الثلاثاء، 23 يوليو 2013

حركة - تمرد الكويتية - على الديمقراطية !!


حركة - تمرد الكويتية -على الديمقراطية !!

بقلم : حمد الحمد

_____________

قبل عدة سنوات كنت أجلس بين عدد من المثقفين الكبار وأساتذة الجامعات , وكنت كالغريب بينهم فهم جميعا ضد مجلس الأمة أو حتى البعض يتمنى لو أن يحل المجلس حلا دستوريا أو غير دستوري وكنت أجد هذا شي مرعب , اعترف  كنت أعارضهم.. ولكن لا أتكلم لأنني في دهشة تامة من فكرة أن يكون هناك عقلاء ينادون بأفكار ترفض الديمقراطية أو حتى إلغاء مجلس الأمة الضامن الوحيد لوصول صوت الشعب تحت قبة البرلمان  وفق دستور مكتوب ..هل هؤلاء و غيرهم يمثلون تمرد العقلاء ضد الديمقراطية الوحيدة في المنطقة قبل الربيع العربي .. قد يكون كذلك .

لكن بعد فترة من الزمن أصبحت اقترب من تمردهم أو حتى أكون في صف أولئك المتمردين.. ليس بالمطلق ولكن !!.

هنا هل هم يرفضون الديمقراطية ؟ في الحقيقة لا.. أنما اكتشفت  بعد وقت متأخر أنهم لا يرفضونها أنما يرفضون مخرجات وأداء الديمقراطية ..بمعنى أن بعض من يصل لمجلس الأمة من أعضاء في العقود الأخيرة  هم لا يمثلون الأمة أنما البعض أو الأغلبية يمثلون أنفسهم وان الديمقراطية التي أوصلتهم لمقاعد المجلس أنما أوصلت ممثلين على مسرح يبحثون عن منافع لهم ونجومية وليس نواب لخدمة الكويت .

لهذا بدأ الناخب الكويتي يتمرد ..هنا التمرد اتضح في السنوات الأخيرة عندما راح الناخب الكويتي يصوت ليس لمن يقول أنا معارض للحكومة , أنما التصويت لمن يقف مع الحكومة ويدافع عنها .

 لهذا من واقع معايشتي لما يحدث نرى أن هناك أسباب جعلت البعض يكره الديمقراطية أو هو عازف عن المشاركة بالتصويت حتى قبل أقرار مرسوم الصوت الواحد , هنا لا بد  أن يكون هناك أسباب لتمرد الناخب الكويتي ومحاولته إن شارك بالتصويت فهو يصوت لمن يقف بصف النظام أو الحكومة وارى ذلك لأسباب عدة منها التالي :

أولا : عندما يصل النائب لمجلس الأمة هو موظف تم اختياره من قبل الشعب يتقاضى راتب من المال العام و يؤدي دورة كما حدده الدستور ولكن البعض ينسى دوره الأساسي  ويتحول من أداء يفترض الانجاز إلى البحث عن النجومية وان تظهر صورته كل صباح في كل وسائل الإعلام  من صحف وغيرها وما معنى أن نرى نواب كل ليلة في مقابلات تلفزيونية هذا لا معنى له (يحكي لي عربي يعمل مع البرلمان الأوربي في بروكسل أن أعضاء البرلمان هناك يجلسون في البرلمان حتى السادسة صباحا لا نجاز المهام التي يفترض أن تنجز ).

ثانيا  : مهمة المجلس بعد انتخاب النواب محددة بأربع سنوات وأن يقوم المجلس بانجاز مهام  سواء رقابة أو تشريع وان يكون صديقا للحكومة لا عدوا لها , لكن ما يحدث من اليوم الأول هو صدام مع الحكومة وتحدي لها , لهذا كان يفترض أن تحدد أغلبية المجلس برنامج عمل للسنة الأولى وهو انجاز قضايا تشغل المواطن كالإسكان والتوظيف وأزمة المرور وغيرها  وإيجاد حلول لها  وتترك القضايا الأقل أهمية لفترات لاحقة , ولكن هذا لا يحدث .

ثالثا : يفترض من المجلس إذا كان يريد الانجاز أن يختار رئيس مجلس يتم التوافق عليه من قبل الحكومة والمجلس ولكن الذي يحدث هو فرض رئيس لا توافق عليه الحكومة هذا يعني إفشال عمل المجلس لان الرئيس غير المتفق عليه حتما لن يكون عامل أساسي لاستقرار المجلس أو قد يساهم في فشله .

رابعا : من المفيد أن يكون هناك أغلبية معارضة لكن أن تكون أغلبية معارضة ليس لها برنامج يعالج قضايا هامة وليس لها مسار هنا ستكون معارضة عبثية ومعوقة لعمل المجلس .

خامسا : تلصق بالمجالس السابقة صفة التأزيم , وهذا كلام صحيح والتأزيم هو تضخيم مشاكل من قبل المجلس بألامكان حلها عبر القوانين الحالية وليس خلق قوانين جديدة , أو التلويح باستجوابات معلوم سلفا أن بنود موادها غير موضوعية أو حتى دستورية وإنما هدفها إسقاط هذا الوزير أو ذاك ليس إلا , أو المساهمة بإشعال فتن طائفية أو مجتمعية بدلا من محاولة حلها .

سادسا : من حق المجلس استخدام أسلوب الاستجواب لمحاسبة وزير ما ولكن ما يحدث من أساليب تستخدم في الاستجوابات تكون بعيدة كل البعد عن الهدف ,فالاستجواب هو تحقيق بشان أمر ما , ولكن ما يحدث إن الاستجواب يستخدم  لأهانه وزير ليس إلا أو لإسقاطه , وحتى قبل أن يدافع عن نفسه ,الأسلوب منفر وغير متزن لعضو في حكومة وهو بالأساس مواطن كويتي , وفي السياق حضرت جلسة محكمة في قصر العدل وكان القاضي وهو كويتي يخاطب المدعي الذي أمامه سواء كان محامي أو عامل بقالة أجنبي بقوله ( تفضل يا أستاذ ) يخاطب العامل البسيط بأستاذ , وهو أسلوب حضاري راقي لا اعتقد أن أعضاء مجلس أمه يخاطبون وزير عند الاستجواب بهذا الأسلوب ( مثال - راجع الاستجواب الأخير للوزير الشمالي في اليوتيوب ).

سابعا : الكثير من أعضاء مجلس الأمة أصبحوا رهينة لقطاع الشباب , وان كل ما يطرح من قبلهم  يدعون انه رغبات الشباب من اجل أصلاح الوطن ولكن هنا يتناسون أن ناخبيهم أيضا من الكبار , ومع أننا لا نقلل من حماس الشباب واندفاعهم وطموحهم وان الزمن زمنهم , ولكن علينا أن نعي أن الشباب لهم دور اكبر في تقدم الوطن وهم المحرك له  , لكن في الأمور السياسية الشباب لا يأخذون إبعاد اكبر من محيط البلد , وان المطالب التي يندفع لها الشباب من حكومة شعبية وغيرها علينا أن نقدمها ولكن يفترض أن يؤخذ في الاعتبار الأبعاد والمخاطر الخارجية المحيطة بنا , الشباب قد لا يأخذون ذلك بالاعتبار لقلة خبرتهم الحياتية , والاندفاع نحو أفكار ومشاريع  قد يكون لها مخاطر اكبر من النتائج المرجوة لها  , وهنا مثال حي-  شباب مصر الليبرالي المندفع الذي قاد ثورة 25 يناير في الأيام الأولى أين هم ألان , لقد حصد المحصول غيرهم . , وألان في مصر تمرد قطاع كبير من الشعب مع الجيش ضد الديمقراطية  ولا نعرف ما الذي سيحدث بعد ذلك .

عندي كلام كثير لكن ما اعنيه أن المجتمع الكويتي أصبح يشكك بجدوى المسار الديمقراطي وبدأ الكثيرون يتمردون ويقفون مع النظام  ومع الأسرة الحاكمة ,حيث هناك شعور لدى الكثيرون بأن النظام يمثلهم ويحافظ على  مصالحهم بالرغم من خطاياه الكبيرة التي لا تحصى ولكن أفضل من أداء النخب التي تصل إلى المجلس , وتنادي بمشاريع قد تهدد كيان البلد وقد تقود إلى مستقبل مظلم كما حدث في دول أخرى .

ما حدث في الكويت هو تمرد ناعم على الديمقراطية  اعتقد ذلك , لهذا يفترض من المجلس القادم أخذ هذا بعين الاعتبار.

______________

من مدونة حمد الحمد   الثلاثاء 23 يوليو 2013 س 9 ود 32 ليلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق