السبت، 30 يونيو 2018

هند الصبيح والخوف من حرية الليبرالية !!


هند الصبيح والخوف من حرية الليبرالية !!
كتب : حمد الحمد
___________________
في عام 1969 كنت طالباً في بداية المرحلة الثانوية ، وفي الصيف سمعت عن افتتاح نادي صيفي للطلبة لشغل أوقات فراغهم ، وبما أنني الوحيد من أولاد الحي الذي يحب القراءة والكتابة فقد توجهت للنادي وهو نادي عمار بن ياسر ، توجهت من أول يوم وعرفت من احد المسئولين أن اذهب مباشرة للنشاط الذي أحبه ، وتوجهت لنشاط المكتبة وجدت مدرس كويتي بمفرده ،وعرفت أن لا احد غيري يرغب بهذا النشاط ، وبعد أيام طرحت على المُدرس الفاضل أن نُصدر نشرة للنادي و وافق وهو الأستاذ غانم سلطان أمان ، والنشرة تصمم بخط اليد ،وأنا قمت بكتابتها وتصميمها واخترت العنوان " نشرة الحرية " وأعجب المُدرس بجهدي بل وشجعني  ،ولكن سألني سؤال لم استوعبه وكان يبتسم ، وهو لماذا اخترت عنوان النشرة؟؟ ( الحرية!! ) ، لم أرد وهنا قال نفضل تغيير العنوان واخترنا عنوان جديد هو ( نشرة الاتحاد) ، وهكذا صدر منها أول عدد وهي من عدة صفحات ننسخها ونوزعها على بقية الأندية الصيفية ، وما زلت إلى يومنا هذا احتفظ بنسخة منها  ومن يدخل صفحتي بالانستجرام يجدها ، المهم ما زلت اسأل نفسي لماذا مدرسي العزيز أعترض على كلمة " الحرية "  رغم أنني فهمت لاحقاً لخطورة هذه الكلمة .
وهذه الأيام تتكرر السالفة فلسنوات كانت الحكومة ممثلة بوزارة الشئون ترفض ترخيص جمعية بأسم الليبرالية وقبل سنة،  وافقت على مضض أن يكون الاسم جمعية الحرية وليس الليبرالية ، وفعلاً تم الترخيص للجمعية وتشكل مجلس الإدارة ، ولكن من أول يوم جاء تهديد النائب رياض العدساني بطلب حل الجمعية أو سيتم استجواب هند الصبيح وزيرة الشئون ، وما كان من الوزيرة إلا إن عاشت الرعب لأيام  خوفا على الكرسي ، وبدون مقدمات حُلت الجمعية المشهرة حديثاً ،وبما اطلعنا عليه كانت أسباب الحل واهية جدا وغير منطقية جدا ، لكن الوزيرة خافت على الكرسي وضحت للأسف بمواطنين سعوا لسنوات من اجل تأسيس هكذا جمعية لا يخرج مجالها عن ما ينص عليه الدستور ولا يتعارض مع حرية الرأي الذي تتمتع بها الكويت عن المحيط بها .
السؤال .. هل هذا منطقي وهل هناك أثم كبير حتى تحل جمعية فقط لأنها تحمل كلمة حرية أو ليبرالية ..اعتقد أننا نعيش منطق اعوج  وهنا وزيرة يجب أن لا تجلس عل كرسي وهي ترتعد من تهديد نائب واحد .. اعتقد ذلك ، وصرحت رئيسة الجمعية إيمان حياة لنا  " للأسف لم نستلم كتاب ولم يتم أخطارنا بالحل وكل ما نسمعه هو متداول بوسائل التواصل الاجتماعي "
أمر غريب فعلاً إذا كانت كلمة "حرية" تهز كرسي وزيرة كما حدث مع مدرسي الذي رفض قبل ما يقارب من 49 سنة  نفس المُسمى وهو الحرية .
ولا عزاء للحرية ..
__________________
من مدونة حمد الحمد  30 يونيو 2018  س 3 ود ظ  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق