الخميس، 24 يوليو 2014

السيد مشعل وصمود الفنادق !!

السيد مشعل وصمود الفنادق !
بقلم : حمد الحمد
____________________
ليلة أمس تابعت مؤتمر السيد خالد مشعل من احد الفنادق في مدينة الدوحة عن طريق قناة الجزيرة ، وكان السيد مشعل يعدد مناقب صمود المقاومة في غزة حتى يومنا هذا ، وأنها كبدت العدو وأذلته وحققت انتصارات ، ولكن مع هذا يُعلن حتى أمس ما يقارب 1000 منزل فلسطيني قد هُدمت كليا ، وان 15 ألف منزل قد تضررت جزئياً ، وان هناك يزيد عن 700 شهيد فلسطيني اغلبهم من الأطفال والمدنيين .
سؤال منطقي هل هذا ثمن صواريخ أطلقت من قبل المقاومة ولكن الأضرار الفعلية في إسرائيل لا تعادل تضحيات الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره ،وأن يكون هذا الشعب ضحية عدد من السياسيين قد لا يحسبون العواقب على الإنسان الفلسطيني البسيط .
في القنوات الأجنبية  نشاهد مناظر العائلات الفلسطينية وهي تغادر منازلها،  ولا تعرف أين تذهب أنهم يتشردون عشرات المرات هرباً من قصف لا يميز بين مقاتل ومدني .
ما نعرفه وكذلك ما اخبرنا به ديننا أن الحرب لها أصول ولازم تعد لها العدة،  لكن أن تقاتل طرف أقوى منك عشرات المرات اعتقد انتحاراً وتفريطاً بأرواح وبمكتسبات وبنى تحتية قد تحققت .
السيد خالد مشعل من الدوحة يتحدث وهو يناضل من احد الفنادق ولكن أرواح أهلنا البسطاء في غزة تذهب في نزاع غير متكافئ ، وللأسف بعض العرب في خليجنا وفي عالمنا العربي سعداء بما يحدث هناك ويتمنون لو يستمر النزاع الف عام طالما هم يجلسون تحت المكيفات ويشاهدون المسلسلات الرمضانية وهم ليس في مرمى مدافع العدو وطائراته وصواريخه .
 لهذا ستتوقف الحرب بأذن الله ، وعندما نجرد الخسائر والمكاسب لا يُلتفت للإضرار التي سببتها الحرب للإنسان الفلسطيني البسيط في غزة طالما الزعامات والقيادات بخير وتسكن الفنادق والملاجئ الحصينة ، وتعود بعد حين لتظهر على الشاشات تعلن الانتصارات التي تحققت .
في هذا السياق اذكر هذه الحكاية التي سمعتها عن حادثة جرت في احد الحروب العربية حيث أرسلت دولة خليجية مجموعة من الجنود للمشاركة في حرب مع العدو الصهيوني وأرسلت مع تلك الفرقة شيخ دين وأمام مسجد  لتشجيع الجنود على الصمود ، ولكن عندما بدأت الحرب اعتذر ذلك الشيخ واخبرهم انه سيغادر فقيل له ( لماذا يا شيخ يفترض أن تبقى معنا لتشجعنا )  فقال ( وظيفتي هي أن أشجعكم قبل الحرب وأبث فيكم روح القتال أما الآن مع السلامة ) وغادر .
نأمل أن يتوقف القتال حتى نحافظ على روح الإنسان الفلسطيني البسيط الذي لم يكن له دور في هذه الحرب ولكن يقع في أتونها ، بينما بعض القيادات تنام قريرة العين في فنادقها .

 من مدونة حمد الحمد  24 يوليو 2014 س 9 ود 18 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق