السبت، 20 يناير 2018

ليس من واجب الحكومة توفير خدم !!

ليس من واجب الحكومة توفير خدم !!
كتب : حمد الحمد
__________
أمس أعلنت الفلبين أنها لن ترسل خدم للكويت بسبب سوء معاملة تلاقيها فئة الخدم في هذه البلد ، وهنا أسرعت الحكومة بالرد وكذلك بعض أعضاء مجلس الأمة رغم أن الأمر لا يعني الحكومة ولا المجلس كون فئة الخدم تعمل في بيت المواطن ولا شأن للحكومة أو المجلس بالموضوع . كذلك لا يوجد بند بالدستور ينص على أن الحكومة يجب أن توفر خدم للمواطن، ولكن الحكومة مُلزمة بتوفير معلمين وأطباء وممرضين وغيرهم وليس خدم ، ومع هذا الحكومة تُساهم بتوفير الخدمات الصحية لهم بسعر مجاني و وضعت قوانين تحفظ حقوق العمالة المنزلية والتي يقال عددها أكثر من نصف مليون  .
لهذا يفترض المواطن والقطاع الخاص هم من يساهم بمعالجة ارتفاع أسعار استقدام الخدم ، لهذا لماذا الحكومة تهتم بالموضوع وتصرح بشان القضية ، وهي على علم أن العالم تغير ،وان استقدام الخدم يخضع للأوضاع العالمية بمعنى قيود تفرضها الدول على سفر مواطنيها، وكذلك تحسن أوضاع اقتصاديه في تلك البلدان ، لهذا قضية ارتفاع الأسعار أمر طبيعي لظروف مختلفة ، وسيأتي يوم قد يصل ارتفاع تكلفة استخدام خادم إلى 4 ألاف دينار لان القضية أصبحت عرض وطلب، كلما قلت فرص قدوم العمالة المنزلية ارتفعت الأسعار ،وهكذا كما هو سعر البترول عندما يُحدد وتقلل أوبك كمية المُصدر يرتفع السعر وكلما كثر المُنتج في السوق قل السعر .  وقبل سنة أسست الحكومة شركة لجلب الخدم من المال العالم رغم أنها يفترض أن لا تتخذ هذا الإجراء وفشلت الشركة لان لا جدوى منها .
في هذا السياق اذكر حكايتي عندما كنت في أواخر السبعينيات في دورة لتعلم اللغة الانجليزية في مدينة بجنوب انجلترا ، وسكنت في منزل كبير و هو قصر ، هذا المنزل يؤجر غرف المنزل للطلبة أمثالي ، وعندما دخلت هذا المنزل أو هذا القصر شاهدت حمام سباحة وحديقة ، وكنت أقول كم خادم يعمل في هذا المنزل ، لكن تبين لي بأن لا يوجد خدم فصاحب المنزل مقاول وزوجته سيدة مجتمع بمعنى لا تعمل ، وكنا نحن ستة طلبة من اليابان والمانيا واسبانيا وأنا وجنسيات أخرى ، المهم كل طالب يسكن في غرفه وهو مسئول عن غرفته ، وفي الصباح ننزل لغرفة الطعام جميعا ، وتأتي ربة البيت سيدة المجتمع وتقوم بإعداد الفطور لنا ، وكذلك في فترة العصر وقت الشاي ، المهم يتم كل شي من قبل الأم وأبنتها بسرعة قصوى ، أما الابن وكان عمرة يقارب سبع سنوات أو اقل، فيذهب من الصباح بدراجته ولا نعرف أين يذهب وعندما سألت قيل لي أنه يذهب بدراجته كل صباح لتوزيع الصحف على المنازل ويأخذ مصروفه من هذا العمل ، المهم كل هذا القصر بدون خدم أنما يدار بتعاون أفراد الأسرة .
لهذا رغم أنني لا أود أن اكتب ما يزعج المواطن الذي يبحث عن خدم ،أقول أسعار الخدم سترتفع إلى أسعار فلكية كونها مرتبطة بوضع اقتصاديات تلك الدول وقوانينها والحكومة لا شان لها بالأمر .
هنا أقول للحكومة وكذلك مجلسنا الموقر ارفعوا يدكم عن هذه القضية واهتموا بقضايا من صميم عملكم لان حكومة ومجلس يجتمع لمناقشة أسعار خدم لا يقدم صورة طيبة خارجية لنا فلدينا مشاكل أهم واتركوا المواطن "يعابل" مشاكله الخاصة مع خدمه .
وسلامتكم.
_____________

من مدونة حمد الحمد  السبت 20 يناير 2018 س 8 و د 40 صباحا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق