الثلاثاء، 15 يونيو 2010

نحن والمطاوعة والنار


بقلم : حمد الحمد

استوقفني حكم احد المحاكم الكويتية مؤخرا بحكم بطلان الفائدة وفقا للشريعة الإسلامية ,وقد اثأر الحكم الاستغراب لكونه أول حكم يصدر في الكويت ويرجع للدستور وليس للقانون التجاري.

عموما لا انتقاد لأحكام القضاء, رغم أنة حكم درجة أولى و بالإمكان آن ينقض , ولكن سنتحدث عن نظام البنوك الإسلامية الذي لا استسيغ أن يطلق (دين) على نظام اقتصادي, كون الاقتصاد متغير بتغير الأحوال والأزمان ,والغرب رغم أنهم ابتدعوا النظام المصرفي منذ أكثر من 600 سنة ألا أننا لم نسمع ببنوك مسيحية أو يهودية أو بوذية.

نظام البنوك الإسلامية لا علاقة له بالإسلام ,أنما هو اجتهاد مسلمين من جنسيات مختلفة ,والاجتهاد ليس قران منزل ,وبالإمكان أن ينقض ,ومن الأمور التي لا نستسيغها في الشكل المصرفي, فعندما تذهب إلى بنك تقليدي وتطلب قرضا فيدفع لك المبلغ المطلوب نقدا مع تحديد الفائدة وفقا لنظام البنك المركزي, أما البنك الاسلامى فيرفض أن يسلمك المبلغ نقدا بعد أن يحسب الفائدة أنما يقول نحن لا ندفع نقدا أنما نبيعك (حديد) مثلا رغم انك ليس بحاجة لحديد ,وأنت تستلم من الشركة التي تبيع الحديد التي بدورها تبيع (حديدك) لشخص أخر وتسلمك المبلغ نقدا وهذا يطلق علية نظام (التورق).

وفى هذا السياق رجعت إلى ما كتبة الأستاذ سليمان المنديل في مقالته التي نشرها بالوطن السعودية عدد14 فبراير 2010 تحت عنوان المصرفية الإسلامية, يقول المنديل بين أقواس (عملت مديرا عاما لأحد البنوك السعودية التقليدية وقدم لي عرضا عن عمل الوحدة المصرفية الإسلامية ,وبعد العرض ثبت لي أن الإجراءات المتبعة هي ذات المصرفية التقليدية باستثناء عملية التغليف والتعبئة بسعر أعلى ,واعترف المسئول بذلك وذكرني بالمقولة الشائعة ( خل بينك وبين النار مطوع )

أنا شخصيا احترم نظام البنوك الإسلامية, ومن يعمل بها و أتعامل معها و أنها تفيد ولا تضر, ولكن اشعر أن الفرق بينها وبين البنوك التقليدية يتطابق مع المثل الشعبي القائل (خميس اخو سعيد)


Alhamad225@hotmail.com


 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق