الأحد، 16 يوليو 2023

الداخلية تظاهرة غير موفقة رغم حسن النية

 

«الداخلية»... تظاهرة غير موفّقة رغم حُسن النية!

كتب : حمد الحمد

جريدة الرأي / 16 يوليو 23

   في الصحف وفي وسائل إعلامية، تابعنا تظاهرة إعلان أكاديمية سعد العبدالله، عن قبول طلاب وفق نظام القرعة، حيث جُمع المئات من خريجي المرحلة الثانوية للقبول في تلك الكلية، والقرعة تمت بحضور كبار قيادات وزارة الداخلية، شخصياً لا أعتقد أن هذا نهج أو أسلوب موفق، وهو حشد مئات الشباب من أجل قرعة لوظيفة مع جهد تنظيمي مُتعب وتكاليف مالية عالية، حيث اعتدنا اتباع أسلوب القرعة في توزيع البيوت السكنية أو سحب جوائز البنوك أو الشركات... لكن حشد شباب في مهرجان مُكلف وتصويرهم، مؤكد نهج غير حضاري وغير موفق، وقد يكون مُهيناً لمن لم يحالفه الحظ.

   في منتصف التسعينات كنت أعمل في بنك، والإدارة قرّرت توزيع جوائز مُحدّدة على الموظفين بنظام القرعة، وحتى لا نُخرج الموظفين وهم بالمئات من أعمالهم ومن منازلهم، ونحشرهم في مكان لعمل قرعة لا تأخذ إلا دقائق، اقترحت أنا وكنت آنذاك مديراً للموارد البشرية بأن الأصوب أن نجمع القيادات العليا في البنك في اجتماع وبحضورهم يقوم المدير العام الإنكليزي الذي أعجب بمقترحي بسحب ورقتين ليفوز من يفوز، ويوقع الجميع على شفافية العملية وبحضور شهود، وبتصديق من الإدارة القانونية وإدارة التدقيق، وحينها تم التنفيذ، ولم تأخذ العملية إلّا ربع الساعة، وتم إعلان الفائزين لاحقاً، ولم يعترض أحد وتمت المُباركة لمن حالفهم الحظ.

    يحدث أن تكون هناك أفكار جميلة على الورق، لكن في الواقع غير عملية وكذلك مهينة، وفي ذاكرتي حكاية مقترح فعّله أحد البنوك الأميركية، والمقترح جميل وإنساني في معناه، وهي أن البنك بشّر المتقاعدين بأنه سيُقدم لهم خدمة فريدة، حيث لا داعي لحضورهم لفروع البنك لتسلّم رواتب التقاعد مع بداية كل شهر، إنما سيصل الراتب لكل متقاعد لبيته وباليد، وعندما وصل الخبر للزبائن، اكتشف أن هناك تظاهرة أمام أحد الفروع من كبار السن من المتقاعدين الذين يرفضون الخدمة، ويعلنون أن هدف البنك المخفي بأنه لا يود أن يرى وجوههم ولا يرغب بدخولهم مرافقه، وأن ذلك القرار سيساهم في حبسهم في منازلهم وموتهم في أقرب وقت، وأن خروجهم هو سعادة بحد ذاتها لهم، وهنا ألغى البنك المُقترح بعد تلك التظاهرة.

إلى «الداخلية»، هل بالإمكان إعادة النظرة بتلك التظاهرة... فقط رأي.

https://www.alraimedia.com/article/1648691

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق