بصوت مرتفع وسيارتها تُكمل المسير قائلة «ما يحتاج تعرفني أكمل ما تكتب»، طبعاً حدث غير متوقع أسعدني أنّ هناك من يقرأ مقالاتي ومقالات الزملاء بـ«الراي» وأشكرها.

وحادثة طريفة أخرى وقد تكون قبل عشر سنوات، حيث كنت مع أحفادي في محل لألعاب الأطفال يقع على سور نادي كاظمة في العديلية، الآن المحل اختفى من الوجود بعد أن زاحمته الكافيهات وغيرها، كنت أقف في المحل بينما الأحفاد يلعبون، إلّا دخلت سيدة وعباءتها على رأسها قد تكون في الثلاثينات واقتربت مني وقالت: «أنت حمد الحمد الكاتب المعروف؟» طبعاً، فرحت وقلت: «نعم هو»، هنا تركتني ومشت وأنا في حيرة، تركتني وهي تتبع أطفالاً معها، وقفت في دهشة وكنت أود أن أناديها وأقول لها «زين يا أختي حمد الحمد الكاتب المعروف في الزين ولا في الشين».

ما أود قوله إن كاتب المقال يكتب ولا يعرف من يقرأ له، وما هي انطباعات القراء عن ما كتب، ومقالته قي صحيفة لا يعرف أين تذهب في اليوم التالي!، ولو توقف سنة واحدة عن الكتابة نسيه الناس، هو يكتب وكأنه في قبو مظلم، أنا شخصياً أحتفظ بأرشيف لأغلب ما كتبت في الصحف من مقالات وما كتب عني، الكثيرون لا يحتفظون بشيء وينسون ما كتبوا.

أرجع لأرشيفي وأجد مقالاً قصيراً لي في عام 1968 في مجلة يصدرها نادي الجهراء اسمها الشهداء، ومقابلة معي وكنت آنذاك طالباً بالجامعة نشرت في مجلة اسمها «أجيال» عام 1975، وهناك مقال لي في صحيفة الأنباء في 12 يناير 1986، لهذا أحتفظ بأغلب ما نشر لي وهو كم هائل، وما ذكرت أقدمها.

لكن في السنوات الأخيرة كان جل تركيزي على إصدار الكتب التوثيقية خصوصاً في مجال الشعر الشعبي، الكتاب لا يموت تجده محفوظاً في رف في مكتبتك أو مكتبات أخرى، وأيضاً يباع لدى المكتبات في الأسواق وفي المكتبة الوطنية فهو حي لا يموت.

وأخيراً تحياتي إلى «نيو سالمية» وأهلها الكرام.

https://www.alraimedia.com/article/1677497/مقالات/العديلية-نيو-سالمية-والكاتب-المعروف

_______________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق