السبت، 4 مايو 2019

عالمي المُزعج الجميل ..التويتر !!

عالمي المُزعج الجميل .. التويتر !!
كتب : حمد الحمد
____________________
       في عام 2009 وأنا أتصفح جريدتي في الصباح الباكر ، قرأت في مُربع صغير أن هناك شيئا ما اسمه " تويتر "، لفت انتباهي الموضوع رغم أنني لا أعرف معنى كلمة " تويتر " ، وما أن فرغت من قراءة الجريدة، حتى أسرعت إلى "اللاب توب"، واقتحمت النت وبدون تردد لأفتح صفحة في ذلك "التويتر" ، وابدأ التفاعل مع هذا الشيء الجديد والمجهول بالنسبة لي .
   كان تفاعلي بشكل يومي هو أن ارقب الأخبار وخاصة المحلية ، و"الهاش تاجات" أو ما يُطلق عليها "الوسم" ، ورحت بعد ذلك أنقل ما أكتبه في مدونتي من مقالات إلى التويتر ، ويتفاعل معي البعض، وأتلقى ردودا بعضها ايجابي والبعض منها سلبي،  ولكن بعد مسيرة ثلاث سنوات وجدت أن الأمر مُزعج جداً، وان "التويتر" جعل مني إنسانا متوترا ، فهناك حسابات وهمية ترد علي بأسلوب وقح،  لأن الفكر الذي قدمته لا يتوافق معها ، ومع تضخم الموقع بالإخبار المكذوبة، وجدت نفسي منزعجا بين يوم وأخر بسبب هلوسة التويتر، لهذا قررت التوقف عن الدخول والمشاركة ليرتاح البال والمزاج ، وفعلا حدث هذا وشعرت حينها بسعادة احسد عليها، وخرجت من ذلك العالم التويتري في عام 2012  .
   لكن بعد غياب ما يُقارب من ست سنوات نصحني صديق بالعودة، وفعلا عدت عام 2018  و وجدت الموقع نظيف جداً بعد صدور قانون الإعلام الالكتروني وبعقوباته التي أقرت ، رغم أننا لا نؤيد بعضها والناص على الحبس، فعلاً أصبح الموقع أكثر نظافة ، وأصبح اغلب المُغردين لُطفاء جداً،  واختفت الأساليب الوقحة بالرد ، لأن كل ما يُكتب مخالفا للقانون له عقاب، نعم عدت ورحت أتفاعل ولكن بشكل محدود وحذر .
   "تويتر" من عائلة شبكات التواصل الاجتماعي،  موقع تأسس من قبل أربعة شباب أمريكان عام 2006 ، وأحدث وغيره من تلك المواقع تغير في العالم ، ويقال أن هذه الشبكات اكبر حدث هام في تاريخ البشرية بعد اختراع الطباعة، فقبل اختراع الطباعة كانت المعرفة لا تصل لكل الناس ، وبعد طباعة الكتب وصلت المعرفة لفئات اكبر ، لكن مع ظهور شبكات التواصل ومنها تويتر، جعلت الخبر والمعرفة تُنقل بسرعة البرق للجميع ، وصار للفرد قوة اكبر فقبلها حتى يتمكن من إيصال صوته عليه أن يلجا لوسيلة ما ، صحيفة أو قناة تلفزيونية أو غيرها وهذه أما تملكها أنظمه سياسية أو جهات متنفذة .
   لقد أصبح الإنسان الفرد بفضل تلك الشبكات أكثر حرية، وأكثر قوة ،حيث بإمكانه خلق صحيفة بنفسه عبر مدونة،  وإبداء الرأي بدون رقيب يتتبع ما  يكتب ، فعلا تغير العالم بعد تأثير قوة هكذا مُنتجات واعني مواقع التواصل ومنها الفيس بوك والتويتر والمدونات وغيرها، لقد غيرت مجرى تاريخ الإنسانية ، وحركت ثورات في بلدان عدة ومنها الربيع العربي وأزالت حكام ، وأزالت مؤسسات صحفية كبرى في العالم ، وقلصت نشاط شركات الإعلانات أو بعضها اختفى  ، وأصبح للمؤثرين صوت بدون أن يكون هناك وسيط .
   هي منتجات جديدة غيرت وجه العالم لها سلبيات جمة كما لها ايجابيات ، لكن لا نعرف ما الذي سيقدمه المستقبل القريب لنا من أدوات تغير وجه العالم ، كما غيرني وأزعجني ذلك الموقع المزعج الجميل " تويتر " .
 ________________
*هذا المقال نشر بمجلة الكويت عدد مايو 2019 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق