الخميس، 10 يوليو 2014

لماذا لم أشارك بمسيرة كرامة وطن ؟؟


لماذا لم أشارك بمسيرة كرامة وطن ؟؟

 

بقلم السفير السابق الأستاذ جمال النصافي  

__________________

عن جريدة الآن الالكترونية

مقال قيم أعجب صاحب المدونة وأعيد نشره 

________________________________

 

لطالما كنا نرى في الحراك كأي حراك سياسي في العالم فرصه لتحريك المياه الآسنة للدفع بالقوة بالإصلاحات السياسية المطلوبة التي يحتاجها أي مجتمع، سيما وإن كان يعاني من تفشي الفساد وتوقف عجله التنمية كمجتمعنا في الكويت،وهي محاوله طبيعيه بل وصحية للخروج من أزمته على أن يكون حراكاً وطنياً داخلياً لا تحركه أطرافاً خارجية ولا تطغي عليه مصالحاً خاصة هدفها الرئيسي الوصول للسلطة بأي ثمن!!!

لقد شاب الحراك السياسي في الكويت خلال المرحلة الماضية عده شوائب أثرت بشكل سلبي عليه،منها احتكار العمل السياسي بمجموعه دون أخرى،وخلق قوى سياسيه ما أنزل الله بها من سلطان لا يمكن أن تمثل أكثر من عدد القائمين عليها، وسياسة تهميش الآخرين وكيل التهم والتجريح التي ما أنزل الله بها من سلطان لكل من يختلف معك بالرأي ويستقل بموقفه،،،

ناهيك عن الشعارات الانتخابية والتفرد بمواقف لتحقيق البطولات الزائفة وإن كان على حساب البلاد والعباد،،،والاهم هو استغلال الوازع القبلي وأسلوب الفزعة القبلية "وحميه الجاهلية الأولي" لتحقيق الدعم المطلوب والفزعة التي يسهل الوصول لها دغدغه عواطف القبيلة وأفرادها،،،

دون الاكتراث بما يشكله ذالك من إنهيار لقيم ومفاهيم المجتمع المدني العصب الرئيسي لدوله المؤسسات التي من المفترض أن يسعى لها أي حراك وطني!!! ولعل هذا العامل كان من أكثر العوامل التي عصفت بالحراك لدينا في الكويت،فسرعان ما إنقلب السحر على الساحر وأكلت العصبية بعضها البعض وتبدلت المواقف وتغيرت بلمح البصر،ليست لسبب إنما وحده الدم لا يمكنها يوماً من الأيام أن تتوائم مع وحده الفكر والمنهج ،،،

ذالك كان من معوقات حراكنا الوطني والذي دفعنا حينها لاتخاذ موقف متحفظ لإدراكنا بان العمل الوطني يجب أن يبنى على أسس وطنيه صحيحة وتشمل الجميع آخذين بعين الاعتبار مصالح الوطن العامة على مصالحنا الخاصة،،،

إنما ما شهدناه من حراك خلال الأسابيع القليلة الماضية كان أشد وطأه علينا من حراكنا ذاك بصوره تشتت فيه القوى الوطنية والشبابية وأصحاب الفكر والرأي والذين هم أساس أي حراك وطني حقيقي،،،فهاهو أحد أعمده النظام ومن خضبت يديه بسلبيات الحكومات المتعاقبة أكثر من إيجابياتها شأنه شأن غيره، يظهر علينا بأشرطة وأوراق،،،كان لابد من حسم مصداقيتها وتم إحالتها للقضاء للبت فيها لمعرفه الخيط الأسود من الأبيض،،،وتجاوزا منا لما أمرنا العلي القدير بآيه الكريمة،،،،،بسم الله الرحمن الرحيم،،،،،? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ?صدق الله العظيم،،،،،

أندفع البعض وبسباق محموم وبأسف شديد بحمله صدرت فيها أحكامهم قبل التحقق من صحه ماورد من أخبار،وإصدار الحكم بشأنها،سباق ضرب فيه الحراك بعنف إن لم يكن دمر لسوء الإدارة والتدبير شكلاً ومضموناً،ليتخذ من الحراك "كحصان طرواده" لهذا القطب ضد ذاك،وضربه بمؤسسات الدوله وتحديداً القضاء وكأنه إستباق لحكم متوقع والالتفاف عليه !!!شعارات وأهازيج وإتهامات وشتم وقوائم أسماء ومساس بالذمم والأعراض ،،،تدني في الطرح وإنحدار في القيم والمفاهيم، فهل هذا هو الحراك الشبابي المطلوب ؟؟؟

وبهذه الوسيلة عرفنا الحقيقة أم طمسناها؟؟؟ بل وجيشنا شيوخ الدين لإصدار الفتاوي الناريه لتبيح المحظور وتحظر المباح،بل حتى لو أستطعنا لجعلنا كل ما نفعله هو الركن السادس في الإسلام لفعلناه والعياذ بالله

بلامخافه من الله ولامراعاه لحرمه هذا الشهر الفضيل ولا مراعاة للمصالح القومية العليا للبلاد،،،إلى أن طل علينا حساب"كرامه وطن"مجدداً الذي يختفي فجأه وكأنه مسافراً خارج البلاد ويعود ليقفز على أحداث الوطن في الداخل ويذهب ضحيته ضحايا من شبابنا الوطني المخلص الذي بات وقودا لتطلعات هذا الحساب المشبوهة وطموح شخصي للبعض ممن حصن نفسه وعائلته ونزهها عن المواجهة أو السجن،وهم يدفعون بالشباب للمواجهة دون إكتراث بمصيرهم،،،"كرامه وطن"حساب مجهول الهوية بات مشبوه بالشكوك التي تحوم حول إنتمائه الخارجي وقفزه الدائم على حراك شبابنا من خلال إقتناص الفرص،،،فأسألكم بالله ألا يوجود بيننا عاقل يقف للحظه ليتفكر حول ماهية هذا الحساب؟؟؟وكيف نقبل على أنفسنا يسيرنا حساب مثله أم نحن كالامعة؟ "مطير وكرامه وطن".

هذا وتبقي لدينا دائماً نقطه الضعف المزمنة التي نلجأ لها دائماً وهي أسهل طريقه لحشد وتجييش الشباب وبأسف كمحرك لنا في فشلنا بالفكر والمنهج ،وهي القبيله،حتى باتت "صباح الناصر"وأهل صباح الناصر الكرام هم وقود المواجهة بين الدولة والقبيلة،وباتت هي ساحة الوغاء لتصفيه الحسابات!!!

وتناسينا أن قضيه مسلم البراك وما يطرحه قضيه تهم الكويت جميعها بجميع شرائحها ومناطقها،،،إلا أننا حولنا مسار الأمور سواء عن خبث أطراف خارجية معروفه أو لجهل آخرين،لصباح الناصر أو لقبيلة "مطير" الكريمة تحديداً لنجعلها وأبنائها ضحية أحداث مابين نخوة جاهليه كاذبة وتخطيط ممنهج لابقائها في مواجهه دائمه مع السلطة،وبمعزل عن بقيه مكونات المجتمع!!!وهذا ما يتنافى مع الحقيقة وواقع هذه القبيلة التي لم يذخر أبنائها مالهم وأنفسهم عن التضحية لبلدهم الكويت منذ القدم وهم مكون رئيسي للمجتمع الكويتي، ،،،ولكن شئنا أم أبينا هذا ما أصبح يحدث دائماً وبأسف شديد،رغم كل التبريرات والحجج،،،

والضحية هي تلك المنطقة وأهلها الكرام،(رغم أن معظم الشباب الذي تم إعتقاله هم من فئات اجتماعية وقبائل مختلفة)!!!وهذا ما قوض الحراك الشبابي للتخندق كل في قبيلته وطائفته وعائلته،،،أنه من المؤسف والمؤلم أن تطال الشبهات كل مؤسسات الدوله لاستشراء الفساد بكافه جوانبه،ومن المؤلم أن يكون حراكنا ومسعانا مشوه بهذه الصورة وكما لو كان مدبراً كي لا يقوم لهذا الحراك قائمه ولا يحقق الإصلاح مبتغاه،إلى ان بات هدم مؤسسات الدولة وأولها القضاء وبهذه الصورة،هو الوسيلة التي يروج لها البعض وإن كان بطرفي خفي!!!،،

في ظل وضع خليجي حساس للغاية وعلاقات متوترة بين بعض دوله وتحدي إقليمي لعراق باتت تعصف به حرب أهليه يغذيها الصراع الطائفي وتهديدات من تنظيمات إرهابيه للكويت كداعش وغيرها،وحساسية الموقف الإيراني وانعكاساته علينا

علينا،،،وضع حتى واشنطن نفسها باتت تستهدفه كساحه لتنفيذ خططها واستراتيجيتها التي لا تخدم سوى العدو الإسرائيلي الذي بات يسرح ويمرح دون حسيب أو رقيب!!! في ظل أنظمه ودول تداعت وانهارت وتشهد شعوبها الويلات،من فوضى تحولت من "خلاقه لفوضى مدمره"،، لن نعدد ما نحن فيه من نعمه ،كي لا يتهمنا المتربصين بأننا لا نريد التغيير،ولسنا بحاجه لذالك!!!

بل سنقول إن ذالك كله ليدعونا للتروي قليلا وتنظيف بيتنا الكويتي من الداخل ورص صفوفنا والعمل بصوره صحيحة لوضع الحراك بصورته الوطنية الصحيحة للدفع بالإصلاح ومكافحه الفساد الذي استشرى وبات وبأسف شديد تستغله بعض القوى لتحقيق طموح يتعدى الكويت وأهلها وليس دمار البلاد والعباد فقط،،،،فالحذر كل الحذر فوالله الخوف أننا بذالك وبدون أن ندري" نهدر كرامه وطن لا نحافظ عليها"،،،،

________________________

من مدونة الكاتب حمد الحمد  الخميس 10 يوليو 2014 س 8 ود 44 م

(تنويه المقال اعلاه ليس بقلم صاحب المدونة )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق