الأربعاء، 7 مايو 2014

متى نوقف هذه المهزلة ؟


متى نوقف هذه المهزلة  ؟

بقلم : حمد الحمد

________________

السؤال المطروح في الصحف وفي دواويين الكويت هو متى نوقف هذه المهزلة الحكومية ، فلا معنى لما يحدث في شوارعنا الذي اعتدنا عليها ، ما نتحدث عنه مهزلة تغيير أسماء الشوارع التي تلغي كل ما اعتدنا عليه في أحياء نعيش فيها من عقود .

قبل سنتين أو أكثر قال لي صديق هل ترغب بأن نسمي احد شوارع الكويت بأسم والدك ، ويعني والدي عبدالمحسن محمد الحمد رحمه الله ، بدون تردد رفضت وقلت والدي رحمه هناك مسجد يحمل اسمه في منطقة الرابية بني من ثلثه، وما زال المسجد قائما ،وهذا عمل خير ولا رغبة بإطلاق اسمه على شارع لن يضيف له شئيا ، ، واستغرب الصديق رفضي لان هناك العشرات يتسابقون ويقدمون طلبات لتسمية شوارع باسم احد كبار العائلة ويشترط أن يطلق الاسم على الشارع الذي يمر ببيته .

نعرف أن المجلس البلدي هو الذي يقرر ، ولكن الحكومة بدون تدقيق هي التي توافق للمجاملة وبدون تمحيص ، نعم هناك أسماء تستحق، لكن هناك أسماء لا نعرف ما هو الدور الذي قامت به ، فكثير من الأسماء هي أسماء أصحاب مهن مثلا نوخذا أو تاجر أو موظف حكومي أو كبير عائلة أو رئيس جمعية خيرية ، ولكن هل كل أسم ممكن أن نطلقه على شارع ..اعتقد يفترض أن يكون له بصمة فريدة في مجتمعة وأن الاسم من الشهرة و لا يحتاج لتعريف .

تستيقظ في الصباح وتكتشف إن اسم الشارع الذي اعتدت عليه منذ طفولتك قد تغير بدون أذن،  اختفت أسماء الكبار.. أبو الفرج الأصفهاني وبشار بن برد وغيرهم وأسماء لها مكانة في أدبنا العربي  لتستبدل بأسماء كويتية ، لو تدخل جوجل أو الموسوعة الكويتية وتبحث عن انجازاتها لا تجد إي معلومة ..ولو سألك ابن أو حفيد ...هذا الشارع أطلق على فلان الفلاني من هذا الرجل  تقول لا اعرف ولم اسمع به .

     في  دول ديمقراطية هناك أصول لتسمية الشوارع ، واذكر قبل سنة قررت إحدى البلديات في إسرائيل إطلاق اسم أم كلثوم على إحدى شوارعها تخليدا لهذه الفنانة العظيمة ، وعندما تمت الموافقة تم ترتيب احتفال رسمي في الشارع ، ووضعت لافته اسمها على الشارع ، وراح مسئول بالبلدية يلقي كلمة عن دور أم كلثوم في الفن العربي والعالمي  أمام جمع من الناس  و وسائل الإعلام ، وبعد ذلك راحت مطربة يهودية مع فرقتها تغني أغنية لام كلثوم في الشارع ، كل هذا لإعلام الناس أن هذا الاسم يستحق أن يطلق على الشارع .

نحن كل اسم دبر بليل ، وكأنها سرقة لتراثنا مع شوارعنا ،وبهذا كان على كل مواطن تغيير معلومات بطاقته المدنية وعنونه البريدي لو وقع منزله على هذا الشارع .

سألت مختار منطقتنا لقد تغيير اسم هذا الشارع.. من هذا الرجل الذي سمي شارع بأسمه فقال أنا مثلك ما اعرف ...

ما يحدث مهزلة ومجاملات لا اعرف متى تتوقف ..ودليل على نهج غير سوي لا نعرف حتى ألان مبرراته وأين سيقودنا ..

فإذا حكومتنا تخضع لزوير وعوير وتطلق اسم شارع على أسم جده أو والده مجامله ، هنا لا بد أن نعي أننا خرجنا عن خط الدول ذات النظم والقوانين إلى دولة مجاملات بلا نظم ولا قوانين ولا أعراف .

أقول متى نوقف هذه المهزلة .

__________________

·       ينشر المقال في صحيفة الرأي العام الالكترونية www.alrayalaam.com

الكويت في 7 مايو 2014  الأربعاء س 8 ود 35

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق