القصبي والنظرة
السطحية للديمقراطية !!
كتب : حمد الحمد
__________
لم أتابع في شهر رمضان
مسلسل سيلفي لناصر القصبي، ولكن عبر موقع انستجرام تصلنا مشاهد من المسلسل ، ولفت
انتباهي مشهد ما من إحدى الحلقات يدور عن مفهوم الديمقراطية ، وطبعا كان المفهوم
سطحي جداً وهو متداول عند العامة وكذلك عند الأغلبية .
على لسان القصبي وحواره مع زميله الممثل استمعت
للتالي :
أولا : يقول القصبي
" بالعربي لو صارت بلدنا ديمقراطية ما يفوز وينجح إلا المطاوعة والبدو "
و " فالسنة بيمشون ورا المطاوعة لو قالوا غلط ، والشيعة بينتظرون المرجعية
علشان التصويت " والبدو يكفيك واحد يحذف عقاله تجيك أصوات القبيلة كلها بنصف
ساعة "
هذا النظرة التي
طرحت نظرة سطحية للديمقراطية ، حيث الفهم هنا إن الديمقراطية هي صناديق اقتراع
والذي ينجح له كل مُقدرات البلد ، وهذا خطأ لان الديمقراطية منظومة متكاملة ،
دستور وأحزاب نظامية معترف بها لها كيانات رسمية بعيدة عن التعصب، وتداول سلطة ،
وقضاء منفصل ، وحريات شخصية ، وقوانين تُطبق على الجميع ، وحرية رأي ، وشفافية ، إذا
مفهوم أن الديمقراطية صندوق اقتراع ومن فاز هو الأمر الناهي غير صحيح ،
والديمقراطية هي فكرة إدارية وفكرة حكم وليس نظام ديني، لهذا كل بلد يرسم لها نظام
خاص به ويلتزم به .
أمر أخر إذا كان
فكر من كتب حوار الحلقة اخذ فكرة الديمقراطية في الكويت ، فهو على خطأ ومن قال إن
الكويت ديمقراطية بالكامل ، هذا غير صحيح الشكل الديمقراطي في الكويت هو يرتكز على
نظام المشيخة فهناك ما زالت أسرة حاكمة وهناك نظام شوري عبر مجلس الأمة ، إذا كانت
الفكرة إن الكويت ديمقراطية وفق ما هو مُتعارف عليه فهذا غير صحيح ، لكن أهل
الكويت مع الأسرة الحاكمة ارتضوا هذا الشكل لعدة عقود وقبلوا به بسلبياته
وايجابياته ،وان كان الجميع يرغب بتطوير الشكل إلا إن أوضاع المنطقة لا تسمح .
ثانيا : على لسان
ناصر القصبي بنفس الحلقة وهو يرفض الشكل الديمقراطي ويرد على زميله فيقول " هذه شعوب ما ينفع فيها الا القمع
.. هذه شعوب فاقدة الأهلية " طبعا هنا يعني الشعوب العربية .
ونرد عليه ونسأل
لماذا الشعوب العربية التي تحتاج القمع وبقوة ، ولماذا بقية شعوب العالم لا تحتاج
قمع لقد تحول العالم من شرقه إلى غربة إلى أنظمة ديمقراطية حتى بعض الدول الإفريقية
.. لماذا العربي يحتاج إلى قمع وضرب . فهل العرب ما زالوا يعانون من متلازمة ستوكهولم
وهي ظاهرة مرضية تعني إن الإنسان يعشق
ويحب من يعذبه أو يضره .
هذا تعليقي على تلك
المشاهد فقط .
_______________
من مدونة حمد
الحمد 1 يونيو 2017 س 9 ليلا ود 25
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق