الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

اعادة التفكير 9 - الثابت والمتغير - الكويت انموذجا

إعادة التفكير 9 – قراءة في فكرنا الديني والاجتماعي


9- الثابت والمتغير – الكويت أنموذجا

بقلم : حمد الحمد

______________

الكويت تجمع حديث

تعتبر الكويت من الدول حديثة التأسيس أو كتجمع سكاني مقارنة مع الدول الأخرى في المنطقة العربية , فلم يمضي على تأسيسها ككيان سياسي سوى 300 سنة , وعندما نعود للمراجع فنجد إنه وفقا لأحد المصادر ففي عام 1766 م يذكر كارستين نيبور أن عدد سكان الكويت ما يقارب 10 ألاف نسمة , بينما في عام 1957 م وهو أول إحصاء رسمي فعدد السكان يقارب 200 ألف نسمة منهم 113 ألف نسمة من الكويتيين , وذلك وفقا لكتاب الكويت والخليج العربي في السالنامة العثمانية للباحث طلال الرميضي .

بينما يذكر د خليفة الوقيان أن بعض المصادر ذهبت إلى إن الكويت تأسست عام 1613 م وقد دون هذا في كتابه الثقافة في الكويت ط2011 , أما أحدى الخرائط القديمة المؤرخة 1803 م فقد أطلقت على الكويت اسم جمهورية كون أهلها اختاروا الحاكم .

ويطلق عليها احد الأجانب في القرن قبل الماضي بعام 1802م بأنها قرية أطلق عليها (قرين ) وتبعد عن البصرة أربعة أيام , والكويت يطلق عليه القرين سابقا ويقول عنها الشاعر النجدي عبدالله بن خليف وقد عاش فيها ما يقارب عقدا من الزمان وعاد لموطنه الزلفي بنجد وهو يرسل قصيدة لقريب له بالكويت ويطلق عليها مسمى القرين الشمالي فيقول :

والا قضينا في رجا الله بالإكمال من دارنا تلفي القرين الشمالي

هجرات

وبإمكاننا أن نؤكد إن الكويت حديثة التأسيس ليس بالرجوع للمراجع والوثائق التاريخية إنما بالرجوع لأصول سكانها , حيث فقط من أسماء العائلات نجزم أنها دولة الحديثة .

ومرجع ذلك أن معظم العائلات تعرف أصولها أو من أين جاء أجدادها الأوائل للكويت وفي أي فترة من الزمن , ويشهد على ذلك ألقاب العديد من العائلات الكويتية , فيعود لقب العائلة للمكان الذي جاءت منه, ففي الزمن الماضي إذا قدم شخص ما من نجد حيث يتبين ذلك من لهجته فيطلق عليه (فلان النجدي) فيلتصق هذا المسمى باسم العائلة , لهذا نجد أسماء عائلات مثلا النجدي تعود لنجد و الحساوي للإحساء والعماني لعمان والصوري لصور والمسقطي لمسقط والقصيمي للقصيم والغاطي للغاط بنجد والعوضي لمدينة عوض في إيران والبوشهري لبو شهر بإيران وبولند ولبلند بايران و الزعابي لزعاب وهي جزيرة بالإمارات , والشطي لشط بني تميم بشط العرب والبصري للبصرة والزنجباري لزنجبار ,وهكذا عشرات الأسماء لا يمكن حصرها لأسر تعود لمدن وقرى في بلدان أخرى حول الكويت هاجرت منها عائلات قبل قرن أو قرنين من الزمان , واستقرت بها وأصبحت جزء من النسيج المجتمع الكويتي .

وهناك اسر تنتمي لأسماء قبائلها أو لفخوذ القبائل التي كانت تستقر بالبادية قبل النفط و هي من نسيج المجتمع الكويتي وبعض منها كان متواجدا قبل النفط والأخر نزح للتجمعات الحضرية بعد ظهور النفط وتحسن الأحوال داخل المدن بتوفر فرص عمل جديدة .

تجانس اجتماعي

ما ذكرنا من تنوع حضري وقبلي إنما يبين مجتمع ينبض بالحياة ومن أصول و أعراق مختلفة ولم يكن من عرق واحد فقط , لهذا ترى هذا التنوع كذلك في المرجع المذهبي , فهناك المذهب السني وهو الأغلب فمن قدم للكويت قبل انتشار الدعوة الوهابية ينتمي للمذهب المالكي كأسرة الصباح وعدد من الأسر الكبيرة ومن أتى بعد الدعوة الوهابية ينتمي للمذهب الحنبلي , وهناك المذهب الشيعي وهذا المذهب هناك تنوع داخله ففئة من العائلات ترجع لأصول فارسية وفئة أخرى أصولها عربية , وحتى بعض نزح من إيران البعض أصوله عربية سواء من ينتمي للمذهب السني أو الشيعي .

وعندما تدخل مدينة الكويت وهي العاصمة تجد هذا المزيج المتعايش فتري هناك مسجد للسنة وبجواره مسجد أخر للشيعة ولا تجد استغراب في ذلك , وقبل قرنين من الزمان يحكي كبار السن عن أجدادهم إن داخل الكويت يوجد مسجد بجانيه كنيسة وبقربهما معبدا لليهود , وما زال في مدينة الكويت مقابر مختلفة وفقا للديانات فمقبرة لأهل السنة ومقبرة جعفرية ومقبرة لليهود , وهناك كنائس داخل المدينة أقدمها مضى عليه أكثر من قرن من الزمان .

ما نعنيه أن ذلك التمازج خلق بيئة اجتماعية حيوية , وكاتب هذا المقال تواجد في مجالس كبار السن من الذين انتقل اغلبهم إلى رحمة الله ولم يروي احدهم إن هناك حدثت فتنة طائفية بين أفراد المجتمع أو صدام خطير وهذا يحسب للمجتمع والنظام الذي يحاول دائما أن يكون على مسافة واحدة من الجميع , وكان الدستور في عهد عبدالله السالم رحمه الله ضامن أساسي لعدم الخروج على هذا النهج وان كان البعض يحاول ان يخرج عنه إلا انه يلجم في اغلب الفترات من فئات المجتمع .

وعندما تطالع فصول من كتاب الدكتور خليفة الوقيان (الثقافة في الكويت – بواكير اتجاهات ريادات ) فأنك ترى كم حارب المجتمع طوال تاريخه كل من حاول أن يشعل فتنا طائفية أو بث أفكار متشددة خشية أن تشعل انقسام بالمجتمع .

و يجدر أن نذكر إن المجتمعات المتنوعة دينيا وعرقيا غالبا ما تكون أكثر إبداعا وحيوية إن لم يتدخل طرف أجنبي أو محلي حاقد ليشعل الفتن بينها , وهنا نذكر مجتمع كالولايات المتحدة يضم أعراقا عدة ومذاهب شتى إلا انه يحافظ على ريادته عالميا في نواحي علمية وثقافية وغيرها من مكاسب علمية تبهر العالم .

ولكن في العقد الأخير يرى المتابع ما يجعله يشعر بالقلق من تنامي زرع فتن بين أفراد المجتمع عبر وسائل الإعلام سواء كانت صحف أو قنوات خاصة أو عبر وسائل التواصل الحديثة أمثال الفيسبوك والتويتر والمدونات وغيرها, التي حتى ألان لم توضع لها القوانين التي تحجم من يستغلها لإشعال فتن وحروب داخلية لأهداف شتى , ولكن مع هذا يبدو المجتمع في كفاح إلى أن لا ينعكس ما يحدث بالعالم العربي على الواقع الكويتي من فتن مذهبية وتغيرات سياسية غير محمودة تخرج عن نطاق الدستور .

هل تغير المجتمع الكويتي

التغير الاجتماعي هو نتاج طبيعي لأي متغيرات تجري على الأرض اقتصاديا أو اجتماعيا أو سياسيا ومن يرفض التغيير أنما يجد نفسه بعد حين في أزمة هوية ,ولا شك أن اكتشاف النفط في الكويت يعتبر عاملا مهما نقل الكويت من بلد صغير يعتمد على التجارة إلى بلد يملك ثروات مهمة جعلته محط أنظار الآخرين .

وذكرت المصادر التاريخية بأن ما حدث في منصف القرن العشرين يعتبر معجزة أنقذت الكويت وجيرانها من خطر محدق , ففي الثلاثينيات والأربعينيات كاد المصدر لرئيسي لرزق الكويتيين وهو صيد اللؤلؤ والتجارة أن يتوقف .

العامل الأول بسبب اختراع اللؤلؤ الصناعي من قبل اليابانيين مما الحق ضررا بالغا بهذه المهنة القديمة أو هو أوقفها في الكويت وباقي أمارات الخليج .

والعامل الثاني هو استقلال الهند عام 1948م عن بريطانيا ,وبذلك يصعب على أهل الكويت والخليج سهولة التعامل مع المواني الهندية تجاريا كما بالسابق عندما كانت تحت الإدارة الانجليزية .

إلا أن المعجزة حدثت بفضل الله باكتشاف النفط وبتصديره بعد الحرب العالمية الثانية , وقد كان هذا هو المنقذ من الخطر المحدق , وجون فيلبي في احد كتبه وقد عاش في العشرينيات من القرن الماضي في الجزيرة العربية كان يتوقع أن لا يبقى احد من سكان الجزيرة العربية لكثرة الإمراض ولكثرة الحروب بين القبائل إلا إن بحمد الله لم يحدث هذا بفضله ورحمته .

الثابت والمتغير

الكويت كمجتمع عربي ويقع في محيط الجزيرة العربية يجاوره البحر وتحيط به من جوانب الصحراء لابد أن يتغير بعد وصول عوائد النفط بشكل ابرز في بداية الخمسينيات , وكما ذكرنا المجتمعات تتغير بصورة أسرع عند التغير الاقتصادي مما يتيح لها الانفتاح على الخارج والاتصال مع الآخرين , حيث أصبح البلد مصدر جذب للبشر وليس كالسابق .

وبدأ التحول بالانفتاح على الأخر سواء عبر السفر أو قدوم جماعات مختلفة من أهل فلسطين بعد النكبة عام 1948 م للعمل والاستقرار ,وكذلك جماعات من أهل الشام بعد أن أصبحت الكويت بحاجة فعلية لأيدي عاملة ماهرة في كافة القطاعات سواء تعليمية أو صناعية أو خدمية .

قدوم فئات سكانية من ثقافات مختلفة إلى جانب ما حدث بالعالم العربي في الأربعينيات والخمسينيات من أحداث سياسية كان له اثر على المكون الفكري والثقافي الكويتي فأصبح الثابت متغير بل ومقبول لدى البعض , حتى إن بعض من درس في مصر أو في بغداد وبيروت في الأربعينيات وعاد للكويت راح يستخدم بعض مفردات لهجات تلك البلدان في حديثه , أو حتى يلبس اللباس الإفرنجي, ورغم أن هؤلاء وهم من الطبقة المثقفة و يعدون على أصابع اليد لا أنها ظاهرة لم تستمر ولم يتقبلها الأكثرية وفضلوا التمسك بلهجتهم ولباسهم التقليدي ,وهذا حدث في بداية الخمسينيات ومن هؤلاء المربي عبدالعزيز حسين والشاعر احمد العدواني والشاعر يعقوب الرشيد وعبدالله حسين رحمهم الله والدكتور احمد الخطيب .

ولكن بدأ مؤشر أخر يلقى القبول وهو تأثير المد القومي أو الليبرالي على احد مكونات المجتمع الكويتي و تغير الأسماء المتداولة , فبعد ثورة 1952 في مصر التي الهبت حماس الجماهير العربية كان تأثير في الكويت ليس من باب الحماس لها, أنما قيام الكويتيين بإطلاق أسماء جديدة على المواليد فبدلا من الأسماء المعتادة مثل جاسم بدر, سعود ,فهد ,حمود الخ , تم تسمية المواليد بأسماء جديدة لم تكن مقبولة من قبل وكان ذلك في بداية الستينيات مثل أسماء من قاموا بثورة 1952 في مصر أمثال محمد نجيب , وجمال عبدالناصر , وعبدالحكيم عامر وغيرهم , لهذا سمى عدد من الكويتيين أبنائهم بأسماء مثل جمال ونجيب وعبدالحكيم وسمير وحسام ولؤي وغيرها من أسماء جديدة تتناسب مع ما حصل من انفتاح ثقافي واجتماعي اجتماعي .

ولكن الملفت للنظر أن الكثيرين توقفوا في بداية الثمانينيات عن استخدام الأسماء الحديثة وعادوا مرة أخرى للأسماء القديمة وهي أسماء الأجداد والإباء , حتى أن بعض من سمى ابنه سمير أو غيرة عاد مرة مرة أخرى ليغير الاسم رسميا وليعود لاسم متوارث قديم .

الزي بين الثابت والمتغير

قبل سنة قلت لأحد رواد الدواويين ( إنني أنا وأنت بعد فترة زمنية قريبة سيعترينا الخجل عندما نسير في الشارع أو في احد الأسواق التجارية الكبيرة بالكويت ) ولقد أثار ذلك استغرابه متسائلا (كيف ؟) أجبته ( سيعترينا الخجل عندما نسير ونحن نرتدي لباسنا الشعبي وهو (الدشداشة والغترة والعقال) كون معظم من يسير بجانبنا من الشباب الكويتي وحتى الكبار يرتدون البنطال والتي شيرت أو الملابس الغربية ونبدو كأننا خرجنا من زمن ماضي أو جزء من التراث ) وهنا رد صاحبي وبحسرة ( كلامك صحيح يا فلان ).

قبل سنة سألني ضيف خليجي سؤال وهو ( هل عادة لبس الملابس الأوربية للكويتيين أتت اثر تحرير الكويت من قبل مشاركة الأمريكان أو التحالف الغربي ), وكانت إجابتي بأن الأمر لا يعود لذلك أنما تعود لعوامل عدة منها (إن من شاب على شيء شاب عليه ) فمعظم الأمهات تلبس أطفالها الصغار الملابس الإفرنجية وهي (البنطال والتي شيرت) لكونها عملية أكثر وبألوان وأشكال متعددة أفضل من (الدشداشة) التي تحتاج إلى غسيل وكوي من يوم وأخر.

أما العامل الأخر وهو الهام فهو الإعلام , فالأعلام الأمريكي أو الغربي ساهم بصورة كبيرة في نواحي عدة في حياتنا , وهنا لا نعني الكويت فقط أنما كافة نواحي عالمنا العربي وهذا ما يطلق عليه الغزو الثقافي , وندلل على ذلك إن تغيير الموروث الثقافي ليس بدول أجنبية ترسل جيوش للتغيير ,أنما بخطط ممنهجة لها اهداف تجارية وثقافية لا تتطلب جنودا ولا دبابات ولا طائرات ولا أطلاق رصاص ,هؤلاء الجنود يأتون عبر الفضاء هؤلاء هم (الممثلون نجوم السينما ) الذين نسخر منهم ونحتقر مهنتهم والذين يظهرون لنا عبر أفلام السينما أو على شاشات القنوات التلفزيونية عبر مسلسلات درامية , فعندما تجلس المرأة أو الرجل أو الطفل ويشاهد فيلم أمريكي ويري البطل يلبس الجينز فهذه دعاية لهذا اللباس, أو نراه يدلف في مشهد إلى مطعم ماكدونالد فهذا دعاية مبطنة , أو يقود سيارة أمريكية أو البطلة ترتدي زيا حديثا , لهذا أبطال السينما والتلفزيون هم جنود مجندة لنشر ثقافتهم الخاصة ولنقلها عبر السينما للشعوب الأخرى , وقد نجحوا بالفعل , وما يبث عبر تلك الوسائل تغني عن عشرات الخطب والمواعظ أو حتى الفواصل الإعلانية أو الكتب.

وهنا اذكر قول احد المفكرين وبما معناه (بأن الاتحاد السوفييتي لم يتهاوي بعد سبعين عاما بفضل جيوش وصواريخ أرسلتها الولايات المتحدة ,أنما بفضل السينما والتلفزيون الذي دخل بيوت المواطن بالاتحاد السوفييتي واخترق ثقافته , و أوضح له انجازات الليبرالية وفشل الشيوعية والاشتراكية حيث يستطيع الأمريكي البسيط أن يحصل على سيارة ا و هاتف منزلي أو خبز متى ما أراد بينما مواطن الاتحاد السوفيتي يحتاج لانتظار سنوات حتى يحصل عليها أو يقف في طوابير).

وهنا نعود لتغيير الموروث الكويتي للملبس من ثوب شعبي من (غترة وعقال وثوب ) إلى (الجينز والتي شيرت) , ولكن شخصيا رغم ما حدث إلا أن الشيء الجدير والمبهج إن الشاب الكويتي رغم انه أعجب باللباس الغربي إلا أن هناك ازدواجية لها ايجابية , وهي إن الشاب لم يتخلى عن لباسه التقليدي فنراه مثلا يذهب إلى العمل باللباس الشعبي وكذلك إلى الإعراس وعند العزاء, ولكن الملابس الأجنبية يفضلها عند الذهاب إلى الأسواق التجارية وهي المولات والمطاعم والشاليهات وخارج المنزل, إذا لم يتخلى عن لباسه الشعبي أنما يفتخر به ويرتديه في أماكن كما ذكرت سابقا .

ولكن مع هذا يجدر ان نبين أن تلك الظاهرة تختلف من مناطق سكنية لآخري في الكويت حيث تقل في مناطق ذات تواجد قبلي الذي ما زال محافظا عن مناطق أخرى .

نساء وتغيير

أما النساء فالكويت فقد واكبن حركة المجتمع التي كانت تتغير بسرعة نتيجة توفر مداخيل الثروة النفطية بين أيدي أبناء المجتمع, وكذلك انسلاخ العالم العربي عن هيمنة الحكم العثماني وبروز التيارات الليبرالية نتيجة وقوع الكثير من البلدان العربية تحت وصاية عواصم غربية كانجلترا وفرنسا .

وكانت النساء في الكويت أكثر جرأة في مواكبة التغير في الزي , فمن التزام بالزي العربي الشعبي للنساء وهو العباءة وغطاء الوجه (البوشية ) حتى الخمسينيات إلى الانفتاح على الملابس الغربية أو ما ترتديه النساء في مصر والشام , لهذا خلعت العباءة في بدية الستينيات للفتيات بينما تمسكت بالتقاليد النساء الأكبر سنا , أو حتى في السبعينيات ظهرت في العالم موضة الميني جوب ورغم انه وصل للكويت إلا أن ذلك كان محدود جدا ولم يستمر .

ولكن مع تغير الأوضاع السياسية والفكرية في المنطقة إلا و واكب ذلك تغير كبير , فما إن هبت رياح حركات الدين السياسي إلا وأعقب ذلك تغير في الفكر و الملبس , ففي منتصف السبعينيات بدأ ظهور لبس الحجاب على الطريقة المصرية مع بروز تيار الإخوان ممثلا بجمعية الإصلاح , وفي الثمانينيات كان هناك اتجاه نحو لبس النقاب عندما ترسخت حركة السلفيين ويمثلها جمعية إحياء التراث .

وهناك يجب أن نبين ما حدث لم يكن للدولة أو النظام دخل فيه , فلم تكن هناك قوانين تلزم النساء بزي معين أنما ترك الأمر للمجتمع لان يتعايش مع الأصلح له على أن لا يتعارض مع القوانين , ولكن لتلك الجمعيات دور كبير في ذلك وامتزاج الفكر الديني مع الفكر القبلي المحافظ بالأصل , لهذا لو تجولت في أروقة جامعة الكويت لوجدت الطالبة السافرة وبجانبها المحجبة وهناك من تلبس العباءة وأخرى تلتزم النقاب ومع هذا لا تجد استغراب في ذلك , وإنما شكل من حيوية الديمقراطية التي تتيح للإنسان أن يشكل حياته الخاصة بعيدا عن تدخلات حكومية أو جهات أخرى أنما تترك للمجتمع أن يشكل نفسه بنفسه على ان لا يتعارض ذلك مع قوانين البلد .

وهنا اذكر عندما التحقت بجامعة الكويت في عام 1973 لم تكن ألا طالبة واحدة ترتدي الحجاب في الكلية التي ادرس بها وكان زيها محل استغراب , ولكن انتشر بعد ذلك وبدأ زي جميل ومقبول للجميع إلى يومنا هذا للأكثرية من النساء والملبس هو حرية شخصية كفلها الدستور .

ما نكتب ليس استعراض أزياء فترات من الزمن ,ولكن تبيان مدى تأثير الفكر السياسي والثقافي على المجتمعات ومساهمته في تشكيلها حتى مظهريا .

_________________

من مدونة حمد الحمد

الثلاثاء 28 أغسطس 2012 س 8 ود 52 ص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق