الأحد، 13 يونيو 2010

مسيحيون في مكة!
كتب حمد الحمد

هذا عنوان كتاب صدر في لندن عام 1908، اي قبل مائة عام، وترجم للعربية أخيرا، وهو من تأليف اغسطس رالي، وبما انني من هواة اقتناء الكتب التي تتحدث عن الجزيرة العربية، فقد استمتعت بقراءته.
في الكتاب سيرة ما يقارب 17 من الرحالة المسيحيين الذين ادعوا أنهم مسلمون، وتمكنوا من دخول مكة والمدينة وسجلوا رحلاتهم في مذكرات طبع بعضها.
المؤلف سجل مغامرة أولئك الغربيين الذين غامروا بحياتهم، اما لأهداف شخصية، وإما لدعم من مؤسسات بحثية، والغريب في الامر ان بعضهم سجل ادق التفاصيل عن حياة اهل مكة والمدينة: ماذا يلبسون، وماذا يأكلون، وحتى ما ألوان غرف منازلهم وحياتهم الشخصية.. وأحد هؤلاء ادعى انه من سلالة العباسيين وسجل معاناة الحجاج في الوصول الى الديار المقدسة، حيث يتكالب عليهم قُطّاع الطرق والأمراض الفتاكة.
ولكن افضل الرحالة هو جون بيركهارت في كتابه «رحلات الى شبه الجزيرة العربية»، صدر الكتاب عام 1829.
يقول بيركهارت انه دخل الى جدة في رحلة لأداء فريضة الحج في يوليو 1814، اي قد يكون مضى على رحلته فترة تقترب من 200 عام، ورغم المشاق التي واجهته وخطورة ان يكتشف انه مسيحي والأمراض التي كادت تقضي عليه، فانه استمر ليسجل معلومات ثرية عن مكة والمدينة.
حتما لا نستطيع ان نعرض لما كتبه الا انه اكد ان اكبر تاجرين في مكة هما من اصل مغربي، الاول من عائلة جيلاني، والآخر من عائلة سقاط، وان اغلب سكان جدة من الاجانب من الهند ومصر وسوريا واليمن والملاوي والبرابرة، فاغلب سكانها العرب قد هاجروا ولم يبق الا الأشراف.
بيركهارت يذكر كل شيء، فيقول ان هناك خمسة من بائعي الفول المدمس، وخمسة من بائعي السكاكر، وهناك متجران لبيع الكباب، ومن ينو. الحج في ذلك الزمان فعليه ان يشتري إحرامه، -وأيضا- قماشا ابيض كفنا، فلا يعرف هل يعود لأهله ام لا؟!
هذا المقال يتزامن مع رحلة قمت بها بمفردي وبسيارتي الخاصة بتاريخ 15 مارس 2010 وقطعت مسافة تتجاوز 3000 كيلو متر، من الكويت مرورا بحفر الباطن والدوادمي وعفيف وظلم ومكة المكرمة والمدينة المنورة والقصيم والزلفى، والعودة الى الكويت بتاريخ 19 مارس، وخلال الرحلة في اراضي المملكة لم توقفني اي نقطة تفتيش، ولم أتلق الا الترحاب وما شاهدت الا الأمن والسلام يخيم على تلك الربوع، لهذا علينا ان نحمد الله اننا نعيش في زمن يحل فيه السلام والرخاء على الجزيرة العربية.
31/3/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق