الهوس الكويتي بأردوجان
كتب : حمد الحمد
لا اعرف مُسببات الاندفاع الشعبي الكويتي والخليجي لمناصرة اردوجان والدفاع عنه في كل صغيرة وكبيرة وكأنه يعيش بيننا او هو مرشح كويتي لانتخابات قادمة ، هذا الامر يدفعني لطرح اسئلة عن مُسببات هذا الاندفاع المتواصل لمناصرة اردوجان وانا شخصيا ارجع ذلك لاسباب منها
اولا: كون السيد اردوجان يتبع الخط الاسلامي او خط الاخوان بغض النظر هل هذا الخط الذي يتبعه ، صحيح اما لا ، وهذا اندفاع عاطفي ليس الا
ثانيا : كونه فرد والعرب تأخذهنم العاطفة ومنجذبون للفردية بمعنى الحاكم الفرد ولا ينظرون للنظام ، وهذا الامر متوفر في تاريخنا العربي فكل الدول التي قامت في تاريخنا كانت تحمل اسماء افراد لهذا تسقط انظمتها بعد حين مثلا الدولة الاموية والعباسية والايوبية والسلجوغية والعثمانية كلها تحمل اسماء اشخاص ، لهذا يتعلق العربي دائما بشخص ما فرد يعتقد انه هو السلطان او الحاكم الاوحد الذي يعيد الامجاد ولا ننسى كيف مجد العرب ناصر رغم ان ثلث ارض مصر احتلت في عهده وكم مجدنا صدام وهو يدخل حروب عبثية مهدت للتدخل الاجنبي وكم وكم
ثالثا : اخيرا فاز اردوجان بالانتخابات ويسيتمر بالحكم حتى 2028 بعد ان عدل الدستور والغى منصب رئيس الوزراء واصبح الحاكم الاوحد بعد ان سيطر سيطرة كاملة بعد الانقلاب الفاشل على الاعلام والقضاء وجميع مفاصل الدولة واصبح سلطان جديد له كل الامر والنهي في دولته ، وهو نموذج جديد مشابه لبوتين في روسيا
رابعا : الهوس الكويتي والدفاع عن اردوجان يعلن ان تركيا تطورت في عهد اردوجان وهذا صحيح لكن هل اردوجان طورها ام حزب العدالة والتنمية فلا يعقل ان تتطور بلد من شخص فرد هو جزء من حزب
خامسا : اووربا متخوفة من ما يحدث في تركيا وترى ان الوضع التركي يقود الى الحكم الدكتاتوري بعد ان اُبعد الكثير من الاتراك من مناصبهم ولجم الاعلام وزج بالالاف في السجون من افراد في سلك التدريس الى القضاء الى الجيش وهذه ملامح تقلق اوروبا ولا تريد ان يتأسس حكم سلطوي بجوارها
سادسا : مؤكد ان نفرح لفوز اردوجان ولكن نتخوف من عبادة فرد وتبجيله كما حدث في وطننا العربي من تمجيد اشخاص يقود بالنهاية الى ثورات ربيع عربي تقود الى مهالك كما يحدث في سوريا او غيرها من بلدان
أخيرا : جميعا نُعجب بالتطور التركي ونتمنى الخير لاهل تركيا ولكن نتخوف عليه تخوفنا من ان ينسحب التحول نحو الفردية الى نموذج عربي وهو عبادة وتمجيد الاشخاص وليس تمجيد النظام ، واذكر حكاية اول رئيس امريكي للولايات المتحدة عندما فاز في الانتخابات وحكم اربع سنوات ومن ثم رشح نفس مرة ثانية وفاز واستمر لاربع سنوات اخرى وهنا حكم 8 سنوات واستقر البلد اقتصاديا وامنيا وهنا صاح الناس مطالبين الرئيس ان يعدل الدستور ليحكم اربع سنوات اضافية اخرى هنا قال : لا .. لو عدلت الدستور وخرقته هذا يعني من سيأتي من بعدي سيخرقه ورفض وانسحب ليأتي مرشح اخر يحكم البلد
كتبت وانا اراقب الهوس الكويتي لتبجيل السيد اردوجان وقد يستحق ذلك.. لكن اجتهدت لاحلل هذا الهوس والاندفاع الكويتي الذي يثير استغرابي فعلا
________________
من مدونة الكاتب حمد الحمد 28 يونيو 2018 س 7 ود 24 ص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق