الأربعاء، 21 يناير 2015

أنا والسفر ومسرحية طارق العلي !!

أنا والسفر ومسرحية طارق العلي  !!
بقلم حمد الحمد
____________
عندما أقرر السفر لدي عدد من الأمور لا بد أن اتبعها ، وهي أن التزم بثلاثة التزامات ، أولها أن لا أتناول طعام الطائرة الذي يُقدم لي ، ثانيا أن    اصطحب معي ثلاثة كتب ،  وثالثها أمور تتعلق بالمال لهذا سأشرح سالفة التزاماتي كالتالي لعل البعض يستفيد منها:
أولا : لا أتناول طعام الطائرة لأنني اعتقد أنه غير صحي  ،وقد يسبب التسمم لكونه يُخزن لفترة طويلة ، وسبب اعتقادي سالفة حدثت  لي منذ سنوات طويلة ، فقد كنت عائداً من لندن،  وكان بجاني يجلس شاب أسيوي أعتقد فلبيني ، وكان طوال الرحلة أما نائم ، أو يرفض الأكل الذي يُقدم له ، وعندما اقتربت الطائرة من الكويت سألته: لماذا لم تأكل ؟ قال وكان الجواب على لسانه كالتالي: ( أنا مهندس بالطائرة وأعرف أن الأكل الذي تقدمه الطائرات غير جيد وغير صحي ، لهذا أتناول وجبتي عندما انزل في اقرب مطار!! ). المهم من ذلك اليوم وقد يكون منذ أكثر من عشرين سنة لا أتناول وجبات الطائرات أنا وعائلتي ، ولكن لا ارفض الوجبة التي تقدم لي وأخذها وأحاول تناول الخُبز مع الجبن فقط ،  والسؤال لماذا اقبل الوجبة ولا أتناولها ؟ الجواب أنني عرفت فيما بعد أن الراكب الذي يرفض الوجبة يُلزم على المضيف أو المضيفة أن يُبلغ عنه..  لماذا ؟ لان هناك شبهة انه يحتفظ في بطنه بلفافة مخدرات لان من يضع في جوفه مخدرات لا يتناول الأكل  ، هذا اعتقاد لأنني لاحظت كلما ارفض الوجبة بالكامل تسألني المضيفة لماذا لم تأكل ؟ أمر آخر من واقع تجربتي عندما كنت أتناول وجبات الطعام بالطائرات إلا واشعر بتلبك معوي لأيام ، وما أن ابتعدت عن تناولها إلا واختفى ذلك التلبك ، لهذا ما أن أصل لأول مطار إلا وأتناول وجبتي ، لهذا ابعد عن الشر وغنيله كما يقال ..
ثانيا : لماذا اصطحب معي ثلاثة كُتب واغلبها روايات ، لأنني اكتشفت أنها أفضل عامل يقتل الوقت أثناء السفر ، وبها تكتسب معرفة وثقافة ، وتكتشف عوالم جديدة عبر القراءة أثناء السفر بدلا من مطالعة ساعتك طوال الوقت لمعرفة كم تبقى على الوصول ، في سفرتي الأخيرة قرأت روايتين الأولى اكتشفت بها عوالم مدن أردنية والثانية اكتشفت عوالم مدن وقرى سعودية .
ثالثا : فيما يتعلق بالمال والأمن الشخصي لي ولأسرتي وحتى لا "تخرب" السفرة ويتعكر المزاج ويقع المسافر في ورطة ، اخذ معي خلال السفر من كل شيء نموذجين  ، بطاقتين ائتمان ، بطاقتين صرف إلي ، وهاتفين نقالين ، وعندما أصل للفندق أضع من كل شيء نموذج واحد في صندوق الأمانات بالغرفة ، بمعنى أضع هاتف نقال وبطاقة الائتمان والبطاقة البنكية في صندوق السيف بوكس ، والبطاقات الأخرى والهاتف الأخر معي عندما اخرج من الفندق ، لهذا لو فقدت هاتفي أو محفظتي أو سرقت وأنا خارج الفندق  ما احتفظ به في السيف بوكس بالغرفة هو احتياط ، ولا تخرب السفرة ، لان السرقات تحدث غالباً في المطارات ومحطات القطارات في العواصم الأوربية ، وأكشف لكم أنني في سفرتي الأخيرة لروما،  اكتشف وأنا في محطة القطارات أن محفظتي اختفت أو سرقت أو سقطت مني لا اعرف ، ولم أتأثر بالمرة لان لدي احتياط في السيف بوكس في غرفتي ، هاتف الاي فون وبطاقة فيزا احتياط وبطاقة صرف إلي بنكي، لهذا لم أتأثر بما حدث وألغيت البطاقات التي فقدتها بالاتصال ببنكي في الكويت حيث طُلب مني اثبت السرقة أو الفقد لدى مركز الشرطة  حتى لا يستغل من حصل عليها ويرتكب جرائم بأسمى ، ذهبت إلى مركز الشرطة في المساء ، لكن هناك اكتشفت أن شرطتهم كأنك في أحدى مسرحيات طارق العلي الكوميدية ، الشرطة مكاتبها مغلقة ، ويجب أن تدق الجرس عليهم احتمال بعد نصف ساعة يفتحون أو بعد ساعة ، وإذا فتحوا الباب تدخل في غرفة مساحتها 3 بأربع أمتار،  وهنا تُحبس بالغرفة وتسمع أصوات الشرطة يتضاحكون بالداخل ولا تراهم ،  وما عليك إلا أن  تنتظر متى يفتح لك الباب الداخلي و يخرج شرطي ويقول لك "ها شتبي" وببرود  احتمال بعد نصف ساعة ، واحتمال بعد ساعة يخرج لك وللاخرين المحكورين أو المسروقين معك الذين معك ، وإذا حالفك الحظ يخرج شرطي ويرمي عليك ورقة ويقول سجل ما سُرق منك أو فقدته ، استمتعت بالمشاهد التي شاهدتها بتلك الغرفة وهي مضحكة ومبكية ، منها بنت وصديقها قدموا من أمريكا الجنوبية تضحك وهي تقول سرقوا في أول يوم كل حقائبي في محطة القطار ولا نملك الا الملابس التي علينا ، وأخرى بنت هندية مع زوجها تقول وهي تبكي سرقوا محفظتي وبها فلاش مموري  تحتوي رسالة دكتوراة يعني ضاع جهدي لسنة وسرقوا مفتاح سيارتها ، أمريكي يقول سرقوا جوازه ، عموما جلسنا في تلك الغرفة ومشهد كوميدي من مشاهد عدة ، حتى تكرم وخرج لنا شرطي شاب ، وقدم لي نموذج وطلب أن أسجل ما فقدت وذهب ، وبعد نصف عاد واخذ النموذج واعتمده وإعطاني صورة... المهم ما عرفته أن  هناك في محطات القطارات بكل المدن الأوربية عصابات من عدة أشخاص يراقبون الشخص ، وخاصة إذا كان عربي من دخوله للمحطة  ومتابعته حتى ارتكاب السرقة بعدة طرق لا  تتوقعها ويبتكرون أساليب ، ويقال لو انك اتهمت شخص ما قيل لك لو ثبت انك اتهمته وهو برئ تكون أنت متهم وتعاقب أو تغرم أو حتى تحجز أو تمنع من مغادرة البلاد ..لهذا ما عليك إلا التنازل هذا حدث مع صديق لنا أيضا حيث طُلب منه التنازل  وإلا أصبح هو المُتهم ، عموما استمعت بفصل من فصول أحدى مسرحيات طارق العلي والعرض في روما  .
وسلامتكم و نقدم لكم تجربة قد يستفيد منها من يطلع عليها .
____________ 
من مدونة حمد الحمد  الأربعاء 21 يناير 2015 س 9 و31 ص  
     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق