الأحد، 5 فبراير 2017

الشباب ومجلس الأمة لماذا لا نُغير؟

الشباب ومجلس الأمة لماذا لا نُغير  ؟
كتب : حمد الحمد
_____________
أمس في مجلس ما طرحت موضوع فكرة تغيير أحد شروط الترشح لعضوية مجلس الأمة ، بأن يكون عمر المرشح لا  يقل عن 50 سنة ، وقد وافقني البعض ، و الآن وفق الدستور يشترط أن لا يقل عمر المرشح عن 30 سنة فقط .
في انتخابات مجلس الأمة الأخيرة 2016  و وفق أحدى الصحف بلغت نسبة  المُتأهلين لعضوية مجلس الأمة من الشباب  نسبة 30 % بمعنى ما يُقارب 16 عضو ، بل أن احد الأعضاء للتو تأهل للترشح بمعنى للتو عمره تجاوز الثلاثين بأشهر ، ولو نحسب الحسبة لوجدنا إن خبرته بالحياة العملية لا تتجاوز 4 سنوات لو اعتبرنا أن سنة التخرج من الجامعة بعمر 26 سنة ، لهذا ما بالك بالحياة السياسية .
أيضا ما نرقبه من أعضاء البرلمانات الأوروبية وغيرها  نجد أن أعضاء تلك البرلمانات أعمارهم قد تتجاوز الخمسين أو تصل للسبعين بمعنى أكل الشيب من رؤوسهم لهذا خبرتهم في الحياة اكبر وأعمق و"اتكن" بالكويتي ، وهذا يعود إلى أن من يترشح لتلك المناصب لا يترشح كفرد أنما يُرشح من قبل حزب والحزب لا يؤهل احد للترشح إلا من يجد في الكفاءة والخبرة وتاريخ التدرج السياسي داخل الحزب بمعنى مُجرب  .
في عالم الإدارة  هناك معلومة تغيب عن البعض وهي ميزة في اغلب الشباب وهو الاندفاع غير المحسوب ، وقد عايشت أنا وغيري في بداية حياتنا ذلك الاندفاع الذي كاد أن يُفشل مسار حياتنا العملية من البداية ، حيث كنا من أول سنة نريد أن نصبح مدراء  ونحلق فوق الغيوم ونقوم بتحدي من هو أكثر خبرة منا ، إلا أننا بعد ذلك نكتشف إن اندفاعنا لم يكن واقعي ، لكن بعض الشباب نعرفه كان اندفاعه بلا حدود مما افشل حياته العملية وجعله يتخبط .
نعود لمجلس الأمة والاستجواب الأخير لوزير الأعلام واغلب مقدميه من الشباب ، ونجد أن البعض يتندر بأن احد المستجوبين يقلد عضو مجلس امة سابق شهير في طريقة الخطابة وحتى في الجمل والمصطلحات ، وهذا ما نطلق عليه الاندفاع غير المحسوب فلا يعقل أن تكون شاب وتكون سنة أولى و أشهر مجلس وتستجوب،  بل وتطرح الثقة بوزير مما أربك المجلس بأكمله  .
لهذا نرى أن  عضو مجلس الأمة بعمر شبابي صغير قد تغريه النجومية وتعوق مشاركته اندفاعه و قلة خبرته الحياتية والعملية وبالإمكان التأثير عليه من داخل المجلس وخارجه، وبهذا العمر لا يتمتع ببُعد نظر في كثير من الأمور، وهذه إشكالية كبرى في مجلس له مكانة في حياة الدولة والمجتمع ، واندفاع البعض من الشباب للأسف داخل المجلس  يخلق تصادم ولا يطيح فقط بمجلس بأكمله وإنما بديمقراطية لها تاريخها ، لهذا ما أتوقعه في أية انتخابات قادمة أن يكون جميع أعضاء المجلس بأعمار الثلاثين لكون اغلب المصوتين ومن يستطيع التعامل مع وسائل التواصل الحديثة هم من هذه الفئة العمرية ، وهذه إشكالية كبرى أن يتصدى لقضايا كبرى داخل هذا المجلس ممن لا يملكون خبرة حياتية وهذه مهمة كونها تقرر مصير شعب بأكمله .
نعم الشباب في العالم والكويت يغيرون ويبهرون العالم ويحققون نجاح كبير إلا إن في عالم السياسة اعتقد نحتاج فئة عمرية اكبر وأكثر حنكة وخبرة .
اعرف إن ما اقترحه غير واقعي لكن فقط لأبين إن اندفاع وتسرع الشباب من أعضاء المجلس يسبب إرباك لحياتنا السياسية ، والموضوع مزعج جدا حيث أصبح الكثير من شعبنا ينفر من ديمقراطيتنا ، وللأسف البعض ينادي بالإطاحة بها ، وهذا ما نود أن لا يسري على الجميع ويتقبلون أو يتعايشون مع أي حل لو كان حتى حل ليس وفق الأطر الدستورية وهذا ما نرغب أن لا نراه أو نعيشه .
وسلامتكم
_________________
من مدونة حمد الحمد   يوم 5 فبراير 2017  س 5 ود 10 مساء      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق