الخميس، 18 أكتوبر 2012

لماذا يتخوف أهل الخليج من الاخوان !!

لماذا يتخوف أهل الخليج من الأخوان !!


بقلم : حمد الحمد

________________

0 سمعنا هذه الأيام تصريح رسمي من الأمارات ينتقد تيار الإخوان المسلمين , بل هناك قضية ضد بعض الرموز بالمحاكم, وبالأمس كان جدال في برنامج بال بي بي سي عن الموضوع , وقد كتبت عدة تغريدات عن الموضوع وانتقدني البعض بأن الأخوان كتيار لا يمثلون خطر على الأنظمة بالخليج , وان شخصيا أعلن بأن هناك تخوف فعلي من الأنظمة وكذلك شعوب الخليج من تيار الأخوان واستطيع أن أوجزها بالتالي :

أولا : نحن لا نتحدث عن تيار سياسي مدني أنما سياسي ديني بمعنى أنهم تيار ديني لديه منهجية يريد أن يعتمدها وهذه المنهجية غير واضحة المعالم كذلك عندما تعود لشعار هذا التيار وهو شعار صدامي حيث يبرز في الشعار الأصلي ( رسم سيف و كلمات اية - واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ..) وهذا شعار حرب ولا يتأقلم مع النهج المدني و شعوب تنشد السلام والمحبة .

ثانيا : ونحن لا نتحدث عن تيار الأخوان فقط فهناك تخوف من التيارات الدينية في عالمنا العربي وهذا التخوف لا نبحث عن في كتب التاريخ أنما ظاهر للعيان في تاريخنا الحديث حيث اغلب هذه التيارات قد تستبعد الحوار وتستخدم العنف آن لم تحصل على مراداها بالكامل وهنا نوجز بعض الأحداث التاريخية المعاصرة وهي كالتالي :

- عندما خرج السوفييت من أفغانستان دخلت فرق المجاهدين الإسلاميين إلى كابول وكان الجميع يتوقع أن محنة الشعب الأفغاني قد انتهت لكن ما حدث هو أن حصل بين الفرق الاسلامية قتال عنيف أكل الأخضر واليابس ولم يتوقف إلا بدخول فرقة إسلامية جديدة اسمها طالبان تدعي أنها تمثل الإسلام الحقيقي.

- عندما دخلت طالبان كابول لم تجلس على طاولة المفاوضات مع من يخالفها أنما كانت تحاول القضاء على الجميع ومنهم من قاتل السوفييت مثل احمد شاه مسعود في الشمال حتى قضت عليه بان أرسلت اليه اثنين من العرب وتمت تصفيته , وطالبان حاولت أن تقدم نموذج لا يتطابق مع الإسلام المعروف وهو منع النساء من العمل و من الدراسة حيث لم يتبقي للنساء إلا مهنة واحدة وهي التسول ومنعت التلفزيون والراديو بل و حددت طول لحية الرجال , وأتاحت لفرق أخرى خارجية العمل داخل أراضيها بحرية منها القاعدة حيث كان نتيجة ذلك ضرب أبراج أمريكا بالطائرات وكان نتيجته احتلال افغانستان بالكامل وكذلك العراق .

- مثال أخر عربي عندما اعتمد النميري في السودان النموذج الإسلامي وأراد تطبيق الشريعة الإسلامية على الجميع ومنهم المسيحيين من أهل الجنوب قاد ذلك لحرب مدمرة ساهمت بتحرر جنوب السودان المسيحي وتقلص مساحة السودان هذا البلد العربي .

- في الصومال حرب لعقود أكلت الأخضر واليابس وتمكن فصيل أسلامي بالسيطرة على البلد ليظهر فصيل أسلامي أخر وهو فصيل الشباب المسلم ويحاول السيطرة ويحدث تدخل أجنبي لمساعدة فصيل على أخر وكل فصيل يقول أنا امثل الإسلام بينما أحوال الناس من تدهور لتدهور ولا تخفى الأوضاع على احد .

- النموذج الأهم والذي يمثل الإسلام السياسي هو الحكومة الإسلامية في إيران وهي تمثل تيار ديني سياسي مذهبي لم يكتفي فقط بتأسيس دولة أنما أراد أن ينشر المذهب خارج الحدود وليومنا هذا نشاهد ما حدث بالعالم العربي والعالم من ما تركه هذا التيار الديني السياسي المذهبي في إيران والعراق ولبنان وسوريا والخليج من ايقاض فتن مذهبية لا تعرفها المنطقة وحروب ونزاعات لا نعرف نهايتها , والثورة الإيرانية الإسلامية لم تكتفي بإقصاء المخالف معها من الليبرايين والعلمانيين أنما حتى من الإسلاميين واتبعت الخط المتشدد الذي جعلها في نزاع مع العالم اجمع .

- في الكويت لدينا تيار الأخوان وهذه الأيام يتحركون وفق الغرور الناجم من فوز الإخوان في مصر رغم أن تيارهم هناك ما زال يعاني الأمرين , لهذا هناك شعور لديهم بأن تحركهم قد لا ينجح لهذا التفوا نحو القبلية والاندماج معها علهم تنقذهم وهذا نهج محفوف بالمخاطر .

وأخيرا أليس من حق أهل الخليج التخوف من تيارات دينية سياسية هي مختلفة فيما بينها من جهادية واخوانية وسلفية وصوفية وشيعية مذهبية , تخوف أن تعصف المحن بمجتمعات الخليج المستقرة منذ أكثر من نصف قرن , وخشية إن وصل احدها للحكم هنا أو هناك أن يتقاتل مع الأطراف الأخرى من نفس النهج ويقصي الآخرين وفق أفكار معدة سلفا , وأمام الأعين ما يحث من نزاعات في دول الربيع العربي من صدام بين التيارات الدينية وغيرها عند كتابة الدساتير ولا نعرف نهاية ما يحدث .

التخوف مبرر لهذا نكتب .

________________

من مدونة حمد الحمد

الخميس 18 أكتوبر 2012 س 8 ود 42

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق