الخميس، 11 أكتوبر 2012

لماذا نرفض الحكومة الشعبية !!

لماذا نرفض الحكومة الشعبية !!


بقلم :حمد الحمد

______________

سؤال يتبادر للأذهان لماذا لا تلقى الدعوة للحكومة الشعبية ذلك القبول المتوقع من البعض , شخصيا هناك أسباب عديدة أرى منها التالي :

أولا: حتى نقيم بناء يفترض أن يكون هناك أساسات قوية لهذا البناء وهنا يفترض قبل أن يتم طرح تلك الدعوة يجب أن هناك تعديل دستوري وفق الأطر القانونية والدستورية تحت قبة البرلمان وهذا لم يحدث وليس في ساحة الإرادة أو الدواويين.

ثانيا : الحكومات الشعبية تتطلب وجود تنظيمات سياسية أو أحزاب على أساس قانوني ومهني وهذا غير متوفر بالكويت ولم يقر وفق القانون لهذا كيف نحقق حكومة شعبية وأحزاب على أساس قانوني والتنظيمات غير متوفرة في الوقت الحالي .

ثالثا : حتى لو تم إقرار أحزاب أو تنظيمات سياسية التخوف موجود نتيجة طبيعة أوضاعنا البنيوية الاجتماعية الحالية حيث الحشد يتم وفق حشد طائفي أو عائلي أو قبلي أو ديني متشدد وهنا نخشى أن تتحول أية أحزاب إلى تجمعات ليس وفق مضمون مدني معاصر كما هو معمول به بالديمقراطيات كما في دول العالم أنما وفق عصبيات أو تنظيمات مذهبية وان حمل أكثرها أسماء مدنية, والنموذج ظاهر للعيان أمامنا في تونس ومصر حيث صراع لا نعرف إلى أين ينتهي , و لنتفرض إن حدث وكان هناك حكومة شعبية ففي وضعنا الراهن والانقسام الواقع حاليا فالحكومات الشعبية تتطلب محاصصة وهنا بلا شك ستحدث وفق محاصصة فئوية بمعنى لطائفة ما وزارة وقبيلة أخرى وزارة وتجمع سياسي وزارة وهكذا وفق التعصب الفئوي والمذهبي والقبلي و سيقودنا الأمر إلى وضع مشابه الوضع السياسي العراقي الحالي أو حتى اللبناني .

رابعا : المنظومة الخليجية لها تاريخ وفق مجلس التعاون الخليجي حيث كل الدول تتشابه في أنظمة الحكم والكويت من هذه الدول بمعنى اسر حاكمة تحكم وفق نظم متفق عليها أو وفق تاريخها السياسي , ولو حدث تغير في الكويت واتت حكومات شعبية فهنا نخرج من منظومة مجلس التعاون وقد نقع في نهب الريح لو حدث أمر جلل كاعتداء خارجي مثلا أو حتى نعاني أو نعزل سياسيا لخروجنا من النسق السياسي التاريخي لهذه المنظومة .

خامسا : الأسرة الحاكمة لها بالحكم ما يقارب ثلاثة قرون ومحاولة تغيير سياسي ليس ضمن الدستورية والقانونية يعني صدام مع السلطة الحاكمة وبالتالي نتوقع تدخل خارجي وندخل في وضع مشابه لما حدث بالبحرين أو اخطر منه وقد نفقد كل نصبو له أو حتى ما ماهو متحقق لنا حيث من عقود .

سادسا : هناك وبدون وعي من يتكلم عن الربيع العربي وان دول الخليج ليس ابعد عن ذلك , واعتقد أن الوضع يختلف فما حدث في مصر وليبيا وغيرها هو مختلف كليا فتلك دول حكمها عسكر اثر انقلابات باسم القومية ولكن هم فشلوا في تحقيق أية أهداف بينما بدول الخليج هناك اسر حاكم لها تاريخ وحققت خلال عقود قصيرة انجازات تحسب لها ويكفي أن كل الدول التي حافظت على أسرها الحاكمة في العالم العربي كانت أفضل وضعا كاستقرار وسياسة , من سلطنة عمان شرقا إلى كافة دول الخليج و الأردن وحتى المغرب غربا فلم تتعرض هذه الكيانات إلى هزات سياسية كما حدث إلى الشعوب التي أقصت أسرها الحاكمة بثورات بدون إيجاد البديل كنظام سياسي مناسب .

سابعا : ما حدث في عالمنا العربي هو ثورة شباب أدت إلى إسقاط حكومات ولكن علينا ان نعي أن من قاد تلك الثورات هم شباب ليبرالي يطالبون بحكم مدني عصري ولكن من حصل على الغنيمة هي أحزاب دينية أخوان وسلف وغيرها و ألان هذه الأحزاب تشكل المجتمعات وفق نظرتها ولا نعرف هل تحقق النجاح ام لا , لهذا يجب أن يعي الشباب بالكويت أن مطالباتهم المتسرعة قد تقود بالنهاية أن من يحصل على الغنائم هم جهات أخرى وليس هم ولكن هم وقود لأهداف لا يعلمونها.

ثامنا : و عندما نتحدث عن الكويت وهي تتمتع بنظام شبه ديمقراطي فأننا لا نلوم من يفصح عن تلك الدعوة نحو الحكم الشعبي كون الأسرة الحاكمة ما زالت تتعامل سياسيا أو كإدارة للبلد وفق نظام لم يتغير من نصف قرن فما زال تعيين رئيس الحكومة وفق التراتب العائلي أو السن وليس وفق من هو اقدر على أدارة البلد ومواجهة مجلس منتخب لهذا اعتقد أن اختيار رئيس الحكومة يجب أن يتغير إلى أسلوب أفضل وليس وفق نظام اعتقد لا يتناسب وفق العصر الحالي وتحدياته التي تعصف بالمنطقة وتمثل أخطار حقيقة .

ما كتبت رأي خاص قد يختلف معه البعض إلا انه استقراء لما نراه في وقتنا الراهن وتوقعات مستقبلية نتمنى أن لا تقع.

__________________

من مدونة حمد الحمد

10 أكتوبر 2012 الأربعاء س 10 ود 9 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق