الخميس، 5 يوليو 2018

انتباه يا حكومة .. قراءة في قصيدة زيد الحرب !!


انتباه يا حكومة .. قراءة في قصيدة زيد الحرب !!
كتب : حمد الحمد
__________
بقدوم الرئيس ترامب لسدة الحكم طرح مبدأ هو (أمريكا أولاً) ، وهو يحمل خبرة رجل الأعمال الذي يُخاطب الأخر بالأرقام وليس بالعواطف ،وحاليا نراه يتصادم مع الصينيين ومع الشركاء الأوروبيين ومع العرب الخليجيين ويقول مصالحنا هي الأهم ، ونرى هذه الأيام هو من يُحدد أسعار النفط بالطلب من أعضاء أوبك بزيادة الإنتاج، ولم يفعل ذلك رئيس من قبل .
ما نعنيه أن ما في الأفق ما هو أعظم بلا شك ،وخاصة ما يجري بشأن القضية الفلسطينية ومحاولات إيجاد حل لها ، و لهذا ما هو خط دولة الكويت الرسمي من هذا المسار،  هل نرفع صوتنا ونعارض أم نسير مع التيار ، قد يقول البعض علينا الوقوف ضد ذلك حتى لو جاء من الولايات المتحدة ،وهذا من نراه حيث صوتنا للأسف مرتفع في الأمم المتحدة رغم أننا دولة صغيرة ، ولو نعود للتاريخ فقد مر الحكم بهكذا مسارات ونجح .. حيث سرنا خلف مصالحنا وليس عواطفنا ، ونذكر عندما وقع الشيخ مبارك الصباح معاهدة من الانجليز عام 1899 ، وهي معاهدة حماية لحماية البلد رغم أن الشعب في ذلك الوقت  لو تم استشارته في تلك الفترة لرفض فالأغلب كانت تحكمهم عواطفهم والجهل لهذا كانوا يميليون للدولة العثمانية المُسلمة ، لكن الشيخ مبارك رأى أن مصالح البلد انفع مع الانجليز فوقع المعاهدة سراً، لهذا انتعش الوضع التجاري لأهل الكويت فأصبحت سفنهم تغدو للهند وتعود بلا اعتراض، فلم تتوقف تجارتنا مع ذلك البلد إلا بخروج الانجليز من الهند عند استقلالها عام 1947 حيث فرضت الحكومة الهندية ضرائب ورسوم على الكويتتين ، مما ساهم بخروج التجار الكويتيين من ذلك البلد وتقليص نشاطهم .
ما نعنيه أن ما يلوح بالأفق هو اتفاق أمريكي روسي دولي على حل القضية الفلسطينية ويليه اعتراف عربي خليجي بالنظام الإسرائيلي ، هنا ما هو موقفنا كحكومة وشعب ، أنا اعتقد الأهم هو موقف الحكومة لان موقفها هو ما تركن له الدول الكبرى وليس إلى أصوات شعبية هنا وهناك تحكمها عواطفها .
في فترة الثلاثينيات وأثناء الحرب العالمية الثانية كانت حكومة الكويت تقف بصف الانجليز وترى أن مصالحنا تكمن معهم ، لكن كما روي لنا كبار السن بان ما يُقارب من 90 % من الشعب الكويتي كانوا يميلون للألمان،  ليس حباً فيهم إنما كرهاً للانجليز لاحتلالهم عدة دول عربية منها مصر والشام والعراق ، وعندما انتهت الحرب ربحت الكويت كونها في صف الحلفاء الانجليز والأمريكان والفرنسيين وغيرهم  .  
وفي هذا المجال اذكر قصيدة عصماء قيلت في عام 1929 أو 1930 يخاطب بها الشاعر زيد الحرب(1887- 1972 ) الشيخ احمد الجابر ويوجه له النصح ، والقصيدة طويلة ومتوفرة باليوتيوب بصوت الشاعر ، الشاعر كان يرى ما يحدث حول الإمارة من أحداث عظام يشيب لها الراس فيقول ،( شوف يا شيخ ما حدث حولنا شوف هل البحرين أصبحوا رعايا عندما راح انجليزي يدير أحوالهم  ، وشوف حكم الشيخ خزعل بن مرداو في لاهواز اختفى، وشوف المنتفق ال السعدون ورجالها الشجعان ضاعوا بين الأجانب ، وشوف آل الرشيد حكام حائل اللي يحكمون حضر بوادي مالهم اثر ، وشوف الشريف من سلالة الرسول راح من الحجاز وانتهى حكمه ، وشوف الأتراك اللي يحكمون العرب والترك راحت حكمهم ويقصد الدولة العثمانية ، ويخاطب زيد الحرب الشيخ بقوله وانتبه تري الدنيا تغير وكل الإمارات والدول اللي حولنا اختفت بلمح البصر وفي أخر القصيدة يحذره من جار الشمال ويقصد العراق ويقول "هذا سيدخل عليك في يوم مع الدجى"  ويقول :
وأعرف قصير السو يا شيخ زوم         يضحك وهو خلافك سوات المشاره
الصبح ياتيكم صديق محشوم             وعند الدجى يرسل عليكم اشراره
وحلف مع بغداد عده معدوم               ترى دماره خير لك من عماره
ما نود قوله على الحكومة في ظل هكذا ظروف وأوضاع أن تأخذ مصالح البلد وليس عواطف الشعب في قضية واعني القضية الفلسطينية والتي مضى عليها أكثر من نصف قرن ولم يلوح في الأفق أي حل لها .وصوتنا المرتفع هنا وهناك لن يفيد بل سيضر ، لهذا عواطف شعبنا لن تحمي البلد وخاصة أن ما حدث في عام 1990 ما زال ماثل للعيان وموقف القيادات الفلسطينية المخزي انذاك .  
كلام في القلب أردت أن اكتبه في هذه السطور  .. حيث ان ما يخرج عبر الصوت الحكومي هنا وهناك اعتقد لا يخدم مصلحة الوطن في الأفق القادم وما يحدث في المنطقة من تطورات للأسف خطير ، وعلينا تذكر ان الصوت الشعبي قد مثله باندفاع السيد ريئس مجلس الامة في اجتماع برلماني  عالمي وقد تم توجيه له اللوم كونه كان مُندفعا بعاطفة قد لا تتوافق مع مصالح عليا للبلد .
___________________
من مدونة حمد الحمد  5 يوليو 2018  س 5 ود 18 ص 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق