الأحد، 5 مايو 2013

رابطة الادباء ...هل خرج القطار عن مساره ؟


رابطة الأدباء ..هل خرج القطار عن مساره ؟

بقلم  : حمد الحمد

                      ( مقال نشر لي بجريدة الجريدة عدد 5 مايو 2013)

________________

    الأسبوع الماضي تمت انتخابات رابطة الأدباء , وصوت من صوت , وجوه نعرفها , و وجوه لا نعرفها ولم نراها من قبل مع احترامنا لهم , وتم الفرز , وفاز من فاز إلا أنني شعرت أن هذا القطار الذي انطلق عام 1965 بدأ يخرج عن مساره , وقد يكون في السنوات الأخيرة ارتدى حلة جديدة لم تكن هي حلته الأصلية التي اعتدنا عليها ... ما الذي حدث في السنوات  الأخيرة حتى يرتفع عدد الأعضاء بشكل لا يتوافق مع أعداد المنتسبين لهذا البيت منذ فترة تقترب من نصف قرن .

    كان لي الشرف أن أتولى أمانة الرابطة لفترة سنتين (2007-2009 ) ,وكان رفاقي في مجلس الإدارة اغلبهم من الشباب وأصبحنا طوال الفترة فريقا واحدا , إلا أنني شعرت بثقل المسئولية لان مسمى من يتولى سدة الإدارة هي ( أمين عام ) لهذا تصبح كلمة (أمانة)  ملتصق بك , وهذا يعني أن تحافظ على نظام الرابطة (دستورها )المكتوب بأمانة وصدق ولا تحيد عنه , وان حدث وأن خرجت عن ذلك فهذا يعني خيانة لتلك الأمانة التي أوكلت لك , هنا لا نتحدث عن أمانة تتعلق بالأمور المالية لان موارد الرابطة المالية لا تكفي, وليس هناك نفط تحت أرضها أو ذهب في خزائنها, ولولا دعم الطيبين كالفاضلة  الشيخة باسمة الصباح وأخرين فلا تمكنت من استيعاب الشباب وتسيير العجلة  .

     اعترف لم أجد صعوبة في أدارة الرابطة , ولكن كنت أضع نصب عيني أن اكونا أمينا في المحافظة على دستورها , وشخصيا كنت أشفق على من سيتولى  الإدارة من بعدي وأقول ( الله يعينه ) , الشفقة ليس لصعوبة أدارتها اليومية أنما لمواقف صعبة تواجهك , يأتي أليك زميل ديوانية أو قريب أو شخص له مكانة كبيرة في المجتمع ويطلب أن يكون ( عضو في الرابطة) أو يتوسط لآخرين .. هنا لو دخلت في نفق المجاملة فقد توافق وتضرب دستور الرابطة عرض الحائط وتقول ( افا ما تغلى عليك ), ولكن كنت أجد نفسي أقول (لا تنطبق عليك الشروط)  وبلا تردد , اعترف لقد كنت أجد نفسي في موقف صعب لا احسد عليه أبدا,  فلقد خسرت أصدقاء وأشخاص لهم مكانة  في المجتمع,  بل وتلقيت هجوم بالصحف من هذا أو ذاك  , ولكن في ذلك الأمر  لم ارضخ أو يرضخ رفاقي في المجلس , هنا اذكر حادثة طريفة عندما زكيت متقدمة للعضوية ودعمت قبولها ولكن عند التصويت داخل مجلس الإدارة لم تتم الموافقة , وشعرت بألم  وغصة في الصدر وكأنني أقول للرفاق ( يا جماعة انا الريس جاملوني ) ولكن رفض الطلب وقبلت ما تم , مع عدم اقتناعي بمسببات الرفض , لكن أن نحترم النظام أفضل من أن نخرج عنه وتظهر لنا مشاكل أخرى .

    هل خرج القطار عن مساره وتغيرت هويتك يا رابطة ؟.. هل ذلك بفعل فاعل لا اعرف .. ولكن الذي اعرفه أن الرواد الكبار من قاموا بتأسيس هذا التجمع الطيب أنما كان الهدف هو (كيان )يجمع كل من له أنتاج أدبي وما نعرفه أن الأدب هو أبداع  بمعنى أنتاج  في الراوية أو القصة أو الشعر أو المسرح أو النقد أو أفراد خدموا الأدب  والفكر و الإبداع من باحثين وغيرهم , لهذا  يفترض وفق النظام قبول فقط من له منتج أدبي في تلك المجالات, أما أن يأتي مواطن ويرغب بالعضوية ويقدم منتج ككتاب في أدارة الموارد أو في القانون أو له نشاط دعوي بارز أو غير ذلك , فهذا لا تنطبق عليه الشروط أو كما يقول العامة (هذاك ما ينغزى فيه),ومبرر الرفض أن هذا أو ذاك لن تستفيد منه الرابطة حيث لن يكون له دور في تمثيلها في محفل أو ندوة أو مهرجان شعري بالداخل أو الخارج ولكن أضافته فقط كعضو قد يكون المساهمة في زيادة عدد المصوتين لهذا أو ذاك  .

    أثناء الانتخابات كنت ابحث عن وجوه الشباب الذين كانوا الدماء الجديدة أو حتى كبار الأدباء  ولكن لا أرى أحدا وكأن صوت أحدهم يتردد ( ماكو فايده  الماء غلب على الطحين ) لماذا هذا العزوف ولماذا هذا الكسل , هنا يتوجب على مجلس الإدارة الجديد البحث عن الأسباب , وأيضا أثناء سير الانتخابات كنت أسأل في نفسي  ما هو مبرر تأخير الانتخابات التي يفترض أن تكون في يناير وليس في أواخر ابريل لماذا كبيرة... ومن يخدم هذا التأخير؟؟

     أثار الأستاذ فهد الهندال أثناء اجتماع الجمعية العمومية مستوى مجلة البيان وأنا أيضا أسال ما المبرر أن تكون بعض موادها من أعداد مجلة البيان بالستينيات وبدت كالتاجر المضطربة أحواله  الذي يبحث في دفاتره القديمة, ولماذا صور الغلاف  للرواد من الرعيل الأول وليس ......, وهنا اذكر حادثة طريفة عندما استلمت مجلة البيان وضعت على الغلاف صور احد أعضاء منتدى المبدعين الجدد من الشباب , وبعد صدور العد تلقيت نقدا شديدا...لماذا الشباب ...ولم افعل ذلك الجرم مرة ثانية .

     عموما ما كتبته هو ملاحظات وليس نقدا , وهذه الأيام أتابع برنامج بتلفزيون الكويت عنوانه ( ديرة الطيبين ) وهو برنامج جميل يتحدث عن فترة السبعينيات وما قبل , وهنا استطيع أن أطلق على رابطة الأدباء رابطة الطيبين , لان ما أن تدخل ديوانية الرابطة بالمساء وتسمع تعليقات أستاذنا يعقوب السبيعي الطريفة وردود الأستاذ خالد سالم , ورأي الدكتور الشطي في قضية ما , وتسمع صوت هادي  وهو صوت الدكتور الوقيان في قضية أخرى وهناك ابو طارق عبدالله خلف يذكرنا بسفرة ما ومواقف طريفة  وابتسامات وطيبة الأمين الأسبق الأستاذ المسباح ورفاقه في المجلس السابق وآخرين ..إلا وتقول ستستمر رابطة للطيبين بتوافق الجميع بأذن الله  ولكن القطار نخشى أن يكون قد بدأ يخرج عن مساره , لهذا الحذر واجب .

    وفي الختام , أنا هنا لا أتحدث عن رابطة الأدباء فقط أنما أطرح قضية الاختراق أو تغيير الهوية لدى جمعيات النفع العام , وهل نظام التصويت للقوائم والتجمعات قد انتهى عهدة وأصبح يؤثر على مكونات تلك الجمعيات , وهل الأجواء السياسية المضطربة محليا والتي قادت إلى نظام الصوت الواحد قد تطرح مطالبة بنظام كهذا أيضا في عملية الانتخاب للتخلص من أية مثالب في نظامنا الحالي ..قد يكون هذا احتمال !!

   نبارك لمن فاز وحظ أوفر لمن لم يحالفه الحظ ولكن المسئولية كبيرة في المحافظة على كيان وهوية ودستور رابطة الأدباء ونحن نقترب من الاحتفال  بيوبيلها الفضي  .

_________________________________

مدونة حمد الحمد  الأحد                5 مايو 2013 س 4 ود 28 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق