الخميس، 19 يناير 2017

صورة العرب في الأدب الفارسي !!

صورة العرب في الأدب الفارسي !! 
كتب : حمد الحمد
(أرسلت هذا المقال قبل أشهر لصحيفة كويتية ولكن للأسف لم يأخذ طريقه للنشر لهذا انشره في مدونتي)
____________
                                    نزعة عرقية         
   في شهر سبتمبر 2016 وأنا على مقعد في الطائرة استمعت بقراءة كتاب " أصفهان نصف الدنيا " للكاتب الإيراني صادق هدايت ترجمة أحمد حيدري المتوفى عام 1951 بعد انتحاره في باريس ، وكانت محاولته الأولى قد فشلت ، وهو من مواليد عام 1903 ، وبما أنني من عشاق أدب الرحلات فقد استمتعت بقراءة هذا الكتاب الصادر عن دار مسارات للنشر وهي دار نشر كويتية .
   في ثنايا هذا الكتاب الصغير تجد مُتعة في كيفية وصف الكاتب لرحلته من طهران إلى أصفهان الذي لم يعرفها من قبل بعد أن استقال من عمله  ، لكن من خلال ما كَتب تجد إن له نظرة سلبية للعرب ولرجال الدين المُعممين الشيعة وكذلك واليهود ، ونستشف ذلك من خلال فقرات عدة ، لكن الناشر أوضح ذلك في مُقدمة الكتاب بقوله " هذا الكاتب ينطلق من نزعة قومية واضحة نلمس تجلياتها في إعجابه بالفن الفارسي، وذَكر كلمات وجُمل هنا وهناك ما بين السطور تذم كل ما هو عربي ، ولكن الكاتب في حواراته يوصي الأصدقاء  بالعربية كلغة ".
                                       ملامح من فقرات
   هنا نذكر ما جاء في الكتاب من جمل كتبها صادق هدايت  تدعم ما جاء في المُقدمة فعندما شاهد سحلية في الطريق كَتب " وفي الطريق رأيت شيئا قد يكون ضبا أو سام أبرص أو جربوعاً أو سمندرا أو حرباء ... خطرت لي هذه الفكرة قد يكون هجوم العرب على إيران طمعا بهذه الزواحف !! ".
    وفي فقرة أخرى كَتب " ولكن هناك أسطورة شعبية تقول عندما وصل جيش الإسلام إلى مورشه أعطى أمر للنمل أن يأكلوا خيل الكفار، ومن ذلك سُميت النمل "الآكل مورشت خورت" ، وهذه أسطورة طفولية للغاية" ."
     وفي المقطع التالي  يستخف الكاتب بحكاية ليلى والمجنون العربية فيقول " تظهر نفس تلك الحكاية لليلى والمجنون ببطن منتفخ وأرجل مثل سنوات القحط "
   وهنا نأتي لذم مباشر لكل ما هو غير فارسي " كل الفنون المعروفة بالهندي والمغولي والعربي عند أوروبا هي إبداعات إيرانية ، خاصة العرب بأقدامهم العارية الراكضين خلف الضباب لا ترسخ لهم فنون العمارة في عقولهم وكل ما هو معروف عنهم هي لأمم أخرى ، وما العمارة العربية إلا نموذجا فاشلا للعمارة الإيرانية" .
    وفي هذه الفقرة  نستدل على تصور ضبابي " في الصباح الباكر خرج الرجل العربي ورأى عربياً رث الثياب قبيح الوجه ، وقف أمامه وسلم عليه ، أخذه العربي معه إلى غار ورأى هناك رجلين مربوطين بسلاسل وعظام لآدميين تركت حول الغار، فهم الرجل إن العربي أكل بشر عندها حاول الفرار، لكن العربي امسكه فقال الرجل " يالله " فانفجر العربي"
   ونأتي لهذا الوصف وهو يتذكر "ألمغان" وهم كهنة زرادشتيون  ويحن لتلك الديانة ويقول :" ذكرني هذا البناء بأيام العز ، أيام الفخر عندما كان ألمغان بلباسهم الأبيض وعيونهم اللامعة أمام النار المتوهجة ينشدون ، وكؤوس الخمر تدور من يد ليد ، في ذلك الوقت كانت أرواح الناس حرة وليس مخنوقة لأنهم لم يسجدوا على قطعة تراب من عربستان !!" .
     وفي جوانب أخرى من هذا الكتاب نستدل على كره الكاتب لرجال الدين الشيعة المُعممين المُتشددين وكذلك لليهود ، ولكن هذا ليس مجال هذا المقال ، ولكن في الحقيقة  نحتاج من فترة لأخرى أن نكتشف نظرة الآخر لنا،  ولو كانت سلبية وغير مقبولة ، ولا أن نرى أنفسنا دائماً في أكمل صورة دائما ً .
___________________
من مدونة حمد الحمد  19 يناير 2017  س 8 و د 33  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق