الأربعاء، 20 مارس 2024

حكاية 400 الف مزور ومزدوج كذبة وصدقناها !!

 

حكاية 400 الف مزور ومزدوج ..كذبة وصدقناها !!

كتب : حمد الحمد

قرأتُ ذات مرة أنّ في البرلمان الإنكليزي قبل قرن من الزمان، كان هناك نقاش حاد لتبني دعم استقلال دويلة في المحيط وروّجت للمطالبة إحدى الصحف، ولكن بعد نقاش حاد ثبت أن لا هناك دويلة بذلك الاسم الفلاني ولا هناك شعب يعاني، وكل ما في الأمر أنّ الموضوع برمته كذبة صدّقها البعض.

في هذه الانتخابات وغيرها، أعلن أحد المرشحين أن هناك 400 ألف مزوّر ومزدوج ممن يحملون الجنسية الكويتية لهم تأثير كبير على الانتخابات.

ولا يلام المرشح حيث أكد من قبل هذا الموضوع عضو بداخل مجلس الأمة، وأصبح الموضوع حقيقة وكل المواقع تتناوله، أنا شخصياً لا أصدق أن يكون ثلث الكويتيين الذين يعيشون بيننا مزوّرين ومزدوجين، ولا أعتقد أن ما نسمع يُطابق الحقيقة، ولكن الأمر أصبح حقيقة ثابتة بسكوت الحكومة التام، وهو مسيء لمن تولوا المسؤولية، فكيف يكون هناك تزوير في موضوع حساس كهذا بهذا الحجم، وكل مَن تولى وزارة الداخلية، فكيف يمر عليهم هكذا تزوير بهذا الحجم، لهذا كان يفترض من الجهات الرسمية استدعاء من قال هذا الكلام ومن سيقوله إلى القضاء لإثبات كلامه ولنعلم كمواطنين الحقيقة.

 

لا يُعقل أن يتناول الناس هكذا موضوع حساس، وبهكذا سهولة وأن تعيش الجهات الرسمية الصمت رغم أنها تنادي بالشفافية دائماً، وأخيراً ونحن على أبواب الانتخابات طالبت الحكومة المواطنين بالإبلاغ عن أي تزوير بالجنسية كون المواطن خفيراً، ولكن صراحة لم توفق، لأن المواطن خفير في أمور أخرى، مثلاً شاهد مشاجرة أو عملية سرقة أمام عينيه أو حريقاً أو مخالفة بلدية، لكن التزوير هذا لا يمكن أن يشاهد بالعين المجردة، لأن لا دخل للمواطن بمنح الجنسية من عدمه، والحكومة لديها أجهزة تقوم بذلك بطرق مُختلف منها جهاز المباحث ولا يمكن أن يقوم المواطن بدور المباحث.

ومن الأمثال الكويتية «اقعد عوج واحكي عدل»، وبلا شك قد يكون هناك تزوير وازدواج لكن بهذا الحجم هذا الحكي لا يعقل، والمغردون في وسائل التواصل يطرحون هذا الموضوع الحساس بأريحية، رغم أنه يضر بسمعة الدولة ككل.

لهذا، أنا كاتب المقال أعلن أن مَن يأتي لي بأسماء كل من الـ400 ألف مزوّر ومزدوج له مني مليون لايك، وذلك حتى نقطعَ دابرَ هذا الموضوع الذي أصبح حقيقة، وإن كنّا لا نعرف الحقيقة.

https://www.alraimedia.com/article/1680665/مقالات/حكاية-400-ألف-مزور-ومزدوج-كذبة-وصدقناها

____________

نشر بالراي في 20 مارس 2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق