الأحد، 15 يوليو 2018

ديموقراطيتكم هذه لا تفيد !!


ديموقراطيتكم هذه لا تُفيد  !!
 كتب : حمد الحمد
_______________
" ديمقراطيتكم هذه لا تفيد " طبعا هذا القول ليس قولي ، ولكن جاء في كتاب جديد لدكتورة افريقية تدعى دمبيسا مويا من مواليد زيمبابوي حصلت على الماجستير من هارفارد والدكتوراة من اكسفورد وهي من مواليد عام 1969 ، وتعيش في أمريكا وستحصل على جنسيتها قريبا ، القول الذي ذكرته جاء في كتابها الذي أثار الجدل في أمريكا وفي الغرب ، وكان عنوان كتابها " على حالة الفوضى .. لماذا تفشل الديمقراطيات في تحقيق النمو الاقتصادي ".
 وببساطة تقول دمبيسا أن النهج الديمقراطي قد لا يحقق أي نمو اقتصادي بأسلوب التمثيل والتصويت الحالي في الديمقراطيات الحالية ، وتقول أن الديمقراطية تراجعت بشده في دول مثل تركيا والمجر وفنزويلا وذلك للاختيارات غير الموفقة للناخبين ، وان مُمارسات بعض الدول الديمقراطية يصعب تمييزها عن الدول الدكتاتورية .
واهم ما طرحته الدكتورة هو أنها تدعو لتغيير النظام الديمقراطي ككل بأن تتغير عملية التصويت في الانتخابات مثلا بالعامي كأنها تقول " لا يجوز أن تكون قيمة صوت ناخب بشهادة ابتدائية يعادل ناخب يحمل شهادة الدكتوراه في الاقتصاد أو في الفلسفة مثلا " لهذا هي تدعو صراحة بان يوضع في كل دولة نظام يجعل لأصوات المُتعلمين فيها وزنا نسبيا يفوق الوزن النسبي لأصوات غير المتعلمين على أن يزداد هذا الوزن كلما زادت المؤهلات الشخصية ، بل وتقترح إجراء اختبارات تُحدد الوزن التصويتي النسبي لكل شخص قبل أن يخوض العملية الانتخابية ، بنظرتها هذه يرى البعض أنها تهدم أسس الديمقراطية القائمة على مفهوم المواطنة والصوت المتساوي .
فعلا الدكتورة بكتابها الجديد تنسف أسس النظام الديمقراطي الحالي وترفض مبدأ مساواة الناس ، ولكن هل هي فعلا على حق ، قد يكون كذلك وفي الكويت رغم أنني من المُتمسكين بدموقراطيتنا وبالدستور الحالي وارفض قطعيا من ينادي بعكس ذلك،  إلا أن عملية التصويت غالبا ما ترفع عندنا مرشحين لمنصب تشريعي مهم رغم أن ليس لديهم أيه مؤهلات وذلك يعود لان من صوت لهم فعليا لا يعي أهمية التصويت أنما يذهب للانتخاب وهو يجهل العملية أو هو حتى لا يجيد القراءة والكتابة .. أو أن يتساوى ثقل صوت مواطن متقاعد خدم الدولة لسنوات طويلة مع شاب للتو تخرج من الجامعة وليس لديه خبره حياتية أو عملية يذهب للتصويت مندفع بعاطفته فقط أو بتغريدات من مجهولين يروجون لمرشح ما هو لا يعرفه ، .. هنا يقع الفرق ..حيث ترى الدكتورة أن هكذا ناخبون يؤذون أنفسهم ويؤذون الآخرين في اختياراتهم الخطأ .
الصين مؤخرا انتبهت لهكذا موضوع ولم تضع أن جميع الموطنين متساوون في الحقوق أمام الدولة و وضعت ثقل نسبي في سجل المواطن مثلا أنت كمواطن عليك مخالفات كثيرة أو عليك ديون لم تسددها للآخرين أو عليك أحكام قضاء لم تنفذها هنا وزنك النسبي في سجلك ينقص نقط كثيرة تعرق حقوقك أمام الدولة وفي الكويت كنا نقول " فلان ربيته ناقصة "  وهذا يذهب للتصويت وهو يرفع رأسه !!.   
وأخيرا لو حاولنا أن نرجع ذلك على واقعنا في الكويت لوجدنا أن لا مسار غير أن نلتزم بالدستور الذي يحفظ حقوق الحاكم والمحكوم وهو مرجعنا أن حدث اختلاف ولكن لا بأس أن نحاول التطوير من اجل وضع أفضل لكن من ينادي بعكس ذلك فكما قلت " ربيته ناقصه " ولا يعتد بقوله .. هذا علينا أن نأخذ مقولة أن النظام الديمقراطي ليس من الكمال بمكانه أنما هو أفضل الموجود ..
قرأت بعض أفكار الدكتورة بخبر عن كتابها الجديد في جريدة القبس عدد 14 يوليو 2018 ولفت انتباهي وأردت أن اعلق عليه  ليس إلا  ..
_________________
من مدونة حمد الحمد   15 يوليو 2018  س 9 ود 39 ص

هناك تعليق واحد: