الجمعة، 6 يوليو 2018

سليمان الحزامي .. رحلة عطاء مُمتدة


سليمان الحزامي .. رحلة عطاء مُمتدة
كتب : حمد الحمد
_______________
   أراه يجلس في ذلك المقعد كما يحدث يوميا في ديوانية رابطة الأدباء ، يدخل علينا بابتسامة وهو لا يرى وجوه الحضور ، ويخرج ضاحكاً حتى لو أعياه كفاح و سفر الحياة من مولده عام 1945 وحتى وفاته رحمه الله ببداية فبراير من عام 2016 .
   هو  الأستاذ الأديب سليمان الحزامي رفيقنا في الإبداع وفي رابطة الأدباء  ، بحثت في دفاتري عن رجل كافح مسارات حياته في السنوات الأخيرة عندما أصبح لا يرى ما حوله بعد عمليات في عينيه وانقطع النور عنها ، ولم يتوقف الكفاح ، لم يوقف مسيرته أنما أكمل مسيرته بتقديم برنامجه الإذاعي والإشراف على مجلة البيان والحضور يوميا إلى ديوانية الرابطة لا يشكو من الم أو مرض يحاصره ، أنما راح يزرع الفرح والبهجة بمن حوله ، ويمزح مع هذا الزميل أو ذاك .
    اذكر عندما غبت عن الرابطة لفترة أن اتصل يسأل عني شكرته ، وبعدها رحت ورحنا نسأل عنه عندما توقف عن القدوم إلى الديوانية ، وعرفنا للأسف انه مريض في رحلة علاج وبعدها عاد ، ألا إن المرض أنهكه حتى أننا لم نعد نسمع صوته ،  وبقى مكانه خالياً رغم أن روحة وحضوره في الذاكرة ، ذاكرتنا التي تحتفظ بوجوه لها عطاء مُمتد حتى في مسارات الغياب .
  في ذاكرة إبداعنا في الكويت نسجل عطاء الأستاذ سليمان الحزامي أبوفواز ، فقدم لنا مسرحيات العبث وإلا معقول ومشاركته في لعبة الإسقاط على الواقع بتميز  ، ونذكر فوز مسرحياته بجوائز لها مكانتها منها مسرحيات يوم الطين ومسرحية بداية النهاية ومدينة بلا عقول ، وهنا لا تتسع السطور لسرد إبداعه الأدبي ، ولكن مكتبتنا الأدبية حتما تشهد على ذلك .
  عندما قدمت العزاء لعائلته أنما شعرت إنني أعزي برجل لم يغادرنا ، أنما ترك أرثا أدبياً جعله حاضرا في رحلة غيابه .
رحمك الله يا أبا فوز .
_____________________
الكويت في 4 مارس 2016 ، هذه المقالة كتبتها في هذا التاريخ وأرسلتها لمجلة ما ولم تُنشر للأسف، واليوم وجدتها تقبع في مخزن ذاكر جهازي اللاب توب ،لهذا أردت نشرها اليوم بتاريخ 6 يوليو 2018 .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق