الخميس، 21 مارس 2019

سوق رائجة للسرد .. ولكن !!


سوق رائجة للسرد .. ولكن !!
كتب : حمد الحمد
________________
   يُقبل علينا معرض الكتاب ، وتزدحم أرفف دور النشر بالإصدارات الجديدة ، وعندما نتحدث عن "السرد" نعيش مرحلة الدهشة ، حيث عشرات الأعمال السردية مجموعات قصصية وروايات وغيرها بأسماء عدد من الشباب الكويتي ، وتفرح لذلك،  لكن لا تستطيع أن تقتني كل إصدار لتتبين الأفضل من تلك الأعمال ، لهذا نقع في إشكالية ، حيث تضيع الأعمال المُتميزة بين هذا الكم الهائل الذي يصدر سنويا ، ولا نجد لها صدى .
    اذكر أنني مررت على دار نشر ، ولمحت كتاب كُتب على غلافه بالخط العريض "الطبعة 21 " لمؤلف أول مرة اسمع اسمه ، استغربت الأمر، تصفحته إلا وخليط من شي لا اعرف ما هو، سألت البائع "هل فعلا وصل للطبعة ال 21 ؟"، قال  نعم ، وعليه إقبال كبير .
  وقرأت مرة قول قارئة كانت تقف على رأس شاب كان يوقع روايته الأولى وكان يقول " تصدقين هذه روايتي الأولى رغم أنني لم اقرأ في حياتي رواية !!" ، السؤال هنا هل نشن حملة على تلك الإصدارات ونوقفها كما يُطالب البعض ، طبعا لا ، الكتاب مُنتج مثل أي منتج تجاري،  هناك الجيد والممتاز والسيئ منه ، لهذا المنع ليس الحل الأمثل ، أنما علينا تشجيع الجميع على الكتابة ..
    في أمريكا وأوروبا وغيرها من دول تجد ألاف الإصدارات على أرفف المكتبات تصدر شهريا ، لكن هل جميعها يستحق القراءة ؟ ، طبعا ..لا.. بل أن الكثير لا يحقق أية مبيعات، والبقية تصمد ، ومن يصمد من الكتاب يُكتب له الثراء والنجومية ، ونتذكر مؤلفة روايات "سلسلة هاري بوتر" الأديبة الانجليزية ج. ك. رولينج ، التي قدمت أول مخطوط لروايتها " هاري بوتر " لعشرة دور نشر ، تسع دور رفضت نشر العمل كونه غير صالح للنشر ، ودار واحدة قبلت نشر تلك المخطوطة،  وألان المؤلفة أغنى كاتبة في العالم بعد نشر تلك الرواية ، وثروة الكاتبة تعادل حاليا ثروة الملكة اليازابيث ، بينما كانت المؤلفة قبل ذلك فقيرة الحال لا يتوفر لديها المال لدفع فاتورة تدفئة شقتها الصغيرة لهذا كانت تكتب روايتها في قهوة تحت شقتها الصغيرة لتعيل طفلتها بعد طلاق تركها في حالة صعبة وبلا مورد ، وهنا ندحض القول العربي الشائع " أن الأدب لا يوكل خبز " .
   اعرف كتاب وكتابات من الشباب أعمالهم مُتميزة خرجت للنور في السنوات الأخيرة ، لكن للكم الهائل من الأعمال التي تخرجها دور النشر ضاع هؤلاء،  وبعضهم أحبط ولم نرى لهم أي وجود بعد ذلك .
    ما العمل .. اعتقد دول متقدمة تغلبت على ذلك حيث قامت مؤسسات وصحف بإصدار مؤشر يومي أو شهري لأفضل الكتب مبيعاً ، وبذلك تصل رسالة للجميع عن الأفضل بين الكتب ، وتصل رسائل معنوية للكتاب عندما تصبح إصداراتهم ضمن المؤشر أ و القائمة .
      لهذا لا يوجد مخرج بتجاوز ما نتحدث عنه،  إلا أن تقوم مؤسسات رسمية أو أهلية بهذه المهمة ، نتمنى ذلك لو أنني لا اعتقد ..!!
_________________
( مقال نُشر لي بمجلة الكويت عدد ديسمبر 2018 الصفحة الأخيرة )


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق