الخميس، 30 أغسطس 2012

في الكويت .. وهج الديمقراطية يتراجع للأسف !!

في الكويت ..وهج الديمقراطية يتراجع للأسف !!!


بقلم : حمد الحمد

__________________

0 لن أتحدث عن تجمع ساحة الإرادة يوم الاثنين 27 أغسطس 2012 , والأعداد التي اقل مما كان يتوقع البعض رغم أن النقابات واتحاد الطلبة يفترض إن تشارك ,إلا أن النظام فرح لانخفاض عدد المشاركين ,ولكن هذا يحمل مؤشرا جديدا على ملل ونفور المواطن الكويتي من ديمقراطية تخرج عن إطارها , وتعمل بغير مهنية و في غير ما يبتغيه الشارع وتجعله ينفر منها, وتمسح تاريخ ناصع نرغب بأن نحافظ عليه .

شخصيا أحب أن أقدم أسباب تلحق اكبر ضرر بالديمقراطية الكويتية ,يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.

أولا: نظام الانتخاب غير فعال

___________________________

لا يعقل أن لا يتغير هذا النظام منذ عدة عقود فلقد أكل عليه الدهر وشرب, فشرط الترشح أن يكون المرشح كويتي غير كافي , ولكن هل كل كويتي يخرج من منزله صباحا ويذهب ليرشح نفسه حتى بدون استشارة أهله ,يحق له خوض الانتخابات اعتقد لا .

هناك دول أخرى حاولت آن تحد من العابثين حيث اشتراط عدد محدد من الناخبين يزكون المواطن للتقدم للترشح , لهذا في الانتخابات نكتشف أن بعض من رشح نفسه لا يشارك بالتصويت ولا يحصل ولا على صوت واحد , أو البعض قد حصل على صوت أو صوتين فقط , أو من يلغى ترشحه لوجود سجل امني أو جنائي وغير ذلك أو أن يكون هناك مرشح شخصية كوميدية أو حتى بلهاء للتندر به عبر القنوات التلفزيونية.

أيضا يفترض أن يكون هناك مرحلة ثانية للانتخابات فلا يعقل أن يفوز مرشح بفرق صوت أو صوتين , وهناك من امتهن الترشح كل انتخابات ليس من اجل الفوز أنما من اجل تشتيت الأصوات وإسقاط آخرين .

أمر أهم وهو أن يكون هناك لجنة عليا دائمة للانتخابات تمارس دورها طوال العام لتحصين أسماء من لا يحق له الترشح أو التصويت فكثير من الناخبين لا يحق لهم حتى التصويت ونظام شفاف للذمة المالية .

وكذلك نرى أن الانتخابات الفرعية أو التشاورية أنما تخرج عن روح المواطنة وتحصر من يرشح نفسه ليس من قبيلة ما , أنما من فخذ محدد وبذلك تلغي فرص الكثير من المؤهلين حتى من داخل القبيلة .

ونرى أن أدارة الانتخابات و الفرز وإعلان النتائج تحتاج تطوير , فلا يعقل أن تعلن النتائج في نفس الليلة وبصورة متسرعة بدون أن تراجع من جهة أخرى حتى لو يأخذ الأمر أسبوعا كاملا , حيث نرى في السنوات الأخير التسرع في إعلان النتائج وبعد ذلك نكتشف أن هناك أخطاء قاتلة .

وهنا نذكر أن تطوير آلية الانتخاب ليس من مهام الناخب الكويتي أنما من مهام الحكومة والمجلس , ولكن للأسف لم يلتفت لها احد وقد يكون هذا متعمد رغم مرور عدة عقود على هذا النظام الذي لم يتطور مع الواقع , فهل نظام يناسب الستينيات وهو عصر التلفزيون يناسب عصر التويتر ووالفيس بوك اعتقد لا.

ثانيا : المخرجات ومهنية الممارسة

___________________________

نعني بمهنية الممارسة أن المواطن وهو الناخب له حق اختيار الأفضل لتمثيله في مجلس الأمة , ونجاح إي مرشح هو بحد ذاته توظيف هذا المرشح الذي أصبح عضوا في مجلس الأمة للقيام بمهمات رقابية وتشريعية ويتقاضى راتب من المال العام , ولكن ما يحدث هو أن البعض من الأعضاء يخفق في أداء الواجب وفقا للأتي :

0 أن هذا النائب للأسف ينسى دورة في أداء الواجب وهو أن يعمل داخل أروقة المجلس بصمت ولكن ما نراه أن هذا النائب يخرج عن صميم عمله وتراه يوميا في مقابلات تلفزيونية وصحفية أو كتابة مقالات بالصحف أو تغريدات أو تصريحات لا تغني و لا تسمن من جوع أو حتى ندوات لا تخدم الهدف الذي أوكل إليه والبعض لا يشارك حتى باللجان .

0 أن بعض الأعضاء ينسى أن اختياره للعضوية ليس لتمثيل دائرته أو عائلته أو قبيلته أو تياره وإنما يفترض أن يمثل الكويت .

0 بعض الأعضاء للأسف يعشق أطلاق تصريحات نارية أو تقديم مقترحات يعرف سلفا أنها لن تمر ولكن فقط ليبقى في دائرة الضوء مما يجعل المجتمع يعيش في دوامة فقط لدحضها والرد عليها .

0 أعضاء يتقدمون بمقترحات قوانين يعرفون سلفا أنها غير دستورية أنما فقط تقدم نكاية بتيارات, أو طوائف أخرى , وهذا إضاعة لوقت المجلس وخلق فتن تخرج للشارع .

0 مهمة نائب الأمة أن يضع قوانين وتشريعات تعالج ظواهر تمت دراساتها من قبل مختصين وليس تشريع قوانين لأحداث يومية فردية تعالجها بالأصل القوانين المشرعة من قبل .

0 يفترض أن يعمل النائب وفق أغلبية بمهنية ويعطي أهمية للأهم وليس بناء على رغبة الشارع .

0 نرى أعضاء رغم أنهم يفترض أن يمثلون الشعب فنجد وقوفهم في صف الحكومة بالحق والباطل وهذا مشين .

0 بعض الأعضاء من الشباب يتبنون مشاريع قوانين (الحكومة الشعبية ) وفق تصورات الحراك الشبابي ولكن لا الشباب ولا هؤلاء الأعضاء يعون أن تنفيذها وفق الدستور ليس بالسهل, لهذا يساهمون بخلق إشكالية لدى الرأي العام الذي ليس لديه علم بتلك الأفكار التي لم تعرض عليه أثناء الحملات الانتخابية أو هم (كمن يريد صنع طائرة ولكن اغفل أنها تحتاج لمحرك وهو ليس بمقدوره ذلك , لهذا طائرته جميلة التصميم لكن لن تطير) .

0 يمتهن بعض الأعضاء تقديم استجوابات بقصد الإطاحة بالوزير وليس معرفة حقيقة عمله , وان يكون هدف الاستجواب أهانه الوزير فقط بصورة مسرحية مما يخلق ردة فعل غير مقبولة لدى الشارع , ولا تشجع أي مواطن يحترم نفسه أن يتقلد إي منصب وزاري مستقبلا .

0 نرى تقديم مشاريع قوانين كبرى تمس الواقع الاقتصادي ويتم اقرارها ولكن عند التنفيذ لا نجد لها جدوى وغير قابلة للتطبيق وهنا طامة كبرى .

0 العمل بغير مهنية ومخرجات انتخابية غير مؤهلة للعمل النيابي قد يدفع الناخب مستقبلا لاختيار مرشحين في صف الحكومة وبالتالي تغيب الرقابة وتتسع رقعة الفساد وقد يقود لتعديل دستوري يحجم عمل المجلس النيابي ,وهذا يعتبر تراجع كبير لا نطمح له في أجواء الربيع العربي والمتغيرات التي تتخطى واقعنا الذي كان الجميع يؤمن بأننا في المقدمة في المشاركة السياسية .

0 استبشر الجميع خيرا بتشكل كتلة أغلبية في مجلس 2012 ولكن خاب الظن عندما بدأ تشكيل الكتلة كفريق كرة قدم ينزل الملعب بلا كابتن أو مدرب أو خطة وكل لاعب يصر على أن يكون في مركز الهجوم لتسجيل أهداف من اجل نجومية اكبر .

0 التعاون مع الحكومة مهم ولكن في مجلس 2012 وبرئيس حكومة جديد نرى الأعضاء يتسابقون في بداية دور الانعقاد بمن يسقط وزراء في حكومة رئيس الوزراء الجديد الشيخ جابر المبارك و كان الأفضل منح الرجل فرصة حتى لو لأشهر, ولكن هذا لم يحدث أنما تم إسقاط وزيرين في فترة وجيزة ولأسباب غير جوهرية , وارى أن لولا لم يصدر حكم المحكمة الدستور لكان هناك حل لمجلس 2012 لتسرعه في الصدام مع حكومة جديدة في فترة قصيرة والمجتمع لم يلتقط أنفاسه بعد .

0 أرى أن هناك فهم مغلوط بان المجلس القادم أو الحالي هو من يضع نظام الدوائر الجديد وهذا غير صحيح أنما يفترض أن تضع لجان محايدة نظام مناسب والمجلس يصوت عليه لان لو تركنا الأمر للمجلس فسيقوم البعض بتفصيله على وضع مناسب له وهذا غير مقبول .

لهذا نود قول الأتي :

ما اعنيه أن أخفاقات المجالس النيابية للأسف بدأت تخلق فجوة واسعة بين الشارع والديمقراطية ,وأصبح تزايد الأصوات التي تردد بصوت مسموع ( مانبي المجلس ) وهذه طامة كبرى يجب أن يلفت لها الجميع لان بدون مشاركة الشعب بممارسة دوره أنما يترك النظام يتصرف بمفرده وهذا خطر اكبر على المجتمع .

بسطور ما كتبت أعلاه أنما أوجه سهام النقد لأعضاء السلطة التشريعية بما أنني كمواطن انتخبتهم وليس من مهمتي تبيان أخطاء الحكومة وهي لا تعد ولا تحصى وهي في كثير من الأحيان لا تعمل حتى ننتقدها , لهذا نتمنى أن ينتبه الأعضاء أن العمل بغير مهنية كما يحدث في السنوات الأخيرة أنما يلحق ضررا بالغا بالمسار الديمقراطي, ويدفع البعض لاختيار الأسوأ من المرشحين فقط نكاية بالبعض الأخر وإفشال العمل البرلماني وإسقاطه من الداخل كما حدث في الانتخابات الأخيرة , وان حياتنا الديمقراطية على مفترق طرق إذا لم نعدل ليس فقط في نظام الدوائر أنما نظام الانتخاب وأسلوب إدارة التصويت والفرز والى اختيار الأصلح والأعقل ومن يريد العمل بمهنية وليس بأسلوب استعراضي .

وأخيرا كتبنا ما كتبنا على عجالة ونطلب السماح , فهناك نقاط أخرى هامة ولكن التوسع في الطرح قد يثقل من يتابع .

______________

من مدونة حمد الحمد

الأربعاء 29 أغسطس 2012 س 10 ود 20 ليلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق