الجمعة، 8 أبريل 2022

 

لماذا .. بوتشا وجه اخر للحرب ؟

   في فكر فلاسفة اليونان القدماء هناك مقولة وهي " عندما يفشل أي نظام ما بالداخل فلا مخرج له سوى ان يشعل الحرب خارج حدوده " وهذا ما حدث في منتصف فبراير الماضي ، عندما قرر بوتين ونظامه غزو أوكرانيا جارته المسالمة الديمقراطية الامنة ، واطلق عليها عملية محدودة كما اعلن ، ولكن هي في الحقيقة حرب شعواء مُدمرة ، وما زالت مشتعلة الى يومنا هذا .

   تتوالى الصور عن الدمار الرهيب الذي أصاب ميروبيل وبوتشا وضواحي كييف وغيرها من مدن ، فواجع إنسانية اصابت البشر قبل الحجر ، قد تنتهي الحرب في يوم ما ، لكن ما حدث لن يُمحي من الصدور .

   عبر احدى القنوات اذكر قول من سيدة اوكرانية حيث يشتعل الغضب في صدرها ضد الروس وقادتهم ، وفي قناة ال سي ان ان ، في احد المستشفيات كان هناك حوار مع جندي اوكراني مُصاب ، سأله المذيع هل لك أقارب يعلمون بما حدث لك قال : " لي اخت تعيش في روسيا وعندما اخبرتها بما عمل الروس،  قالت الروس لا يعتدون الاوكرانيون هم من اعتدى " وانا استمع لذلك المشهد تأكد لي انه بالإمكان إعادة بناء ما دمر،  لكن لا يمكن إزالة ما كمن بالصدور من غضب .

    وهنا اذكر في عام 1978 م كنت في إنجلترا احضر دورة لدراسة اللغة الإنجليزية ، وكان معي طلبة من اسبانيا وألمانيا وإيطاليا واليابان ، ولاحظت ان الطلبة الاوربيون لا يتحدثون مع الطالب الألماني ولا يخالطونه ، لهذا وجهت لهم السؤال لماذا ؟ فكانت اجابتهم " انه من جماعة هتلر " ، وهنا رغم مرور عدة عقود على انتهاء الحرب العالمية الثانية ، الا ان الغضب ما زال يكمن في صدور أجيال واجيال.

   نأمل ان تنتهي الحرب وتكون درس للعالم اجمع لخطورة الأنظمة الدكتاتورية التي لا تنتهج الديمقراطيات ، حيث يستبد بها حكام يشعلون حروب عبثية يغيرون بها وجه العالم بغمضة عين .

_____________________

من مدونة الكاتب حمد الحمد / الكويت في 8 ابريل 2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق